الـشعـب . . على الحديدة !

files.php

( حديدة الشعب ) !!​

أحياناً أضحك من شدة حزني على أمور هذا البلد، وأحياناً أبكي من شدة ضحكي على أمور هذا البلد! والمواطن الكويتي هو اللي رايح في الرجلين. معظم الشعب الكويتي على الحديدة، بل والله أعلم أنه الآن باع الحديدة سكراب! فكم هو مسكين المواطن الكويتي، وكم هو مخذول المواطن الكويتي، وكم هو طالعه نحس المواطن الكويتي، فعندما يصبح عند الدولة فائض في الميزانية ويرتفع سعر برميل النفط تتجه الدولة على الفور إما لإسقاط ديون إحدى الدول أو تمنحها قرضاً يسد عين الشمس! بينما المواطن الكويتي الغلبان لا يصله من وراء حكومته أي شيء يفرح فيه ولو كان «صمونة فلافل من دون طحينة»! وفي حين يتوسم المواطن الكويتي وقوف أعضاء مجلس الأمة معه، يخرج له من بينهم كم عضو يقف ضد إسقاط القروض، وكم عضو يغيب عن التصويت لأنه في دورة المياه يعدل نسفته وعقاله! والأدهى والأمر والمخجل أن يطلع لنا نائب ملتح وشبعان فلوس بفتوى بترها بمزاجه ليقول: لا يجوز شرعاً شراء الدين بدين آخر. بينما هو غير شرعي في بعض تعاملاته المالية! وفي حين ينتظر المواطن الكويتي وقوف الوزراء معه كل منهم على حسب صلاحياته وما يستطيع، يطلع لنا وزير متلوّن ليقول للشعب الكويتي أبشروا سوف نوزع عليكم بالمجان هدية في شهر رمضان كيلو جريش وكيلو هريس! ولا أدري ليه ما يكملها الله يهديه بكيلو نخي وكيلو باجلا وكيلو آش وكيلو باجه وكراعين مع رغيفين خبز إيراني وراس بصل!
وبينما يترقب المواطن الكويتي الحكومة والمجلس في عقد جلساتهم من أجل إسقاط القروض، يجد المواطن الكويتي الغلبان أن الحكومة بكل عدتها وعتادها وخيلها ورجلها ونفوذها و«اللي بالي بالك» تستميت من أجل وأد هذا المقترح، أو على الأقل تأجيله من فترة لفترة حتى ينهري هري تأجيلات! وفي حين أن المواطن الكويتي يستبشر خيراً بالتوجه العام للدولة والمجلس في إنهاء مشكلة إسقاط القروض يخرج على الشعب فجأة 26 واحداً كلهم ليقولوا لنا: إن هدفنا هو التنبيه إلى خطورة تبديد ثروة البلاد والدعوة لترشيد استخدامها ومكافحة الفساد، وتحقيق التنمية. يا سلام سلّم عليكم! تقولون خطورة تبديد الثروّة؟ أين تنبيهاتكم عن تجاوزات بعض التجار الجشعين على أراضي الدولة وغيرها من الصفقات والسرقات، وأين تنبيهاتكم عن المصائب الزرقاء اللي يقع فيها بعض قياديي الدولة، وأين تنبيهاتكم عن أولئك المتعجرفين الذين لا يعترفون لا بالقانون ولا بالقرارات الرسمية؟! إيه يا شعب يا بو حديدة. إيه يا شعب مخذول مخذول مخذول وطريقك مسدود مسدود مسدود، أنت الآن أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تضحك على وضعك لحد البكاء وإما تبكي على وضعك لحد الضحك!
* * *
كم هي جميلة تلك الروح الأبوية العذبة التي قابل بها وكيل وزارة الشؤون السيد محمد الكندري الأبناء الأيتام والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة في دور الرعاية صباح أول أيام العيد. شكراً لإنسانيتك ولمشاعرك يا أبا أحمد.

http://roo7.net/index.php?news=180
http://www.alraimedia.com/alrai/Article.aspx?id=170878
 
أعلى