لي أكثر من 3 سنوات وأنا أكتب في الانترنت ما بين مدونتي والمنتديات، تحدثت فيها عن الكثير من مشاكل البلد، لكنني للأسف لم أكتب عن موضوع البدون، ومن هنا أتقدم باعتذاري وأسفي لإخواني البدون، والذي أتمنى أن يقبلوا ذلك الاعتذار.
على أن هذا لا يعني بأنني لا أتابع قضايا البدون أو غير مهتم بقضيتهم، بل إنني أشعر بالألم والحسرة كلما طُرحت قضيتهم
أنطلق من تعاطفي مع البدون وإيماني بعدالة قضيتهم من منطلق شرعي بالدرجة الأولى، فلا يجوز بأي حال من أن يقيم بيننا أُناس من أهلنا وهم يفتقدون لأبسط الحقوق الإنسانية، إن قضية البدون هي تجسيد للجاهلية الاجتماعية التي جاء الإسلام ليحاربها والتي كانت متجذرة في المجتمعات العربية قبل الإسلام، فجاء الاسلام ليجتثها من أصولها، لكنها وللأسف الشديد تعود اليوم بصورتها القبيحة في قضية البدون التي تمثل منكرا من أشد المنكرات، لذلك فإن من المفترض أن يكون أولى الناس في البحث عن حلول لهذه الفئة هم النواب الإسلاميون، فلا يمكن فصل هذه القضية عن سياقها الشرعي الواضح.
لقد أقام أهل الجاهلية في مكة حلفا سمّوه حلف الفضول، هدفه نصرة المظلوم والأخذ بحقه، فكيف نقبل نحن المسلمين أن يكون بيننا إخوان لنا حُرموا أبسط حقوق الحياة الكريمة؟!
مهما كانت الاشكالية السياسي للبدون فبأي حق أودين أو خلق أو عُرف يُمنعون من أبسط حقوق الحياة.. حق الملكية.. الزواج.. التعليم.. العلاج.. العمل.. التنقل.. الهوية.. شهادة ميلاد أوفاة.. تلك الحقوق التي لم يعد أي إنسان في هذا العصر يستغني عنها!
ما زاد الطين بلة أن هذه القضية العادلة أصبحت عُرضة للتكسب السياسي واللعب على العواطف، فكم من نائب تاجر في هذه القضية، ورفع شعارات رنانة في العلن وعمل بعكسها في الخفاء، رغبة في حفنة من الأصوات!
إن الله تعالى مسائل هذا البلد على هذه الجريمة التي ترتكب في حق البدون، فماذا أعددنا من جواب؟!
تحياتي
بوسند
بوسند