الكندري والجهرمي وتنكر المياه
أصدرت القبس، في بداية يونيو الماضي، كتيبا من 57 صفحة عن تاريخ البحث عن المياه في الكويت قبل اكتشاف النفط. والكتيب من تأليف "مونيك غانغان Monique Guingand" والتي ربما تكون باحثة فرنسية، حيث أن الكتيب لم يتضمن سيرتها ولم يرد فيه أية معلومات عنها، بالرغم من أنها زارت الكويت وبقيت فيها فترة قابلت خلالها بعض الشخصيات التي زودتها بالكثير مما احتواه كتيبها القيم من معلومات. وقد بحثت عن "مونيك" لدى الشيخ "غوغل" فلم أجد لها ذكرا أو شرحا واضحا. حتى الويكيبيديا، التي لا يعتد كثير بمعلوماتها، لم يرد لها ذكر فيه، ولكن هذا ليس موضوع مقالنا، بل يتعلق بملاحظتين على مواد الكتاب، وردت الأولى في الصفحة 20 وتعلقت بأصل تسمية "الكندري" حيث ورد أن التسمية ربما جاءت من كلمة "كندر، وتعني بالفارسية العصا، والتي تستعمل لحمل أواني الماء في طرفيها. ولكن بالبحث وسؤال من لديه إلمام باللغة الفارسية تبين أن كلمة "كندر" تطلق، بالفارسية والعربية، على نوع من العلكة، كما تعني الكلمة مدينة. كما يقال أن كلمة "كندر" تعني الكتف أو ألأكتاف بلغة الأردو الهندية، وربما تكون الأقرب للصحة، فالكتف يستخدم للحمل عادة، وعلب المياه كانت تنقل بحملها على الأكتاف. وأثناء بحثي عن مدينة كندر أو كندري في منطقة "بر فارس" وقعت على معلومات كثيرة طريفة من المنطقة ذاتها حيث وجدت أن مدينة "عوض، أو أوز، وتكتب بالإنجليزية Avaz"، هي التي قدمت منها أسر العوضية.
وتسمية "فارس" كانت، وربما لا تزال، تطلق على الجزء الجنوبي الغربي من إيران، وبشكل أكثر تحديدا من مدينة شيراز، العاصمة القديمة لفارس، وجنوبها وحتى السواحل الغربية الجنوبية لإيران، والمطلة على الخليج. ويمكن القول أن غالبية مواطني الكويت، من الذين تعود أصولهم لفارس، سبق وأن قدموا من برها، وبالتحديد من مدن مثل ششتر ولار وفارس وتراكمه، وعاصمتها "لامرد"، والتي تقع شمال مدينة "كاوبندي" والتي قد تعني "مربط البقر، والتي قد يكون قدم منها أسر "القبندية". كما أن هناك مدن بيرم وأشكنان، وكراش وبهبهان، ومنها جاء البهبهانية، وربما المعرفية، كما أن هناك "خوش أو" أو "خوش آب"، التي ربما قدم منها الخشاوية. وهناك جهرم التي قدم منها قبل قرنين من الزمن أجداد كاتب المقال، ومن المدينة نفسها قدم أجداد الشاعر المعروف " الملا عابدين"، الذي ورد ذكره في أكثر من كتاب عن شعراء الكويت، والذي اشتهر بلقب "الجهرمي الحقيقي". كما قدم من نفس المنطقة عوائل المحامين عبدالحميد الصراف وعبدالعزيز طاهر من وآل باقر ومنهم الكوت وعيدان وملا جعفر وملا جمعه وعابدين. كما سبق وأن قدم من بر فارس في الفترة ذاتها عوائل الريس والهولي والبستكية، نسبة لمنطقة بستك، واللنقاويه من "بندر لنجه"، ودشتي من دشت، وكوهجة من الكوهجي، والخشتي من خشت، والقاسمي من جسمي، والجاركي من بنرد جارك، وشيرو التي ربما يعود أصل الشيراويه في البحرين لها، وهكذا غيرهم الكثير. وهنا نتمنى على الإخوة الكنادرة وبقية الأسر الكريمة، من المطلعين على تواريخ أسرهم، تأكيد أو نفي وتعديل ما ورد في مقالنا خدمة للحقيقة والتاريخ.
أما الملاحظة الثانية فتتعلق بما ورد في الصفحة 22 من الكتيب من أن أوائل محطات تقطير مياه البحر في الكويت، وجعلها صالحة للشرب، قد تم تشغيلها عامي 1951، و1953ومعها ظهرت شاحنات، أو صهاريج نقل المياه. وبالرغم من مرور نصف قرن على طريقة النقل البدائية وغير الصحية تلك، إلا أن أجزاء كبيرة من "الدولة الثرية" لا تزال تعتمد في الحصول على حاجتها من الماء على هذه الوسيلة، وهذا أمر يدعوا حقا للخجل، بعد كل ما صرف على مشاريع المياه من مليارات الدولارات الغالية، وعلى يد أكثر من 20 وزير كهرباء وماء.... وطاقة!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقال للكاتب / أحمد الصراف .. منعت القبس نشره ..
وهو يتحدث عن اصول بعض العوائل الكويتية الكريمة
وصراحه ما فيه شيء يدعوا للمنع ..
