صلاح الدين الأيوبي أزال الانحرافات العقائدية وحرر الأمة من الاحتلال / د. محمد عمارة

بوجسوم

عضو ذهبي
صلاح الدين الأيوبي أزال الانحرافات العقائدية وحرر الأمة من الاحتلال

نظرات علي تاريخ أهل السنة النضالي:


بقلم / د. محمد عمارة

من الأوهام الشائعة لدي قطاع من الشباب الذين لا دراية لهم بحقائق التاريخ الإسلامي أن التشيع قد ارتبط تاريخيا بالثورة والمقاومة لحكام الجور.. وأن أهل السنة قد كانوا مستسلمين، أو أقل مقاومة من الشيعة عبر تاريخ الإسلام!.. وهذه المقولة.. التي يروج لها الخبثاء في صفوف الجهلاء هي واحدة من الأوهام، المضادة للحقائق الصلبة التي امتلأت بها صفحات التاريخ...

لقد فتح المسلمون الأوائل في ثمانين عاما أوسع مما فتح الرومان في ثمانية قرون... وأزالوا القوي العظمي التي استعمرت الشرق وقهرته... دينيا... وثقافيا... ولغويا..... وحضاريا... لأكثر من عشرة قرون من الإسكندر الأكبر (356 - 324 ق. م) إلي هرقل (610 - 641) في القرن السابع للميلاد..

وبهذا الفتح الإسلامي المبين، فتح هؤلاء الفاتحون الطريق أمام انتشار الإسلام من المغرب غربا إلي الصين شرقا ... ومن حوض نهر الفولجا شمالا إلي جنوبي خط الاستواء...

وجميع هؤلاء الفاتحين من الخلفاء والصحابة والمجاهدين يتولاهم أهل السنة، ويصلون ويسلمون عليهم، ويعتبرونهم الأئمة والقادة الذين أقاموا الدين ونشروه، وأسسوا الدولة ومدوا لها الحدود... وأتم الله علي أيديهم هذه النعمة التي نعيش فيها وعليها حتي يومنا هذا... كما كانوا هم المؤسسين لقواعد الحضارة الإسلامية التي أنارت العالمين...

بينما الشيعة باستثناء الزيدية قد حرموا أنفسهم مع شديد الأسف من هذا الرصيد التاريخي المجيد، وذلك عندما حكموا علي جمهور هذا الجيل الفريد من الصحابة بالكفر والردة.. بل وأوجبوا لعنهم والبراءة منهم والعياذ بالله... ذلك، كانت هذه الفتوحات وهذه البطولات، التي لولاها لما دخلت شعوبنا في دين الإسلام، كانت رصيدا للتاريخ السني في ميادين الفتوحات والبطولات والتحرير للأرض وللضمير... ولا أثر لها في تاريخ الشيعة والتشيع مع الأسف الشديد...

دور عمر بن الخطاب

إن عمر بن الخطاب (40 ق ه - 23 ه 584 644 م) الذي رفع أسس الدولة الإسلامية، وقاد الفتوحات العظمي التي أزالت طاغوت الفرس والروم... والذي لولاه بتوفيق من الله لكان الشيعة يعبدون حتي الآن النار التي كان يعبدها أجدادهم المجوس.. إن عمر بن الخطاب هذا هو في الفكر السني الفاروق... والملهم... وأحد أعظم عظماء الإسلام.. بينما هو في الشيعة :الكافر.. المرتد.. وابن الزني.. وابن الشيطان.. حتي لقد أقاموا في إيران مزار لقاتله أبو لؤلؤة المجوسي يزورونه ويحجون إليه!!..

فأين المجد التاريخي؟.. وأين الفقر والبؤس والخواء؟.. أهو في تاريخ السنة؟.. أم في تاريخ هذا القطاع من الشيعة الذين حرموا أنفسهم من أمجد أمجاد تاريخ الإسلام؟!..

تلك واحدة مجرد واحدة.. من الحقائق التي يجب أن يعيها الشباب الذين يجري التغرير بهم... والذين يجب أن يعرفوا الرصيد التاريخي لمذهب أهل السنة والجماعة، الذي هو رصيد الإسلام والفتوحات الإسلامية والحضارة الإسلامية.. أما الذين يكفرون بجمهور الصحابة ويلعنونهم، فإنهم الفقراء في التاريخ.. والفقراء في الأمجاد.. والفقراء في كل ما يعتز به الإسلام والمسلمون... اللهم إلا إذا أعادوا النظر في هذا التراث البائس المعادي لأعظم وأجمل ما في تاريخ الإسلام والمسلمين.

دور صلاح الدين

عندما جاء الغرب الصليبي ليختطف الشرق من التحرير الإسلامي إبان الحروب الصليبية (690 - 489 ه 1096-1290م)، رأيناه يغتصب القدس وفلسطين والشام من الدولة الفاطمية الشيعية التي كانت عقيدتها الباطنية السبب والبداية للانحطاط في التاريخ الإسلامي كما يقول جمال الدين الأفغاني (1314 - 1254 ه 1838-1897م)..

ووجدنا علي العكس من ذلك دول الفروسية الإسلامية السنية وخاصة الدولة الأيوبية 567 - 648 ه 1171-1250م) والدولة المملوكية (648 - 922 ه 1250-1517 م) هي التي جاهدت وحاربت حتي استعادت الشرق وحررت مقدسات الإسلام من الصليبيين..

وإذ كان صلاح الدين الأيوبي 532 - 589 ه 1137-1193م) قد أصبح علما علي الجهاد الإسلامي عبر تاريخ الإسلام وهو القائل للملك الصليبي ريتشارد قلب الأسد (1157 - 1199م) إنه لن يقوم لكم حجر في هذه البلاد طالما استمر الجهاد.. فإن صلاح الدين هذا هو القائد السني الذي خلص البلاد الإسلامية من انحرافات الشيعة الإسماعيلية الباطنية.. كما خلص هذه البلاد من أشرس حملات الصليبيين.. وهو المرفوض عند الشيعة لأنه أزال انحرافاتهم العقائدية وحرر الأمة من الاحتلال الصليبي الذي جاء علي أيديهم.

فمن هم الأغنياء بالبطولات والأمجاد في تاريخ الإسلام؟ ومن هم المقاومون الذين حرروا ديار الإسلام من أخطر الغزوات في تاريخنا الوسيط؟!..

وإذا كان الشيعة بزعامة ابن العلقمي (1197 - 1258م) ونصير الدين الطوسي (1201 - 1274م) هم الذين فتحوا أبواب بغداد لهولاكو 1217 - 1265م) القديم.. فإن أحفاد ابن العلقمي هم الذين فتحوا أبواب بغداد لهولاكو القرن الواحد والعشرين بوش الصغير بينما الجهاد السني هو الذي استعاد بغداد من التتار القدماء بل وأدخل هؤلاء التتار في الإسلام.. كما أن هذا الجهاد السني هو الذي يجعل هدفه الإمبراطورية الإمبريالية الأمريكية ومعها حلف الأطلنطي في أرض المجتمعات الإسلامية في العراق. وأفغانستان.. وفلسطين.. والصومال وغيرها من مناطق الجهاد السني علي امتداد أرض الإسلام..

فمن هم الأغنياء في المقاومة وفي الجهاد وفي الأمجاد؟.. ومن هم الفقراء بل البؤساء في هذه الأمجاد علي امتداد تاريخ الإسلام؟!...

إننا نسأل هؤلاء السذج الذين يزيفون التاريخ : من الذين جاهدوا في أفغانستان فهزموا الإمبراطورية السوفيتية.. السنة؟.. أم الشيعة؟...

ومن الذين يجاهدون ويقاومون الآن علي أرض الرافدين، والذين وصلوا بالحلم الأمريكي المجنون إلي حافة الهزيمة خلال أربع سنوات من الغزو والاحتلال بينما استمر هذا الجنون الأمريكي في فيتنام اثنتي عشر عاما من سنة 1964 حتي 1975م مع أن فيتنام كانت تساعدها الصين والسوفييت وكل دول الجوار؟!...

ومن الذي جاء علي الدبابات الأمريكية إلي أرض العراق وأقام فرق الموت لقتل المقاومين والمجاهدين في العراق؟!..

إن رصيد الجهاد والفداء والاستشهاد الذي حرر الشرق من القهر الاستعماري القديم ففتح أبواب هذا الشرق أمام الإسلام إنما يصب في تاريخ أهل السنة والجماعة الذي هو تاريخ جمهور الأمة... وكذلك كان الحال مع رصيد الجهاد والفداء والاستشهاد الذي حرر ديار الإسلام من الصليبيين والتتار في تاريخنا الوسيط.

http://www.raya.com/site/topics/arti...5&parent_id=54
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جزاه الله خيرا على هذه المقالة الرائعة و التي هي حق و أنصاف لأهل السنة أهل الجهاد و لله الحمد والفضل و المنة
 
أعلى