الكويت وعاصمتها بيروت

yryoor

عضو جديد
مقال منقول من موقع جريدة الشعب للكاتب صالح الغنام




كتاب و آراء
الكويت وعاصمتها بيروت !


up.jpg
down1.jpg

في يوليو الماضي, عندما تعرض لبنان إلى عدوان إسرائيلي همجي, انبرى الكويتيون في موقف إنساني مهيب لنجدة الشعب اللبناني الشقيق, فأغدقوا البذل والعطاء, ولكن الحكومة تخطت الجانب الإنساني, ففتحت خزائنها تريد الاستئثار بتعمير ما دمرته الحرب.. نحن نحب لبنان ونحب أهله, لكن ينبغي ألا ننجر وراء عواطفنا تجاه ما نحب أو نكره.. من المهم أن نتوقف قليلاً ونفكر بروية لنكتشف الفرق بين المساعدات الإنسانية وبين الاندفاع في تبديد الأموال ومكافئة المتسبب في إشعال الحرب, والذي كان لابد له أن يعي أن قرار الحرب باهظ ومكلف, وإن لم يكن مستعداً لتسديد فاتورته لاحقاً فليجنح إلى السلم.

ومنطق الأمور يؤكد أن كلفة الإعمار يجب أن تتحملها الدول التي منحت أداتها في لبنان إذن البدء في التحرشات والتصعيد, فهي الدول المسؤولة والراعية لقرار التصعيد المتهور.. كما أن تسابق دول الخليج لفتح حنفية أموال شعوبها لتعمير لبنان, يشجع إسرائيل على تكرار العدوان, لأنها باتت مطمئنة بأن أحداً لن يطالبها بتقديم تعويضات لأي عدوان تقوم به مستقبلاً.. فالبركة في حصالة العرب, دول الخليج الذي تحولت بلدانهم إلى مصارف وظيفتها تحويل الأموال.
من غير المعقول أن يعتبر البعض تبديد أموال الكويت من أجل لبنان, بأنه رد جميل للموقف اللبناني جراء الغزو العراقي للكويت.. أنا لا أفهم كيف يكون للموقف الشريف ثمن, فهل حين ننصر مظلوماً أو نقف في وجه جائر نطالب بثمن مقابل هذا الموقف النبيل ?.. في مسألة غزو الكويت, لا توجد منطقة وسطى في اتخاذ المواقف.. فإما أنك مع الحق أو مع الباطل, والمشكلة أن العرب يطالبوننا بنسيان الغزو وتبعاته, بينما يرفضون نسيان موقفهم بمساندتنا أثناء الغزو, ويرفضون أيضا نسيان الفواتير التي ينبغي علينا تسديدها لهم مدى العمر.
ولا بد أن نستنهض ذاكرتنا كلما نسينا أو أخطأنا في تقدير المواقف, فلبنان الذي وقف معنا مشكوراً في العام 1990 هو ذاته لبنان الذي وقف ضدنا أثناء ترؤسه دورة مجلس الجامعة العربية في العام 2003 بسبب التسهيلات التي قدمتها الكويت لقوات التحالف للإطاحة بالمجرم صدام, وقد أدى هذا الموقف اللبناني الغريب إلى تأزم وتوتر العلاقات بين البلدين, مما استدعى الشهيد رفيق الحريري القيام بزيارة للكويت لتهدئة الخواطر والنفوس, وقد طالب العديد من النواب بعدم استقباله إلا بعد تقديم اعتذار للشعب الكويتي.
مرة أخرى.. نؤكد بأننا نحب لبنان ونحب أهله, ولا يمكن لنا أن نتخلى عن دورنا الإنساني العظيم, بمجرد عواء أصوات سافلة مثل المدعو طلال سلمان الذي أهان الخليج وأهله بمقاله المنشور في جريدة السفير بعنوان (الخليجيون يطالبونك بالاعتذار) .. أنا على يقين بأن بيروت لو كانت عاصمةً للكويت لما اهتم لها المسئولين في بلادي.. أخيراً.. من المهم ألا يسرح بعضنا في خياله فيتذكر الترويقة على الجبل والأرجيلة في مقاهي السوليدير.. فيتحسر على تلك الأيام ويحن إليها, ثم يندفع في فورة كرم ماسخ ليبدد أموالنا.. فقط حتى يستعيد لبنان عافيته, ويستعيد هو مقعده في السوليدير.

بقلم صالح أحمد الغنام ، 5/6/2007
salehpen@hotmail.com




http://www.alshaeb.com/writers_today.asp?wid=37

التعليق: بصراحة فعلا مصخوها ربعنا بسالفة التبرعات السخية للبنان وما صارت كل شوي يذكرونا بأنهم أول دولة ساندت الكويت بالغزو احنا ما صدقنا على الله نخلص من المصريين وسالفتهم إحنا اللي حررنا الكويت والحين راح نبتلش بلبنان خلاص ساعدتوهم بما فيه الكفاية يعني ليمتى وانتوا شاقين الجربة لهم . خلاص إلتفتوا لعيال ديرتكم وشوفوا أوضاعهم . قلنا اللبنانيين حلوين بس عاد مو لها الدرجة
 
أعلى