سهرة الفتنة ونار الشر

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
حينما أطلق سفيههم الجويهل الذي هم أكثر منه جهلا وحُمقا بذاءاته عبر بَاْرِهِ الموسوم بقناة السور ثار الشارع فبُعث أمل جديد لصُناع البطولات كي يجتذبوا الشعب إليهم أكثر بعد إحباط جلسة الاستجوابات التاريخية !!! ،


فكانت التجمعات الجماهيرية الكُبرى وكان فيها الغضب والتشنج سيد الموقف الذي أخاف السلطة الحاكمة ودفعها لغلق قناتها اَلْجُوَيْهِلِيّةِ ثم تمثيل دور الحريص على الوحدة الوطنية وأمن الوطن والمواطن !!! ...


في الوقت نفسه وكعادتهم في مثل هذه الأيام من كل عام أشعل المتطرفون السنة والمتطرفون الشيعة أزمة مناشير وتصريحات وتجمعات هُنا وهناك تغذيها تدخلات إيرانية وأخرى سعودية في الشأن الكويتي وذلك بِتَوَاْطُئِ بعض الكويتيين واستحسان كثيرين آخرين لتلك التدخلات باعتبار أن طرفا بات يعتبر السعودية عمقه وطرف آخر يعتبر إيران عمقا له !!! ...


لقد تراجع شعور الكويتي بكويتيته لصالح تنامي مشاعر أخرى في ظل فتنة يشعلها السفهاء الذين يُخربون بيوتهم بأيديهم ؛ وتغذيها في نفوس الناس ضغوط باتت تحتاج إلى تنفيس يتعدى مجرد الكلام ؛ فالكلام كوسيلة تنفيس لم يَعُدْ كافيا كما تظن السلطة الحاكمة !!! ...


منذ أن أَوجدت إرادة الله هذا الكيان السياسي الذي كان غاليا على أهله ( دولة الكويت ) على الطريق بين البصرة والأحساء وإلى الشرق من هضبة نجد وإلى الغرب من الهضبة الإيرانية ؛ منذ أن أوجدت إرادة الله هذا الكيان السياسي الذي تحول فيما بعد إلى وطن كُنا نحبه وكان يحتضننا بدفئه ويغمرنا بخيره قبل النفط وبعده والكويتيون يعرفون أنهم سنة يصومون يوم عاشوراء وشيعة يُحيون شعائر سيد الشهداء عليه السلام في هذا اليوم ؛ كما أنهم يعرفون أن فيهم البدوي المرتحل مُتنقلا في صحراء الكويت وفيهم المستقر على ساحل حاضرتها ،


وكان الجميع مُتعايشين مع بعضهم ويتعاملون في الشأن المالي بموجب الثقة قبل ظهور المحاكم والعقود ؛ إذ أن الصدق والأمانة كان سمة الجميع على اختلاف مشاربهم ؛ ولم يكن الطمع والحسد شائعا فيهم وإنما كان محصورا ضمن فئة كانت أملاكها الرئيسية في متاجر الهند ومزارع البصرة والزبير !!! ...


وبعد ظهور النفط ارتبط تاريخ الكويت الحديث بِاِسْمِ عبد الله السالم يرحمه الله والذي أحبه كل الكويتيين سواء مَن كان منهم يصوم يوم عاشوراء أو مَن كان يلطم وينوح في ذلك اليوم ؛ سواء مَن كان ينتهي اسمه في ثُبُوْتِيَّاْتِهِ الرسمية بِاِسْمِ عائلة نجدية كريمة أو قبيلة عربية عريقة ،


ولم يشهد عهد عبد الله السالم ولا عهد أخيه صباح السالم رحمة الله عليهما ظهور مُصطلحات مثل :


( دماء زرقاء * عيال بطنها * لفو * بياسرة * روافض * تكفيريين إلخ ) ...


بعد ذلك دارت عجلة النماء في الكويت إلى الخلف وبدأت في الظهور أمور مُقلقة وصولا إلى الغزو الذي أعاد لُحمة الكويتيين ؛ ورغم هول الكارثة فقد استبشرنا خيرا بمرحلة ما بعد التحرير وكون الغزو ورغبة العدو الغازي في تحطيم التجربة الكويتية قد أشعل في نفوس الكويتيين روحا وطنية يغذيها التحدي للعدو الغاشم ،


لكن منذ ظهور قانون المديونيات الصعبة سيئ الصيت والبلاد تغرق في فتن لا يزيدها مرور السنين إلا اشتعالا يتوازى في موقف لا يمكن أن يكون صدفة طبعا مع الضغوط المتزايدة على المواطن الكويتي ؛ تلك الضغوط التي كانت حتى الأسبوع الماضي فقط يتم تنفيسها بالكلام ؛ أما اليوم فقد بدأ الوضع يختلف !!! ،


ولأن السلطة الحاكمة لا تريد أن تدرك مدى ارتباط ما يعانيه المواطن الكويتي من ضغوط اقتصادية بالفتن التي تعيشها البلاد حاليا فقد فقد عَمِيَتْ بصائر مَن شاء لهم الله أن يضلوا ويضعوا على رقابهم سكاكين الذبح من حيث لا يشعرون !!! ،


وبعد أن أفلست السلطة الحاكمة حتى من مساندة بعض ربعها لِرفض قانون إسقاط الفوائد يوم أن باتت حججنا التي تثبت عدالة مطلبنا تحاصرهم ؛ بعد ذلك كله وحين فشلت السلطة الحاكمة حتى في إجبار البرلمان حتى على تأجيل المداولة الثانية للتصويت على القانون قامت السلطة الحاكمة بانتهاج أساليب لا نحتاج إلى شرحها ،


المهم أن تلك الأساليب قد تسببت في سهرة كِرِسْمِسِيَّةٍ تتوافق مع احتفالات إخواننا المسيحيين هذه الأيام بِعيد الميلاد المجيد ؛ وفي نهاية تلك السهرة قتلت السلطة الحاكمة أمل أُحْيِيَ مؤقتا في نفوس المظلومين بدلا من أن تنهي هذه المُعاناة وتسحب البساط من تحت صناع البطولات بتخفيف الضغوط عن الناس !!! ...


هذه السهرة كانت هي سهرة الفتنة في ليلة مُظلمة لم تُضئها إلا نار شر أشعلها مَن أعمى الله بصائرهم !!! ،


وفي هذا الجو المشحون وبعد الصدمة التي أصابت الناس بإحياء أمل ثم قتله بسرعة أوجدت السلطة الحاكمة من حيث تدري أو لا تدري جمهورا من اليائسين سيكون قاعدة ينطلق منها صُناع البطولات لحشد الدعم لهم ،


ولأن صُناع البطولات هؤلاء لن يقدموا للناس سِوى الرنان من الكلمات فإن تلك الجمهرة سيفلت زمامها ولن يتمكن حتى رموزها من لجم زمامها الذي سيفلت في ظل تحشيدات فئوية وطائفية وقبلية تعيشها الكويت حاليا في جو يُنذر بِلَبْنَنَةٍ للكويت يصاحبها جو من اَلْعَرْقَنَةِ في ظل انعكاسات أوضاع داخلية لجار الشمال باتت أطراف كويتية متورطة فيها ما بين تجار قد أسسوا لهم مصالح فيه ورموز متطرفة مِن الفريقين لها صلات ببعض المتصارعين هُناك !!! ...


فهل تدرك السلطة الحاكمة عواقب ما فعلتْه ليلة البارحة وفجر هذا اليوم أم أن البخل والجشع قد أعمى البصائر إلى حد أفقد الساسة الكويتيين صوابهم وقدرتهم على استشراف المستقبل ؟؟؟
 

قلم رصاص

عضو ذهبي
منذ 30 سنه عندما بدأت تتعطل البلد ..

بدأ الناس بالتحلطم .. تنفيسا عن همهم ..

وبما انهم لا يستطيعون القاء اللوم على المذنب الحقيقي ..

بدأ كل طرف بالقاء اللوم على الاخر ..

ثم تحول التحلطم الى شتيمه ..

واليوم بدأ التخوين والاتهام في المواطنه ..

وغدا يبدا حمل السلاح ..

كل هذا خوفا من توجيه اللوم - او حتى النصح - الى المذنب الحقيقي ..

المشكله في الخوف ..

والحل في التنميه ..
 

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
نعم :


الحل في تنمية تغلفها عدالة يحكمها قانون يجري مُقتضى حكمه على الجميع ،


هذا مطلب منطقي يتحدث عنه الكل وَيَتَشَدَّقُ به ،


لكن مَن هو الذي يريد فعلا تحقيق هذا المطلب ؟؟؟ ...


على كل حال :


العقل يقول لمَن بِيَدِهِ حل المشكلة أن إنهاء المُعاناة المعيشية للمواطن هو سبيل نزع فتيل الفِتن والتي هي المسامير التي تُدَقُّ في نعوش الكيانات السياسية حين تنخر فيها ،


لكن نداء الشيطان يقول لهم :


" سيروا على طريقتكم ؛ فلا يوجد ما يُخشى منه لأن السالفة كلها كلام وبس " ،


فهل الفرصة لإجابة صوت العقل والتفاعل معه ما زالت موجودة أم أن الأوان قد فات والنهاية باتت حتمية وتنتظر فقط صياغة السيناريو لها ؟؟؟ ...
 

بست

عضو فعال
تعتقدون يا اخواني الاعضاء متى نصحى ومتى نحترم بعض

ومتى تصفى النوايا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 

جنجان

عضو بلاتيني

لله درك يا حيران

شكرا لك على هذا المقال الرائع


اثبتت حكومتنا بما لايدع مجال لشك

انها حكومة النخبة التجارية فقط

وما جنجان وربعة فلهم الله وحدة
 

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
نعم يا جنجان :


لنا الله وحده ؛ لكنه سبحانه وتعالى ربط المعية والنصرة بالدعاء والعمل معا وليس بالدعاء فحسب ...


لكَ التحية وشكرا على الإطراء ...
 

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
عندما يصدُق جاسم الخرافي

قبل ساعات صرح أحمد الفهد بأن خبرته السياسية قد دلتْه على أن قانون شراء المديونيات سيمر يوم 5/1/2010 م ،


لكن خبرتَنا نحن السياسية مع أحمد الفهد بعد لدغة العيد قد علمتنا أن ما صرح به جاسم الخرافي هو الأكثر مصداقية ؛ إذ قال الشاهبندر الخرافي أنه في حالة رد الحكومة للقانون فإن تمريره بعد ذلك سيحتاج إلى أربعين صوتا ،


لكن الأهم من ذلك هو صراحة الرجل حين قال بأن الأصوات الأربعين غير متوفرة !!! ...


ألم نقُل لكم إنها سهرة فتنة ونار شر ؟؟؟ ،


ماذا سيكون موقف الشعب حيال حكومته بعد أن علِم أنها قد تآمرت عليه ؟؟؟ ...
 
أعلى