الحركة الوهابية بدأت في نجد وليس في الحجاز ، ولم يذهب الى الحجاز إلا برحلة هروبية خاطفة لم تدم طويلاً حتى تمكنه أولاً من تكوين أعوان ثم من التجوال والبحث عن الشركيات - التي تقول أنها كانت تتواجد في المدينتين المقدستين - ومنعها والأخذ بالقوة على أيدي ممارسيها ، ولم يكن ذهابه الى الحجاز تطوعاً منه للبحث عن ما يخالف الدين ومنعه ، بل حصل الذهاب حين اضطره معارضوه ومطاردوه ومستهجنو فكره الانحرافي التكفيري من بني قومه وأولهم أبوه وأخوه سليمان ، حيث لجأ الى بن سعود ( حاكم الدرعية ) - قبل أن يرحل الى الحجاز - وطلب منه المناصرة فإشترط عليه بن سعود أن لا يعارض مسعاه ونهجه في قطع الطرق وسلب الناس حلالهم وفرض الآتاوات على مَن يطولهم جمعه الاقطاعي في الصحراء والقرى ، فإمتثل محمد بن عبد الوهاب لشرط بن سعود وتناصر الأثنان ( قاطع طرق وقاطع رقاب ) بن سعود يبتزّ الناس وبن عبد الوهاب يروضهم له بتكفير وتوجيب قتل مَن لا يطيع ويدفع ، أي بن عبد الوهاب يحلل اجرام بن سعود والأخير يحمي تطرف وارهاب بن عبد الوهاب ، واستمر الحال على هذا المنوال الى الآن .
أما النغمة الباهتة التي ما انفك يرددها الوهابيون ، وهي أن ألله خصّ المملكة بخدمة الحرمين ، فقد وتوارث هذه الخدمة قبل الحكم السعودي دولاً وحكّاماً أخرهم الأشراف ، فهل كان أولائك غير قائمين بالخدمة فأنزل الله بالوحي تخصيص الخدمة للوهابيين المعروفين باجرامهم الدموي بحق البشرية في أرجاء المعمورة ؟!