الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمدلله ربِّ العالمين , الذي خلق الشهور , وفضَّل رمضان على سائرها , وخلق الليالي , وفضَّل ليلة القدر على سائرها , وخلق الأشياء , ورفع بعضها فوق بعض , ليتخذ بعضهم بعضاً سخريا , ورحمة ربك خير مما يجمعون ,الحمدلله الذي أبصرنا بفضلهِ , وسَمِعنا بفضلهِ , و قرأنا بفضلهِ , وفهمنا بفضلهِ , وذلك فضل الله , يؤتيه من يشاء,والله ذو الفضل العظيم.
لسنا في خطبة جمعة كما يظنَّ البعض , و لسنا في درس شرعي كما يظن البعض , ولكن الحياة كلها لله { قل إنَّ صلاتي ونسكي ومحيايَ ومماتي لله رب العالمين , بذلك أمرت , وأنا أول المسلمين } .
فمن ظنَّ أنَّه مخلوق لغير ذلك , فتعازينا الحارة له , ومن ظنَّ أنَّ الدين ذو مجال واحد , فمواساتنا له .
والله إنِّي كتبت , وأسبلت أفكاري للوحة المفاتيح , تأتي بما تبني , فلكم مع التحية , تحية معطرة لكم بأزهار الرياحيين , ومعطرة لكم , بأطياب المسك والأدهان .
يا أخي الكريم , هل من دقائق ألاقيكَ فيها , هل من أمنية تسعى لتؤديها في حياتك !
إنَّ الناظر في أمانيه , ليعلم علم اليقين بأنَّ أغلبنا أمنيهِ بسيطة , وأمانيهِ لا تعدى الحاضر , أمانيه مقيدة بين السماء والأرض
يا أخي , هل أمانيك في دنيا تُصيبها , أو امراةٍ تنكحها !
من علق أمانيهِ بدنياه , لم يصب منها إلا دنياه , ومن علق أمانيه بالآخرة , أخذ من الدنيا ولآخرة مالا يخطر على بال.
إني مسافر غداً بإذن الله بلا عودة , ولا رجعة لكم نهائياً .
وسأسير بطريقٍ طويلٍ وفيه من المهالك والأمور العصيبة مافيه .
ولكن سأسافر بلا نقود , وبلا طعام , وبلا ملبس , وبلا زاد , نعم أنا مجنون , لا تقل لماذا , أنا مجنون ومسافرٌ بلا زاد .
فكم من مسافرٍ بلا زادٍ في دُنيانا , ينتظر رحلتهُ خاوياً !
وُضِعَت لك الفرصة تلو الفرصة حذو الفرصة ,
فلا أراك قد نلت إحداها ولو برهة !
إنِّي عارضٌ لكم مشكلة ومصيبة وطامة عظيمة , فهل أنتم حآلُّون تلك المشكلة !
إليكم نص هذه المشكلة بقلم شاب وكأنهُ لم يرى الناس منذ قِدمِ الأزل , فرآهم , فسالت قريحتهُ حبراً على ورق , بل دمعاً على ورق .
وليسَ الذي يجري من العينِ ماؤها ** ولكنَّها روحٌ تسيلُ فتقطرُ
بسم الذي له الملك وله آتي الكلُّ فردا :
إنَّ أول ما أبدأ بهِ رسالة لكِ أنتِ يا أختاه , رسالة موسومة بذكر الله ,
رأيتكِ وياليت عيني قد ذهب نورها قبل أن أراكِ , رأتيكِ وكم تمنيت العمى لو غطاني عن رؤياكِ .
أهكذا رضيتِ بأن تكوني سلعةً يسلاكِ , أعين الذئب الذي يهوي لُقياكِ !
لبست الألوان الزاهيةَ !
ووضعتِ الأصباغ الباهية !
ومشيت في السوقِ لاهية !
أبهذا الإلهُ قد أوصاك ِ !
بعد أن رأيت تلك المشاهدُ بأمِّ عيني , قلت بعدها نادباً على إخوتي وبناتِ ديني , يا من يبيع الحياءَ فأشتريهِ !!
يا من يبيعُ الحياءَ فأشتريهِ , يا من يبيعُ الحياءَ فأشتريهِ !
إنَّما بُعثتُ لأتمم مكارمَ الأخلاق , فهل أنتِ مستجيبة !
أيسعدُكِ ما أنتِ فيهِ من تواضعِ الحال وسوء المآل !!
لا تَضحكِ على نفسكِ بمقالكِ , إنما أنا طفلة وصغيرةٌ في السن , أو إنِّي وضعت الحجاب فلا تضرني الأمور الأخرى , فهل هذا الذي أراهُ حجاب !
أتعلمين أنَّ القصد من الحجاب السترُ ومنع النظر عن المفاتن , فما بال حجابُكِ عاري !!
وما بالُ نقابكِ فاتن !!
وما بال عباءَتُكِ ضيقة !!
أرضيتِ بأن تكوني عارضةً لهم !
ينظر إليك الحقير والعزيز والغني والفقير !!
هل مفاتنكِ رخيصة عندك لهذه الدرجة , هل أنتِ لعبةً تلعبُ بها أعين الناظرين , أم تسليةً يتسلى بها فؤاد العابثين , هل رضيتِ الإمتهانَ بعرضك هذا العرض السيء , إنما الجوهرة المصونة , تلك البعيدةُ عن منال الآخرين , لا تنالها أعين الذئاب ولا يتمتعون بها ولو بطرفة عين .
ألم تعرفي تلك المرأة القُرشية النسيبة ماذا فعلت !
دخل عليها رجلٌ مخصي , وهو عبد مملوك ليس عندهُ شهوة أبداً , لأنه مخصي , فدخل عليها وهيَ واضعة غطاءها على الأرض فنظر لشعرها , فغطت نفسها ثم ذهبت وقصت شعرها , فسألتها امرأة ما دعاكِ لذلك , فقالت :
ما كنت لأذرَ شعراً نظر إليه غير ذي محرم !!
فكم من فتاة ستقص شعرها وحاجبيها و رمشها وشفتيها ووجهها !
أختي الكريمة النسيبة المسلمة ابنت خديجة وعائشة وفاطمة رضي الله عنهم أجمعين , هل مقامكِ هو أن تكوني عُرضةً لمن أهان الله !
هل مقامك أن تكوني لابسةً لبساً حسناً وعطراً حسناً ليكونَ ذلك لكل من لاقيتِ في الأسواق والمجمعات والدوائر والأماكن جمعاء !
إنما جمالكِ وروعتكِ وكرامتكِ وعزكِ هو أن تكوني مصونةً عن كل عينٍ سيئة وقحة ذَبُلَ فيها الرمد .
هذه رسالتي لكِ أختنا الكريمة , فهل أنتِ قابلةً تلك الرسالة ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رسالتي لكَ أخي , أنتَ يا نسيل الأكابر عن الأكابر عن الأكابر , يا معرَّب الأصل والمعرفة , ومسلماً في صدرك عزةُ الإسلام تحميها وتنميها وتكبر في قلبكَ يوماً بعد يوم , إني مرسلٌ لكَ معاتباً !
هل مكانك الذي تهواهُ دوماً , سوقٌ فشاطئٌ فمجمعٌ فسفرةٌ فسقوطٌ فلا تعلم نفسٌ ماذا تكسب غدا ولا تعلم نفسٍ بأي أرضٍ تموت !
أرضيت بالنصراني الكافر لكَ قدوةً , فوضعت لهُ الأمجاد , ونسيت أمجاداً قد هدت جبال !
أتعلم أنَّ النصارى الصليبيين دخلوا الأندلس فقاموا بسبي سبعة آلاف مسلمة بكراً في يوم واحد عندما سقطت الأندلس !
أتعلم أنَّ اليهود قتلوا نبيِّكَ ولو طالوك لم يثنيهم عن قتلكَ شيء !
أتعلم أنكَ تائهٌ بلبسكَ وهندامكَ وطبائعكَ وطريقتكَ في كل يوم !
لا تعرف من أين تبدأ يومكَ ولا كيف تختم ليلتَكَ !
إنما تبدأ اليوم بأغنية وتختمه بفلم السهرة !
أين ذهبت صلاة الفجر من إفتتاح يومِكَ , وأين الوتر من ختام ليلتك !
بل باللهِ قلي ما هو مطلبك في الحياة , وماهيَ أمانيكَ , فكل واحدٍ منَّا يضع أمانيهِ نُصب عينيهِ ليعرفَ أين محلهُ من الإعراب .
إن عبدالله بن الزبير وهو لم يصل لعشر سنين في حضن أبيه في المعارك , وعبدالله بن عمر أو ابن عمرو يبكي في الثالثة عشر من عمرهِ لأنه مُنع من الجهاد بسبب صِغَرِ سنِّهِ , ونحن شبابنا يصل للعشرين والثلاثين ويبكي على فراق فتاة أحلامهِ وعشيقته التي أذهبت رجولتهُ وعقله !
هل أنتَ سعيد بسيارتكَ و خروجكَ اليومي إلى الشوارع تحوم فيها بحثاً عن ضحية جديدة !
هل يا تُرى سيصل الدور إلى أختك من غيرك , تسمع الأذان يجلجلُ الآذان وأنت في غيك سكران !
إلامَ تسهو وتني , ومُعظمُ العُمرِ فَنِي , فيما يضر المُقتني , وليست بالمُرتدِعِ !
تأكد أخي , وكن على يقين , بأن روحكَ في كل يوم تخرج من بين جنبيك وتذهب لبارئها , فيأذن لمن يشاء لتعود في جسدهِ , ويأذن لمن يشاء لتبقى لحسابها وليوفيهِ ما كسب :{ الله يتوفى الأنفسَ حين موتها والتي لم تمت في منامها , فيُمسك التي قضى عليها الموتَ ويُرسل الأخرى إلى أجل مسمى }
فالنوم موتة , وأنا على يقين بأن أكثر الشباب يُطفيء النور وهو قَلق , وينام وهو متوتر الأعصاب , فقد ذاق ذلك الكثير , وعندما عادوا إلى الله , وجدوا أنهم مطمئنين , فرحين , مستيقنين , سعداء بما آتهم الله من فضله , يستبشرون بما وعدهم الله .
أخوتي مع التحية , تحيةً مقرونة بدعوة , ودعوةً مقرونةً بيقين , ويقين أسأل المولى أن يكون مقروناً بتقوى , فأسأل الرحمن أن يجعل مقالي كلمةً في عقبي إلى يوم تُبعثون , كما جعلها لإبراهيم من قبل { وجعلها كلمة باقية في عقبهِ لعلهم يرجعون } فمن رجع , فليبشر , ومن لم يرجع , فلا يلومنَّ إلا نفسه .
ودمتم بحفظ الكبير المتعال , مادام الليل والنهار .
الكـاتب / عبدالله الميموني " أبو معاذ "
جزاه الله كل خير
بسم الله والحمدلله ربِّ العالمين , الذي خلق الشهور , وفضَّل رمضان على سائرها , وخلق الليالي , وفضَّل ليلة القدر على سائرها , وخلق الأشياء , ورفع بعضها فوق بعض , ليتخذ بعضهم بعضاً سخريا , ورحمة ربك خير مما يجمعون ,الحمدلله الذي أبصرنا بفضلهِ , وسَمِعنا بفضلهِ , و قرأنا بفضلهِ , وفهمنا بفضلهِ , وذلك فضل الله , يؤتيه من يشاء,والله ذو الفضل العظيم.
لسنا في خطبة جمعة كما يظنَّ البعض , و لسنا في درس شرعي كما يظن البعض , ولكن الحياة كلها لله { قل إنَّ صلاتي ونسكي ومحيايَ ومماتي لله رب العالمين , بذلك أمرت , وأنا أول المسلمين } .
فمن ظنَّ أنَّه مخلوق لغير ذلك , فتعازينا الحارة له , ومن ظنَّ أنَّ الدين ذو مجال واحد , فمواساتنا له .
والله إنِّي كتبت , وأسبلت أفكاري للوحة المفاتيح , تأتي بما تبني , فلكم مع التحية , تحية معطرة لكم بأزهار الرياحيين , ومعطرة لكم , بأطياب المسك والأدهان .
يا أخي الكريم , هل من دقائق ألاقيكَ فيها , هل من أمنية تسعى لتؤديها في حياتك !
إنَّ الناظر في أمانيه , ليعلم علم اليقين بأنَّ أغلبنا أمنيهِ بسيطة , وأمانيهِ لا تعدى الحاضر , أمانيه مقيدة بين السماء والأرض
يا أخي , هل أمانيك في دنيا تُصيبها , أو امراةٍ تنكحها !
من علق أمانيهِ بدنياه , لم يصب منها إلا دنياه , ومن علق أمانيه بالآخرة , أخذ من الدنيا ولآخرة مالا يخطر على بال.
إني مسافر غداً بإذن الله بلا عودة , ولا رجعة لكم نهائياً .
وسأسير بطريقٍ طويلٍ وفيه من المهالك والأمور العصيبة مافيه .
ولكن سأسافر بلا نقود , وبلا طعام , وبلا ملبس , وبلا زاد , نعم أنا مجنون , لا تقل لماذا , أنا مجنون ومسافرٌ بلا زاد .
فكم من مسافرٍ بلا زادٍ في دُنيانا , ينتظر رحلتهُ خاوياً !
وُضِعَت لك الفرصة تلو الفرصة حذو الفرصة ,
فلا أراك قد نلت إحداها ولو برهة !
إنِّي عارضٌ لكم مشكلة ومصيبة وطامة عظيمة , فهل أنتم حآلُّون تلك المشكلة !
إليكم نص هذه المشكلة بقلم شاب وكأنهُ لم يرى الناس منذ قِدمِ الأزل , فرآهم , فسالت قريحتهُ حبراً على ورق , بل دمعاً على ورق .
وليسَ الذي يجري من العينِ ماؤها ** ولكنَّها روحٌ تسيلُ فتقطرُ
بسم الذي له الملك وله آتي الكلُّ فردا :
إنَّ أول ما أبدأ بهِ رسالة لكِ أنتِ يا أختاه , رسالة موسومة بذكر الله ,
رأيتكِ وياليت عيني قد ذهب نورها قبل أن أراكِ , رأتيكِ وكم تمنيت العمى لو غطاني عن رؤياكِ .
أهكذا رضيتِ بأن تكوني سلعةً يسلاكِ , أعين الذئب الذي يهوي لُقياكِ !
لبست الألوان الزاهيةَ !
ووضعتِ الأصباغ الباهية !
ومشيت في السوقِ لاهية !
أبهذا الإلهُ قد أوصاك ِ !
بعد أن رأيت تلك المشاهدُ بأمِّ عيني , قلت بعدها نادباً على إخوتي وبناتِ ديني , يا من يبيع الحياءَ فأشتريهِ !!
يا من يبيعُ الحياءَ فأشتريهِ , يا من يبيعُ الحياءَ فأشتريهِ !
إنَّما بُعثتُ لأتمم مكارمَ الأخلاق , فهل أنتِ مستجيبة !
أيسعدُكِ ما أنتِ فيهِ من تواضعِ الحال وسوء المآل !!
لا تَضحكِ على نفسكِ بمقالكِ , إنما أنا طفلة وصغيرةٌ في السن , أو إنِّي وضعت الحجاب فلا تضرني الأمور الأخرى , فهل هذا الذي أراهُ حجاب !
أتعلمين أنَّ القصد من الحجاب السترُ ومنع النظر عن المفاتن , فما بال حجابُكِ عاري !!
وما بالُ نقابكِ فاتن !!
وما بال عباءَتُكِ ضيقة !!
أرضيتِ بأن تكوني عارضةً لهم !
ينظر إليك الحقير والعزيز والغني والفقير !!
هل مفاتنكِ رخيصة عندك لهذه الدرجة , هل أنتِ لعبةً تلعبُ بها أعين الناظرين , أم تسليةً يتسلى بها فؤاد العابثين , هل رضيتِ الإمتهانَ بعرضك هذا العرض السيء , إنما الجوهرة المصونة , تلك البعيدةُ عن منال الآخرين , لا تنالها أعين الذئاب ولا يتمتعون بها ولو بطرفة عين .
ألم تعرفي تلك المرأة القُرشية النسيبة ماذا فعلت !
دخل عليها رجلٌ مخصي , وهو عبد مملوك ليس عندهُ شهوة أبداً , لأنه مخصي , فدخل عليها وهيَ واضعة غطاءها على الأرض فنظر لشعرها , فغطت نفسها ثم ذهبت وقصت شعرها , فسألتها امرأة ما دعاكِ لذلك , فقالت :
ما كنت لأذرَ شعراً نظر إليه غير ذي محرم !!
فكم من فتاة ستقص شعرها وحاجبيها و رمشها وشفتيها ووجهها !
أختي الكريمة النسيبة المسلمة ابنت خديجة وعائشة وفاطمة رضي الله عنهم أجمعين , هل مقامكِ هو أن تكوني عُرضةً لمن أهان الله !
هل مقامك أن تكوني لابسةً لبساً حسناً وعطراً حسناً ليكونَ ذلك لكل من لاقيتِ في الأسواق والمجمعات والدوائر والأماكن جمعاء !
إنما جمالكِ وروعتكِ وكرامتكِ وعزكِ هو أن تكوني مصونةً عن كل عينٍ سيئة وقحة ذَبُلَ فيها الرمد .
هذه رسالتي لكِ أختنا الكريمة , فهل أنتِ قابلةً تلك الرسالة ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رسالتي لكَ أخي , أنتَ يا نسيل الأكابر عن الأكابر عن الأكابر , يا معرَّب الأصل والمعرفة , ومسلماً في صدرك عزةُ الإسلام تحميها وتنميها وتكبر في قلبكَ يوماً بعد يوم , إني مرسلٌ لكَ معاتباً !
هل مكانك الذي تهواهُ دوماً , سوقٌ فشاطئٌ فمجمعٌ فسفرةٌ فسقوطٌ فلا تعلم نفسٌ ماذا تكسب غدا ولا تعلم نفسٍ بأي أرضٍ تموت !
أرضيت بالنصراني الكافر لكَ قدوةً , فوضعت لهُ الأمجاد , ونسيت أمجاداً قد هدت جبال !
أتعلم أنَّ النصارى الصليبيين دخلوا الأندلس فقاموا بسبي سبعة آلاف مسلمة بكراً في يوم واحد عندما سقطت الأندلس !
أتعلم أنَّ اليهود قتلوا نبيِّكَ ولو طالوك لم يثنيهم عن قتلكَ شيء !
أتعلم أنكَ تائهٌ بلبسكَ وهندامكَ وطبائعكَ وطريقتكَ في كل يوم !
لا تعرف من أين تبدأ يومكَ ولا كيف تختم ليلتَكَ !
إنما تبدأ اليوم بأغنية وتختمه بفلم السهرة !
أين ذهبت صلاة الفجر من إفتتاح يومِكَ , وأين الوتر من ختام ليلتك !
بل باللهِ قلي ما هو مطلبك في الحياة , وماهيَ أمانيكَ , فكل واحدٍ منَّا يضع أمانيهِ نُصب عينيهِ ليعرفَ أين محلهُ من الإعراب .
إن عبدالله بن الزبير وهو لم يصل لعشر سنين في حضن أبيه في المعارك , وعبدالله بن عمر أو ابن عمرو يبكي في الثالثة عشر من عمرهِ لأنه مُنع من الجهاد بسبب صِغَرِ سنِّهِ , ونحن شبابنا يصل للعشرين والثلاثين ويبكي على فراق فتاة أحلامهِ وعشيقته التي أذهبت رجولتهُ وعقله !
هل أنتَ سعيد بسيارتكَ و خروجكَ اليومي إلى الشوارع تحوم فيها بحثاً عن ضحية جديدة !
هل يا تُرى سيصل الدور إلى أختك من غيرك , تسمع الأذان يجلجلُ الآذان وأنت في غيك سكران !
إلامَ تسهو وتني , ومُعظمُ العُمرِ فَنِي , فيما يضر المُقتني , وليست بالمُرتدِعِ !
تأكد أخي , وكن على يقين , بأن روحكَ في كل يوم تخرج من بين جنبيك وتذهب لبارئها , فيأذن لمن يشاء لتعود في جسدهِ , ويأذن لمن يشاء لتبقى لحسابها وليوفيهِ ما كسب :{ الله يتوفى الأنفسَ حين موتها والتي لم تمت في منامها , فيُمسك التي قضى عليها الموتَ ويُرسل الأخرى إلى أجل مسمى }
فالنوم موتة , وأنا على يقين بأن أكثر الشباب يُطفيء النور وهو قَلق , وينام وهو متوتر الأعصاب , فقد ذاق ذلك الكثير , وعندما عادوا إلى الله , وجدوا أنهم مطمئنين , فرحين , مستيقنين , سعداء بما آتهم الله من فضله , يستبشرون بما وعدهم الله .
أخوتي مع التحية , تحيةً مقرونة بدعوة , ودعوةً مقرونةً بيقين , ويقين أسأل المولى أن يكون مقروناً بتقوى , فأسأل الرحمن أن يجعل مقالي كلمةً في عقبي إلى يوم تُبعثون , كما جعلها لإبراهيم من قبل { وجعلها كلمة باقية في عقبهِ لعلهم يرجعون } فمن رجع , فليبشر , ومن لم يرجع , فلا يلومنَّ إلا نفسه .
ودمتم بحفظ الكبير المتعال , مادام الليل والنهار .
الكـاتب / عبدالله الميموني " أبو معاذ "
جزاه الله كل خير