**درر** و **عبر**

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد أضع لإخواني ومن أراد المشاركة معي عدة درر لنأخذ منها العبر من أقوال مصابيح الدجي والله الموفق :
روى أبو بكر الأنصاري في "مشيختهالكُبرى"مِن طُرُقٍ عن سفيان بن عُيَيْنةَ , عن عبدالملك بن أبْجَر , قال :

قال علقمةُ بن لَبيدلابنهِ:
«يا بُنَيّ ؛ إن نازَعَتْكَ نفسُك إلى صُحبةالرجال؛ فاصْحَبْ مَن:

1- إذاصَحِبْتَهُ زانَك.
2- وإن خَدَمْتَه صانك.
3- وإن مرَّت بك بليّةٌ مانك [أَيْ : قام بكفايتك].
4- اِصْحَبْ مَن إنْ قلتَ صدَّق قولَك .
5- وإن أصَبْتَ سدَّدصوابَك.
6- اِصْحَبْ مَن إن رأى منك ثُلْمَةًسدَّها.
7- وإن بَدَت منك نعمةٌ عَدَّها .
8- وإن مُدَّت يَدٌ إليك بفضلٍ مَدَّها .
9- اِصْحَب من لا تختلفُ عليك منه الطرائقُ».

قال عبد الملك بنُ أَبجَرُ:
ما أرى أراد هذا الرجلُ من ابنهِ إلاّ أن لا يصحبَ أحداً –أبداً-!
فقال سفيان- المتوفى سنة (198هـ) - : لا ؛ ولكنه أدرك الناسَ معهم هذه الأخلاقُ, ولم يَدْر ما تُحْدِثون من (النذالة)!!
قال ابن حزم في مداواة النفوس" تأملت كل ما دون السماء وطالت فيه فكرتي فوجدت كل شيء فيه وغير حي، من طبعه إن قوي أن يخلع على غيره من الأنواع هيأته ويلبسه صفاته، فترى الفاضل يود لو كان كل الناس فضلاء وترى الناقص يود لو كان كل الناس نقصاء ، وكل ذي مذهب يود لو كان الناس موافقين له. "
وقال ابن القيم في الفوائد "الجاهل يشكو الله إلى الناس, وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه, فإنه لو عرف ربه لما شكاه, ولو عرف الناس لما شكا إليهم. ورأى بعض السلف رجلا يشكو إلى رجل فاقته وضرورته, فقال: يا هذا, والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك, وفي ذلك قيل:
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
والعارف إنما يشكو إلى الله وحده. وأعرف العارفين من جعل شكواه إلى الله من نفسه لا من الناس"
................................................يتبع

 

الريفي

عضو فعال
من اليوم ورايح

ابسميك احمد ىالدوسري كوبي

لان كل مشاركاتك كوبي في كوبي

حتى القص واللزق الي تجيبه ماتحاول تتعب شوي وترتبة وتعطي مسافات

الله يعينك على نفسك ويعين من يقرأ لك على مجاملتك
 
موضوع مُميز وقيم

بوركت أخي الكريم ورفع الله قدرك....
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر{إن قال قائل: أي فائدة في خلق ما يؤذي ؟ فالجواب أنه قد ثبتت حكمة الخالق فإذا خفيت في بعض الأمور وجب التسليم.
ثم إن المستحسنات في الجملة أنموذج ما أعد من الثواب. والمؤذيات أنموذج ما أعد من العقاب.
وما خلق شيء يضر إلا وفيه منفعة، قيل لبعض الأطباء: إن فلاناً يقول أنا كالعقرب أضر ولا أنفع.
فقال: ما أقل علمه. إنها لتنفع إذا شق بطنها ثم شد على موضع اللسعة.
وقد تجعل في جوف فخار مسدود الرأس مطبق الجوانب، ثم يوضع الفخار في تنور فإذا صارت رماداً سقي من ذلك الرماد مقدار نصف دانق أو أكثر من به الحصاة فيفتها من غير أن يضر بشيء من سائر الأعضاء.
وقد تلسع العقرب من به حمى عتيقة فتزول.
ولسع رجلاً مفلوجاً فزال عنه الفالج.
وقد تلقى في الدهن حتى يجتذب قواها فيزيل ذلك الدهن الأورام الغليظة، ومثل هذا كثير.
فالجاهل عدو لما جهله، وأكبر الحماقة رد الجاهل على العالم.}
وقال أيضا في موضع آخر{إذا رأيت قليل العقل في أصل الوضع فلا ترج خيره.
فأما إن كان وافر العقل لكنه يغلب عليه الهوى فارجه.
وعلامة ذلك أنه يدبر أمره في جهله، فيستتر من الناس إذا أتى فاحشة، ويراقب في بعض الأحوال، ويبكي عند الموعظة، ويحترم أهل الدين، فهذا عاقل مغلوب بالهوى.
فإذا انتبه بالندم انقبض شيطان الهوى وجاء ملك العقل.
فأما إذا كان قليل العقل في الوضع، وعلامته أن لا ينظر في عاقبة عاجلة ولا آجلة ولا يستحي من الناس أن يروه على فاحشة، ولا يدبر أمر دنياه، فذاك بعيد الرجاء.

وقد يندر من هؤلاء من يفلح، ويكون السبب فيه خميرة من العقل غطى عليها الهوى ثم تكشف قليلاً ليعود، فمثلهم كمثل مصروع أفاق.}
وقال الصفوري في نزهة المجالس{قال قتادة :الرجال ثلاثة رجل وهو العاقل ونصف رجل وهو من لا عقل له ولكن يشاور العقلاء ورجل لا شيء وهو من لا عقل له ولا يشاور العقلاء}....................................................يت بع
 
قال عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه: أعْجَبُ ما في الإنسان قَلْبُه، وله مواد من
الحكمة، وأضْدَاد من خِلاَفها؛ فإنْ سَنَح له الرجاءُ أذَلَه الطمع، وإن هاجه الطمَعُ أهلكه
الحِرص، وإنْ مَلَكه اليَأْسُ قتَله الأسَف، وإن عرض له الغضب اشتدَ به الغَيْظ، وإنْ
أُسعد بالرضا نِسِي التحفظ، وإن أتاه الخوفُ شغلَه الحذَر، وإن اتسَع له الأمن استلبته العِزة، وإن أصابته مصيبة فَضَحه الجَزَع، وإن استفاد مالاً أطْغاه الغِنَى، وإن عضتْه فاقة بلغ به البلاء، وإن جَهد به الجوعُ قعد به الضعْف، وإن أفرط في الشبع كَظته البِطْنَة، فكل تقصيرٍ مضِرّ، وكلّ إفراطٍ له قَاتِل.
قال المسيح عليه السلام: الدُّنْيَا لإبليس مزرعة، وأهلها له حُرَّاث. وقال إبليس لعنَه اللّه: العجَب لبني آدم يحبُّونَ الله ويَعْصونَه، ويُبغضونني ويطيعونني.
قال علي بنُ عبيدةَ الريحاني: اِحْمِ ودَّكَ فإنه عِرْضُك، وصُنِ الأنس بك فإنه يُغْزِر حظّك، ولا تستكثر من الطمأنينة إلا بعد استحكام الثّقة؛ فإن الأنس سريرةُ العقل، والطمأنينة بذلَة المتحابّين، وليمس لك بعدهما تحفَة تَمْنحها صاحِبَك، ولا حِبَاء تُوجب به الشكر على من اصطفيت.
وقال: الحياءُ لِبَاسٌ سابغ، وحِجَاب وَاق، وسِتْر من المساوي، وأَخُو العفاف، وحَلِيف الدّين، ومُصَاحب بالصّنع، ورَقيب من العِصْمَة، وعين كَالِئَةٌ تذودُ عن الفساد، وتنْهى عن الفحشاء والأدناس"من زهر الآداب للحصري"...............يت بع
 
قال ابن حزم في مداواة النفوس" إذا تعقبت الأمور كلها فسدت عليك، وانتهيت في آخر فكرتك، باضمحلال جميع أحوال الدنيا، إلى أن الحقيقة إنما هي العمل للآخرة فقط، لان كل أمل ظفرت به فعقباه حزن إما بذهابه عنك، وإما بذهابك عنه، ولابد من أحد هذين السبيلين، إلا العمل لله عز وجل، فعقباه على كل حال سرور في عاجل وآجل. أما في العاجل، فقلة الهم بما يهتم به الناس وانك به معظم من الصديق والعدو، وأما في الآجل فالجنة."
وقال أيضا" من أراد خير الآخرة وحكمة الدنيا وعدل السيرة والاحتواء على محاسن الأخلاق كلها واستحقاق الفضائل بأسرها فليقتد بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وليستعمل أخلاقه وسيره ما أمكنه، أعاننا الله على الاتساء به بمنه، آمين آمين."
وقال الآبي في نثر الدر"قال المسيح عليه السلام: البر ثلاثة: المنطق والنظر والصمت، فمن كان منطقه من غير ذكر فقد لغا، ومن كان نظره في غير اعتبار فقد سها، ومن كان صمته في غير فكر فقد لها " .
وقال أيضا"قال لقمان :لا ينبغي للعاقل أن يخلى نفسه من أربعة أوقات: فوقت منها يناجي فيه ربه، ووقت يحاسب فيه نفسه، ووقت يكسب فيه لمعاشه، ووقت يخلي فيه بين نفسه وبين لذتها في غير محرم يستعين بذلك على سائر الأوقات "
وذكر البستي في روضة العقلاء "قال أبو حاتم رضي الله عنه: أغنى الأغنياء من لم يكن للحرص أسيراً، وأفقر الفقراء من كان الحرص عليه أميرا؛ لأن الحرص سبب لإضاعة الموجود عن مواضعه، والحرص محرمة، كما أن الجبن مقتلة، ولو لم يكن في الحرص خصلة تذم إلا طول المناقشة بالحساب في القيامة على ما جمع لكان الواجب على العاقل ترك الإفراط في الحرص."
وقال أيضا"قال أبو حاتم رضى الله عنه: إن من أعظم الدلائل على معرفة ما فيه المرء من تقلبه وسكونه: هو الاعتبار بمن يحادثه ويوده، لأن المرء على دين خليله، وطير السماء على أشكالها تقع.
وما رأيت شيئاً أدلَّ على شيء، ولا الدخان على النار، مثل الصاحب على الصاحب."

......................................................يت بع​
 
قال ابن حزم في مداواة النفوس
"لذة العاقل بتمييزه، ولذة العالم بعلمه، ولذة الحكيم بحكمته، ولذة المجتهد لله عز وجل باجتهاده أعظم من لذة الآكل باكله، والشارب بشربه، والواطئ بوطئه، والكاسب بكسبه، واللاعب بلعبه، والآمر بأمره. وبرهان ذلك أن الحكيم والعالم والعاقل والعامل ومن ذكرنا واجدون لسائر اللذات التي سمينا كما يجدها المنهمك فيها ويحسونها كما يحسها المقبل عليها. وإنما يحكم في الشيئين من عرفهما، لا من عرف أحدهما ولا يعرف الآخر."
"العاقل لا يغتبط بصفة يفوقه فيها سبع أو بهيمة أو جماد. وإنما يغتبط بتقدمه في الفضيلة التي أبانه الله بها عن السباع والبهائم والجمادات، وهي التمييز الذي يشارك فيه الملائكة. فمن سر بشجاعته التي يضعها في غير حقها لله تعالى، فليعلم أن النمر أجرأ منه، وأن الأسد والذئب والفيل أشجع منه، ومن سر بقوة جسمه فليعلم أن البغل والثور والفيل أقوى منه جسماً. ومن سر بحمله الأثقال، فليعلم أن الحمار أحمل منه. ومن سر بسرعة عدوه فليعلم أن الكلب والأرنب أسرع منه صوتاً، وأن أصوات المزامير ألذ وأطرب من صوته. فأي فخر وأي سرور فيما تكون فيه هذه البهائم متقدمة له لكن من قوي تمييزه، واتسع علمه وحسن عمله، فليغتبط بذلك فإنه لا يتقدمه في هذه الوجوه إلا الملائكة وخيار الناس."
"لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهال يهابونك ويحبونك وأن العلماء يحبونك ويكرمونك، لكان ذلك سبباً إلى وجوب طلبه. فكيف بسائر فضائله في الدنيا والآخرة ولو لم يكن من نقص الجهل إلا أن صاحبه يحسد العلماء ويعبه نظراؤه من الجهال لكان ذلك سبباً إلى وجوب الفرار عنه، فكيف بسائر رذائله في الدنيا والآخرة.."
" غاظني أهل الجهل مرتين من عمري:
إحداهما بكلامهم فيما لا يحسنونه أيام جهلي، والثانية بسكوتهم عن الكلام بحضرتي أيام علمي. فهم أبداً ساكتون عما ينفعهم ناطقون فيما يضرهم. وسرني أهل العلم مرتين من عمري: إحداهما بتعليمي أيام جهلي، والثانية بمذكراتي أيام علمي."...............................................يت بع



 
أعلى