غاليه كمال
عضو فعال
انسانيتي معروضة للبــيــع.. هذه هي الكلمات التي رفعت على صدور الكثيرين ممن
باعوا انسانيتهم واسترخصوها سواء بالمال أو المنصب أو رضا الآخرين، الانسانية
بمفهومنا القديم أو الغير متداول حاليا هي ما تميز الإنسان وتفرق بينه وبين الحيوان،
فالانسان بلا انسانية هو كالحيوان، وقد يكون الحيوان أرقى وأفضل لاننا نجد الكثير
من الحيوانات التي ترحم وتحن وتحزن على أقرانها ومجموعاتها، ولكننا نحن البشر
أصبحنا ننتزع الانسانية من أعماقنا ونطرد الرحمة من قلوبنا ونمسح الحق من
قواميسنا، أصبحنا نلهث وراء حب المال والدنيا ورضا الآخرين ممن لهم منصب
وجاه ناسين أو متناسين رضا الله تعالى، لن أطيل بالكلام كثيرا فالانسانية لا تحتاج
للتعريف ومن يعرض انسانيته للبيع أيضا لا يحتاج للتعريف فقد رفع لوحة عريضة
وعلقها كالوسام على صدره منتظرا المزايدة على سعر انسانيته الرخيصة، الكويتيون
البدون شهداء دافعوا عن الكويت بدمائهم وشهامتهموشجاعتهم وبحب متفاني للكويت
وارضها حين كان الكثيرون من الكويتين خارجهاتحت غيوم لندن والبدون تحت
غيوم من الشظايا والطلقات الناريه، هم أصحاب انجازات واعمال وابداعات تختلس
وتودع تحت اسماء غيرهم، هم جذور وتاريخ في الكويت وبصمات من العلم
والشهادات المكتسبة بالجدارة والدراسة لا بالمال، هم كويتيون ولدوا وترعرعوا
ونشأوا في الكويت خدموا ارضها وزرعوابذورها ووقفوا كتفا بكتف مع الكويتتين
اصحابالجنسيات لبناء حاضر ومستقبل الكويت، ولكن لم يجدوا من يحمل في قلبه
ذرة رحمة أو انسانية أو حتى صوت طفيف للحق يذكر أفعالهم ويقدر انجازاتهم
ويرحم أحوالهم ويقطع حرمانهم، بل وجدوا أمامهم قطيع من البشر الذين فضلوا الدنيا
على الآخره حين فضلوا رضا الناس على رضا الله، وجدوا من لا يستحق ان يكون
انسانا يعرض انسانيته للبيع بكل فخر بل ويزايد عليها فيقبض الربح بيده ويدوس
قضية الكويتيين البدون برجله، لن أتكلم عن المعاملة اللاانسانية التي يعانيها
الكويتيون البدون والحرمان الذي يصادقونه والظلم الذي مل من تعديه عليهم، ولن
أتحدث عن جلسة البدون وحرمانهم من أقل حقوقهم في اليوم العالمي لحقوق الانسان
حيث أن الأحداث التي صارت هي أوضح من أن تتم مناقشتها والخطة التي طبقت
هي أتفه من أن تضيع الحروف في طرح زعمائها، فلو أتينا بطفل صغير لا يعرف
من السياسة حتى حروفها ويعرف من الانسانية اخلاقها لعرف الكارثة التي حصلت
في يوم تطبيق حقوق الانسان، هو ألم يعتصر القلوب ودموع تحرق العروق
وصرخات استغاثة تتعلق باخر رمق من الامل الراحل فمتى يعطى الكويتيون
البدون حقهم؟؟!!
لن أطيل الحديث حتى لا أضيع الكثير من حق القضية المأساوية المزمنة فكلماتي
تختصر الكثير ولكنها صرخة توعية ونداء تذكير لمن باع انسانيته فهي الفارق
الوحيد بين الانسان والحيوان بعد العقل، ومن يبيع انسانيته وينسى اخرته ويفضل
الانس على الهه فلا أظن ان به عقل باقٍ، هي حقوق تنتظر أن تعطى لأصحابها
ليتذوقوا طعم العيش الكريم ويتمتعوا بكرامتهم التي وهبها لهم الله وانتزعها منهم
البشر، لذا يامن عرضت انسانيتك للبيع فكر مليا في فعلتك المشينة وراقب الله
واستغفر لعلك ترجع للصواب وتتمسك بالايمان وتكسب رضا الله والاجر والثواب،
فالحل بسيط لقضية الكويتيين البدون العويصة.. هو فقط أن نعود أناسا وبشرا نتمتع
بكامل إنسانيتنا وأن نتقي الله في أفعالنا وأقوالنا فإن الله حسيب رقيب.
بقلم \ غاليه عبدالعزيز كمال