الأجوبة البهية على الأسئلة الغبية ( الجزء الثاني )....بقلم د.فخرالدين المناظر

بوجسوم

عضو ذهبي
س : لسان عربي مبين أم السنه أُخر :-
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ{16/103}النحل .

أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا {4/82} النساء .
تناقضها سوره ال عمران,وسوره النمل,وسوره الاعراف الخ..
نَزَّلَ عَلَيْـكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {3/3} ال عمران .
أليس توراه تعني الشريعه,والانجيل تعني البشاره أو الخبر السار!.
قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ {27/29} إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {27/30}النمل.
أحقا أن سليمان كتب في العربية! وما هو كتابة؟.
يَا بَنِي( آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ )كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ {7/27}الاعراف .
آدم هي عبريه مشتقه من آدما أي تراب:
وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى {20/121} طة.
والشيطان هي عبريه سَطان مشتقه من شيطا أي المسبب :
وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ {22/52}الحج .
نَزَّلَ عَلَيْـكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَـا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {3/3} ال عمران .
توراة هي عبرية تعني الناموس او الشريعة .
انجيل هي كلمة يونانية تعني الحدث او الخبر السار نسبة لاحداث يسوع المسيح .

ثانياً: ماذا تعني هذه الكلمات العربيه المبينه:_
وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ {81/17}التكوير .
كهيعص {19/1}مريم .
الم {29/1} العنكبوت .
وسورة البقرة , وسورة ال عمران , وسورة العنكبوت ,وسورة النور , الخ..

ج: لا يا صاح ،، كل ما تقوله خاطئ ،، أولا الإنجيل هو اسم علم وليس ترجمة لبشارة والدليل على ذلك أن ترجمات الكتاب اللامقدس عند النصارى لا تترجم كلمة إنجيل إلى البشارة أو الحدث السار بل نقرأ في النسخ العربية كلمة إنجيل :
مرقس1 عدد 15: ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله.فتوبوا وآمنوا بالانجيل (SVD)
مرقس14 عدد 9: الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا لها (SVD)
مرقس 16 عدد 15: وقال لهم اذهبوا إلى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. (SVD)

رومية1عدد 9: فان الله الذي اعبده بروحي في انجيل ابنه شاهد لي كيف بلا انقطاع اذكركم (SVD)
رومية10عدد 16: لكن ليس الجميع قد اطاعوا الانجيل لان اشعياء يقول يا رب من صدق خبرنا. (SVD)
مرقس1 عدد 15: ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله.فتوبوا وآمنوا بالانجيل (SVD)
مرقس14 عدد 9: الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا لها (SVD)
مرقس 16 عدد 15: وقال لهم اذهبوا إلى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. (SVD)

فلم يقل آمنوا بالبشارة... وأيضا باللغة الفرنسية في النسخ الفرنسية تبقى كلمة إنجيل هي ذاتها ،، وإسم الإنجيل بالفرنسية هو l’évengile
فمثلا لا يصح ان أترجم كلمة فرنسا ، او إيطاليا ، إلى اللغة العربية، فاستخدم عقلك هداك الله
وأكتفي برد الأزهر على هذه الشبهة الضاحضة :
[هذه هى شبهتهم الواهية ، التى بنوا عليها دعوى ضخمة ، ولكنها جوفاء ، وهى نفى أن يكون القرآن عربيًّا مثلهم كمثل الذى يهم أن يعبر أحد المحيطات على قارب من بوص ، لا يلبث أن تتقاذفه الأمواج ، فإذا هو غارق لا محالة.
ولن نطيل الوقوف أمام هذه الشبهة ، لأنها منهارة من أساسها بآفة الوهن الذى بنيت عليه. ونكتفى فى الرد عليها بالآتى:
- إن وجود مفردات غير عربية الأصل فى القرآن أمر أقر به علماء المسلمين قديماً وحديثاً. ومن أنكره منهم مثل الإمام الشافعى كان لإنكاره وجه مقبول سنذكره فيما يأتى إن شاء الله.
- ونحن من اليسير علينا أن نذكر كلمات أخرى وردت فى القرآن غير عربية الأصل ، مثل: مِنْسَأَة بمعنى عصى فى سورة " سبأ " ومثل " اليم " بمعنى النهر فى سورة " القصص " وغيرها.
- إن كل ما فى القرآن من كلمات غير عربية الأصل إنما هى كلمات مفردات ، أسماء أعلام مثل: " إبراهيم ، يعقوب ، إسحاق ، فرعون " ، وهذه أعلام أشخاص ، أو صفات ، مثل:" طاغوت ، حبر" ، إذا سلمنا أن كلمة " طاغوت " أعجمية.
- إن القرآن يخلو تمامًا من تراكيب غير عربية ، فليس فيه جملة واحدة إسمية ، أو فعلية من غير اللغة العربية.
- إن وجود مفردات أجنبية فى أى لغة سواء كانت اللغة العربية أو غير العربية لا يخرج تلك اللغة عن أصالتها ، ومن المعروف أن الأسماء لا تترجم إلى اللغة التى تستعملها حتى الآن. فالمتحدث بالإنجليزية إذا احتاج إلى ذكر اسم من لغة غير لغته ، يذكره برسمه ونطقه فى لغته الأصلية ومن هذا ما نسمعه الآن فى نشرات الأخبار باللغات الأجنبية فى مصر ، فإنها تنطق الأسماء العربية نُطقاً عربيّا . ولا يقال: إن نشرة الأخبار ليست باللغة الفرنسية أو الإنجليزية مثلاً ، لمجرد أن بعض المفردات فيها نطقت بلغة أخرى.
والمؤلفات العلمية والأدبية الحديثة ، التى تكتب باللغة العربية ويكثر فيها مؤلفوها من ذكر الأسماء الأجنبية والمصادر التى نقلوا عنها ، ويرسمونها بالأحرف الأجنبية والنطق الأجنبى لا يقال: إنها مكتوبة بغير اللغة العربية ، لمجرد أن بعض الكلمات الأجنبية وردت فيها ، والعكس صحيح.
ومثيرو هذه الشبهة يعرفون ذلك كما يعرفون أنفسهم فكان حرياًّ بهم ألا يتمادوا فى هذه اللغو الساقط إما احتراماً لأنفسهم ، وإما خجلاً من ذكر ما يثير الضحك منهم.
- إنهم مسرفون فى نسبة بعض هذه المفردات التى ذكروها وعزوها إلى غير العربية:
فالزكاة والسكينة ، وآدم والحور ، والسبت والسورة ، ومقاليد ، وعدن والله ، كل هذه مفردات عربية أصيلة لها جذور لُغوية عريقة فى اللغة العربية. وقد ورد فى المعاجم العربية ، وكتب فقه اللغة وغيرها تأصيل هذه الكلمات عربيّا فمثلاً:
الزكاة من زكا يزكو فهو زاكٍ. وأصل هذه المادة هى الطهر والنماء.
وكذلك السكينة ، بمعنى الثبات والقرار ، ضد الاضطراب لها جذر لغوى عميق فى اللغة العربية. يقال: سكن بمعنى أقام ، ويتفرع عنه: يسكن ، ساكن ، مسكن ، أسكن.
- إن هذه المفردات غير العربية التى وردت فى القرآن الكريم ، وإن لم تكن عربية فى أصل الوضع اللغوى فهى عربية باستعمال العرب لها قبل عصر نزول القرآن وفيه.. وكانت سائغة ومستعملة بكثرة فى اللسان العربى قبيل نزول القرآن وبهذا الاستعمال فارقت أصلها غير العربى ، وعُدَّتْ عربية نطقاً واستعمالاً وخطاًّ.
إذن فورودها فى القرآن مع قلتها وندرتها إذا ما قيست بعدد كلمات القرآن لا يخرج القرآن عن كونه " بلسان عربى مبين "
ومن أكذب الادعاءات أن يقال: إن لفظ الجلالة " الله " عبرى أو سريانى وإن القرآن أخذه عن هاتين اللغتين. إذ ليس لهذا اللفظ الجليل " الله " وجود فى غير العربية:
فالعبرية مثلاً تطلق على " الله " عدة إطلاقات ، مثل ايل ، الوهيم ، وأدوناى ، ويهوا أو يهوفا. فأين هذه الألفاظ من كلمة " الله " فى اللغة العربية وفى اللغةاليونانية التى ترجمت منها الأناجيل إلى اللغة العربية حيث نجد الله فيها " الوى " وقد وردت فى بعض الأناجيل يذكرها عيسى عليه السلام مستغيثاً بربه هكذا " الوى الوى " وترجمتها إلهى إلهى.
إن نفى عروبة القرآن بناء على هذه الشبهة الواهية أشبه ما يكون بمشهد خرافى فى أدب اللامعقول.] انتهى.

اما الكلمات العربية المبينة التي لا تعلمها لجهلك فتعني :
{الليل إذا عسعس } اذا اقبل بظلامه.
أما الحروف المقطعة في أوائل بعض السور فنقول بحمد الله :
أنه قد وردت هذه الفواتح تارة مفردة بحرف واحد، وتارة مركبة من حرفين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة.

فالسور التى بدأت بحرف واحد ثلاثة وهى سور ص، ق، ن.

والسور التى بدأت بحرفين تسعة وهى: طه، يس، طس، { وحم } فى ست سور هى: غافر، فصلت، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف.

والسورة التى بدأت بثلاثه أحرف ثلاث عشرة سورة وهى: { ألم } فى ست سور: البقرة، وآل عمران، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة و { الر } فى خمس سور هى: يونس، هود، يوسف، الحجر، إبراهيم و { طسم } فى سورتين هما: الشعراء، القصص.

وهناك سورتان بدئتا بأربعة أحرف وهما. الرعد، { المر } ، والأعراف، { المص } ، وسورتان - أيضاً - بدئتا بخمسة أحرف وهما: مريم { كهيعص } ، والشورى { حم عسق }.

فيكون مجموع السور التى افتتحت بالحروف المقطعة تسعا وعشرين سورة.

هذا، وقد وقع خلاف بين العلماء فى المعنى المقصود بتلك الحروف المقطعة التى افتتحت بها بعض السور القرآنية، ويمكن إجمال خلافهم فى رأيين رئيسين:

الرأي الأول يرى أصحابه: أن المعنى المقصود منها غير معروف، فهى من المتشابه الذى استأثر الله بعلمه.

وإلى هذا الرأى ذهب ابن عباس - فى إحدى رواياته - كما ذهب إليه الشعبى، وسفيان الثورى، وغيرهم من العلماء، فقد أخرج ابن المنذر وغيره عن الشعبى أنه سئل عن فواتح السور فقال: إن لكل كتاب سراً، وإن سر هذا القرآن فى فواتح السور. ويروى عن ابن عباس أنه قال: عجزت العلماء عن إدراكها. وعن على - رضي الله عنه - أنه قال: " إن لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجى ". وفى رواية أخرى عن الشعبى أنه قال: " سر الله فلا تطلبوه ".

ومن الاعتراضات التى وجهت إلى هذا الرأى، أنه كان الخطاب بهذه الفواتح غير مفهوم للناس، لأنه من المتشابه، فإنه يترتب على ذلك أنه كالخطاب بالمهمل، أو مثله كمثل المتكلم بلغة أعجمية مع أناس عرب لا يفهمونها..

وقد أجيب عن ذلك بأن هذه الألفاظ لم ينتف الإِفهام عنها عند كل الناس، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يفهم المراد منها، وكذلك بعض أصحابه المقربين - ولكن الذى ننفيه أن يكون الناس جميعاً فاهمين لمعنى هذه الحروف المقطعة فى أوائل بعض السور.

وهناك مناقشات أخرى للعلماء حول هذا الرأى يضيق المجال عن ذكرها.

أما الرأى الثانى فيرى أصحابه: أن المعنى المقصود منها معلوم، وأنها ليست من المتشابه الذى استأثر الله بعلمه.

وأصحاب هذا الرأى قد اختلفوا فيما بينهم فى تعيين هذا المعنى المقصود على أقوال كثيرة، من أهمها ما يأتى:

1- أن هذه الحروف أسماء للسور، بدليل قول النبى صلى الله عليه وسلم

" من قرأ حم السجدة حفظ إلى أن يصبح " وبدليل اشتهار بعض السور بالتسمية بها كسورة وسورة (يس).

ولا يخلو هذا القول من الضعف، لأن كثيراً من السور قد افتتحت بلفظ واحد من هذه الفواتح، والغرض من التسمية رفع الاشتباه.

2- وقيل إن هذه الحروف قد جاءت هكذا فاصلة للدلالة على انقضاء سورة وابتداء أخرى.

3 - وقيل: إنها حروف مقطعة، بعضها من أسماء الله - تعالى - وبعضها من صفاته، فمثلاً { الۤمۤ } أصلها: أنا الله أعلم.

4 - وقيل: إنها اسم الله الأعظم. إلى غير ذلك من الأقوال التى لا تخلو من مقال، والتى أوصلها السيوطى فى " الإِتقان " إلى أكثر من عشرين قولا.

5 - ولعل أقرب الآراء إلى الصواب أن يقال: إن هذه الحروف المقطعة قد وردت فى افتتاح بعض السور للإِشعار بأن هذا القرآن الذى تحدى الله به المشركين هو من جنس الكلام المركب من هذه الحروف التى يعرفونها، ويقدرون على تأليف الكلام منها، فإذا عجزوا عن الإِتيان بسورة من مثله، فذلك لبلوغه فى الفصاحة والحكمة مرتبة يقف فصحاؤهم وبلغاؤهم دونها بمراحل شاسعة، وفضلا عن ذلك فإن تصدير السور بمثل هذه الحروف المقطعة يجذب أنظار المعرضين عن استماع القرآن حين يتلى عليهم إلى الإِنصات والتدبر، لأنه يطرق أسماعهم فى أول التلاوة ألفاظ غير مألوفة فى مجارى كلامهم، وذلك مما يلفت أنظارهم ليتبينوا ما يراد منها، فيستمعوا حكما وحججاً قد يكون سبباً فى هدايتهم واستجابتهم للحق.

هذه خلاصة لأراء العلماء فى الحروف المقطعة التى افتتحت بها بعض السور القرآنية، ومن أراد مزيداً لذلك فليرجع - مثلاً - إلى كتاب " الإِتقان " للسيوطى، وإلى كتاب " البرهان " للزركشى، وإلى تفسير الألوسى.
فكأن الله - تعالى - يقول لأولئك المعارضين فى أن القرآن من عند الله - تعالى -، هاكم القرآن ترونه مؤلفا من كلام هو من جنس ما تؤلفون به كلامكم، ومنظوماً من حروف هى من جنس الحروف الهجائية التى تنظمون منها حروفكم، فإن كنتم فى شك من كونه منزلاً من عند الله فهاتوا مثله. أو عشر سور من مثله، بل بسورة واحدة من مثله، وادعوا من شئتم من الخلق لكى يعاونكم فى ذلك...

فلما عجزوا - وهم أهل الفصاحة والبيان - ثبت أن غيرهم أعجز، وأن هذا القرآن من عند الله
{ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً }

ولا مجال للتوسع أكثر فالمراد مفهوم والكلام مقصود ،، وتعسا لمن لا يعتبر.

-----------------------------------------------
يتبع
 

بوجسوم

عضو ذهبي
س : كل من آمن بالله وعمل صالحاً يقبل منه أم لا يقبل منه:_
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ ( وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ ) مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {2/62} البقرة .
ونحن نعلم أن النصارى هم يهود غنوسيين وقد قرض أسمهم من وجه التاريخ منذ أربعه عشر عاماً!.
أما الصابئين هم اتباع يوحنا المعمدان وأغلبهم منتشرون في العراق إلى يومنا الحالي.
لاحظ أن كل القرأن لم يذكر أي شيء يخص العقيده المسيحيه مثل : يوم الاحد , كنيسه,العهد الجديد,الكتاب المقدس , مسيحيين, الخ..بل ذكر بعض ديانات العالم منها المجوس(سوره الحج 17:22) في أنهم يعبدون الله ونحن نعلم أن المجوس مشتقه من المجوسيه وهم المشعوذين :-
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ) وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {22/17}.
تناقضها سوره ال عمران .
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {3/85} ال عمران .

ج: مرة أخرى تدلس على القرآن الكريم،، أولا النصارى الذين تحدث عنهم الله في كتابه المجيد هم من يُطلقون على أنفسهم إسم مسيحيين ،، وللعلم فأصل كلمة مسيحيين أطلقه الوثنيون على النصارى بقصد الشتيمة ولكن تبنوه للغباء والعياذ بالله وهذا شيء يلزمه مقال منفرد ، ثانيا إلى يومنا هذا مازلتم تطلقون على المبشرين بالدين المسيحي إسم المنصرين ،، ثم حينما ينضم أحد إلى المسيحية ويعتنقها لا تقولون تمسح بل تقولون تنصر ،، فتأمل يا هداك الله .
النصارى إسم مشتق من الناصرة وهي قرية المسيح عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله عليه السلام،، والقرآن الكريم تحدث عن النصارى وعن عقائدهم مثل: موضوع التثليث ، وألوهية المسيح ، وتحريف الإنجيل ،وبنوة المسيح المزعومة ، وتوريث الخطية ، والصلب المزعوم ... كل هذه القضايا هي أساس إيمانكم المسيحي ، فكيف بعد ذلك تقول أنه عز وجل لم يتحدث عنكم يا معشر النصارى؟؟؟

ثم نأتي إلى تفسير الآيات التي وقع عندك خلط فيها ،، يقول رب العزة :
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

ففى هذه الآية الكريمة حدثنا القرآن عن أربع فرق من الناس:

أما الفرقة الأولى: فهى فرقة الذين آمنوا، والمراد بهم الذين آمنوا بالنبى صلى الله عليه وسلم، وصدقوه.

وابتدأ القرآن بهم للإِشعار بأن دين الإِسلام دين قائم على أساس أن الفوز برضا الله لا ينال إلا بالإِيمان الصادق والعمل الصالح، ولا فضل لأمة على أمة إلا بذلك، كما قال - تعالى -:
{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ }
وأما الفرقة الثانية: فهى فرقة الذين هادوا، أى: صاروا يهوداً، يقال: هاد وتهود، أى دخل فى اليهودية، وسمواً يهوداً نسبة إلى يهوذا أكبر أولاد يعقوب - بقلب الذال دالا فى التعريب - أو سمواً يهودا حين تابوا من عبادة العجل، من هاد يهود هودا بمعنى تاب. ومنه
{ إِنَّا هُدْنَـآ إِلَيْكَ }
أى: تينا.

والفرقة الثالثة: هى فرقة النصارى، جمع نصران بمعنى نصرانى، كندامى وندمان والياء فى نصرانى للمبالغة، وهم قوم عيسى - عليه السلام - قيل سمواً بذلك لأنهم كانوا أنصاراً له، وقيل إن هذا الاسم مأخوذ من الناصرة وهى القرية التى كان عيسى - عليه السلام - قد نزلها.

وأما الفرقة الرابعة: فهى فرقة الصابئين جمع صابئ، وهو الخارج من دين إلى دين، يقال: صباً الظلف والناب والنجم - كمنع وكرم - إذا طلع. والمراد بهم الخارجون من الدين الحق إلى الدين الباطل، وهم قوم يعبدون الكواكب أو الملائكة، ويزعمون أنهم على دين صابئ بن شيث بن آدم.

وذكر القرآن الصابئة فى هذا المقام وهم من أبعد الأمم ضلالا. لينبه على أن الإِيمان الصحيح والعمل الصالح يرفعان صاحبهما إلى مرتقى الفلاح. حتى ولو سبق له أنه بلغ فى الكفر والفجور أقصى غاياته.

والإِيمان المشار إليه فى قوله - تعالى - { مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ }. الخ، يفسره بعض العلماء بالنسبة لليهود والنصارى بمعنى صدور الإِيمان منهم على النحو الذى قرره الدين الحق، فمن لم تبلغه منهم دعوة الإِسلام، وكان ينتمى إلى دين صحيح فى أصله بحيث يؤمن بالله واليوم الآخر ويقدم العمل الصالح على الوجه الذى يرشده إليه دينه، فله أجره على ذلك عند ربه.

أما الذين بلغتهم دعوة الإِسلام من تلك الفرق ولكنهم لم يقبلوها؛ فإنهم لا يكونون ناجين من عذاب الله مهما ادعوا بأنهم يؤمنون بغيرها، لأن الشريعة الإِسلامية قد نسخت ما قبلها والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعى ".
ويفسرونه - أى الإِيمان - بالنسبة للمؤمنين المشار إليهم بقوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ... } على أنه بمعنى الثبات والدوام والإِذعان، وبذلك ينتظم عطف قوله - تعالى -: { وَعَمِلَ صَالِحاً } على قوله { آمَنَ } مع مشاركة هؤلاء المؤمنين لتلك الفرق الثلاث فيما يترتب على الإِيمان والعمل الصالح من ثواب جزيل، وعاقبة حميدة.

وبعض العلماء يرى أن معنى { مَنْ آمَنَ } أى: من أحدث من هذه الفرق إيماناً بالنبى صلى الله عليه وسلم وبما جاء من عند ربه، قالوا: لأن مقتضى المقام هو الترغيب فى دين الإِسلام، وأما بيان من مضى على دين آخر قبل نسخه فلا ملابسة له بالمقام، فضلا عن أن الصابئين ليس لهم دين تجوز رعايته فى وقت من الأوقات.

وعليه فلا تناقض بين الآيتين.

---------------------------------------------------------
س : المسيح مثل أدم خلق من تراب أم كلمته وروح منه :-
إِنَّ مَثَـلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ ( كَمَثَـلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ) ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ {3/59} ال عمران .
أحقاًأن الله جبل المسيح من تراب ولم يولد من مريم بنت هالي ؟ وهل المسيح يسوع خلق!!!؟.
تناقضها سوره ال عمران,وسوره النساء .
إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ ( بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ ) عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ {3/45}ال عمران .

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ (وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْـهُ) فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً {4/171}النساء .
لاحظ النص الكتابي:(وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ) الهاء عائده الى الخالق عز وجل,وهل روح الله تخلق؟
ج: كان أحد الإخوة الأحباء المصريين يدخل إلى البالتوك بإسم إيجي ونر ،، كان دائما يقول –إن القرآن لا يعطي شهادة آيزو- وأقولها لك بدوري ،، القرآن لا يعطي شهادة صلاحية لمعتقدك.
بكل بساطة فآدم وعيسى عليهما السلام كلاهما كلمة من الله وروح منه.
يقول رب العزة
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }
والضمير في خلقه لآدم لا لعيسى؛ إذ قد علِم الكلُّ أنّ عيسى لم يُخلق من تراب، فمحل التشبيه قوله: { ثم قال له كن فيكون }.
والكلمة هي كن فيكون كما أخبرتنا الآية.

أما قوله تعالى
{ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ ٱنتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً }

طبعا لن أفسر الكلمات المكتوبة باللون الأحمر لأنها واضحة ،،واعلم أنا فسرنا (الكلمة) في قوله تعالى:
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }

أما قوله { وَرُوحٌ مّنْهُ } ففيه وجوه:
الأول: أنه جرت عادة الناس أنهم إذا وصفوا شيئاً بغاية الطهارة والنظافة قالوا: إنه روح، فلما كان عيسى لم يتكون من نطفة الأب وإنما تكون من نفخة جبريل عليه السلام لا جرم وصف بأنه روح، والمراد من قوله { مِنْه } التشريف والتفضيل كما يقال: هذه نعمة من الله، والمراد كون تلك النعمة كاملة شريفة.
الثاني: أنه كان سبباً لحياة الخلق في أديانهم، ومن كان كذلك وصف بأنه روح. قال تعالى في صفة القرآن
{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا }
[الشورى: 52]
الثالث: روح منه أي رحمة منه، قيل في تفسير قوله تعالى:
{ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مّنْهُ }
[المجادلة: 22] أي برحمة منه، وقال عليه الصلاة والسلام: " إنما أنا رحمة مهداة " فلما كان عيسى رحمة من الله على الخلق من حيث أنه كان يرشدهم إلى مصالحهم في دينهم ودنياهم لا جرم سمي روحاً منه. الرابع: أن الروح هو النفخ في كلام العرب، فإن الروح والريح متقاربان، فالروح عبارة عن نفخة جبريل وقوله: { مِنْهُ } يعني أن ذلك النفخ من جبريل كان بأمر الله وإذنه فهو منه، وهذا كقوله
{ فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا }
[الأنبياء: 91]
الخامس: قوله { رُوحُ } أدخل التنكير في لفظ { رُوحُ } وذلك يفيد التعظيم، فكان المعنى: وروح من الأرواح الشريفة القدسية العالية، وقوله { مِنْهُ } إضافة لذلك الروح إلى نفسه لأجل التشريف والتعظيم.
وكخلاصة فكلمة روح منه: لأنه خُلق بنفخٍ من روح الله وهو جبريل عليه السلام.
وروح الله هنا إضافة تشريف مثل ناقة الله ...
فشبهتك ضاحضة.

----------------------------------
 

بوجسوم

عضو ذهبي
س : هل الشياطين هم الجن أم لا :_
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا ( شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ ) يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّـكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ { 6/112} الانعام .
في هذا النص نفهم أن الشياطين مخلوقات مميزه عن الجن: (أنتبه لحرف الواو).
تناقضها سوره الكهف .
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا ( إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ ) فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَـهُ وَذُرِّيَّتَـهُ أَوْلِيَـاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّـالِمِينَ بَدَلًا {18/50} الكهف .
هنا نلاحظ أن ابليس من مخلوقات الجن! .
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ( فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ) إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ {46/18}الأحقاف.

ج: اختلفوا في معنى شياطين الإنس والجن على قولين:
الأول: أن المعنى مردة الإنس والجن. والشيطان؛ كل عات متمرد من الإنس والجن، وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء ومجاهد والحسن وقتادة وهؤلاء قالوا: إن من الجن شياطين، ومن الإنس شياطين، وإن الشيطان من الجن إذا أعياه المؤمن ذهب إلى متمرد من الإنس، وهو شيطان الإنس فأغراه بالمؤمن ليفتنه، والدليل عليه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي ذر: " هل تعوذت بالله من شر شياطين الجن والإنس؟ " قال قلت: وهل للإنس من شياطين؟ قال: " نعم هم شر من شياطين الجن "

والقول الثاني: أن الجميع من ولد إبليس، إلا أنه جعل ولده قسمين، فأرسل أحد القسمين إلى وسوسة الإنس. والقسم الثاني إلى وسوسة الجن، فالفريقان شياطين الإنس والجن.

وعموما المراد بشياطين الإنس والجن، المردة من النوعين. والشيطان: كل عات متمرد من الإِنس والجن.

ولا تناقض بحمد الله بين الآيات البينات.
-----------------------------------------
س : هل الجن يخلصون أم لا :-
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {51/56} الذريات.

قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا {72/1} يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا {72/2}الجن . قارن الأحقاف 46:29.
تناقضها سوره الانعام .
(وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ ) قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَـا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَـا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ {6/128}الأنعام.

ج:الجن والإنس كلاهما مكلفان بعبادة الله ،، وهناك منهم الصالحون والطالحون ،، وهناك منهم الشياطين الذين بلغوا درجة كبيرة في الخبث مثلهم مثل الإنس ، وطبيعي ان يكون منهم المشركون والكفار والمسلمون ،،قوله تعالى
{ وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَامَعْشَرَ ٱلْجِنِّ قَدِ ٱسْتَكْثَرْتُمْ مِّنَ ٱلإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلإِنْسِ رَبَّنَا ٱسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيۤ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ ٱلنَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَآ إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ }


والمعنى :يوم نحشر الضالين والمضلين جميعاً من الإِنس والجن، فنقول للمضلين من الجن: { قَدِ ٱسْتَكْثَرْتُمْ مِّنَ ٱلإِنْسِ } أى: قد أكثرتم من إغوائكم الإِنس وإضلالكم إياهم، أو قد أكثرتم منهم بأن جعلتموهم أتباعكم، وأهل طاعتكم، ووسوستم لهم بالمعاصى حتى غررتموهم وأوردتموهم هذا المصير الأليم.

و " يوم " منصوب على الظرفية والعامل فيه مقدر، أى: اذكر يوم نحشرهم جميعاً. والضمير المنصوب فى " نحشرهم " لمن يحشر من الثقلين. وقيل للكفار الذين تتحدث عنهم هذه الآيات.

ووجه الخطاب إلى معشر الجن، لأنهم هم الأصل فى إضلال أتباعهم من الإِنس، وهم السبب فى صدهم عن السبيل القويم، إلى آخر الآية.
فخلاصة القول أن الضمير في قوله: { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ } يعود إلى الشياطين الذين تقدم ذكرهم في قوله:
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نِبِىّ عَدُوّاً شَيَـٰطِينَ ٱلإِنسِ وَٱلْجِنّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُوراً }
[الأنعام: 112].

----------------------------------------
س : الفؤاد أم القلب :-
ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ {22/32} الحج .

عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ {26/194}الشعراء .

تِلْكَ الْقُرَى نَقُـصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَـا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَلِـكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُـوبِ الْكَافِرِينَ {7/101}. الأعراف .
تناقضها سورة القصص ,وسورة الهمزة ,وسورة الانعام .
(وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا) إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ {28/10}القصص .

نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ {104/6} الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ {104/7} الهمزة .

وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِيـنَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ {6/113}الأنعام .
قارن سوره النجم 11:53,والفرقان 25:32.
أليس وظيفه الفؤاد هو تنقيه الدم ثم ضخه ليوزع إلى أنحاء الجسم.

ج: هذا يدل على جهل فظيع بمفردات اللغة واصطلاحاتها ،، لأنه لا يوجد فرق بين الفؤاد والقلب بل هما إسمان يدلان على شيء واحد ،، وليس كما تزعم انت ،، وعموما فقد أجرى بعضهم بحثا في هاته المسألة في هذا الرابط ممكن أن تقرأه بتوسع http://www.naseh.net/vb/showthread.php?t=21698

والذي نهتم به أنه لا يوجد تناقض في القرآن الكريم.

----------------------------------------------

س : من الذي يشاء الله أم الانسان:-
مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ( وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ){50/33} ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ {50/34 { سورة ق .
تناقضها سوره إبراهيم .
وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ( قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ) سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ {14/21}إبراهيم.

وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ( فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن
يَشَاء )وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {14/4}إبراهيم.

ج: { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم }.. { فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء }..

تنتهي مهمة الرسول ـ كل رسول ـ عند البيان. أما ما يترتب عليه من هدى ومن ضلال، فلا قدرة له عليه، وليس خاضعاً لرغبته، إنما هو من شأن الله. وضع له سنة ارتضتها مشيئته المطلقة. فمن سار على درب الضلال ضل، ومن سار على درب الهدى وصل.. هذا وذلك يتبع مشيئة الله، التي شرعت سنته في الحياة.
وهو العزيز الذي لا يـمتنع مـما أراده من ضلال أو هداية من أراد ذلك به، والـحكيـم فـي توفـيقه للإيـمان من وفقه له وهدايته له من هداه إلـيه، وفـي إضلاله من أضلّ عنه، وفـي غير ذلك من تدبـيره.
ولاحظ أن الآية خُتمت بالكلمتان المكتوبتان باللون الأحمر
{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } الذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، { ٱلْحَكِيمُ } في أفعاله، فيضل من يستحق الإضلال، ويهدي من هو أهل لذلك.
أما معنى قوله {وَجَآءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } أى: وجاء ربه يوم القيامة بقلب راجع إليه، مخلص فى طاعته، مقبل على عبادته..
وليس بين الآيات تناقض.
وأرى أننا قد أوضحنا الأمر أعلاه وخير الكلام ما قل ودل ،، وليفهم من لديه أدنى عقل.

-------------------------------------
س : ينسى أم لا ينسى:_
قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ( لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى) {20/52} طة.
تناقضها سوره التوبه .
الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ (فَنَسِيَهُمْ ) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {9/67} التوبة.

ج: المقصود بالنسيان هنا لازمه، وهو الترك والإِهمال؛ لأن حقيقة النسيان محالة على الله - تعالى -، كما أن النسيان الحقيقى لا يذم صاحبه عليه لعدم التكليف به.
ونسيان الله إيَّاهم مُشاكلة أي حرمانه إياهم ممّا أعدَّ للمؤمنين، لأنّ ذلك يشبه النسيان عند قسمة الحظوظ.
فلما تركوا ذكر الله بالعبادة والثناء على الله، ترك الله ذكرهم بالرحمة والإحسان، وإنما حسن جعل النسيان كناية عن ترك الذكر لأن من نسي شيئاً لم يذكره، فجعل اسم الملزوم كناية عن اللازم.
أو للتبسيط أكثر { نَسُواْ ٱللَّهَ } أي: نسوا ذكر الله { فَنَسِيَهُمْ } أي: عاملهم معاملة من نسيهم؛ كقوله تعالى:
{ وَقِيلَ ٱلْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا }

وعلى هذا لايكون هناك تناقض .
 

بوجسوم

عضو ذهبي
---------------------------------------


س : من أقوى البشر أم الله:_
(وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {16/93}النحل .

وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ ( وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ )إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ {41/37}فصلت.
تناقضها سورة الأحزاب ,وسورة النساء .
(إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ) وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا {33/57}الأحزاب .

( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ ) وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً {4/142}النساء .


وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا( إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ){4/16}النساء.

ج: المراد بأذى الله ورسوله: ارتكاب ما يبغضان ويكرهان من الكفر والفسوق والعصيان، ويشمل ذلك ما قاله اليهود: عزير ابن الله، ويد الله مغلولة، وما قاله النصارى: من أن المسيح ابن الله، كما يشمل ما قاله الكافرون فى الرسول صلى الله عليه وسلم من أنه كاهن أو ساحر أو شاعر..

وقيل: إن المقصود بالآية هنا: إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة، وذكر الله - تعالى - معه للتشريف، وللإِشارة إلى أن ما يؤذى الرسول يؤذى الله - تعالى -، كما جعلت طاعة الرسول، طاعة لله.

قال ابن كثير: والظاهر أن الآية عامة فى كل من آذى الرسول صلى الله عليه وسلم بشئ، فإن من آذاه فقد آذى الله، ومن أطاعه فقد اطاع الله، ففى الحديث الشريف: " الله الله فى أصحابى، لاتتخذوهم غرضا بعدى، فمن أحبهم فبحبى أحبهم، ومن أبغضهم فببغضى أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذانى، ومن آذانى فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه ".

أى: إن الذين يؤذون الله - تعالى - ورسوله صلى الله عليه وسلم، بارتكاب ما لا يرضياه من كفر أو شرك أو فسوق أو عصيان..

فطبعا لا يستطيع احد أن يؤذي الله سبحانه ولكن المقصود إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة، وذكر الله - تعالى - معه للتشريف.

أما الآية التانية
فلاشك أن الله لا يخادع، فإنه العالم بالسرائر والضمائر، ولكن المنافقين لجهلهم وقلة علمهم وعقلهم يعتقدون أن أمرهم كما راج عند الناس، وجرت عليهم أحكام الشريعة ظاهراً، فكذلك يكون حكمهم عند الله يوم القيامة، وأن أمرهم يروج عنده؛ كما أخبر تعالى عنهم أنهم يوم القيامة يحلفون له أنهم كانوا على الاستقامة والسداد، ويعتقدون أن ذلك نافع لهم عنده، كما قال تعالى:
{ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهِ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ }
[المائدة: 18] الآية، وقوله: { وَهُوَ خَادِعُهُمْ } أي: هو الذي يستدرجهم في طغيانهم وضلالهم، ويخذلهم عن الحق والوصول إليه في الدنيا، وكذلك يوم القيامة، كما قال تعالى:
{ يَوْمَ يَقُولُ ٱلْمُنَـٰفِقُونَ وَٱلْمُنَـٰفِقَـٰتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ }
إلى قوله ـ
{ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }
والمعنى: إن المنافقين لسوء طواياهم، وخبث نواياهم { يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ } أى: يفعلون ما يفعل المخادع بأن يظهروا الإِيمان ويبطنوا الكفر { وَهُوَ خَادِعُهُمْ } أى: وهو فاعل بهم ما يفعله الذى يغلب غيره فى الخداع، حيث تركهم فى الدنيا معصومى الدماء والأموال. وأعد لهم فى الآخرة الدرك الأسفل من النار.

ومنهم من جعل المراد بمخادعتهم لله مخادعتهم لرسوله وللمؤمنين فيكون الكلام على حذف مضاف. أى: إن المنافقين يخادعون رسول الله والمؤمنين وهو - سبحانه - خادعهم فهو كقوله - تعالى -
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ }

فالآيات لا تدل على ضعف ولا تناقض بين الآيات الكريمات.

---------------------------------------
س : عباده الأرحام والله أم الله وحده:-
( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله ) شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ {9/17}التوبة .
تناقضها سورة النساء .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء ( وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ ) إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا {4/1} النساء .

ج: رأيت فيك جهلا وتدليسا وأخطر شيء هو اجتماع الجهل والتدليس في الإنسان ، لأن الجهل يدل على قلة علم وتفكر ، والتدليس يدل على خبث وتعصب وحقد.
هل رأيت في كل القرآن الكريم آية تقول اعبدوا الأرحام ؟؟؟ هل وجدتها ؟؟
المعنى في سورة النساء هو: واتقوا الله الذى يسأل بعضكم بعضا به، بأن يقول له على سبيل الاستعطاف: أسألك بالله أن تفعل كذا، أو أن تترك كذا. واتقوا الأرحام أن تقطعوها فلا تصلوها بالبر والإِحسان، فإن قطيعتها وعدم صلتها مما يجب أن يتقى ويبعد عنه، وإنما الذى يجب أن يفعل هو صلتها وبرها.
وقد قرن الله الرحم باسمه الكريم لأن صلتها أمر عظيم عنده. وقد ورد في الحديث الصحيح " ان الرحم تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله " وكذلك قال رسول الله " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصِل رحمه ".
وبهذا تزول أطروحات الجهلاء التي تقول بتناقض القرآن الكريم.

-------------------------------------------

س : مسلم أم حنيفاًأم الاثنين معاً؟وهل الاسلام هو دين الحنفيه:-
وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ ( مِلَّـةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًـا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) {2/135 البقرة .
قارن سوره النساء125:4,وسوره النحل 120:16.
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّـا وَلاَ نَصْرَانِيّـًا وَلَكِن (كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا) وَمَا كَانَ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ {3/67} ال عمران .

وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ (مِّلَّةَ أَبِيكُـمْ إِبْرَاهِيـمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ ) وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّـاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {22/78}الحج .


ج: لأهل اللغة في الحنيف قولان:
الأول: أن الحنيف هو المستقيم، ومنه قيل للأعرج: أحنف، تفاؤلاً بالسلامة، كما قالوا للديغ: سليم، والمهلكة: مفازة، قالوا: فكل من أسلم لله ولم ينحرف عنه في شيء فهو حنيف، وهو مروي عن محمد بن كعب القرظي.
الثاني: أن الحنيف المائل، لأن الأحنف هو الذي يميل كل واحد من قدميه إلى الأخرى بأصابعها، وتحنف إذا مال، فالمعنى أن إبراهيم عليه السلام حنف إلى دين الله، أي مال إليه، فقوله: { بَلْ مِلَّةَ إِبْرٰهِيمَ حَنِيفًا } أي مخالفاً لليهود والنصارى منحرفاً عنهما، وأما المفسرون فذكروا عبارات، أحدها: قول ابن عباس والحسن ومجاهد: أن الحنيفية حج البيت. وثانيها: أنها اتباع الحق، عن مجاهد. وثالثها: اتباع إبراهيم في شرائعه التي هي شرائع الإسلام. ورابعها: إخلاص العمل وتقديره: بل نتبع ملة إبراهيم التي هي التوحيد عن الأصم قال القفال: وبالجملة فالحنيف لقب لمن دان بالإسلام كسائر ألقاب الديانات، وأصله من إبراهيم عليه السلام.
وأيضا في قوله تعالى :
{ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

أن ابراهيم الذي اتفق اليهود والنصارى والمشركون على تعظيمه لم يكن على مّلة أحد منهم:، بل كان مائلاً عن ذلك، مسلماً لله مخلصاً له، وما كان من المشركين.

وبهذا زالت شبهة التناقض .

----------------------------------------------------
س : السماء بنيت أم خلقت:_
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا {65/12}الطارق .
تناقضها سورة النازعات .
أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا {79/ 27}النازعات س : السماء بنيت أم خلقت:_
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا {65/12}الطارق .
تناقضها سورة النازعات .
أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا {79/ 27}النازعات

ج : جملة { بناها } يجوز أن تكون مستأنفة استئنافاً بيانياً لبيان شدة خلق السماء، ويجوز أن تكون بدل اشتمال في قوله: { أم السماء } ، لأنه في تقدير: أم السماء أشد خلقاً.
والبناء: جعل بيت أو دار من حجارة، أو آجر أو أدم، أو أثواب من نسيج الشعر، مشدودة شُققه بعضها إلى بعض بغَرز أو خياطة ومقامة على دعائم، فما كان من ذلك بأدم يسمى قُبة وما كان بأثواب يسمى خيمة وخباء.

وبناء السماء: خلقها، استعير له فعل البناء لمشابهتها البيوت في الارتفاع.
وبهذا تزول شبهة التناقض من العقول المريضة.

--------------------------------------------
س : متساون أم لا متساون:-
ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ {56/39}( وَثُلَّةٌ) مِّنَ الْآخِرِينَ {56/40}الواقعة
تناقضها سورة الواقعة .
ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ {56/13}( وَقَلِيلٌ )مِّنَ الْآخِرِينَ {56/14} الواقعة

ج: أكتفي بنقل ماجاء عن الأزهر في الرد على هاته الشبهة :
قال تعالى في سورة الواقعة : ( إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْس لِوَقْعَتهَا كاذِبَةٌ (2) خَافِضةٌ رّافِعَةٌ (3) إِذَا رُجّتِ الأَرْض رَجّا (4) وَ بُستِ الْجِبَالُ بَسّا (5) فَكانَت هَبَاءً مّنبَثّا (6) وَ كُنتُمْ أَزْوَجاً ثَلَاثَةً (7) فَأَصحَاب الْمَيْمَنَةِ مَا أَصحَاب الْمَيْمَنَةِ (8) وَ أَصحَب المَْشئَمَةِ مَا أَصحَب المَْشئَمَةِ (9) وَ السابِقُونَ السابِقُونَ )

لقد قسّم المولى سبحانه وتعالى البشر يوم القيامة إلى ثلاثة أزواج :

1- أصحاب الميمنة ( اليمين )

2-أصحاب المشئمة ( الشمال )

3- السابقون السابقون

سأستعرض الآيات القرآنية وستعلمون أنه لا وجود لهذا التناقض الا في خيالهم الأعمى وسأكتفي بالقسمين الأولين وهما : السابقون السابقون واصحاب الميمنة ( اليمين ) لتمركز التناقض المزعوم في هذان القسمين :


أولا : السابقون السابقون :

قال تعالى عن السابقون السابقون : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ )

فقد وصف الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات أن السابقون السابقون والذين لهم أعلى منازل النعيم في الجنة أنهم ثلة من الأولين ( أي كثيرون من الأولين ) لأن الأولين قد عاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت درجات إيمانهم من أقوى الدرجات , وقوله تعالى ( وقليل من الآخرين ) لأن الأجيال المتأخرة لا يمكن مقارنة قوة إيمانهم بمن عاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم

ثانيا : أصحاب الميمنة ( اليمين ) :

قال تعالى عن أصحاب اليمين : ( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ * وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ * وَمَاء مَّسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ * ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ )

فقد وصف الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات أن اصحاب الميمنة ( اليمين ) بأنهم ثلة من الأولين ( أي كثيرون أيضا من الأولين ) وثلة من الآخرين ( وأيضا يشاركهم الآخرين في ذلك )

فلا تناقض بين الآيتين على الإطلاق ,,,

فهذه الآية ( ثلة من الأولين * وقليل من الآخرين ) خصت السابقون السابقون

وهذه الآية ( ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين ) خصت أصحاب الميمنة ( اليمين ) أيضا من الأولين ) وثلة من الآخرين ( وأيضا يشاركهم الآخرين في ذلك )

فلا تناقض بين الآيتين على الإطلاق ,,,

فهذه الآية ( ثلة من الأولين * وقليل من الآخرين ) خصت السابقون السابقون

وهذه الآية ( ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين ) خصت أصحاب الميمنة ( اليمين ).. انتهى رد الأزهر
ونقول أننا متساوون عند الله سبحانه وتعالى في الحظوظ والفرص للإيمان به واتباعه وعدم عصيانه في أول الأمر،، فيحاول كل واحد منا إرضاء خالقنا وربنا وذلك بالاجتهاد في البعد عن المعاصي والتقرب إليه بالطاعات ،، فمن عمل عملا يجزيه الله قدر عمله ،، فلا يعقل أن يساوي الله بين رجل مسلم صالح يحرص على أداء الطاعات والبُعد عن المعاصي وبين مسلم كان أقل اجتهادا.. فكيف يسوي الله بينهما في الأجر وهو المتصف بالعدل والحكمة؟؟
إذن فكل واحد يُجزى حسب عمله. ولا تناقض بين الآيات الكريمات.
----------------------------------------------
 

بوجسوم

عضو ذهبي
س : من ماذا خلق الانسان:_
خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {96/2} العلق .
تناقضها سوره الحجر .
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ {15/26}الحجر .
خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ {55/14}الرحمان .
تناقضها سوره الصافات .
فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًـا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَـاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ {37/11} الصافات .


ج: يجب أن تعلم أن الله تعالى لم يقل في القرآن أنه خلق الإنسان من طين ثم هواء ثم حديد ثم نووي ثم فضة ثم غاز،،، لا ،، بل رب العزة يروي لنا في القرآن الكريم مراحل خلق آدم بصفة خاصة والإنسان بصفة عامة ،، ورأيت أن رد الشيخ عبد الخالق كاف وشاف فارتأيت أن أنقله لك :

[أن الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أنه بدأ خلق الإنسان بخلق أبي البشر آدم الذي خلقه من التراب، الذي أصبح طينا يعجنه بالماء، ثم حمأ مسنونا، أي طينا مخمرا، ثم سواه الله بأن خلقه بيديه سبحانه ثم أصبح آدم وهو في صورته الطينية صلصالا كالفخار، وهو الطين إذا يبس وجف، ثم نفخ الله فيه الروح فأصبح بشرا حيا، ثم أمر الملائكة بالسجود له بعد أصبح كذلك ثم خلق الله من أحد أضلاعه زوجته حواء (كما جاء ذلك في الحديث النبوي).. فهي أنثى مخلوقة من عظام زوجها..

والله يخلق ما يشاء مما يشاء كيف يشاء، ثم لما عصى آدم بأكله من الشجرة التي نهاه الله أن يأكل منها أهبطه الله إلى الأرض.

ثم جعل الله تناسل آدم من اجتماع ماء الرجل وماء المرأة، والعرب تسمي المني الذي يقذفه الرجل في رحم الأنثى ماءا، وسماه الله في القرآن {ماءا مهينا}.. وكل ذلك موجود في القرآن الكريم.

وهذا المسكين ظن أن هذه آراء متعارضة، وظن أن كل ذلك آراء متعارضة ولم يفهم أن خلق آدم لم يكن كخلق حواء فآدم خلق من الطين، وحواء خلقت من ضلع آدم، وأن كل إنسان خلق من أنثى وذكر، من ماء مهين، وأن عيسى عليه السلام خلق من أنثى بلا ذكر كما قال سبحانه وتعالى عن عيسى {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون}.

وكان تنوع خلق البشر على هذه الصور ليبين الله لعباده قدرته الكاملة، فهو يخلق ما يشاء مما يشاء كيف يشاء، وقد خلق الإنسان الأول آدم من طين من غير أنثى أو ذكر، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر، وخلق سائر الخلق من إجتماع الذكر والأنثى فسبحان من له القدرة الكاملة، والمشيئة النافذة.] انتهى.
ولكي نلخص للسائل مايوجد في القرآن الكريم :

فالخلق الأول يتحدث عنه القرآن الكريم وهو من :
- صلصال :وهو من الطين اليابس كالفخار او التراب اليابس كما جاء عن ابن عباس أو :
- من حمأ : وهو طين أسود متغير من طول مجاورة الماء.
والمسنون : المصور صورة على هيئة إنسان أجوف.
والفخار: الطين الذي يحرق ليتحجر .
فخلق الإنسان الأول من تراب جعله طينا ثم حمأ مسنونا ثم صلصالا... فلا خلاف ، ولا يخالف ذلك الخلق من تراب ونحوه. ومما لا يخفى على كل ذي عقل وبصيرة أن هذه المواد متصلة اتصالا وثيقا بالتراب. وكلها حالات متتالية متطورة للتراب بالذات.

أما قوله تعالى { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ }
فكلمة " العلق " هي الدم الجامد، وهو الطور الثاني من أطوار خلق الإِنسان.

وقيل: العلق: مجموعة من الخلايا التى نشأت بطريقة الانقسام عن البويضة الملقحة، وسمى " علقا " لتعلقه بجدار الرحم.
والعلق: اسم جمع عَلَقَة وهي قطعةٌ قَدرُ الأنملة من الدم الغليظ الجامد الباقي رطْباً لم يجفّ، سمي بذلك تشبيهاً لها بدودةٍ صغيرة تسمَّى علقة، وهي حمراء داكنة تكون في المياه الحلوة، تمتص الدم من الحيوان إذا علق خرطومها بجلده وقد تدخل إلى فم الدابة وخاصة الخيل والبغال فتعلق بلهاته ولا يُتفطن لها.

ومعنى: { خَلق الإنسان من علق } أن نطفة الذكر ونطفة المرأة بعد الاختلاط ومضي مدة كافيَة تصيران علقةً فإذا صارت علقة فقد أخذت في أطوار التكوّن، فجُعلت العلقة مبدأ الخلق ولم تُجعل النطفة مبدأ الخلق لأن النطفة اشتهرت في ماء الرجل فلو لم تخالطه نطفة المرأة لم تصر العلقة فلا يتخلق الجنين وفيه إشارة إلى أن خلق الإنسان من علق ثم مصيره إلى كمال أشده هو خلق ينطوي على قوى كامنة وقابليات عظيمة أقصاها قابلية العلم والكتابة.

ومن إعجاز القرآن العلمي ذكر العلقة لأن الثابت في العلم الآن أن الإِنسان يتخلق من بويضة دقيقة جداً لا ترى إلا بالمرآة المكبِّرة أضعافاً تكون في مبدإ ظهورها كروية الشكل سابحة في دم حيض المرأة فلا تقبل التخلق حتى تخالطها نطفة الرجل فتمتزج معها فتأخذ في التخلق إذا لم يَعُقْها عائق كما قال تعالى:
{ مخلقة وغير مخلقة }
[الحج: 5]، فإذا أخذت في التخلق والنمو امتد تكورها قليلاً فشابهت العلقة التي في الماء مشابَهة تامة في دقة الجسم وتلونها بلون الدم الذي هي سابحة فيه وفي كونها سابحة في سائل كما تسبح العلقة.

فلهذا وجب قبل أن نقرأ القرآن أو ندرسه أن نكون على علم باللغة العربية على الأقل حتى لا يقع الإنسان الجاهل في اخطاء قد تفضح ثقافته المتواضعة ،، كما حصل للمنصر.
فوجب ان نفرق بين الآيات التي تتحدث عن الخلق الأول ،، وهو أصل الإنسان المتمثل في آدم عليه السلام ،، وبين الخلق الحالي الذي حفظ النسل بعد خلق آدم عليه السلام .
وبهذا يزول التناقض المزعوم.

------------------------------------------------
س : وحي الله أم وحي الشيطان:_
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا( فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء) إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ {42/51}الشوري .

وَاتْلُ مَا( أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ) وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا {18/27}الكهف .
تناقصها سورة الحج .
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ( فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ) ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {22/52}الحج

ج: أولا أنت ضعيف في اللغة العربية صراحة ،، ثانيا لا تعلم شيئا في علم المعاني والبلاغة ،، ثالثا لا ترجع إلى كتب التفاسير حتى تجد الأجوبة هناك ...فكيف بالله عليك تكتب مقالا طويلا عريضا تحاول إضلال إخوانك المسيحيين وتحسب نفسك عالم عصرك وتقتحم مجالا ليس من اختصاصك؟؟؟؟
سوف نغوص في معنى الآية التي في سورة الحج بشيء من التفصيل الملخص حتى يتضح المعنى :
{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى ٱلشَّيْطَانُ فِيۤ أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ ٱللَّهُ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ ٱللَّهُ آيَاتِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }
التمنّي: كلمة مشهورة، وحقيقتها: طلب الشيء العسير حصولُه. والأمنية: الشيء المتمنّى. وإنما يتمنى الرسل والأنبياء أن يكون قومهم كلُّهم صالحين مهتدين، والاستثناءُ من عمومِ أحوال تابعة لعموم أصحابها وهو { من رسول ولا نبي } ، أي ما أرسلناهم في حال من الأحوال إلاّ في حالِ إذا تمنّى أحدُهم أمنية ألقى الشيطان فيها الخ، أي في حال حصول الإلقاء عند حصول التمني لأنّ أماني الأنبياء خيرٌ محض والشيطان دأبُه الإفساد وتعطيل الخير.

والقصر المستفاد من النفي والاستثناء قصر موصوف على صفة، وهو قصر إضافي، أي دون أن نرسل أحداً منهم في حال الخلو من إلقاء الشيطان ومكره.

والإلقاء حقيقته: رمي الشيء من اليد. واستعير هنا للوسوسة وتسويل الفساد تشبيهاً للتسويل بإلقاء شيء من اليد بين الناس. ومنه قوله تعالى:
{ فكذلك ألقى السامري }
[طه: 87] وقوله:
{ فألقوا إليهم القول }
[النحل: 86] وكقوله تعالى:
{ فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها }
[طه: 96] على ما حققناه فيما مضى.

ومفعول { ألقى } محذوف دل عليه المقام لأنّ الشيطان إنما يلقي الشر والفساد، فإسناد التمني إلى الأنبياء دل على أنه تمنّي الهدى والصلاح، وإسناد الإلقاء إلى الشيطان دلّ على أنه إلقاء الضلال والفساد. فالتقدير: أدخل الشيطان في نفوس الأقوام ضلالات تفسد ما قاله الأنبياء من الإرشاد.

ومعنى إلقاء الشيطان في أمنية النبي والرسول إلقاء ما يضادُّها، كمن يمكر فيلقى السمّ في الدّسم، فإلقاء الشيطان بوسوسته: أن يأمر الناس بالتكذيب والعصيان، ويلقي في قلوب أيمّة الكفر مطاعن يبثونها في قومهم، ويروّج الشبهات بإلقاء الشكوك التي تصرف نظر العقل عن تذكر البُرهان، والله تعالى يُعيد الإرشاد ويكرّر الهدي على لسان النبي، ويفضح وساوس الشيطان وسوءَ فعله بالبيان الواضح كقوله تعالى:
{ يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة }
[الأعراف: 27] وقوله:
{ إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً }
[فاطر: 6]. فالله بهديهِ وبيانه ينسخ ما يُلقِي الشيطان، أي يزيل الشبهات التي يلقيها الشيطان ببيان الله الواضح، ويزيد آيات دعوة رسله بياناً، وذلك هو إحكام آياته، أي تحقيقها وتثبيت مدلولها وتوضيحها بما لا شبهة بعده إلا لمن رِين على قلبه، وقد تقدم معنى الآيات المحكمات في آل عمران.
هل فهمتها الآن ؟؟
بمعنى آخر أن المراد بالآية :
أن اغلى أُمنية لأي رسولٍ أو نبيّ هي ان يعرف الناسُ حقيقةَ رسالته ويفهموها ويدركوا أهدافها ليهتدوا بها، فلا تحزنْ أيها الرسول من محاولاتِ هؤلاء الكفارِ أربابِ الأطماع، فقد جرت الحوادثُ من قبلك مع كلِّ رسولٍ ونبيّ من أنبيائنا أنه كلما قرأ عليهم شيئاً يدعوهم به الى الحقّ تصدّى له الشياطينُ المتمردون لإبطال دعوته بتشكيك الناس فيما يتلوه وإلقاء الشبهات عليهم. وذلك لكي يَحولوا دون تحقيق أُمنيته في إجابة دعوته، فينسخُ ويُبطل الله ما يدبّرون، ثم يثّبت شريعته وينصر رسله، ويجعل آياتهِ محكَمةً لا تقبل الردّ. انه عليم باحوال الناس ومكايدهم، حكيم في أفعاله يضع كل شيء في موضعه.
فيا صاح المعنى واضح والآية مفهومة والوحي وحي الرحمان، ولا وجود للتناقض بأي وجه من الوجوه.
------------------------------------------------
س : كَبَدٍ أم الترائب:_
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ {90/4}البلد .
تناقضها سوره الطارق .
خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ {86/6} يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ {86/7} الطارق


ج: سبحان الملك ،، صراحة فُقت كل الأرقام القياسية وتصلح لأن تكون مفسرا يُفسر القرآن الكريم ،،
هل تعرف يا حضرة المفسر الفرق بين * مِن * و *في* ،، هل تعلم ما معنى كلمة *كَبَدٍ*

أعطيك مثالا : ذهبت من المدرسة ،، وجدت نفسي في المدرسة ....
خُلق الإنسان من ماء دافق
خُلق الإنسان في كَبَدٍ – أي في شقاء او مشقة-

تعرف لماذا ظَننتَ أن هاتان الآيتان فيهما تناقض ؟؟ لأنك لا تعلم الفرق بين *مِن* و*في* ولا تعلم مامعنى * كَبَدٍ*.
{ لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِي كَبَدٍ }

لقد خلقنا الانسان في مشقةٍ وتعب منذُ نشأتِه الى منتهى أمره. فهو في مكابَدة وجَهدٍ وكَدْح، يقاسي من ضروب هذا التعبِ منذ نشأته في بطن أمّه إلى أن يصير رجلا. وكلّما كَبِرَ ازدادت متاعبُه ومطالبه، فهو في كَبَدٍ دائم، ولا تنتهي حاجاتُه الا بانتهاء أجله ووفاته.
أو بمعنى آخر : لقد خلقنا الإِنسان لهذه الشدائد والآلام، التى هى من طبيعة هذه الحياة الدنيا، والتى لا يزال يكابدها وينوء بها، ويتفاعل معها.. حتى تنتهى حياته، ولا فرق فى ذلك بين غنى أو فقير، وحاكم أو محكوم وصالح أو طالح.. فالكل يجاهد ويكابد ويتعب، من أجل بلوغ الغاية التى يبتغيها.

وكما قال الآلوسى ما ملخصه: قوله: { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِي كَبَد } أى: فى تعب ومشقة، فإنه لا يزال يقاسى فنون الشدائد من وقت نفخ الروح إلى حين نزعها.

فلا وجود للتناقض بحمد الله .
 

بوجسوم

عضو ذهبي
س : يعلم الروح أم لا:_
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الـرُّوحِ قُلِ الـرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّـن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً {17/85}الاسراء.
تناقضها سوره الاعراف .
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ( هَذِهِ نَاقـَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً ) فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {7/73}الاعراف .

ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ( إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ)وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَـتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِـكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ {3/112}ال عمران .

ج: لا حول ولا قوة إلا بالله ، سورة الإسراء تخبرنا أن الروح من أمر الله هو وحده يعلمها ،، والآية في سورة الأعراف وسورة آل عمران لا تتحدثان عن الروح ، فسورة الأعراف تتحدث عن قصة صالح عليه السلام مع قومه ، والآية في سورة آل عمران تتحدث عن اليهود . فأين التناقض إذا كانت الآيات الثلاث تتحدث عن ثلاث مواضيع مختلفة ؟.
قال - تعالى -: { وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ }.

أي: وأرسلنا إلى ثمود أخاهم فى النسب والموطن صالحا - عليه السلام - فقال لهم الكلمة التى دعا بها كل نبى قومه: يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله سواه، قد جاءتكم معجزة ظاهرة الدلائل، شاهدة بنبوتي وصدقي فيما أبلغه عن ربي.
ثم كشف لهم عن معجزته وحجته فقال: { هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً } أى: هذه التى ترونها وأشير إليها ناقة الله، والتى جعلها - سبحانه - علامة لكم على صدقى.
وأضاف الناقة إلى الله للتفضيل والتخصيص والتعظيم لشأنها. وقيل: لأنه - سبحانه - خلقها على خلاف سنته فى خلق الإِبل وصفاتها، وقيل: لأنها لم يكن لها مالك.

أما الآية في سورة آل عمران فقد بين - سبحانه - بعض العقوبات التى عاقب بها اليهود بسبب كفرهم وظلمهم فقال: { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوۤاْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ ٱلنَّاسِ }.

قال ابن جرير: وأما الحبل الذي ذكره الله - تعالى - فى هذا الموضوع، فإنه السبب الذي يأمنون به على أنفسهم من المؤمنين وعلى أموالهم وذراريهم من عهد وأمان تقدم لهم عقده قبل أن يثقفوا فى بلاد الإِسلام.

والمعنى: أن هؤلاء اليهود أحاطت بهم الذلة في جميع أحوالهم أينما وجدوا وحيثما حلوا إلا في حال اعتصامهم بعهد من الله أو بعهد من الناس.

وقد فسر العلماء عهد الله بعقد الجزية الذي يربط بينهم وبين المسلمين.
وإنما كان عقد الجزية عهدا من الله لهم، لأنه - سبحانه - هو الذى شرعه، وما شرعه الله فالوفاء به واجب.

وكان عهدا من المسلمين لهم، لأنهم أحد طرفيه، فهم الذين باشروه مع اليهود وبمقتضاه يحفظون حقوقهم ودماءهم وأموالهم؛ ويكون لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، وعلى المسلمين حمايتهم، وصون أموالهم لقاء مقدار من المال يدفع لهم كل عام وهو المسمى بالجزية.
وأما عهد الناس، فهو العهود التى يعيشون بمقتضاها فى أى أمة من أمم الأرض مسلمة كانت هذه الأمة أو كافرة.

فإن كانت العهود صادرة من المسلمين، جاز أن يطلق عليها عهد الله - أيضاً - باعتبار أن الله هو الذى شرعها.

وإن كانت من غير المسلمين فهى عهود من الناس سواء أوافقت شريعة الله تعالى - أم لا.

والمعنى الإِجمالى للآية: أن اليهود قد ضرب الله - تعالى - عليهم الذلة والمسكنة فى كل زمان ومكان بسبب كفرهم وطغيانهم، وسلب عنهم السلطان والملك، فهم يعيشون فى بقاع الأرض فى حماية غيرهم من الأمم الأخرى، بمقتضى عهود يعقدونها معهم وقد تكون هذه العهود موافقة لشرع الله - تعالى - وقد لا تكون موافقة.

فإن قال قائل: إنهم الآن أصحاب جاه وسلطان، بعد أن أنشأوا دولتهم بفلسطين!!

والجواب: أنهم مع قيام هذه الدولة يعيشون تحت حماية غيرهم من دول الكفر الكبرى. فهي التي تحميهم وتمدهم بأسباب الحياة والقوة، فينطبق على هذه الحالة - أيضاً - أنها بحبل من الناس. فاليهود لا سلطان لهم، ولا عزة تكمن في نفوسهم، ولكنهم مأمورون مسخرون أن يعيشوا في تلك البقعة من الأرض لتكون مركزا لتلك الأمم التي تعهدت بحمايتهم ليقفزوا منها إلى محاربة المسلمين، إذا أتيحت لهم فرصة.
فلا وجود للتناقض بين آيات الذكر الحكيم.

-------------------------------------------------
س : مذهب التناسخ:_
وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {3/169}ال عمران .
قال ابن عباس ان محمدا قال لأصحابه : لما أصيب اخوانكم بأحد جعلت أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنه وتأكل من ثمارها, وتأوي الى قناديل من ذهب معلقه في ظل العرش . فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا : يل ليت اخواننا يعلمون صنع الله لئلا يزهدوا في الجهاد. ولا ينكثوا عن الحرب . فقال الله:أنا أبلغهم عنكم فقال:"ولا تحسبن الخ".
(وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ) ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ {7/11}الاعراف.

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ (الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا {4/1} النساء .

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ) وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ {7/189} الاعراف .

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ (خَلَقَـكُم مِّـن تُـرَابٍ) ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَـشِرُونَ {30/20}
(خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ) ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ {39/6}الزمر .
وما يؤيدها :_
فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ {7/166} وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {7/167} الاعراف

قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِـرَدَةَ وَالْخَنَازِيـرَ وَعَبَـدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَـرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ {5/60} المائدة .

وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْـتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُـونُواْ قِـرَدَةً خَاسِئِينَ {2/65} البقرة .

ج : سبحان الله أتيتَ بآيات كل آية تتحدث عن موضوع ،، بل بجهلك تزعم أن هناك مبدأ التناسخ ، يجب أن تعلم أولا معنى كلمة تناسخ ،، فهو يحمل معنيين ، معنى لغوي وآخر إيديولوجي وثني
التناسخ لغويا هو من نسخ ، ينسخ، نسخا، استنساخا ، وهو نقل الشيء كما هو على هيأته ، بحيث أن المُستنسَخ هو صورة طبق الاصل من الذي أُستنسِخ عنه.
أما التناسخ الوثني كما في العقائد الوثنية ، أن الأموات بمجرد موتهم يولدون في أمكنة أخرى ولا يتذكرون شيئا ويعيشون حياتهم في الدنيا مرة أخرى ،، فمثلا حسب معتقدهم أن الإنسان إذا مات وكان ذو جنسية هندية ، فإنه يولد في مكان وبلد آخر بجنسية مختلفة ولا يتذكر حياته السابقة.
يقول رب العزة :
{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }
هنا يشرح الله حقيقةً من أعظم الحقائق التي تبشّر المؤمنين وتحفزهم على الجهاد في سبيل الله، وهي ان الذين قُتلوا في سبيل الله ليسوا أمواتاً بل هم أحياء عند ربهم في عالم آخر غير هذا العالم، قد شرّفهم ربهم في تلك الحياة وأكرمهم بها. وهي حياة غيبية لا ندركها نحن، يُرزقون فيها رزقاً طيبا يعلمه الله، وتتألق وجوههم من السرور بما أعطاهم.
ولا وجود لتناسخ ولا هم يحزنون.
أما الآية التي تقول :
{ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا }
معناه: أن الذى يستحق العبادة والخضوع، والذي عنده مفاتح الغيب هو الله الذى خلقكم من نفس واحدة هى نفس أبيكم آدم، وجعل من نوع هذه النفس وجنسها زوجها حواء، ثم انتشر الناس منهما بعد ذلك كما قال - تعالى -
{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً }
وقوله { لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا } أى: ليطمئن إليها ويميل ولا ينفر، لأن الجنس إلى الجنس أميل وبه آنس. وإذا كانت بعضا منه كان السكون والمحبة أبلغ، كما يسكن الإِنسان إلى ولده ويحبه محبة نفسه لكونه بضعة منه.

فالأصل فى الحياة الزوجية هو السكن والاطمئنان والأنس والاستقرار وهذه نظرة الاسلام إلى تلك الحياة قال - تعالى -
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً }
والضمير المستكن فى (يسكن) يعود إلى النفس، وكان الظاهر تأنيثه لأن النفس من المؤنثات السماعية ولذا أنثت صفتها وهى قوله { وَاحِدَةٍ } إلا أنه جاء مذكرا هنا باعتبار أن المراد من النفس هنا - آدم عليه السلام - " ولو أنث على حسب الظاهر لتوهم نسبة السكون إلى الأنثى، فكان التذكير كما يقول الزمخشرى - أحسن طباقا للمعنى.
ووصفت النفس بواحدة على أسلوب الإدماج بين العبرة والموعظة، لأن كونها واحدة أدعى للاعتبار إذ ينسل من الواحدة أبناء كثيرون حتى ربما صارت النفس الواحدة قبيلة أو أمّة، ففي هذا الوصف تذكير بهذه الحالة العجيبة الدالة على عظم القدرة وسعة العلم حيث بثه من نفس واحدة رجالاً كثيراً ونساء.
أما قوله تعالى :
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ }
إن الخلق معناه: الإنشاء. والتصوير معناه: إعطاء الصورة والخصائص.. وهما مرتبتان في النشأة لا مرحلتان.. فإن { ثم } قد لا تكون للترتيب الزمني، ولكن للترقي المعنوي. والتصوير أرقى مرتبة من مجرد الوجود. فالوجود يكون للمادة الخامة؛ ولكن التصوير - بمعنى إعطاء الصورة الإنسانية والخصائص - يكون درجة أرقى من درجات الوجود. فكأنه قال: إننا لم نمنحكم مجرد الوجود ولكن جعلناه وجوداً ذا خصائص راقية. وذلك كقوله تعالى:
{ الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى }
فإن كل شيء أعطي خصائصه ووظائفه وهُدِي إلى أدائها عند خلقه. ولم تكن هناك فترة زمنية بين الخلق وإعطاء الخصائص والوظائف والهداية إلى أدائها. والمعنى لا يختلف إذا كان معنى " هَدى ": هداه إلى ربه. فإنه هُدي إلى ربه عند خلقه. وكذلك آدم صور وأعطي خصائصه الإنسانية عند خلقه.. " وثم ".. للترقي في الرتبة، لا للتراخي في الزمن. كما نرجح.

وعلى أية حال فإن مجموع النصوص القرآنية في خلق آدم عليه السلام، وفي نشأة الجنس البشري، ترجح أَن إعطاء هذا الكائن خصائصه الإنسانية ووظائفه المستقلة، كان مصاحباً لخلقه. وأن الترقي في تاريخ الإنسان كان ترقياً في بروز هذه الخصائص ونموها وتدريبها واكتسابها الخبرة العالية. ولم يكن ترقياً في " وجود " الإنسان من تطور الأنواع حتى انتهت إلى الإنسان - كما تقول الخرافة الداروينية .
أما قوله تعالى:
{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }

كنا قد تطرقنا إلى معنى النفس الواحدة ،، وعموما فهذا الشوط الأول في السورة يبدأ بآية الافتتاح، التي ترد " الناس " إلى رب واحد، وخالق واحد؛ كما تردهم إلى أصل واحد، وأسرة واحدة، وتجعل وحدة الإنسانية هي " النفس " ووحدة المجتمع هي الأسرة، وتستجيش في النفس تقوى الرب، ورعاية الرحم.. لتقيم على هذا الأصل الكبير كل تكاليف التكافل والتراحم في الأسرة الواحدة، ثم في الإنسانية الواحدة. وترد إليه سائر التنظيمات والتشريعات التي تتضمنها السورة.

وهذا الشوط يضم من تلك التكاليف ومن هذه التشريعات، ما يتعلق بالضعاف في الأسرة وفي الإنسانية من اليتامى، وتنظم طريقة القيام عليهم وعلى أموالهم كما تنظم طريقة انتقال الميراث بين أفراد الأسرة الواحدة، وأنصباء الأقرباء المتعددي الطبقات والجهات، في الحالات المتعددة.. وهي ترد هذا كله إلى الأصل الكبير الذي تضمنته آية الافتتاح، مع التذكير بهذا الأصل في مطالع بعض الآيات أو في ثناياها، أو في خواتيمها، توثيقاً للارتباط بين هذه التنظيمات والتشريعات، وبين الأصل الذي تنبثق منه، وهو الربوبية, التي لها حق التشريع والتنظيم، هذا الحق الذي منه وحده ينبثق كل تشريع وكل تنظيم. { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء. واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام. إن الله كان عليكم رقيباً }..
إنه الخطاب " للناس ".. بصفتهم هذه، لردهم جميعاً إلى ربهم الذي خلقهم.. والذي خلقهم { من نفس واحدة }.. { وخلق منها زوجها. وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء }..

إن هذه الحقائق الفطرية البسيطة لهي حقائق كبيرة جداً، وعميقة جداً, وثقيلة جداً.. ولو ألقى " الناس " أسماعهم وقلوبهم إليها لكانت كفيلة بإحداث تغييرات ضخمة في حياتهم، وبنقلهم من الجاهلية - أو من الجاهليات المختلفة - إلى الإيمان والرشد والهدى، وإلى الحضارة الحقيقية اللائقة " بالناس " و " بالنفس " واللائقة بالخلق الذي ربه وخالقه هو الله..

إن هذه الحقائق تجلو للقلب والعين مجالاً فسيحاً لتأملات شتى:

1- إنها ابتداء تذكر " الناس " بمصدرهم الذي صدروا عنه؛ وتردهم إلى خالقهم الذي أنشأهم في هذه الأرض.. هذه الحقيقة التي ينساها " الناس " فينسون كل شيء! ولا يستقيم لهم بعدها أمر!

إن الناس جاءوا إلى هذا العالم بعد أن لم يكونوا فيه.. فمن الذي جاء بهم؟ أنهم لم يجيئوا إليه بإرادتهم. فقد كانوا - قبل أن يجيئوا - عدماً لا إرادة له.. لا إرادة له تقرر المجيء أو عدم المجيء. فإرادة أخرى - إذن - غير إرادتهم، هي التي جاءت بهم إلى هنا.. إرادة أخرى - غير إرادتهم - هي التي قررت أن تخلقهم إرادة أخرى - غير إرادتهم - هي التي رسمت لهم الطريق، وهي التي اختارت لهم خط الحياة.
إرادة أخرى - غير إرادتهم - هي التي منحتهم وجودهم ومنحتهم خصائص وجودهم، ومنحتهم استعداداتهم ومواهبهم، ومنحتهم القدرة على التعامل مع هذا الكون الذي جيء بهم إليه من حيث لا يشعرون! وعلى غير استعداد، إلا الاستعداد الذي منحتهم إياه تلك الإرادة التي تفعل ما تريد.

ولو تذكر الناس هذه الحقيقة البديهية التي يغفلون عنها لثابوا إلى الرشد من أول الطريق..

إن هذه الإرادة التي جاءت بهم إلى هذا العالم، وخطت لهم طريق الحياة فيه، ومنحتهم القدرة على التعامل معه، لهي وحدها التي تملك لهم كل شيء، وهي وحدها التي تعرف عنهم كل شيء، وهي وحدها التي تدبر أمرهم خير تدبير. وإنها لهي وحدها صاحبة الحق في أن ترسم لهم منبع حياتهم، وأن تشرع لهم أنظمتهم وقوانينهم، وأن تضع لهم قيمهم وموازينهم. وهي وحدها التي يرجعون إليها وإلى منهجها وشريعتها وإلى قيمها وموازينها عند الاختلاف في شأن من هذه الشؤون، فيرجعون إلى النهج الواحد الذي أراده الله رب العالمين.

2- كما أنها توحي بأن هذه البشرية التي صدرت من إرادة واحدة، تتصل في رحم واحدة، وتلتقي في وشيجة واحدة، وتنبثق من أصل واحد، وتنتسب إلى نسب واحد:

{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء }..

ولو تذكر الناس هذه الحقيقة، لتضاءلت في حسهم كل الفروق الطارئة، التي نشأت في حياتهم متأخرة، ففرقت بين أبناء " النفس " الواحدة، ومزقت وشائج الرحم الواحدة، وكلها ملابسات طارئة ما كان يجوز أن تطغى على مودة الرحم وحقها في الرعاية، وصلة النفس وحقها في المودة، وصلة الربوبية وحقها في التقوى.

واستقرار هذه الحقيقة كان كفيلاً باستبعاد الصراع العنصري، الذي ذاقت منه البشرية ما ذاقت، وما تزال تتجرع منه حتى اللحظة الحاضرة؛ في الجاهلية الحديثة، التي تفرق بين الألوان، وتفرق بين العناصر، وتقيم كيانها على أساس هذه التفرقة، وتذكر النسبة إلى الجنس والقوم، وتنسى النسبة إلى الإنسانية الواحدة والربوبية الواحدة.

واستقرار هذه الحقيقة كان كفيلاً كذلك باستبعاد الاستعباد الطبقي السائد في وثنية الهند والصراع الطبقي، الذي تسيل فيه الدماء أنهاراً في الدول التي كانت شيوعية والتي ماتزال تؤمن بالفكر الاشتراكي، والذي ما تزال الجاهلية الحديثة تعتبره قاعدة من قواعد فلسفتها المذهبية, ونقطة انطلاقها إلى تحطيم الطبقات كلها، لتسويد طبقة واحدة، ناسية النفس الواحدة التي انبثق منها الجميع، والربوبية الواحدة التي يرجع إليها الجميع!

3- والحقيقة الأخرى التي تتضمنها الإشارة إلى أنه من النفس الواحدة { خلق منها زوجها }.. كانت كفيلة - لو أدركتها البشرية - أن توفر عليها تلك الأخطاء الأليمة، التي تردت فيها، وهي تتصور في المرأة شتى التصورات السخيفة، وتراها منبع الرجس والنجاسة، وأصل الشر والبلاء كما هو موجود في معتقدك.
. وهي من النفس الأولى فطرة وطبعاً، خلقها الله لتكون لها زوجاً وليبث منهما رجالاً كثيراً ونساء، فلا فارق في الأصل والفطرة، إنما الفارق في الاستعداد والوظيفة..

ولقد خبطت البشرية في هذا التيه طويلاً. جردت المرأة من كل خصائص الإنسانية وحقوقها. فترة من الزمان. تحت تأثير تصور سخيف لا أصل له. فلما أن أرادت معالجة هذا الخطأ الشنيع اشتطت في الضفة الأخرى، وأطلقت للمرأة العنان، ونسيت أنها إنسان خلقت لإنسان، ونفس خلقت لنفس، وشطر مكمل لشطر، وأنهما ليسا فردين متماثلين، إنما هما زوجان متكاملان.

والمنهج الرباني القويم يرد البشرية إلى هذه الحقيقة البسيطة بعد ذلك الضلال البعيد..

4- كذلك توحي الآية بأن قاعدة الحياة البشرية هي الأسرة، فقد شاء الله أن تبدأ هذه النبتة في الأرض بأسرة واحدة. فخلق ابتداء نفساً واحدة، وخلق منها زوجها. فكانت أسرة من زوجين. { وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء }.. ولو شاء الله لخلق - في أول النشأة - رجالاً كثيراً ونساء، وزوجهم، فكانوا أسراً شتى من أول الطريق. لا رحم بينها من مبدأ الأمر. ولا رابطة تربطها إلا صدورها عن إرادة الخالق الواحد. وهي الوشيجة الأولى. ولكنه - سبحانه - شاء لأمر يعلمه ولحكمة يقصدها، أن يضاعف الوشائج. فيبدأ بها من وشيجة الربوبية - وهي أصل وأول الوشائج - ثم يثني بوشيجة الرحم، فتقوم الأسرة الأولى من ذكر وأنثى -هما من نفس واحدة وطبيعة واحدة وفطرة واحدة - ومن هذه الأسرة الأولى يبث رجالاً كثيراً ونساء، كلهم يرجعون ابتداء إلى وشيجة الربوبية، ثم يرجعون بعدها إلى وشيجة الأسرة. التي يقوم عليها نظام المجتمع الإنساني. بعد قيامه على أساس العقيدة.

ومن ثم هذه الرعاية للأسرة في النظام الإسلامي، وهذه العناية بتوثيق عراها، وتثبيت بنيانها، وحمايتها من جميع المؤثرات التي توهن هذا البناء - وفي أول هذه المؤثرات مجانبة الفطرة، وتجاهل استعدادات الرجل واستعدادات المرأة وتناسق هذه الاستعدادات مع بعضها البعض، وتكاملها لإقامة الأسرة من ذكر وأنثى.

وفي هذه السورة وفي غيرها من السور حشد من مظاهر تلك العناية بالأسرة في النظام الإسلامي.. وما كان يمكن أن يقوم للأسرة بناء قوي، والمرأة تلقى تلك المعاملة الجائرة، وتلك النظرة الهابطة التي تلقاها في الجاهلية - كل جاهلية - ومن ثم كانت عناية الإسلام بدفع تلك المعاملة الجائرة ورفع هذه النظرة الهابطة.

5- وأخيراً فإن نظرة إلى التنوع في خصائص الأفراد واستعداداتهم - بعد بثهم من نفس واحدة وأسرة واحدة - على هذا المدى الواسع، الذي لا يتماثل فيه فردان قط تمام التماثل، على توالي العصور، وفيما لا يحصى عدده من الأفراد في جميع الأجيال.. التنوع في الأشكال والسمات والملامح. والتنوع في الطباع والأمزجة والأخلاق والمشاعر.

والتنوع في الاستعدادات والاهتمامات والوظائف.. إن نظرة إلى هذا التنوع المنبثق من ذلك التجمع لتشي بالقدرة المبدعة على غير مثال، المدبرة عن علم وحكمة، وتطلق القلب والعين يجولان في ذلك المتحف الحي العجيب، يتمليان ذلك الحشد من النماذج التي لا تنفد، والتي دائماً تتجدد، والتي لا يقدر عليها إلا الله، ولا يجرؤ أحد على نسبتها لغير الله. فالإرادة التي لا حد لما تريد، والتي تفعل ما تريد، هي وحدها التي تملك هذا التنويع الذي لا ينتهي، من ذلك الأصل الواحد الفريد!

والتأمل في " الناس " على هذا النحو كفيل بأن يمنح القلب زاداً من الأنس والمتاع فوق زاد الإيمان والتقوى.. وهو كسب فوق كسب، وارتفاع بعد ارتفاع!


فكما رأيت ، فقد غصنا في معنى الآية العظيمة ولم نجد ما تقوله أنت وأمثالك من حماقات.
فمعنى الآية بإيجاز هو : يا أيها الناس احذروا عصيان خالقكم، الذي انشأكم من العدم، واذكروا انه أوجدكم من نفس واحدة خلق منها زوجها، ثم نشر منها رجالاً ونساء كثيرين. فاتقوا الله الذي تستعينون به في كل ما تحتاجون، ويسأل بعضكم بعضا باسمه فيما تتبادلون من أمور. كذلك تذكَّروا حقوق الرحم والقرابةِ عليكم فلا تفّرطوا فيها ولا تقطعوا وشائجها.

أما قوله تعالى :
{ فَلَماَّ عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ }
هنا فصل - سبحانه - ما عوقب به أصحاب السبت الفاسقون من العذاب البئيس الذى أصابهم فقال تعالى: { فَلَماَّ عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } أى فلما تكبروا عن ترك ما نهاهم عنه الواعظون، قلنا لهم كونوا قردة صاغرين فكانوا كذلك.

قال الآلوسى: (والأمر فى قوله تعالى { قُلْنَا } تكوينى لا تكليفى، لأنه ليس فى وسعهم حتى يكلفوا به، وهذا كقوله تعالى
{ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }
فى أنه يحتمل أن يكون هناك قول وأن يكون الغرض مجرد التمثيل).

وقيل فى تفسير الآية: إن الله تعالى - عاقب القوم أو لا بالعذاب البئيس الذى يتناول البؤس والشقاء والفقر فى المعيشة، فلما لم يرتدعوا ويثوبوا إلى رشدهم، مسخهم مسخا خِلقيا وجسميا، فكانوا قردة على الحقيقة، وهو الظاهر من الآية، وعليه الجمهور:

وقيل: مسخهم مسخاً خُلُقياً ونفسياً، فصاروا كالقردة فى شرورها وإفسادها لما تصل إليه أيديها، وهذا مروى عن مجاهد.

وتلك العقوبة كانت جزاء إمعانهم فى المعاصى، وتأبيهم عن قبول النصحية، وضعف إرادتهم أمام مقاومة أطماعهم، وانتكاسهم إلى عالم الحيوان لتخليهم عن خصائص الإِنسان، فكانوا حيث أرادوا لأنفسهم من الصغار والهوان.
ولا وجود لشبهاتك الضعيفة الضاحضة .

-------------------------------------------------------
 

بوجسوم

عضو ذهبي
س : لا تبديل لكلمات الله ام تبديل:_
لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَـا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيـلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {10/64} يونس .

وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَـابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا {18/27} الكهف .
تناقضها سورة النحل ,وسورة الرعد وسوره البقرة .
وَإِذَا بَدَّلْنَـا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَـا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ {16/101} النحل .

يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ {13/39} الرعد.

مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {2/106} البقرة.

ج: شبهة قديمة أكتفي بنقل رد الأزهر عليها :
[الصورة الأولى للتناقض الموهوم بين آية يونس: (لا تبديل لكلمات الله) وآية النحل (وإذا بدلنا آية مكان آية..) لا وجود لها إلا فى أوهامهم ويبدو أنهم يجهلون معنى التناقض تمامًا. فالتناقض من أحكام العقل ، ويكون بين أمرين كليين لا يجتمعان أبداً فى الوجود فى محل واحد ، ولا يرتفعان أبداً عن ذلك المحل ، بل لا بد من وجود أحدهما وانتفاء الآخر ، مثل الموت والحياة. فالإنسان يكون إما حيًّا وإما ميتا ولا يرتفعان عنه فى وقت واحد ، ومحال أن يكون حيًّا و ميتاً فى آن واحد ؛ لأن النقيضين لا يجتمعان فى محل واحد.
ومحال أن يكون إنسان ما لا حى ولا ميت فى آن واحد وليس فى القرآن كله صورة ما من صور التناقض العقلى إلا ما يدعيه الجهلاء أو المعاندون. والعثور على التناقض بين الآيتين المشار إليهما محال محال ؛ لأن قوله تعالى فى سورة يونس (لا تبديل لكلمات الله) معناه لا تبديل لقضاء الله الذى يقضيه فى شئون الكائنات ، ويتسع معنى التبديل هنا ليشمل سنن الله وقوانينه الكونية. ومنها القوانين الكيميائية ، والفيزيائية وما ينتج عنها من تفاعلات بين عناصرالموجودات ،أو تغييرات تطرأ عليها. كتسخين الحديد أو المعادن وتمددها بالحرارة ، وتجمدها وانكماشها بالبرودة. هذه هى كلمات الله عزّ وجلّ.
وقد عبر عنها القرآن فى مواضع أخرى ب.. السنن وهى القوانين التى تخضع لها جميع الكائنات ، الإنسان والحيوان والنبات والجمادات. إن كل شئ فى الوجود ، يجرى ويتفاعل وفق السنن الإلهية أو كلماته الكلية ، التى ليس فى مقدور قوة فى الوجود أن تغيرها أو تعطل مفعولها فى الكون.
ذلك هو المقصود به ب " كلمات الله " ، التى لا نجد لها تبديلاً ، ولا نجد لها تحويلاً.
ومن هذه الكلمات أو القوانين والسنن الإلهية النافذة طوعاً أو كرهاً قوله تعالى: ( كل نفس ذائقة الموت ) . فهل فى مقدور أحد مهما كان أن يعطل هذه السنة الإلهية فيوقف " سيف المنايا " ويهب كل الأحياء خلوداً فى هذه الحياة الدنيا ؟
فكلمات الله إذن هى عبارة عن قضائه فى الكائنات وقوانينه المطردة فى الموجودات وسننه النافذة فى المخلوقات.
ولا تناقض فى العقل ولا فى النقل ولا فى الواقع المحسوس بين مدلول آية: (لا تبديل لكلمات الله) وآية: (وإذا بدلنا آية مكان آية..).
لأن معنى هذه الآية: إذا رفعنا آية ، أى وقفنا الحكم بها ، ووضعنا آية مكانها ، أى وضعنا الحكم بمضمونها مكان الحكم بمضون الأولى. قال جهلة المشركين: إنما أنت مفتِرٍ .
فلكل من الآيتين معنى فى محل غير معنى ومحل الأخرى.
فالآية فى سورة يونس (لا تبديل لكلمات الله) والآية فى سورة النحل: (وإذا بدلنا آية مكان آية..) لكل منهما مقام خاص ، ولكن هؤلاء الحقدة جعلوا الكلمات بمعنى الآيات ، أو جعلوا الآيات بمعنى الكلمات زوراً وبهتاناً ، ليوهموا الناس أن فى القرآن تناقضاً. وهيهات هيهات لما يتوهمون.
أما الآيتان (لا مبدل لكلماته) و(ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) وقد تقدم ذكرهما فى الجدول السابق.
هاتان الآيتان بريئتان من التناقض براءة قرص الشمس من اللون الأسود :
فآية الكهف (لا مبدل لكلماته) معناها لا مغير لسننه وقوانينه فى الكائنات. وهذا هو ما عليه المحققون من أهل العلم ويؤيده الواقع المحسوس والعلم المدروس.
وحتى لو كان المراد من " كلماتـه " آياته المنـزلة فى الكتاب العـزيز " القرآن " فإنه ـ كذلك ـ لا مبدل لها من الخلق فهى باقية محفوظة كما أنزلها الله عز وجل ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
أما آية البقرة: (ما ننسخ من آية ) فالمراد من الآية فيها المعجزة ، التى يجريها الله على أيدى رسله. ونسخها رفعها بعد وقوعها. وليس المراد الآية من القرآن ، وهذا ما عليه المحققون من أهل التأويل. بدليل قوله تعالى فى نفس الآية: (ألم تعلم أن الله على كل شىء قدير ).
ويكون الله عز وجل قد أخبر عباده عن تأييده رسله بالمعجزات وتتابع تلك المعجزات ؛ لأنها من صنع الله ، والله على كل شىء قدير.
فالآيتان ـ كما ترى ـ لكل منهما مقام خاص بها ، وليس بينهما أدنى تعارض ، فضلاً عن أن يكون بينهما تناقض.
أما الآيتان الأخيرتان الواردتان فى الجدول ، وهما آية الحجر: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وآية الرعد: (يمحو الله ما يشاء ويثبت) فلا تعارض بينهما كذلك ؛ لأن الآية الأولى إخبار من الله بأنه حافظ للقرآن من التبديل والتحريف والتغيير ، ومن كل آفات الضياع وقد صدق إخباره تعالى ، فظل القرآن محفوظاً من كل ما يمسه مما مس كتب الرسل السابقين عليه فى الوجود الزمنى ، ومن أشهرها التوراة وملحقاتها. والإنجيل الذى أنزله الله على عيسى عليه السلام.
أما الآية الثانية: (يمحو الله ما يشاء ويثبت) فهى إخبار من الله بأنه هو وحده المتصرف فى شئون العباد دون أن يحد من تصرفه أحد. فإرادته ماضية ، وقضاؤه نافذ ، يحيى ويميت ، يغنى ويفقر ، يُصحُّ ويُمْرِضُ ، يُسْعِد ويُشْقِى ، يعطى ويمنع ، لا راد لقضائه ، ولا معقب على حكمه (لا يُسأل عما يفعل وهم يُسـألون ) . فأين التناقـض المزعوم بين هاتين الآيتين يا ترى ؟ التناقض كان سيكون لو ألغت آية معنى الأخرى. أما ومعنى الآيتين كل منهما يسير فى طريقٍ متوازٍ غير طريق الأخرى ، فإن القول بوجود تناقض بينهما ضرب من الخبل والهذيان المحموم ، ولكن ماذا نقول حينما يتكلم الحقد والحسد ، ويتوارى العقل وراء دياجير الجهالة الحاقدة ؟ نكتفى بهذا الرد الموجز المفحم ، على ما ورد فى الجدول المتقدم ذكره. ]
------------------------------------------------

س : توجد شفاعة ام لا:_
قُـل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {39/44} الزمر .

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ {32/4} السجدة .
تناقضها سوره يونس .
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيـعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُـمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ {10/3 يونس .

ج: أكتفي بنقل رد الأزهر على هاته الشبهة :
[ يجب أن نأخذ الآية كلها ولا نقتطع جزءا منها فالحكم على الشيء فرع تصوره ، فبداية الآية هو قال الله تعالى :"{أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون، قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون، وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون} سورة الزمر

فالآية تعيب على المشركين أنهم اتخذوا الأصنام شفعاء لهم من دون الله تعالى ، فبين الله تعالى أنهم لا يملكون شيئا ، والشفاعة له وحده سبحانه وتعالى ، أما الآية التالية التي اُعتقد أنها تنافي الآية الأولى ليس بينهما تضاد ولا اختلاف ، فإذا قررنا أنه لا شفاعة إلاّ لله تعالى وحده والذي قرر هذا هو الله تعالى فإنه سبحانه عندما قرر أن هناك من يشفعون قيد هذه الشفاعة من بعض البشر والملائكة بإذنه سبحانه وتعالى ، ورضاه . فالشفاعة من غير الله تعالى مقيدة برضا الله عز وجل وبإذنه فتكون شفاعتهم من شفاعته سبحانه وتعالى .]

------------------------------------------------------

س : هل الخلاص للمسلمين فقط أم لليهود والنصارى والصابئين معاً:_
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {3/85} ال عمران.
تناقضها سورة المائدة.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِيـنَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {5/69} المائدة .

ج: الإِيمان المشار إليه فى قوله: { مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } يفسره بعض العلماء بالنسبة لليهود والنصارى والصابئين بمعنى صدور الإِيمان منهم على النحو الذى قرره الإِسلام. فمن لم تبلغه منهم دعوة الإِسلام، وكان ينتمى إلى دين صحيح فى أصله بحيث يؤمن بالله واليوم الآخر ويقوم بالعمل الصالح على الوجه الذى يرشده إليه دينه، فله أجره على ذلك عند ربه.

أما الذين بلغتهم دعوة الإِسلام من تلك الفرق ولكنهم لم يقبلوها؛ فإنهم لا يكونون ناجين من عذاب الله مهما ادعوا أنهم يؤمنون بغيرها؛ لأن شريعة الإِسلام قد نسخت ما قبلها، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: " لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعى ".
وبعض العلماء يرى أن معنى { من آمن } أى: من أحدث هذه الفرق إيمانا بالنبى صلى الله عليه وسلم وبما جاء به من عند ربه.

قالوا: لأن مقتضى المقام هو الترغيب فى دين الإِسلام، وأما بيان من ماضى على دين آخر قبل نسخه فلا ملابسة له بالمقام، فضلا عن أن الصابئين ليس لهم دين تجوز رعايته فى وقت من الأوقات.

والراجح ان الذين صدقوا الله ورسوله، واليهود، والصابئين، والنصارى وغيرهم كل اولئك اذا أخلصوا في الإيمان بالله، وصدّقوا بالبعث والجزاء، وأتوا الأعمال الصالحة التي جاء بها الاسلام ـ فسيكونون في مأمن من العذاب، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

أو كما جاء في المنتخب في التفسير أن المصدِّقين بالله، وأتباع موسى من اليهود، والخارجين عن الأديان، وأتباع عيسى من النصارى، كل أولئك إذا أخلصوا فى الإيمان بالله، وصدقوا بالبعث والجزاء، وأتوا بالأعمال الصالحة التى جاء بها الإسلام، فهم فى مأمن من العذاب وفى سرور بالنعيم يوم القيامة.

فأين هذا التناقض ؟؟؟

----------------------------------------------------
س : امر بالصفح ام نها :_
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ {9/73} التوبة .
تناقضها سورة الحجر .
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَـقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ {15/85} الحجر .
ج: قوله تعالى
{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

قوله - سبحانه - { جَاهِدِ } من المجاهدة، بمعنى بذل الجهد فى دفع ما لا يرضى، سواء أكان ذلك بالقتال أم بغيره.

وقوله: { وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ } من الغلظة التى هى نقيض الرقة والرأفة. يقال أغلظ فلان فى الأمر إذا اشتد فيه ولم يترفق.

ونحن عندما نقرأ السيرة النبوية. نجد أنه - صلى الله عليه وسلم - بعد هجرته إلى المدينة، ظل فترة طويلة يلاين المنافقين، ويغض الطرف عن رذائلهم، ويصفح عن مسيئهم.. إلا أن هذه المعاملة الحسنة لهم زادتهم رجسا إلى رجسهم.. لذا جاءت هذه السورة - وهى من أواخر ما نزل من القرآن لتقول للنبى - صلى الله عليه وسلم - لقد آن الأوان لإِحلال الشدة والحزم، محل اللين والرفق، فإن للشدة مواضعها وللين مواضعه..

والمعنى: عليك - أيها النبى الكريم - أن تجاهد الكفار بالسيف إذا كان لا يصلحهم سواه، وأن تجاهد المنافقين - الذين يظهرون الإِسلام ويخفون الكفر - بما تراه مناسبا لردهم وزجرهم وإرهابهم، سواء أكان ذلك باليد أم باللسان أم بغيرهما، حتى تأمن شرهم.

قال الإِمام ابن كثير، أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - بجهاد الكفار والمنافقين، كما أمره أن يخفض جناحه لمن اتبعه من المؤمنين.. - وقد تقدم عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب أنه قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأربعة أسياف. سيف للمشركين المحاربين لدين الله
{ فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ... }
وسيف للكفار أهل الكتاب الخونة الذين نقضوا العهود منهم
{ قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ ٱلْحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ.. }
وسيف للمنافقين { جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِينَ } وسيف للبغاة الظالمين
{ فَقَاتِلُواْ ٱلَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيۤءَ إِلَىٰ أَمْرِ ٱللَّهِ }
وهذا يقتضى أنهم يجاهدون بالسيوف إذا أظهروا النفاق، وهو اختيار ابن جرير.

وقال ابن مسعود فى قوله: { جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِينَ } قال بيده، فإن لم يستطع فليكشر فى وجهه - أى فليلق المنافق بوجه عابس لا طلاقة فيه ولا انبساط.

وقال ابن عباس: أمره الله - تعالى - بجهاد المنافقين باللسان وأذهب الرفق عنهم.

وقد يقال أنه لا منافاة بين هذه الأقوال، لأنه تارة يؤاخذهم بهذا، وتارة بهذا على حسب الأحوال..

والضمير المجرور فى قوله: { وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ } يعود على الفريقين: الكفار والمنافقين أى: جاهدهم بكل ما تستطيع مجاهدتهم به، مما يقتضيه الحال، واشدد عليهم فى هذه المجاهدة بحيث لا تدع مجالا معهم للترفق واللين، فإنهم ليسوا أهلا لذلك، بعد أن عموا وصموا عن النصحية، وبعد أن لجوا فى طغيانهم.

وقوله: { وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } تذييل قصد به بيان سوء مصيرهم فى الآخرة بعد بيان ما يجب على المؤمنين نحوهم فى الدنيا.

ثم بين - سبحانه - ما كان عليه المنافقون من كذب وفجور، ومن خيانة وغدر، وفتح أمامهم باب التوبة، وأنذرهم بالعذاب الأليم إذا ما استمروا فى نفاقهم فقال - سبحانه -: { يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ... }.

ونحن عندما نقرأ السيرة النبوية. نجد أنه - صلى الله عليه وسلم - بعد هجرته إلى المدينة، ظل فترة طويلة يلاين المنافقين، ويغض الطرف عن رذائلهم، ويصفح عن مسيئهم.. إلا أن هذه المعاملة الحسنة لهم زادتهم رجسا إلى رجسهم.. لذا جاءت هذه السورة - وهى من أواخر ما نزل من القرآن لتقول للنبى - صلى الله عليه وسلم - لقد آن الأوان لإِحلال الشدة والحزم، محل اللين والرفق، فإن للشدة مواضعها وللين مواضعه..

لهذا فلا تناقض بين الآيتين فحينما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يصفح الصفح الجميل كما أمره الله ،، ازداد الكفار والمنافقون جحودا واستكبارا ومحاربة لدين الله ،، فأمر الله سبحانه وتعالى نبيه بمحاربة هؤلاء وان يغلظ عليهم لأنهم وصلوا إلى أقصى درجات الخبث والكفر .

---------------------------------------------
 

بوجسوم

عضو ذهبي
س : يقسم ام لا :_
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ {90/1} البلد.
تناقدها سورة التين .
وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ {95/3} التين .

ج: القرآن الكريم نزل بلغة العرب ، و " لا " فى مثل هذا التركيب، يرى المحققون أنها مزيدة للتأكيد، والمعنى: أقسم بهذا البلد.
{ لا أقسم } معناه: أقسم.
والبلد: مكة المكرمة، وقد جاء القسم بها فى قوله - تعالى -:
{ وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ. وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلأَمِينِ }
قال الشيخ محمد عبده - رحمه الله -: قوله { لاَ أُقْسِمُ.. } عبارة من عبارات العرب فى القسم، يراد بها تأكيد الخبر، كأنه فى ثبوته وظهوره لا يحتاج إلى قسم. ويقال إنه يؤتى بها فى القسم إذا أريد تعظيم المقسم به. كأن القائل يقول: إنى لا أعظمه بالقسم، لأنه عظيم فى نفسه، والمعنى فى كل حال على القسم..
وقال بعض العلماء: " لا " هذه للنفى، وهذه عبارة تعود العرب أن يقولوها عندما يكون المقسم عليه ظاهرا أمره، كأنه - تعالى - يقول: أنا لا أقسم بهذه الأشياء، على إثبات هذا المطلوب الذى أذكره بعد، لأن إثباته أظهر وأجلى وأقوى من أن يحاول محاول إثباته بالقسم.

ويقال: معناه: أنا لا أقسم بهذه الأشياء على إثبات المطلوب، لأنه أعظم وأجل وأكبر من أن يقسم عليه، بهذه الأمور الهينة الشأن، والغرض على هذا الوجه، تعظيم المقسم عليه، وتفخيم شأنه..

وأنقل رد الأزهر : [ ( لا أقسم بهذا البلد ) قوله ( لا أقسم ) لا زائدة والمعنى أقسم ( بهذا البلد ) وقد تقدم الكلام على هذا في تفسير لا أقسم بيوم القيامة ومن زيادة لا في الكلام في غير القسم و قول الشاعر :

تذكرت ليلى فاعترتني صبابة وكاد صميم القلب لا يتصدع

أي يتصدع ومن ذلك قوله ما منعك أن لا تسجد أي أن تسجد قال الواحدي أجمع المفسرون على أن هذا قسم بالبلد الحرام وهو مكة

أما قوله تعالى : ( وهذا البلد الأمين ) أجمع المفسرون أيضا في هذه الآية أن البلد هي مكة ولا خلاف في هذا

وقد حكى أبو العباس بن سريح قال: سأل رجلُُ بعض العلماء عن قوله تعالى { لا أقسم بهذا البلد }(البلد/1) فأخبر سبحانه أنه لا يقسم بهذا البلد، ثم أقسم به في قوله { وهذا البلد الأمين } (التين/3) فقال ابن سريح: أي الأمرين أحب إليك؛ أجيبك ثم أقطعك ؟ أو أقطعك ثم أجيبك ؟ فقال: بل اقطعني ثم أجبني. قال: اعلم أن هذا القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة رجالٍ وبين ظهراني قوم ، وكانوا أحرص الخلق على أن يجدوا فيه مغمزاً، وعليه مطعناً، فلو كان هذا عندهم مناقضة لعلّقوا به وأسرعوا بالرد عليه. ولكنّ القوم علموا وجهلتَ، فلم ينكروا ما أنكرت. ثم قال : إن العرب قد تدخل " لا " في أثناء كلامها وتلغى معناها.

فأين هذا التناقض المزعوم ؟؟؟؟؟؟؟ ]
---------------------------------------------
س : النهي ام الاباحة:_
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَـنِ الْهَوَى {79/ 40} فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِـيَ
الْمَأْوَى {79/ 41} النازعات .
تناقضها سوره النساء .
(وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ )كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ (فَمَا اسْـتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً) وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُـمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ
اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا {4/24} النساء .

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِـحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {33/50} الاحزاب .

ج: أولا هناك اقتطاع وإخراج الآية 24 من سورة النساء عن سياقها، وهذا يدل على خبث وتدليس ، ثانيا لا علاقة بين الآية في سورة النازعات وبين الآيتين في سورة النساء والأحزاب ،
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } ، يعني من آمنَ واستقامَ ونهى نفسَه عن هواها { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } ، حيث يجد النعيم الدائم.

وأما مَن خاف عظمة ربه وجلاله، وكف نفسه عن الهوى و الشهوات الغير مباحة، فإن دار النعيم هى المنزل لا غيرها.

أما سورة النساء فلا يجب إقتطاع الآيات من سياقها ووجب ذكر الآية التي قبلها حتى يتضح السياق ، يقول رب العزة :
{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ ٱلأَخِ وَبَنَاتُ ٱلأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ ٱلرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ ٱللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ مِّن نِّسَآئِكُمُ ٱللاَّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ ٱلَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ ٱلأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } * { وَٱلْمُحْصَنَاتُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَّا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُمْ مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا ٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِن بَعْدِ ٱلْفَرِيضَةِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }

والمعنى : حَرَّمَ الله عليكم أن تتزوجوا أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتى أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة، وأمهات نسائكم، والمحرمات لغير النسب: أمهات الرضاعة، والأخوات من الرضاعة، وأمهات الزوجات وبنات الزوجات من غير الأزواج إذا دخلتم بهن، وزوجات أبناء الصلب، والجمع بين الأختين، وما سلف فى الجاهلية فإنه معفوٌّ عنه. إن الله غفور لما سلف قبل هذا النهج، رحيم بكم فيما شرع لكم.

وحرم عليكم نكاح المتزوجات من النساء عامة، حرائر وغير حرائر، إلا من سبيتم وملكتم منهن فى حرب بينكم وبين الكفار، فإن نكاحهن السابق ينفسخ بالسبى، فيصرن حلالا لكم بعد استبراء أرحامهن، فالزموا ما كتب الله عليكم فى تحريم ما حرم، ولكم فيما عدا هؤلاء المؤمنات المحرمات أن تطلبوا بأموالكم نساء تتزوجون بهن، لا تقصدون الزنا أو المخادنة، فأى نساء استمتعتم بهن بعد الزواج منهن أحل الله لكم الدخول بهن فوفُّوهن مهورهن التى قدَّرتم لهن حقاً عليكم لا تسامح فيه تؤدونه فى موعد، ولا حرج عليكم فيما تم بينكم عن تراض من تنازل زوجة عن بعض مهرها أو زيادة زوج فيه، إن الله كان ولم يزل مُطَّلِعاً على شئون العباد، مُدَبِّراً لهم فى أحكام ما يصلح به أمرهم.


لأنه من روعة الإسلام أنه أدمج العبيد في العائلة ، فالجارية تعتبر كالمرأة المتزوجة ،، وبذلك قضى على العبودية بدون إصابة المجتمع بهزة اجتماعية واقتصادية وفساد ، لأنه يومها كان هناك طبقة كبيرة من العبيد إذا دعا الإسلام إلى تحريرها في ذلك الوقت ، كان ذلك خطرا على المجتمع ، فضيق المدخل ووسع المخرج ، وإذا أدرت المزيد حول هذا الموضوع ممكن أن تراجع موقع سبيل الإسلام حيث يتحدث عن الموضوع بتفصيل.
أما الآية في سورة الأحزاب ، فقد تحدثنا عنها بتفصيل سابقا في هذا المقال ، ولكن لا بأس أن نرى معناها بإيجاز ، يقول رب العزة :
{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ ٱللاَّتِيۤ آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكَ ٱللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَٱمْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ ٱلنَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِيۤ أَزْوَاجِهِـمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }
يا أيها النبى: إنا أبحنا لك أزواجك اللاتى أعطيتهن مهورهن، وأبحنا لك ما ملكت يمينك من الإماء مما أنعم الله به عليك، وأحللنا لك التزوج من بنات عمك وبنات عماتك، وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك، وأحللنا لك امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها لك بلا مهر، وأنت تريد نكاحها وترغب فيها. خلصت لك هذه الهبة من دون المؤمنين فلا تحل لهم. قد علمنا ما فرضناه على المؤمنين فى أزواجهم وإمائهم من أحكام. وما رخصنا لك فيه دونهم. لئلا يكون عليك ضيق فيما شرعناه لك. وكان الله غفوراً لذنوب عباده رحيماً بالتوسعة عليهم.

فأين هو التناقض بين الآية في سورة النازعات ، وبين الآيتين في سورتي النساء والأحزاب؟؟

--------------------------------------------------
 

بوجسوم

عضو ذهبي
س : النهي عن إيذاء الكفار أم الامر بقتل الكفار :_
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَـالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُـن مِّنكُم مِّئَـةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًـا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ {8/65} الأنفال .
تناقضها سورة الأحزاب .
وَلَا تُطِـعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُـمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِـيلًا {33/48} الاحزاب .

ج: واضح أن الحابل اختلط عليك بالنابل ،، فأصبحت تخبط عشوائيا هنا وهناك ،، هداك الله ،، معنى الآية في سورة الأحزاب :
{وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ } فيما يشيرون به عليك من ترك الناس وما يعبدون، أو من عدم بيان ما هم عليه من باطل وجهل، بل اثبت على ما أنت عليه من حق، وامض فى تبليغ دعوتك دون أن تخشى أحدا إلا الله - تعالى -.
{ وَدَعْ أَذَاهُمْ } أى: ولا تبال بما ينزلونه بك من أذى، بسبب دعوتك إياهم إلى ترك عبادة الأصنام والأوثان، واصبر على ما يصيبك منهم حتى يحكم الله - تعالى - بحكمه العادل بينك وبينهم.

{ وَتَوَكَّـلْ عَلَى ٱللَّهِ } فى كل أمورك { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ } - تعالى - { وَكِـيلاً } توكل إليه الأمور، وترد إليه الشئون..

{ وَدَعْ أَذَاهُمْ } أي: اصفح وتجاوز عنهم، وكل أمرهم إلى الله تعالى، فإن فيه كفاية لهم، ولهذا قال جل جلاله: { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً }.

أما الآية في سورة الأنفال وعموما الآيات الداعية إلى القتال في الإسلام ،، فقد نزلت عند مخادعة الاعداء وقيام الحرب بين المسلمين والكفار ،، حيث ان الكفار اتحدوا لكي يبيدوا الإسلام وأهله ، فنقضوا العهود وهاجموا المسلمين فكان لا بد من الدفاع عن النفس ، والعقيدة ، وعن المستضعفين ،، فأنزل الله الآيات التي تحث على القتال ومقاومة جنود الكفر والطاغوت.
فإذن لا تناقض بين الآيات ، لأن لكل آية موضع وحالة وموضوع نزلت فيه.

-------------------------------------------
س : لا إكراه في الدين ام قتال :_
وَقَاتِلُوهُـمْ حَتَّى لاَ تَكُـونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ {2/193} البقرة .
تناقضها سوره البقرة .
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَـنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {2/256} البقرة .

ج: أولا لا تناقض بين الآيتين ،، لأن ماجاء في سورة البقرة ليس لإدخال الناس في الإسلام كرها بالسيف ،، لا ،، لأن الله حرم نشر دينه بالعنف والقتال والغصب ،، بل القتال في القرآن الكريم جاء لثلاث مسائل أو حالات :
واعلم انت وأصدقائك المسيحيون ان كل آيات القتال في القرآن الكريم لا تخرج عن نطاق هذه الثلاث حالات وهي :
-الحالة الأولى : حالة الدفاع عن العقيدة وحرية الدين والدعوة، مصداقا لقوله تعالى { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} (البقرة 193)

-الحالة الثانية : حالة الدفاع عن النفس ، حيث يقول رب العزة {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } (البقرة 190)
-الحالة الثالثة : حالة الدفاع عن المظلومين والعجزة والنساء والأطفال حيث يقول عز وجل {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا } (النساء 75)
فكل آيات القتال في القرآن لا تخرج عن دائرة هذه الحالات الثلاث وكلها حالات دفاعية وراجع أسباب نزول الآيات .

فالآيات في سورة البقرة
{ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } { وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُم وَأَخْرِجُوهُمْ مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَٱلْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَٱقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلْكَافِرِينَ } * { فَإِنِ ٱنتَهَوْاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ للَّهِ فَإِنِ ٱنْتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } *

المعنى : أشد المشاق على النفس هو قتال أعداء الله ولكن إذا اعتُدي عليكم فقاتلوا المعتدين، وقد أذن لكم برد اعتداءاتهم، ولكن لا تعتدوا بمبادأتهم أو بقتل من لا يقاتل ولا رأى له فى القتال فإن الله لا يحب المعتدين.
واقتلوا أولئك الذين بدأوكم بالقتال حيث وجدتموهم، وأخرجوكم من مكة وطنكم الذى حملوكم على الخروج منه، ولا تتحرجوا من ذلك فقد فعلوا ما هو أشد من القتل فى المسجد الحرام إذ حاولوا فتنة المؤمنين عن دينهم بالتعذيب فى مكة حتى فروا بدينهم من وطنهم، ولكن للمسجد الحرام حرمته فلا تنتهكوها إلا إذا انتهكوها هم بقتالكم فيه، فإن قاتلوكم فاقتلوهم وأنتم الغالبون بفضل الله، وكذلك جزاء الكافرين يفعل بهم ما يفعلونه بغيرهم.

فإن رجعوا عن الكفر ودخلوا فى طاعة الإسلام، فإن الإسلام يجبُّ ما قبله، والله يغفر لهم ما سلف من كفرهم بفضل منه ورحمة. وقاتلوا هؤلاء الذين حاولوا قتلكم وصدكم عن دينكم بالإيذاء والتعذيب، حتى تستأصل جذور الفتنة ويخلص الدين لله. فإن انتهوا عن كفرهم فقد نجوا أنفسهم وخلصوا من العقاب، فلا ينبغى الاعتداء عليهم حينئذٍ وإنما العدوان على من ظلم نفسه وأوبقها بالمعاصى وتجاوز العدل فى القول والفعل. فإذا اعتدوا عليكم فى الشهر الحرام فلا تقعدوا عن قتالهم فيه فإنه حرام عليهم، كما هو حرام عليكم، وإذا انتهكوا حرمته عندكم فقابلوا ذلك بالدفاع عن أنفسكم فيه، وفى الحرمات والمقدسات شرع القصاص والمعاملة بالمثل، فمن اعتدى عليكم فى مقدساتكم فادفعوا هذا العدوان بمثله، واتقوا الله فلا تسرفوا فى المجازاة والقصاص، واعلموا أن الله ناصر المتقين.

فعليه فالآيات تأمرنا بالدفاع عن أنفسنا حين اعتداء الكفار علينا ، وليس بنشر الإسلام بالسيف.

فلا تناقض بحمد الرحمان .
-------------------------------------------------

س : بذل الاموال ام اخذها :_
قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ {9/29} التوبة .
تناقضها سورة البقرة .
لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَـاء وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْـهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْـرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُـمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ {2/272} البقرة .

ج: لا تناقض بين الآية الأولى والآية الثانية .
سورة براءة أو سورة التوبة نزلت بعد إجماع الكفار على محاربة المسلمين وإبادة أهله وتعاون معهم أهل الكتاب في ذلك بحيث نقضوا العهود التي تربطهم بالمسلمين فكان لابد من قتالهم ، فنزلت سورة التوبة.
والجزية ُ ضريبة مالية من أموال غير المسلمين المستظِلّين براية الاسلام، والجزية تسقط عن من لا معاش له والمسكين والشيخ والمرأة والطفل ، وهي مقدار يتراوح بين اثني عشر درهما في العام للعمال والصناع، وأربعة وعشرين درها في العام للمتوسطين ، وثمانيةٍ واربعين درهما في العام على الأغنياء. وذلك ليُسهموا في ميزانية الدولة التي تحميهم في أنفسِهم وأموالهم وأعراضهم. فهي في مقابل ما يؤخذ من المسلم، فالمسلم يُؤخَذ منه خُمس الغنائم، والزكاة، وصدّقة الفطر، وغير ذلك مثل الكفّارات للذنوب المختلفة. وتنفق الجزية في المصالح العامة، وعلى فقراء اهل الذمة ايضا.
وينتفع أهل الكتاب الذميون بالمرافق العامة مع المسلمين ، كالقضاء والشرطة والمرافق العامة ، كالطرقات ومشاريع الري والجسور .... ، وهذه الأشياء كلها تحتاج إلى نفقات يدفع المسلمون قسطها الأكبر ، ويسهم أهل الكتاب في تكاليف هذه المرافق بهذه الجزية.
ومقابل دفع الجزية لا يكلف القادرون من أهل الكتاب أن يحملوا السلاح ويدافعوا عن البلاد بل المسلمون هم الذين يقومون بذلك.....
أما الآية الأخرى
{ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ ٱللَّهِ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } { لِلْفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي ٱلأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }

قال القرطبى ما ملخصه: قوله - تعالى -: { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ } هذا الكلام متصل بذكر الصدقات، فكأنه بين فيه جواز الصدقة على المشركين. روى سعيد بن جبير مرسلا عن النبى صلى الله عليه وسلم فى سبب نزول هذه الآية أن المسلمين كانوا يتصدقون على فقراء أهل الذمة، فلما كثر فقراء المسلمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تتصدقوا إلا على أهل دينكم " فنزلت هذه الآية مبيحة للصدقة على من ليس من دين الإِسلام. وروى عن ابن عباس أنه قال: كان ناس من الأنصار لهم قرابات من بنى قريظة والنضير كانوا لا يتصدقون عليهم رغبة منهم فى أن يسلموا إذا احتاجوا فنزلت الآية بسبب أولئك. ثم قال: قال علماؤنا: هذه الصدقة التى أبيحت لهم حسب ما تضمنته هذه الآثار هى صدقة التطوع، وأما المفروضة فلا يجزئ دفعها لكافر، لقوله صلى الله عليه وسلم، " أمرت أن آخذ الصدقة من أغنيائكم وأردها فى فقرائكم ".

والمعنى: ليس عليك يا محمد هداية من خالفك فى دينك. ولكن الله - تعالى - يهدى من يشاء هداينه إلى نور الإِيمان، وطريق الحق. وما دام الأمر كذلك فعليك وعلى أتباعك أن تعاملوا غيركم بما يوجبه عليكم إيمانكم من سماحة فى الخلق، وعطف على المحتاجين حتى ولو كانوا من المخالفين لكم فى الدين.

ثم حض - سبحانه - المؤمنين على الإِنفاق فى وجوه الخير فقال: { وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ } أى: ما تقدمونه من مال فى وجوه البر - أيها المؤمنون - فإن نفعه سيعود عليكم بالسعادة فى الدنيا، وبالثواب الجزيل فى الآخرة، فكونوا أسخياء فى الإِحسان إلى الفقراء.
فليس هناك تناقض بين الآيتين ،، لأن الآية الأولى تحدد ما يجب على أهل الكتاب في ظل الدولة الإسلامية ،، والآية الثانية تحث على الإنفاق والصدقة ابتغاء وجه الله ولو كان من يُتَصدق عليهم ليسوا مسلمين.
-------------------------------------------------

س : ملاحقتهم ام تركهم وشأنهم :_
وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ
فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا {4/89} النساء .

فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَـوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ {47/4}محمد.
تناقضها سورة ال عمران ,وسورة الأنعام .
فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَـدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمـَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ {3/20} ال عمران .

وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ {6/107} الانعام .

ج: هذا مثال حي على تلاعبك بالآيات ،، بحيث لا تراعي مضمون كل آية ولا تراعي أسباب نزولها ،، ويجب أن تعلم أن هناك أربعة فئات من الكفار ،، كافر مُحارب ، وكافر ذمي من اهل الذمة ، وكافر مُعاهد ، وكافر مُستأمن... يحرُم قتال هؤلاء الكفار ،، إلا الكافر المُحارب ،، والآيات النازلة والداعية للقتال كلها تقصد الكفار المحاربين الذي يريدون القضاء على الإسلام وأهله ، فوجب التفريق بين الآيات النازلة في شأن الكفار المحاربين وبين الآيات الأخرى النازلة في الفئات الأخرى
الآية في سورة النساء تتحدث عن فئة من الكفار المحاربين وهم المنافقين
{ فَمَا لَكُمْ فِي ٱلْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَٱللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوۤاْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } * { وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءً فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }
أورد المفسرون فى سبب نزول قوله - تعالى - { فَمَا لَكُمْ فِي ٱلْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ } روايات أهمها روايتان:

أولهما: أن هذه الآية نزلت فى شأن المنافقين الذين تخلفوا عن الاشتراك مع المؤمنين فى غزوة أحد. وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد ومعه المسلمون. وفى الطريق رجع عبد الله بن ابى بن سلول بثلث الناس وقالوا
{ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ }
فاختلف أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فى شأن هؤلاء المنافقين. فقال بعضهم: نقتلهم فقد كفروا.

وقال آخرون: لم يكفروا. فأنزل الله - تعالى - الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنها طيبة وإنها تنفى الخبث كما ينفى الكير خبث الحديد ".

أما الرواية الثانية: فيؤخذ منها أنها نزلت فى قوم كانوا يظهرون الإِسلام بمكة إلا أنهم كانوا يظاهرون المشركين. فقد أخرج ابن جريرعن ابن عباس أن قوما كانوا بمكة قد تكلوا بالإِسلام وكانوا يظاهرون المشركين، فخرجوا من مكة يطلبون حاجة لهم. فقالوا: إن لقينا أصحاب محمد فليس علينا منهم بأس. وإن المؤمنين لما اخبروا أنهم قد خرجوا من مكة، قالت فئة من المؤمنين: اركبوا إلى هؤلاء الخبثاء فاقتلوهم، فإنهم يظاهرون عدوكم. وقالت فئة أخرى من المؤمنين: سبحان الله: - أو كما قالوا - أتقتلون قوما قد تكلموا بمثل ما تكلمتم به؟ أمن أجل أنهم لم يهاجروا ولم يتركوا ديارهم تستحل دماؤهم وأموالهم؟ فكانوا كذلك فئتين والرسول صلى الله عليه وسلم عندهم لا ينهى واحداً من الفريقين عن شئ، فنزلت: { فَمَا لَكُمْ فِي ٱلْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ }.

وهناك روايات أخرى قريبة من هذه الرواية فى معناها قد ذكرها المفسرون.

ويبدو لنا أن الرواية الثانية هى الأقرب إلى سياق الآيات وإلى الواقع التاريخى، لأنه من الثابت تاريخيا أن منافقى المدينة لم يرد أمر بقتالهم، وإنما استعمل معهم الرسول صلى الله عليه وسلم وسائل أخرى أدت إلى نبذهم وهوان أمرهم، ,لأن قوله - تعالى - بعد ذلك { فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ } يؤيد أنه ليس المقصود بالمنافقين هنا منافقى المدينة، وإنما المقصود بهم جماعة أخرى من المنافقين كانوا خارج المدينة، إذ لا هجرة من المدينة إلى غيرها وإنما الهجرة تكون من غيرها إليها، لأنها دار الإِسلام، ولم يكن فتح مكة قد تم عند نزول هذه الآية.

وقد رجح الإِمام ابن جرير سبب النزول الذى حكته الرواية الثانية فقال ما ملخصه: وأولى الأقوال فى ذلك بالصواب قول من قال: نزلت هذه الآية فى اختلاف أصحاب رسول الله فى قوم كانوا قد ارتدوا عن الإِسلام بعد إسلامهم من أهل مكة. وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب لأن قوله - تعالى - بعد ذلك { فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ } أوضح دليل على أنهم كانوا من غير أهل المدينة، لأن الهجرة كانت على عهد رسول الله إلى داره ومدينته من سائر أرض الكفر.

إذن فالرب أمر بقتل أولئك المنافقين الخبثاء الذين يظاهرون عدو المسلمين ،، هذا العدو الذي يريد أن يبيد الإسلام وأهله.
اما قوله تعالى
{ فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّواْ ٱلْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } * { سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ } * { وَيُدْخِلُهُمُ ٱلْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ }

فهذه الآية أيضا نزلت في زمن حرب المسلمين ضد الكفار المشركين المحاربين الذين يريدون إبادة الإسلام وأهله ،،المراد بالذين كفروا هنا المشركون المحاربون وكل من كان على شاكلتهم ممن ليس بيننا وبينهم عهد بل بيننا وبينهم حرب وقتال.
فإذا لقيتم الذين كفروا فى الحرب فاضربوا رقابهم، حتى إذا أضعفتموهم بكثرة القتل فيهم فاحكموا قيد الأسارى، فإما أن تمنوا بعد انتهاء المعركة مناً بإطلاقهم دون عوض، وإمَّا أن تقبلوا أن يفتدوا بالمال أو بالأسرى من المسلمين. وليكن هذا شأنكم مع الكافرين، حتى تضع الحرب أثقالها وينتهى، فهذا حكم الله فيهم، ولو شاء الله لانتصر منهم بغير قتال، وليختبر المؤمنين بالكافرين شرع الجهاد، والذين قتلوا فى سبيل الله فلن يُبطل أعمالهم، سيهديهم ويصلح قلوبهم، ويدخلهم الجنة عرَّفها لهم.

أما الآية في سورة آل عمران فنازلة في اهل الكتاب
{ إِنَّ الدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ وَقُلْ لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ وَٱلأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ ٱهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ }
أي :ان الدين عند الله هو الاسلام، فجميع المال والشرائع التي جاء بها الأنبياء أساسُها التسليم والانقياد والخضوع. اما أهل الكتاب فقد اختلفوا في هذا الأمر من هذا الأمر فحرَّفوا وبدَّلوا من بعدما جاءهم اليقين على صحته. ولم يكن اختلافهم عن شُبهةٍ أو جهل، كلا بل من جرّاء التكبر وطلب الجاه والرياسة والمال. ومن يكفر بآيات الله الدالة على وجوب الاعتصام بالدين، ووحدته، وحرمة الاختلاف فيه ـ فان الله ما أسرع ان يحاسبه على ذلك. فإن جادلوك يا محمد في هذا الدين بعد أن أقمتَ لهم الحجج فلا تجارهم، بل قل لهم: اني اخلصت عبادتي لله وحده، انا ومن اتبعني من المؤمنين. وقل لهؤلاء اليهود والنصارى والمشركين من العرب: أسلمتم مثل اسلامي بعد ان ظهرت لكم الدلائل؟ فان اسلموا فقد عرفوا طريق الهدى واتبعوه، وان أعرضوا فليس عليك الا ان تبلّغهم رسالة الله، والله بصير بعباده لا يخفى عليه شيء من أحوالهم وأعمالهم.

{ ٱتَّبِعْ مَآ أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ }

هنا أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يستمر فى دعوته دون أن يعول على تعنت المشركين فقال - تعالى - { ٱتَّبِعْ مَآ أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ }.

أى عليك يا محمد أن تداوم على تبليغ رسالتك، متبعا فى ذلك ما أوحاه إليك ربك الذى لا إله إلا هو من آيات وهدايات، معرضا عن المشركين الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون.

وجملة { لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } معترضة لتأكيد إيجاب الاتباع، أو حال مؤكدة لقوله " من ربك " بمعنى: منفرداً فى الألوهية.

ثم هون عليه أمر إعراضهم فقال - تعالى - { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكُواْ }. أى: ولو شاء الله عدم إشراكهم لما أشركوا، ولكنه - سبحانه - لم يشأ ذلك لأنه جرت سنته برعاية الاستعدادات.

قال الآلوسى: " وهذا دليل أهل السنة على أنه تعالى - لا يريد إيمان الكافر لكن لا بمعنى أنه يمنعه عنه مع توجهه إليه، ولكن بمعنى أنه - تعالى - لا يريده منه لسوء اختياره الناشىء من سوء استعداده ".

وقوله { وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } أى: وما جعلناك عليهم حفيظا يحفظ عليهم أعمالهم لتحاسبهم وتجازيهم عليها وما أنت عليهم بوكيل تدبر عليهم أمورهم وتتصرف فيها، وإنما أنت وظيفتك التبليغ قال - تعالى -
{ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ }

{ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ }
وقال - تعالى -
{ فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ }
فلا تناقض بين الآيات لأن الآيات الداعية للقتال تأمر بقتال الكفار المشركين المحاربين لدين الله ،، والآيات الأخرى تتحدث عن فئات أخرى من الكفار المشركين .

------------------------------------------------
 

بوجسوم

عضو ذهبي
س : الدعوة بالحسنى ام بالسيف :_
فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً {4/84} النساء .
تناقضها سورة النحل .
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {16/125} النحل .


ج: لا توجد دعوة بالسيف ،، والله لم يُشرع حمل السيف إلا في الحالات الدفاعية ...
لو تأملنا فقط في الآية من سورة النساء ، لاتضح لنا المعنى :
{ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً }

فهنا كما قال الشيخ أسعد حومد: [ يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم بِأَنْ يُبَاشِرَ القِتَالَ بِنَفْسِهِ، وَمَنْ نَكَلَ فَلَيْسَ عَلَى الرَّسُولِ مِنْهُ شَيءٌ، كَمَا يَأمُرُهُ بِأَنْ يُحَرِّضَ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ، وَيُرَغِّبَهُمْ فِيهِ، وَيُشَجِّعَهُمْ عَلَيهِ، لِتَنْبَعِثَ هِمَمُهُمْ عَلَى مُنَاجَزَةِ الأعْدَاءِ، وَمُدَافَعَتِهِمْ عَنْ حَوْزَةِ الإِسْلاَمِ وَأَهْلِهِ، وَمُقَاوَمَتِهِمْ وَمُصَابَرَتِهِمْ، وَبِذَلِكَ يَكُفُّ اللهُ بَأسَ وقوة وحرب المُشْرِكِينَ وَأذَاهُمْ عَنِ المُسْلِمِينَ، وَاللهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ البَأسِ، قَادِرٌ عَلَى أنْ يُنَكِّلَ بِهِمْ فِي الدُّنيا وَالآخَرَةِ.]

إذن فالآية لم تنزل لتشريع الدعوة بالسيف بل لحث المسلمين على قتال ومقاومة الاعداء المحاربين لهم.

أما الدعوة بالموعظة والحكمة فهي أساس الدعوة إلى الإسلام. وعليه فلا يوجد التناقض إلا في ذهن صاحب المقال.

----------------------------------------------
س : القرآن مبين ام متشابه :_
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ {16/103} النحل .
تناقضها سورة ال عمران .
هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّـرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ {3/7} ال عمران .

ج: أكتفي بنقل رد الازهر : [إن معنى كلمة مبين هو الواضح ، والوضوح ليس لكل الناس فعلماء التفسير وأهل اللغة لديهم علم بمعاني الآيات أكثر من غيرهم ، وهناك من هو أعلم منهم ، وهناك من هو أقل علما ، المهم أن هناك من الآيات ما هو متشابه لا يعلمه كثير من الناس . ولا ينفي هذا وضوح القرآن وسهولة لغته التي تتناسب مع كل من يقرؤها .]
ومعنى الآية : لقد كذبتم - أيها المشركون - كذبا شنيعا صريحا، حيث زعمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه القرآن بشر، مع أن لغة هذا الإِنسان الذى زعمتم أنه يعلم الرسول صلى الله عليه وسلم لغة أعجمية، ولغة هذا القرآن لغة عربية فى أعلى درجات البلاغة والفصاحة، فقد أعجزكم بفصاحته وبلاغته، وتحداكم وأنتم أهل اللسن والبيان أن تأتوا بسورة من مثله.

فخبرونى بربكم، من أين للأعجمى أن يذوق بلاغة هذا التنزيل وما حواه من العلوم، فضلا عن أن ينطق به، فضلا عن أن يكون معلما له!!.
----------------------------------------------

س : تحريم الخمر في الدنيا وتحليلها في الآخرة :
إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُـمْ أَن يُقَاتِلُونَكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُـمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً {4/90} المائدة .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {5/90}المائدة .
تناقضها سورة المطففين .
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَـارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْـرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَـارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ {47/15} محمد .

ج: رد الأزهر : [ لا اعرف , اين هو هذا التناقض بين الآيتين ؟؟ فالآية الأولى تتكلم عن الخمر في الدنيا والآية الثانية تتكلم عن الخمر في الآخرة .. فمن البين ان السائل لا يعرف ما معني التناقض ؟؟ فالتناقض يكون بين نقيضين في آن ٍ واحد , كالماء والنار والليل والنهار
أما الخمر في هاتان الآيتين فهو في موضعين , موضع في الدنيا و موضع في الآخرة , فلا تناقض بين الآيتين اطلاقا .]
واقول أيضا ،، ان خمر الدنيا وخمر الآخرة بينهما فرق شاسع ، فلا يجمع بينهما إلا الإسم ،، فالخمر في الآخرة من أنواع النعيم والمشروبات التي لا تَضر والتي لا تُسكر. فعليه لا يوجد هناك تناقض بأي وجه.

--------------------------------------------------
س : هل أمر الخلق تقدر في ليله القدر ام مثبتة في علم الله من قبل أن تخلق :_
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ {97/3} تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ {97/4} القدر .
تناقضها سورة الحديد ,وسورة الاسراء.
مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {57/22} الحديد .

وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِـرَهُ فِي عُنُقِـهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا {17/13} الاسراء .

ج: أين هو هذا التناقض ؟؟ ،،، سبحان الله ،، الآية في سورة القدر تبين فضل ليلة القدر ،، بحيث ان ليلة القدر خير من ألف شهر سواء في الفضل والعبادة حيث في هذه الليلة تنزل الملائكة وجبريل .
قوله تعالى { إنا أنزلناه } اي القرآن الكريم الذي كذب به المكذبون يخبر تعالى أن ما يتلوه عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم هو حق وحي الله وكتابه أنزله جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا وذلك في ليلة الحكم والقضاء التي يقضي الله فيها ما يشاء من أحداث العالم من رزق وأجل وغيرهما إلى بداية السنة الآتية وذلك كل سنة وهذا كقوله
{ إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم }
إذ ما قضاه الله تعالى وحكم بوجوده قد كتب في اللوح المحفوظ ومنه القرآن الكريم ثم في ليلة القدر تؤخذ نسخة من أحداث السنة فتعطى الملائكة وتنفذ حرفيا في تلك السنة، ولذلك كان لليلة القدر بمعنى التقدير شأن عظيم ففضلها الله على ألف شهر وأخبر عن سبب فضلها أن الملائكة تتنزل فيها وجبريل معهم بإِذن ربهم أي ينزلون بإِذن الله تعالى لهم وأمره إياهم بالنزول ينزلون مصحوبين بكل أمر قضاه الله وحكم به في تلك السنة من خير وشر من رزق وأجل ولفضل هذه الليلة كانت العبادة فيها تفضل غيرها من نوعها بأضعاف مضاعفة إذ عمل تلك الليلة يحسب لصاحبه عمل ألف ليلة أي ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر. هذا ما دل عليه قوله تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإِذن ربهم من كل أمر }

فهذا ماكان ولا وجود للتناقض.

-----------------------------------------
س : حرم الهوى ام حلل :_
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَـنِ الْهَوَى {79/ 40} فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِـيَ الْمَأْوَى {79/ 41} النازعات .
تناقضها سورة النساء .
حُرِّمَـتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَـاتُ الأَخِ
وَبَنَـاتُ الأُخْـتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّـنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُـمُ اللاَّتِي دَخَلْتُـم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِـنَّ فَلاَ جُنَـاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا {4/23} النساء .

ج: قد سبق لنا أن أجبنا عن هذا السؤال سابقا .

-----------------------------------------------
س : كم عدد اشهر السنه الف ام اثنا عشر :_
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَـا عَشَرَ شَهْـرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَـقَ السَّمَاوَات
وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَـةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّـمُ فَلاَ تَظْلِمـُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ {9/36} التوبة .
تناقضها سورة القدر .
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ {97/3} القدر .

ج: سورة القدر لا تتحدث عن عدد شهور السنة بل تتحدث عن فضل هذه الليلة ، فالعمل الصالح فيها من صلاة وتلاوة قرآن ودعاء خير من عبادة الف شهر . وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر.
فكفاك غباءا وتدليسا يا غليظ القفا .

----------------------------------------------

س : يغفر ام لن يغفر:_
سَـوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَـمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ {63/6} المنافقون .
تناقضها سورة النساء .
وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا {4/110} النساء .

ج: الآية الأولى تتحدث عن المنافقين الذين يتصفون بهذه الصفات كما قال رب العزة :
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } * { سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ } * { هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ } * { يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ }

وإذا قيل لهم: أقبلوا يستغفر لكم رسول الله حركوا رؤوسهم استهزاء، ورأيتهم يُعرضون وهم مستكبرون عن الامتثال.

سواء على هؤلاء المنافقين استغفارك لهم أو عدم استغفارك لأنهم لن يرجعوا عن نفاقهم، فلن يغفر الله لهم، إن الله لا يهدى إلى الحق الخارجين على أمره، وغير المؤمنون به.

هم الذين يقولون لأهل المدينة: لا تُنفقوا على مَن عند رسول الله من المؤمنين حتى يتفرقوا عنه، ولله خزائن السموات والأرض وما فيها من أرزاق يعطيها من يشاء ولكن المنافقين لا يفهمون ذلك.

فهؤلاء المنافقين لن يغفر الله لهم ، لأنهم مصرون على النفاق والتجبر ولا يريدون أن يستغفروا الله ولا أن يستغفر لهم الرسول ، أما من يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ويغفر له الله زلاته كما ورد في الآية الثانية.. فعليه لا تناقض بين الآيتين لأن كل آية تتحدث عن فئة مختلفة من الناس.

-------------------------------------------------------
 

بوجسوم

عضو ذهبي
س : عينان تجريان أم انهار:_
وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ {55/46} فَبِـأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {55/47} ذَوَاتَا أَفْنَانٍ {55/48} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {55/49} فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ {55/50} الرحمن.
تناقضها سورة ال عمران.
أُوْلَئِـكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {3/136} ال عمران .

ج: في سورة الرحمان يصف الله ما يوجد في الجنتان ،، وفي سورة آل عمران أيضا يصف سبحانه وتعالى ما يوجد في الجنات ،، فالعيون والأنهار كلاهما موجودان في الجنة ، وأصلا العين هي منبع للماء ومجرى العين يكون هو النهر بحيث أن الأنهار في أصلها تبتدأ وتنبع وتتشكل من عيون ماء، وهذه العيون تتخذ مجرى معين ،، هذا المجرى يسمى النهر وعليه لا يوجد تناقض.

-----------------------------------------------------
س : جنات ام جنتان ام جنه:_
هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ {55/60} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {55/61} وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ {55/62} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَـا تُكَذِّبَانِ {55/63} مُدْهَامَّتَانِ {55/64} فَبِـأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَـا تُكَذِّبَـانِ {55/65} فِيهِمَا عَيْنَـانِ نَضَّاخَتَانِ {55/66} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَـا تُكَذِّبَانِ {55/67} فِيهِمَـا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ {55/68} الرحمن.
تناقضها سورة المجادلة .
لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِـرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُـولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {58/22} المجادلة .
تناقضهما سورة الأحقاف .
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ {46/13} أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {46/14} الأحقاف

لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ {59/20} الحشر .

ج: لا مانع من أن يعطي الله جنتين وجناناً عديدة، وكيف وقد قال في سورة الرحمان:
{ ذَوَاتَا أَفْنَانٍ }
[الرحمٰن: 48] وقال: فيهما. والثاني أنهما جنتان. وفيه وجوه أحدها:
أنهما جنة للجن وجنة للإنس لأن المراد هذان النوعان
وثانيهما: جنة لفعل الطاعات، وجنة لترك المعاصي لأن التكليف بهذين النوعين.
وثالثها: جنة هي جزاء وجنة أخرى زيادة على الجزاء.
ويحتمل أن يقال: جنتان جنة جسمية والأخرى روحية فالجسمية في نعيم والروحية في روح فكان كما قال تعالى:
{ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّة نَعِيمٍ }
[الواقعة: 89] وذلك لأن الخائف من المقربين والمقرب في روح وريحان وجنة نعيم.
وقيل :أريد جنتان لكل متقّ تحفان بقصره في الجنة كما قال تعالى في صفة جنات الدنيا
{ جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب }
[الكهف: 32] الآية، وقال:
{ لقد كان لسبإ في مساكنهم آية جنتان عن يمين وشمال }
[سبأ: 15] فهما جنتان باعتبار يمنة القصر ويسرته والقصر فاصل بينهما.

ولاحظنا أن الجنة ذكرت تارة وحدها كما قال تعالى:
{ مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ }
[الرعد: 35] وأخرى جمعها كما قال: { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍ } وتارة ثناها فقال تعالى:
{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ }
[الرحمٰن: 46] فما الحكمة فيه؟
نقول: أما الجنة عند التوحيد فلأنها لاتصال المنازل والأشجار والأنهار كجنة واحدة، وأما حكمة الجمع فلأنها بالنسبة إلى الدنيا وبالإضافة إلى جنانها جنات لا يحصرها عدد، وأما التثنية فذكرناها في سورة الرحمٰن غير أنا نقول ههنا الله تعالى عند الوعد وحَّـد الجنة، وكذلك عند الشراء حيث قال:
{ إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوٰلَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلّجَنَّةَ }
[التوبة: 111] وعند الإعطاء جمعها إشارة إلى أن الزيادة في الوعد موجودة والخلاف ما لو وعد بجنات، ثم كان يقول إنه في جنة لأنه دون الموعود.
وللخلاصة أنه تعالى ذكر الجنة والجنات، فهي لاتصال أشجارها ومساكنها وعدم وقوع الفاصل بينهما كمهامه وقفار صارت كجنة واحدة، ولسعتها وتنوع أشجارها وكثرة مساكنها كأنها جنات، ولاشتمالها على ما تلتذ به الروح والجسم كأنها جنتان، فالكل عائد إلى صفة مدح.
__________________
ملتقانا في الجزء الثالث إن شاء الله ... وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين..
 

الفودري

عضو بلاتيني
الله يعطيك العافية على النقل يا بو جسوم

و الملاحظ على الأسئلة أمران

جهل بالعربية

جهل بأبسط الأمور العقلية

جهل بالطرف الآخر
 

بوجسوم

عضو ذهبي
أحسنت يالفودري, بارك الله فيك
العمل و البحث الذي نقلته هو من عمل الدكتور فخرالدين المناظر من منتدى التوحيد,
وكما تعلم أخي الفاضل أن هذه الأسئلة يرددها الكثير من أبناء الإلحاد و الادينية و الأفكار الأخرى المنحرفه, و وضعها في جزئين و الجزء الثالث بإذن الله سوف ينتهي و أنقلهاهنا و إن شاء الله سوف تكون كمرجع لك و لإخواني أهل السنة و رد للمخالفين لنا....وجزاك الله خير و أشكرك على المشاركة
 
أعلى