مـذكـرات (( رجل معدّد )) ,, !!

الحـــرة

عضو ذهبي
(( الحلقة الحادية عشرة ))

بعد شدّ وجذب أقرّ شقيق الزوجة ووكيلها بأنه لم يكن هناك دخول شرعي خصوصا..
أنه كان حريصا على ذلك ليحصل على المهر كاملا..
ويلحق بي في اعتقاده أكبر ضرر ممكن.
بينما سيحصل على نصف المهر إذا لم يكن هناك دخول..
وقد أفهمه حضرة القاضي أن الطلاق قبل الدخول في صالح شقيقته لأنه ليس عليها والحال ما ذُكر عدة تعتدها..
ويمكن أن يتقدم لها عريس جديد ويعوضها ربي..
فانبلجت عشرة بالمائة من أسارير وجهه المتجهمة وقال:
إن شاء الله ربي يعوضها أحسن من هذا ألف مرة..
فنظر إليه القاضي والتفت إلي وقال:وبعد هذا ربي يعوضه إن شاء الله..
طبعا كنت قد دفعت المهر كاملاً فأخذتني عاطفة فقررت أمام القاضي التنازل عن نصف المهر الثاني لعروس
السابقة ومطلقتي الجديدة.. >>>شهامه متعدد:D
ولقد قابل أخوها ذلك الموقف الشهم النبيل من طرف العبد الفقير بتصعير الخد وقوطبة الجبين وحملقة العينين..
وحين طلب مني القاضي التلفظ بالطلاق ... ارتج عليّ وشعرت والله برهبة وخوف وقلق..
ولكنني استعنت بالله وتجلدت وقلت:زوجتي فلانة طالق طلقة واحدة..
انتهى المشهد المهيب وخرجنا من القاعة ونظرات صهري السابق تلاحقني ولقد كان بوده لو أمكنه الفتك بي..
وركبت السيارة وأنا شارد الذهن حيران..
ولقد ركبتني موجتان من الشعور في هذه الحال:
الموجة الأولى:أحسست بعبء ثقيل ينزاح عن كاهلي..وهم كبير يسقط عني..
ولكن سرعان ما توارت هذه الموجة..
الموجة الثانية : شعرت بطلائع خفيفة من الحزن بدأت تظهر في فضاء قلبي ووجداني..
وكانت هذه الأحزان تتزايد وتتعاظم شيئا فشيئاً حتى تُوجت بدمعتين في محاجري..
صاح العديل:أين سرحت يا عريس الهنا؟؟..خيرها في غيرها..إن شاء الله ربي يعوضك أحسن منها..
والغريب أن عديلي هذا كحال كثير من زعماء عصرنا يحسن التنظير والتأطير في قضايا التعدد
غير أنه لم يعدد حتى تلك اللحظة..
أنزلنا صاحبنا وتوجهنا إلى المنزل حيث أنزلني عديل الهنا ودخلت بيتي وكان الوقت قبيل الظهر..
وجدت طفليّ نائمين وأما أمهما فقد بدأت تستعد لتحضير وجبة الغداء..
دخلت واجما حزينا وسلمت ويممت صوب السرير وألقيت بجسدي المنهك عليه..
وبدأت من جديد أستعرض شريط الذكريات في هذه التجربة التي كانت على مرارة ختامها ومع إخفاقها تجربة فيها
ذكريات حلوة جميلة ومشاعر حب وهوى قُتلت في عز شبابها..
كان منظر عروسي والطلاق مهما كان فإن وقعه على المرأة شديد..
أقول كان منظرها أمامي أتخيلها تبكي وتكفكف دموعها وهي تندب حظها العاثر وكل شيء عند الله بمقدار...
ثم تسرح بي ذاكرتي من جديد فأتذكر اللحظات الحلوة والذكريات الجميلة والابتسامات والضحكات والنكات فأكاد
أتبسم وعيناي قد اغرورقتا بالدمع..
ثم أتصورها وهي تجهش بالبكاء..فأشعر بمثل السكاكين في صدري وقلبي..
وفي هذه اللحظات العصيبة دخلت زوجتي ورأت حالي الكئيب فاقتربت مني على غير رغبة مني في مثل هذه الحال
وقالت:خيرا يا حبيبي..وش فيك..أنت جالس تبكي.. ؟!
فتمالكت نفسي بصعوبة بالغة وأوقفت حركة البكاء القسري وأما عيناي فقد بقيت تذرفان الدمع دون توقف..
لم أجد بداً من إخبار زوجتي بطلاق عروسي.. فقعدت بجنبي تبكي أيضا.. >> يا حلوها :D
ولقد لامتني والحق يقال على موضوع الطلاق وقالت:مهما يكن من شيء فهي لا تحب لبنت الناس إلا مثل ما
تحب لنفسها..وكانت وما زالت صاحبة خلق ودين.. !!
خرجت زوجتي بالطفل الكبير الذي استيقظ باكيا ومضفيا على تلك الأجواء الحزينة مزيداً من الإزعاج والبكاء والعويل..
بقيت لوحدي وأطلقت لنفسي ما كتمته من البكاء لعلي أخفف بعض الشيء عما يلتهب في صدري وقلبي من حزن وألم..
عموما انقضت عدة أسابيع وأنا أداوي جراح قلبي التي كانت تطيب وتندمل بهدوء..
وفي هذه الفترة أقبلت على عملي وزوجتي وطفلي الصغيرين..
وفي مرة دُعيت إلى حفل زفاف لأحد الأصدقاء لزواجه بالثالثة.. وجلس بعض الرفاق يتمازحون حول التعدد ...
ويتضاحكون كعادة جماهير الرجال خصوصا في مثل حفلات الزفاف..
فسألني بعضُهم وقد أوتي حظه من ثقالة الظل والجسد:وش أخبارك يا عريس؟؟متى الحفلة؟؟..
ولقد عرف بعض الأصدقاء نبأ زواجي ولم يعرفوا خبر طلاقي..
فحاولت أتجنب الإجابة على سؤاله الممل دون جدوى.. فقلت:قريباً إن شاء الله..
عدت من الحفلة وبدأت أستذكر من جديد فصول قصتي التي انقضى على الفصل الآخير منها نحو الشهرين..
على أن معنوياتي التعددية بدأت ترتفع فوق خط الصفر شيئا فشيئا بعد أن هبط المؤشر بعد الطلاق تحت الصفر..
ولكن والحمد لله ها هو يعاود الارتفاع من جديد..
وذات يوم قابلت أحد الأصدقاء فتجاذبنا الحديث يمينا وشمالا حتى ذكر امرأة من عائلة أصهاره..
وأنها أرملة وتعيش مع أولادها الخمسة..وترغب في زوج يخاف الله يسيّر عليها
ويأتيها حسب ظروفه حيث تقيم في شقة في فيلا والدها ويعيش معها في نفس الفيلا والداها وإخوتها
والفيلا خاصة بهم لا يشاركهم في سكناها أحد.. طبعا صديقي هذا كان طيب القلب جدا وذا عفوية وسهولة
فقد ذكر تلك المعلومات في كلامه العابر.. ثم أردف بكلام آخر
وقد كان حالي مع تلكم المعلومات كحال صقر يوشك أن ينام على صخرة مرتفعة
فمرت في الوادي تحته فريسة فاستعد لينقض عليها.. فقلت:يا أبا فلان.. قال:سـم..
فقلت:سم الله أعداءك وسممهم الله أجمعين أكتعين أبتعين.. قال:سم تفضل وش عندك؟؟..
فقلت متصنعا للرزانة والهدوء وكأن تلك المعلومات لا تهمني وإنما قد تهم غيري:
على فكرة قريبة أصهارك هذي ما تزوجت ولا جاءها أحد..
فضحك وقال:لا يكون أنت ناوي –طبعا و لم يعلم حفظه الله بتجربتي السابقة-وأنني ناوي وهاوي :D
فقلت:يا ريت..ولكن أمكن لو مر عليَّ أحد يخاف الله بس ودي تعطيني بعض معلومات عشان لو لقينا لها ابن حلال..
ما شاء الله صرت الحين أزوج الآخرين!!..وأهتم ببنات المسلمين :eek:
فقال لي:عندها ثلاث بنات وولدين وبنتها الكبيرة في أولى جامعة والباقين في الثانوية والمتوسطة والابتدائية
فقلت ساخطا في نفسي وقد اندلقت موجة من التذمر فوق كلماتي الخارجة من فمي: يعني الحرمة كبيرة..كم عمرها؟؟..
فقال لي:شكلك يوم تسأل وتدقق كأنك أنت اللي بتتزوجها!
فقلت مستغلا تلك الفرصة ولألقي بعض التمهيد للمشروع الجديد:والله ما في أحد يكره الخير..
بس أنا حاليا ليس لدي رغبة في التعدد..
مع أن مؤشر الرغبة قد وصل قبيل الذروة بقليل!!..
فقال:لعلمك لقد تزوجت هذه المرأة المسكينة وهي صغيرة ربما في الرابعة عشر من عمرها..
يعني عمرها حوالي الخامسة والثلاثين..
فحولت الموضوع إلى جانب المزاح كي أبني عزيمتي على جدار الجدية بعد ذلك بحرية!..
فقلت مازحا ومستظرفا ومستخفا دمي:
قالت العرب:ابنة العشرين لذةٌ للناظرين!!..
وابنة الثلاثين لذةٌ للمعانقين!!..
وابنة الأربعين لحم وشحم ولين!!..
وابنة الخمسين كثيرة الأنين!!..
وابنة الستين عجوز في الغابرين..
وضحكنا وقهقهنا وقررت أن أصارح صديقي فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك..والصراحة راحة..
وأحسن شيء الدغري يا برعي..ومحسوبكم دغري على طول :D
فقلت : وش رأيك لو تقدمت أنا عند أنسابك وخطبت أم فلانة تعتقد وش بيكون الرد؟؟..
فقال:خلاص نويت وأنت قبل شوي تقول ما لك رغبة..خلك صريح والعب على المكشوف..
فقلت:أنا دائما أحب اللعب على المكشوف..وقلبي على العرس يا هو ملهوف..ولكن لم تجب على سؤالي وش
تتوقع يكون رد أنسابك؟؟.. قال:وهل سيجدون أحسن منك..
فقلت متواضعا وقد نظرت إلى الأرض:إن شاء الله نكون عند حسن الظن..
ثم قلت له:تكفى يا بو فلان ودي ببعض الوصف للعروس يعني طويلة قصيرة سمراء بيضاء نحيفة غليظة..
فقال لي:ما شاء الله عليها الأهل يثنون عليها وكل شيء فيها سوف يعجبك بإذن الله لكن يقولون عنها:إنها
مليانة شوية؟؟..طبعا وأنا من الصنف الرجالي الملّواني أعني الذين يحبون المليانات والمربربات
من النساء مع أن سيادتي غير مربرب.. بل ميديم وسط والحمد لله..
قلت:مليانة شوية!!! والله هذا عز الطلب :D
فقال:سوف أطلب من الأهل أن يجسوا نبض العروس وأن يعطوها طرفا من الموضوع..
فقلت:ومتى الرد؟؟.. قال:بإذن الله بعد أسبوع؟؟..
فقلت:هذه مدة طويلة تكفى أرجو أن يأتيني الرد خلال يومين أو ثلاثة..
فقال سوف أحاول..وأبشر بالذي يسرك..بس هدي اللعب شوية..
قلت:أنا مهدي بس لا تبطي علينا يا بو الأخبار الحلوة..
وافترقنا وبدأت طيور السعادة تزقزق فوق رأسي طول الطريق..
وبدأت أتنعنش وأحلم بعالم الرومانسية والحب بالحلال الزلال..
وعندما دخلت منزلي اشتغلت الحاسة السابعة في زوجتي
وهي الحاسة التي تدرك بها بعض النساء شيئا من نشاط
زوجها التعددي..وهي تختلف من امرأة إلى أخرى حيث
تقوى وتضعف بحسب طبيعة كل امرأة وبحسب الظروف
والأحوال في بعض الأحيان..
وانهالت علي بسيل هائل من الأسئلة والتحقيقات والتدقيقات
والتفريعات والتمحكات والاتهامات..
وحاولت أجيب مرة وأغضب أخرى..
ولكن يكاد المريب أن يقول خذوني..



(( نهاية الحلقة الحادية عشرة ))


تجربة جديدة .. سيخوضها صاحبنا
ياترى هل سيكتب لها النجاح .. أم ستفشل كسابقتها ؟!
هذا ما سنشاهده في الحلقة القادمة ..
فتابعونا :D
 
اشرايج فيني اول وحدة ارد:إستحسان:

صاحبنا شكله ما تاب مزواج;)

الله يستر شكله ماراح يتهنا عريس الهنا:p

مشكورة عالحلقة :وردة:

تسلم اناملج:وردة::وردة:
 

ريميــة

عضو مخضرم
صراحة الزوجة الأولى ماكو إحســــــــــــــــــــــــااااس !!!!

وهالمطفوق ميت عالعرس بيصير معدد غصب طيب واهو يخق من أول مشكلة

متابعة :mad:
 

قديم

عضو مخضرم
بنات اليوم فرصتكم اتردون على الحرة

لان احنا مشغولين بالاستجوابات

واسمحولنا ما ردينا معاكم
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
بصراحة البطلة إلى الأن في القصة هي زوجته الأولى وأم أولاده , أما الرجل فهو يخرج من حفرة يقع في دحديرة.

.
 

ريميــة

عضو مخضرم
بصراحة البطلة إلى الأن في القصة هي زوجته الأولى وأم أولاده , أما الرجل فهو يخرج من حفرة يقع في دحديرة.



.

أنا أشوفها عديمة إحساس !!! يعني مهما يكون السلبية هذي ماتخرج من امرأة

شكلها بس يهمها عيالها ياكلون وينامون وزوجها كيفه يسوي اللي يسوي !!!

معقولة في مرة بهالمشاعر الباردة !!!!
 

قديم

عضو مخضرم
أنا أشوفها عديمة إحساس !!! يعني مهما يكون السلبية هذي ماتخرج من امرأة

شكلها بس يهمها عيالها ياكلون وينامون وزوجها كيفه يسوي اللي يسوي !!!

معقولة في مرة بهالمشاعر الباردة !!!!



ترى يا اخت ريمية

مو شرط اذا كانت الزوجة الاولى انها تهتم باعيالها انها توصف بوصف البرود

وبعدين يعنى شطارة الدندرة والمشاكل وبالاخير قضايا بالمحاكم والنتيجة ضياع الاعيال لا من الابو المزواج :))) ولا من الام الباردة الحريصة على مستقبل اعيالها
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
أنا أشوفها عديمة إحساس !!! يعني مهما يكون السلبية هذي ماتخرج من امرأة

شكلها بس يهمها عيالها ياكلون وينامون وزوجها كيفه يسوي اللي يسوي !!!

معقولة في مرة بهالمشاعر الباردة !!!!

السلام عليكم أختنا الكريمة

لا أبدا ما مشاعر باردة ولا شيء ولكنه عقل وتقديم مصلحة على مفسدة , فالغيرة مثل أي مشاعر من المشاعر الإنسانية يمكن للإنسان أن يكبتها إذا وجد أن في ذلك مصلحة له , فمصلحة الأولاد قد تكون سببا في ذلك , وقد تستعلي المرأة بالإيمان على هذه المشاعر لاسيما وأن زوجها لا يخالف أمرا شرعيا ولا خلقيا , فالصبر والتحمل وفهمها للمشاعر وعدم رغبتها في أذية أختها المسلمة بالطلاق حتى بعدما وقع ليظهر بأنها صاحبة عقل راجح , فما الذي تكسبه المرأة هي أولادها إذا ثارت ولقبت الدنيا وطلبت الطلاق وجلست بغير عائل ؟! فعلها هو الفعل الصحيح لها ولأولادها.

.
 

الحـــرة

عضو ذهبي
(( الحلقة الثانية عشر ))


جاءني رد صديقي بعد حوالي أسبوع ظللت خلال تلك المدة متشوقاً ملتهب الضلوع..
قابلني صاحبي في المدرسة وقال أبشر بما يسرك..
وهنا احتبست أنفاسي فرحاً وخوفاً وإن كانت موجات الخوف والتوجس استطاعت

أن تطوي موجات الفرح بداخلها فاختفت أو كادت ...
حاولت استعادة رباطة جأشي سريعا وتمالكت قائلاً:ما هي البشارة بشرك الله بالجنة؟
قال : الجماعة موافقين وموعد الرؤية بعد يومين
فقلت:الله يبشرك بالخير وبدأت على الفور أسترد ذكريات الماضي القريب وأنظر بشيء من
الوجل والخوف للمستقبل المهيب
افترقت عن صديقي ولكن الخوف لم يفارقني وظل القلق يصحبني حتى وصولي إلى المنزل..
طبعا الحاسة السادسة التي شرحنا طرفا من سيرتها سابقا بدأت تعمل كالعادة لدى زوجتي الأولى
هذه الحاسة تزيد قدرتها على الكشف والاستنتاج كلما زاد القلق والخوف والتوتر لدى سعادتي الذي كم حاولت
جاهدا أن أبدو طبيعيا ولكن دون فائدة
وحين ألحت علي بكثرة الأسئلة ذكرت بأن هناك ضغوطا في العمل من المدير ووكيله
لم تبتلع زوجتي تلك التبريرات وأما أنا فقد بدأت أتهيأ نفسيا للقاء الموعود..
وجاء اللقاء الموعود بعد ترقب وتوجس وطول انتظار مع قصر المدة ولكنها الحالة التي كنت عليها
أطالت القصير ويوشك أن تقصِّر الطويل
ركبت سيارتي وتوجهت إلى منزل المخطوبة بعد أن أخذت الوصف بدقة متناهية
ووصلت المكان وأوقفت السيارة ونزلت منها مترقبا متلفتا ذات اليمين وذات الشمال
ثم طرقت الباب بعد أن قرأت آية الكرسي وفاتحة الكتاب..
فخرج لي رجل أظنه في الأربعين ملامحه قوية ومساحة التقطيب في وجهه كمساحة
المياه بالنسبة لليابسة على الكرة الأرضية..
سلمت فرد السلام فعرفت بنفسي معكم الفقير لله الراجي عفو مولاه الخاطب من طرف فلان..
فقال تفضل والله والنِّعم في فلان يعني صديقي وأما أنا فلا ونِّعم ولا هم يحزنون
دخلنا إلى صالون كبير وثير المقاعد فاتجهت بخبرتي الضعيفة إلى صدر المجلس
لأكون في أحسن وضع حين تدخل العروس إلينا فأراها من أول إطلالتها وحتى آخر انصرافها كاملة غير منقوصة..
شعرت حين جلست أو هكذا خُيل إليَّ بأني ضيف ثقيل الظل مطفش ممِل
طبعا حاولت أن أقطع الصمت المطبق الذي أعقب الجلوس لأنني أحسست بالاختناق من ذلك الجو الخانق والحانق
فقلت الجو حار هذه الأيام وكان عرقي يتصبب على جبيني فلست أدري أمن ضعف التكييف
أو من عدم رباطة جأش شخصي الضعيف فرد علي بصوت مرتفع نعم الجو حار جداً
فقلت:نعوذ بالله من حر جهنم فالتفت عني ولم يجبني ولو حتى بآمين ودعا أخاه الأصغر بصوت عال يوشك أن
يسمع به من بين لابتي الحارة وين القهوة؟
وجاءت القهوة واحتسيت فنجانا واحدا وقيل لي بصوت قوي:تقهو.. فقلت شكرا
واضطررت لرفع صوتي بها منطلقا من المبدأ الدستوري :لكل حزة لبوس
وعاد الصمت ليطبق على مجلسنا من جديد وسمعت صوت خطوات أو شعرت بأن أحدا يبدو أنه يتأهب لدخول
المجلس فقمت بعملية تشييك سريعة على الفور أتأكد فيها من وزن المرزاب على نقطة السنتر
فوق مفرقي المتهلل بالعرق كما أتأكد خلالها من أن
جميع أزرار العنق قد أحكم إغلاقها وأخذت أعتدل في المجلس
مرة أسترخي بظهري ومرة أرفع ظهري كل ذلك استعدادا لطلة العروس
وجاءت الطلة المنتظرة لا لأرى العروس ولكن لأرى شقيقها الأكبر حيث دخل علينا
بوجه عبوس وسلم سلاما ثقيلا كأنه كابوس..
وإذا كنت فيما سبق من مجلسي أشكو من الصمت المطبق فلقد عانيت بعد دخول هذا الآخير من الكلام المقلق..
حيث أنهال علي حفظه الله ورعاه بسيل عرمرم مؤذ من الأسئلة المتنوعة المختلفة المتناقضة أحياناً..
ما اسمك؟ ومن أين أنت؟ وكم عمرك؟ وأين تعمل؟ وكم خدمتك؟ وما مقدار مرتبك؟
وأين يعيش والدك؟ وهل أمك على قيد الحياة؟ وهل لكم أقارب هنا في المدينة؟
طبعا هذه الأسئلة أو أغلبها تمت الإجابة عليها من قبل صديقي وصهرهم ولكن اللحاحة أعيت من يداويها..
ثم بدأ في طرح نوع من السؤالات ذات الوزن الثقيل واللقافة في التطويل..
قلي بصراحة لماذا تريد أن تتزوج على زوجتك؟هل قصرت معك زوجتك في شيء؟؟
وقبل أن أحاول أن أبدأ الإجابة تلقف قائلاً: وعلى فكرة وهل تقرب لك زوجتك ؟ وكم مضى لك منذ زواجها..؟؟
طبعا لم أجد مفرا من الإجابة على هذا الكم الكبير من الأسئلة الثقيلة الممرضة
ولكن لأجل عين تكرم مدينة وهل رأيت بالله شيئا عليكم حتى أحتمل هذا الطوفان العظيم من هذه التحقيقات الغليظة؟؟
نسيت أن أذكر أن هذا الشقيق كان إذا التفت إلى أخويه هش وبش وإذا توجه بالحديث إلي عبس وبسر وكشر وشزر..
طبعا طال المجلس وكان الوقت بعد العشاء فقلت في نفسي:يا ولد لماذا لا تبادربالهجوم فهي أحسن وسيلة للدفاع..
فقلت:يا جماعة الخير فضلاً وليس أمراً أنا عندي موعد مهم بعد حوالي ساعة ويا ليت تأتي العروس لأراها وتراني
الرؤية الشرعية بارك الله فيكم..
طبعا طلبي لم يلق ترحابا عند صاحبنا هذا المهذار الثرثار معليش نسيبي وأنا حر يغفر الله لي وله ولكم فلستم
تعرفونه ولا تعرفونني
ويبدو أن الجهات الداخلية في المنزل من النساء قد ضقن ذرعا بذلك الشقيق
فما هي إلا لحظات حيث قام أصغرهم رعاه الله وأيده ليدعو العروس لتأتي للنظر والجلوس..
وبدأت أنفاسي تحتبس حين وقف شقيقها الأصغر على باب المجلس وهو يقول: هيا أدخلي يا الله يا بنت الحلال
أدخلي هذا شرع الله والحمد لله ما فيه شيء
وهي تتلكأ في الدخول ونبضاتي تخفق في قلبي بسرعة وتصول وتجول..
وآخيراً دخلت العروس وهي تنظر عند قدميها وأما أنا فقد فتحت حدقة العينين على مصراعيها حتى أرى أكبر
مساحة لأرى المملوح ثم أضطررت إلى غض بصري بعد أن رأيت أعين القوم ترمقني بوضوح ..
جاءت وجلست وهي خجلى وقد أدركت أنها مربربة بل فوق الربربة ربربة..
وساد الصمت قليلاً وهنا قررت أن أكون سيد الموقف بلا نزاع فقررت أن أسألها بضعة أسئلة وكان منها سؤال
سخيف لا أعرف كيف خرج من رأسي ولا أدري هل استساغه القوم أم سألقى بسببه التقريع واللوم..
هذا السؤال لفظه كان ما يلي:هل أنت مقتنعة بالزواج؟ لا أحد يلومني ويقول أوَ تسأل امرأة في بيت أهلها خرجت
إليك في مجلسهم لتراها من أجل الزواج هل هي مقتعنة بالزواج؟هذا الذي حدث وأقصه كما وقع!!
طبعا أجابت العروس على هذا السؤال السخيف برد لطيف تمثل في هز رأسها هزة خفيفة فوق تحت وتحت وفوق
وأظنها عدة هزات ولست متأكدا..
طبعا أنا أفضل عند الرؤية الشرعية وكما يقول خبراء القانون عفوا التعدد رؤية العروس واقفة ذاهبة آيبة..
فترددت في أن أطلب أن تهب واقفة وأن تذهب وتجيء..وبينما أنا متردد متوجل
إذا بالعروس قد هبت قائمة وانصرفت من المجلس حاولت أن ألاحقها بنظرة حسيرة ولكن هيهات هيهات..
حتى هذه الرؤية لم تكتمل وابتدرني القوم بنظراتهم وكأنني قرأت على وجوههم بعض تساؤلاتهم
التي تطلب مني الانصراف
فقلت في نفسي خلك رجال واطلب رؤيتها مرة ثانية وفعلا طلبت ذلك معللا بأنها لم تجلس معي فترة كافية
وأخذت أسوق تبريرات اجتماعية معروفة بأن هذا زواج وعشرة عمر وليس سنة أو سنتين..
فاختلفوا واعترض الأغلبية منهم أعني اعترض اثنان ووافق أصغرهم ورفع طلبي إلى الجهات الداخلية المسؤولة
التي سرعان ما قامت مشكورة بتلبية الطلب كحالة استثنائية
وجاءت عروسي ترفل من جديد وجعلت أرمقها من بعيد..


(( نهاية الحلقة الثانية عشر ))


تابعوا أحداث الحلقة القادمة .. لتعرفوا مصير هذه الخطبة ..

>> مشوّقة للغاية ;)
 

""" صمتي جرحني """

عضو بلاتيني
التعدد شي صحي عشان نلقى حل للبنات العانسات حرام والله عمره 30 ومحد طق بابه بسبة قلة الرجال وكثرة النساء ورفض التعدد من طرف النساء
 

قديم

عضو مخضرم
انا اسف صراحة

ما قريت القصص من وخرت اخر مرة

بس من متابعتى للاخ فيصل حسيت بالمرارة من افعال الريال هذا

بس اقول لا تتظايق يا فيصل

وبعدين خل نشوف اخرتها مع الحرة
 
أعلى