فساد الاعلام أم إعلام الفساد (مقال من مختص)

زخات مطر

عضو مميز
د.خالد القحص من الخبراء الذين لا يشق لهم غبار في مجال الاعلام ، كيف لا وهو تخصصه الذي يدرسه في الجامعه فهو من أفضل دكاترة قسم الاعلام في جامعة الكويت
أختلف مع د.خالد فكريا وسياسيا ولكني لا أملك إلا أن أتعلم من مقالاته التي يكتبها من ضمن اختصاصه وأقف لها احتراما لأنها أولا من شخص مختص أكاديميا وكذلك لأن د.خالد القص يتسم بالموضوعية فهو الذي انتقد "حدس" في مقاله الشهير مع أنه ينتمي إليها
لذلك أردت أن أنقل لكم هذا المقال للدكتور خالد القحص لتعم الفائدة:



فساد الإعلام أم إعلام الفساد؟!
قد تكون المرحلة التي نمر بها هي أكثر مرحلة تردد فيها مصطلح الاعلام الفاسد أو تم ربط الفساد بممارسات اعلامية لصحف أو قنوات تلفزيونية كويتية. ولا يعني هذا - بطبيعة الحال- أنه لم تحدث ممارسات فساد اعلامي في الماضي، ولكن الأمر يبدو حالياً وكأنه يتجاوز مفهوم الظاهرة ليغدو ممارسة مقبولة ومعلنة من قبل بعض الصحافيين والاعلاميين.

العمل الاعلامي يبقى في النهاية ممارسة بشرية لا تخلو من النقص ولا تنتهي من العيب. لذا لا غرابة في أن يتم ترغيب هذا الاعلامي في بعض الامتيازات التفضيلية من هدايا عينية أو مادية أو حظوة وزلفى الى أصحاب المال أو السياسة أو كلاهما معاً. هذا الأمر أفهمه (ولا أبرره) طالما أنه يقع ضمن نطاق الممارسات الفردية الخجولة والمستترة، لكن أن يشيع الفساد في الاعلام الكويتي أو يصل الى العمل المؤسساتي المنظم بحيث غدا معه دور الاعلامي غير مجد أو كاف. لذا تم استبدال الفرد بالمؤسسة، وبالسر العلنية، وبالفساد المبني للمجهول الفساد المبني للمعلوم، فهنا يجب على كل من له صلة بالمشهد الاعلامي الكويتي أن يتدخل، كل بحسب استطاعته، وفي كل خير.

وعودة على عنوان المقال، فأنا أزعم أن الفساد في الاعلام الكويتي - بشكل عام- تجاوز الحدود وأصبح للفساد اعلام وصحف وكتاب ومقدمو برامج حوارية بحيث اقترب معه الخطاب الاعلامي لبعض القنوات التلفزيونية وبعض الصحف اليومية الى أن يكون خطاباً أحادي الاتجاه، ذا طبيعة متشابهة، تقدم وجهة نظر واحدة محتكرة، وهذا أسلوب عفا عليه الزمن حين كانت ندرة الوسائل الاعلامية مدعاة لاحتكار وجهة النظر ولتوحيد الخطاب الاعلامي بحيث يتم استبعاد أي وجهة نظر مخالفة.

أول مظاهر الفساد الاعلامي الذي استشرى في المشهد الاعلامي الكويتي هو الدفاع المستميت والمنتظم والشامل عن الحكومة بشخوصها وبمواقفها بشكل ينزهها من كل نقص ويبرئها من كل عيب. ومع أن تلك الصحف هي صحف خاصة من حيث الملكية، لكن مضمونها لا شك في أنه يجعلها صحفاً حكومية صرفة. لا أحتاج الى تبيان أن الدفاع عن الحكومة بحد ذاته ليس عيباً أو ليس بالضرورة مؤشراً على الفساد، ولكن عندما تنتهج هذه الصحيفة أو تلك القناة منهج الدفاع عن الحكومة باستمرار، وبالمقابل تتبنى سياسة الهجوم على مناوئيها من أعضاء المجلس، وأن يكون كتابها منسجمين معها، فهذا هو ما أتحدث عنه.

وهذا هو المظهر الثاني في اعلام الفساد أن يكون هناك هجوم على بعض الأعضاء وتسميتهم بالمؤزمين (و هي - بالمناسبة- تسمية تفتقد العلمية والدقة) والاستهزاء بهم عبر المقالات أو رسوم الكاريكاتير أو في البرامج الحوارية وتصويرهم وكأنهم يريدون شراً بالبلد، وقد يصل الأمر الى تخوينهم ومقاطعتهم اعلامياً وحرمانهم من تبيان وجهة نظرهم. في حين نرى أن هناك احتفاء اعلامياً ببعض النواب الذين تمت تسميتهم بـ »العقلاء« لا لشيء سوى أن مواقفهم تدعم الحكومة.

المظهر الثالث يتضح في اظهار أو تصوير أي نقد للحكومة أو رئيسها وكأنه هجوم على الوطن أو على الأسرة الحاكمة، ويتم نزع صفة الوطنية عن هؤلاء الأعضاء، ويتم بث أغان وطنية كثيرة قبل أي استجواب، ثم اظهار الشماتة بعد نهاية الاستجواب لأن الحكومة انتصرت (هكذا زعموا)، وما علموا بأنها ممارسات سياسية لا علاقة للتعريف الضيق والطفولي بمفهومي النصر والهزيمة.

المظهر الرابع في اعلام الفساد هو في ضعف المهنية (أو قل انعدامها) عند بعض المؤسسات الاعلامية، وانتفاء أو ضعف المهنية عند بعض الاعلاميين بحيث غابت معايير التخصص الدراسي أو التدريب الكافي أو الأخلاقيات الاعلامية عن المشهد. بل لا أبالغ ان قلت ان هناك ارتباطاً سلبياً بين غياب المهنية أو ضعفها وبين اعلام الفساد، فكلما زادت المهنية قل الفساد الاعلامي. وبالمقابل، كلما قلت المهنية زاد الفساد في المؤسسة الاعلامية.

الموضوع ذو شجون وذو شعب لكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، وهذه دعوة للمؤسسات الاعلامية ولقسم الاعلام بالجامعة ولجمعية الصحافيين للتدخل عبر أنشطة اعلامية وبحثية مكثفة في محاولة لتقليل مساحة الفساد الاعلامي الذي نشهده في الكويت، لأن ما يحصل يحزن القلب فعلاً، فالحرية الاعلامية التي نعيشها لا ترتقي بالضرورة الى الممارسة الاعلامية بقدر ما تهيأ لها البيئة المناسبة لها.

رابط المقال:
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=164&article_id=561620&AuthorID=892

ياسلام عليك يا د.خالد القحص والله أنك وضعت يدك على الجرح وكأنك تتكلم عن سكوب وقنوات محمود حيدر التي تفتقر إلى المهنية والموضوعية
 
أعلى