يـا من يـبيـع [ الحـيـاء ] ..... فـأشـتريــه ..!!

الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله والحمدلله ربِّ العالمين , الذي خلق الشهور , وفضَّل رمضان على سائرها , وخلق الليالي , وفضَّل ليلة القدر على سائرها , وخلق الأشياء , ورفع بعضها فوق بعض , ليتخذ بعضهم بعضاً سخريا , ورحمة ربك خير مما يجمعون ,الحمدلله الذي أبصرنا بفضلهِ , وسَمِعنا بفضلهِ , و قرأنا بفضلهِ , وفهمنا بفضلهِ , وذلك فضل الله , يؤتيه من يشاء,والله ذو الفضل العظيم.


لسنا في خطبة جمعة كما يظنَّ البعض , و لسنا في درس شرعي كما يظن البعض , ولكن الحياة كلها لله { قل إنَّ صلاتي ونسكي ومحيايَ ومماتي لله رب العالمين , بذلك أمرت , وأنا أول المسلمين } .

فمن ظنَّ أنَّه مخلوق لغير ذلك , فتعازينا الحارة له , ومن ظنَّ أنَّ الدين ذو مجال واحد , فمواساتنا له .


والله إنِّي كتبت , وأسبلت أفكاري للوحة المفاتيح , تأتي بما تبني , فلكم مع التحية , تحية معطرة لكم بأزهار الرياحيين , ومعطرة لكم , بأطياب المسك والأدهان .



يا أخي الكريم , هل من دقائق ألاقيكَ فيها , هل من أمنية تسعى لتؤديها في حياتك !

إنَّ الناظر في أمانيه , ليعلم علم اليقين بأنَّ أغلبنا أمنيهِ بسيطة , وأمانيهِ لا تعدى الحاضر , أمانيه مقيدة بين السماء والأرض

يا أخي , هل أمانيك في دنيا تُصيبها , أو امراةٍ تنكحها !

من علق أمانيهِ بدنياه , لم يصب منها إلا دنياه , ومن علق أمانيه بالآخرة , أخذ من الدنيا ولآخرة مالا يخطر على بال.





إني مسافر غداً بإذن الله بلا عودة , ولا رجعة لكم نهائياً .

وسأسير بطريقٍ طويلٍ وفيه من المهالك والأمور العصيبة مافيه .


ولكن سأسافر بلا نقود , وبلا طعام , وبلا ملبس , وبلا زاد , نعم أنا مجنون , لا تقل لماذا , أنا مجنون ومسافرٌ بلا زاد .




فكم من مسافرٍ بلا زادٍ في دُنيانا , ينتظر رحلتهُ خاوياً !

وُضِعَت لك الفرصة تلو الفرصة حذو الفرصة ,


فلا أراك قد نلت إحداها ولو برهة !



إنِّي عارضٌ لكم مشكلة ومصيبة وطامة عظيمة , فهل أنتم حآلُّون تلك المشكلة !




إليكم نص هذه المشكلة بقلم شاب وكأنهُ لم يرى الناس منذ قِدمِ الأزل , فرآهم , فسالت قريحتهُ حبراً على ورق , بل دمعاً على ورق .



وليسَ الذي يجري من العينِ ماؤها ** ولكنَّها روحٌ تسيلُ فتقطرُ





بسم الذي له الملك وله آتي الكلُّ فردا :



إنَّ أول ما أبدأ بهِ رسالة لكِ أنتِ يا أختاه , رسالة موسومة بذكر الله ,

رأيتكِ وياليت عيني قد ذهب نورها قبل أن أراكِ , رأتيكِ وكم تمنيت العمى لو غطاني عن رؤياكِ .




أهكذا رضيتِ بأن تكوني سلعةً يسلاكِ , أعين الذئب الذي يهوي لُقياكِ !


لبست الألوان الزاهيةَ !

ووضعتِ الأصباغ الباهية !

ومشيت في السوقِ لاهية !

أبهذا الإلهُ قد أوصاك ِ !


بعد أن رأيت تلك المشاهدُ بأمِّ عيني , قلت بعدها نادباً على إخوتي وبناتِ ديني , يا من يبيع الحياءَ فأشتريهِ !!

يا من يبيعُ الحياءَ فأشتريهِ , يا من يبيعُ الحياءَ فأشتريهِ !


إنَّما بُعثتُ لأتمم مكارمَ الأخلاق , فهل أنتِ مستجيبة !


أيسعدُكِ ما أنتِ فيهِ من تواضعِ الحال وسوء المآل !!


لا تَضحكِ على نفسكِ بمقالكِ , إنما أنا طفلة وصغيرةٌ في السن , أو إنِّي وضعت الحجاب فلا تضرني الأمور الأخرى , فهل هذا الذي أراهُ حجاب !



أتعلمين أنَّ القصد من الحجاب السترُ ومنع النظر عن المفاتن , فما بال حجابُكِ عاري !!


وما بالُ نقابكِ فاتن !!


وما بال عباءَتُكِ ضيقة !!


أرضيتِ بأن تكوني عارضةً لهم !


ينظر إليك الحقير والعزيز والغني والفقير !!


هل مفاتنكِ رخيصة عندك لهذه الدرجة , هل أنتِ لعبةً تلعبُ بها أعين الناظرين , أم تسليةً يتسلى بها فؤاد العابثين , هل رضيتِ الإمتهانَ بعرضك هذا العرض السيء , إنما الجوهرة المصونة , تلك البعيدةُ عن منال الآخرين , لا تنالها أعين الذئاب ولا يتمتعون بها ولو بطرفة عين .




ألم تعرفي تلك المرأة القُرشية النسيبة ماذا فعلت !
دخل عليها رجلٌ مخصي , وهو عبد مملوك ليس عندهُ شهوة أبداً , لأنه مخصي , فدخل عليها وهيَ واضعة غطاءها على الأرض فنظر لشعرها , فغطت نفسها ثم ذهبت وقصت شعرها , فسألتها امرأة ما دعاكِ لذلك , فقالت :

ما كنت لأذرَ شعراً نظر إليه غير ذي محرم !!

فكم من فتاة ستقص شعرها وحاجبيها و رمشها وشفتيها ووجهها !


أختي الكريمة النسيبة المسلمة ابنت خديجة وعائشة وفاطمة رضي الله عنهم أجمعين , هل مقامكِ هو أن تكوني عُرضةً لمن أهان الله !

هل مقامك أن تكوني لابسةً لبساً حسناً وعطراً حسناً ليكونَ ذلك لكل من لاقيتِ في الأسواق والمجمعات والدوائر والأماكن جمعاء !

إنما جمالكِ وروعتكِ وكرامتكِ وعزكِ هو أن تكوني مصونةً عن كل عينٍ سيئة وقحة ذَبُلَ فيها الرمد .
هذه رسالتي لكِ أختنا الكريمة , فهل أنتِ قابلةً تلك الرسالة ؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


رسالتي لكَ أخي , أنتَ يا نسيل الأكابر عن الأكابر عن الأكابر , يا معرَّب الأصل والمعرفة , ومسلماً في صدرك عزةُ الإسلام تحميها وتنميها وتكبر في قلبكَ يوماً بعد يوم , إني مرسلٌ لكَ معاتباً !

هل مكانك الذي تهواهُ دوماً , سوقٌ فشاطئٌ فمجمعٌ فسفرةٌ فسقوطٌ فلا تعلم نفسٌ ماذا تكسب غدا ولا تعلم نفسٍ بأي أرضٍ تموت !


أرضيت بالنصراني الكافر لكَ قدوةً , فوضعت لهُ الأمجاد , ونسيت أمجاداً قد هدت جبال !

أتعلم أنَّ النصارى الصليبيين دخلوا الأندلس فقاموا بسبي سبعة آلاف مسلمة بكراً في يوم واحد عندما سقطت الأندلس !
أتعلم أنَّ اليهود قتلوا نبيِّكَ ولو طالوك لم يثنيهم عن قتلكَ شيء !
أتعلم أنكَ تائهٌ بلبسكَ وهندامكَ وطبائعكَ وطريقتكَ في كل يوم !
لا تعرف من أين تبدأ يومكَ ولا كيف تختم ليلتَكَ !
إنما تبدأ اليوم بأغنية وتختمه بفلم السهرة !
أين ذهبت صلاة الفجر من إفتتاح يومِكَ , وأين الوتر من ختام ليلتك !
بل باللهِ قلي ما هو مطلبك في الحياة , وماهيَ أمانيكَ , فكل واحدٍ منَّا يضع أمانيهِ نُصب عينيهِ ليعرفَ أين محلهُ من الإعراب .

إن عبدالله بن الزبير وهو لم يصل لعشر سنين في حضن أبيه في المعارك , وعبدالله بن عمر أو ابن عمرو يبكي في الثالثة عشر من عمرهِ لأنه مُنع من الجهاد بسبب صِغَرِ سنِّهِ , ونحن شبابنا يصل للعشرين والثلاثين ويبكي على فراق فتاة أحلامهِ وعشيقته التي أذهبت رجولتهُ وعقله !


هل أنتَ سعيد بسيارتكَ و خروجكَ اليومي إلى الشوارع تحوم فيها بحثاً عن ضحية جديدة !
هل يا تُرى سيصل الدور إلى أختك من غيرك , تسمع الأذان يجلجلُ الآذان وأنت في غيك سكران !

إلامَ تسهو وتني , ومُعظمُ العُمرِ فَنِي , فيما يضر المُقتني , وليست بالمُرتدِعِ !


تأكد أخي , وكن على يقين , بأن روحكَ في كل يوم تخرج من بين جنبيك وتذهب لبارئها , فيأذن لمن يشاء لتعود في جسدهِ , ويأذن لمن يشاء لتبقى لحسابها وليوفيهِ ما كسب :{ الله يتوفى الأنفسَ حين موتها والتي لم تمت في منامها , فيُمسك التي قضى عليها الموتَ ويُرسل الأخرى إلى أجل مسمى }

فالنوم موتة , وأنا على يقين بأن أكثر الشباب يُطفيء النور وهو قَلق , وينام وهو متوتر الأعصاب , فقد ذاق ذلك الكثير , وعندما عادوا إلى الله , وجدوا أنهم مطمئنين , فرحين , مستيقنين , سعداء بما آتهم الله من فضله , يستبشرون بما وعدهم الله .

أخوتي مع التحية , تحيةً مقرونة بدعوة , ودعوةً مقرونةً بيقين , ويقين أسأل المولى أن يكون مقروناً بتقوى , فأسأل الرحمن أن يجعل مقالي كلمةً في عقبي إلى يوم تُبعثون , كما جعلها لإبراهيم من قبل { وجعلها كلمة باقية في عقبهِ لعلهم يرجعون } فمن رجع , فليبشر , ومن لم يرجع , فلا يلومنَّ إلا نفسه .




ودمتم بحفظ الكبير المتعال , مادام الليل والنهار .


smile.gif



الكـاتب / عبدالله الميموني " أبو معاذ "

جزاه الله كل خير
 

العنيد

عضو مميز
احسنت وجزاك الله خيررر يا شيخ عبدالله

بالعكس نريد ان نكون في درس شرعي

ونريد ان نكون في خطبة جمعة

لكي يعي هذا الضال او هذي الضاله

يا شيخ عبدالله جزاك الله 1000 خير علي هذا القلم المبدع
 

jody

عضو مخضرم
إن عبدالله بن الزبير وهو لم يصل لعشر سنين في حضن أبيه في المعارك , وعبدالله بن عمر أو ابن عمرو يبكي في الثالثة عشر من عمرهِ لأنه مُنع من الجهاد بسبب صِغَرِ سنِّهِ , ونحن شبابنا يصل للعشرين والثلاثين ويبكي على فراق فتاة أحلامهِ وعشيقته التي أذهبت رجولتهُ وعقله !




لا تلوم شباب الأمة .. لا تلومهم ..

الحمدلله على كل حال ..


هل مفاتنكِ رخيصة عندك لهذه الدرجة , هل أنتِ لعبةً تلعبُ بها أعين الناظرين , أم تسليةً يتسلى بها فؤاد العابثين , هل رضيتِ الإمتهانَ بعرضك هذا العرض السيء , إنما الجوهرة المصونة , تلك البعيدةُ عن منال الآخرين , لا تنالها أعين الذئاب


:(

الله يهدي بنات المسلمين يارب ..


..




الله يجزى الشيخ كل خير .. ويجزآك كل خير على هـ النقل اللي يعوّر القلب ..







 
نــور

اللهم آمــين !

بارك الله فيكم أختنا الكريمة نور !

ووفقكم ربي لكل خير !

ونسأل الله سبحانه أن يهدي شباب وشابات الأمة !

ويبارك فيهم !!

وشكرا لتواجدك الطيب أختنا :)
 
أعلى