15 حالة زواج فقط عام 2009م في ميلانو ..؟؟!!

بن خليفه

عضو مميز
مَنْ يُصدِّق: 15 حالة زواج فقط عام 2009م ؟!


بقلم .. د . جاسم المطوع​

أحببتُ أن أمشي في المساء في أول يوم وصلتُ فيه إلى( روما ) بلد الحضارة الرومانية ، فلما
خرجتُ من باب الفندق لم أكد أُصدِّق عيني بما شاهدته! وإذا بفتاتين تتعانقان ، وتُقبِّل كلُّ
واحدة منهما الأخرى! فصرفتُ نظري عنهما ، وانطلقت أسير بين المقاهي والمحلات ، واستمرَّ
المشي ساعةً من الزمن ، ثم عدتُ إلى الفندق الذي أُقيم به ، وإذا بي أرى نفسَ المشهد
ونفسَ الفتاتين ونفسَ الحدث!! فمشيتُ سريعاً وأنا أقول في نفسي: (ساعة كاملة وهما
يتعانقان والقبلة مستمرة على الفم! ) .​

في اليوم التالي حدثت صديقي بما شاهدته ، وصاحبي يسكن في مدينةٍ تبعد عن روما 400
كم ، فقال لي: ونحن كذلك نرى نفس المشهد في مدينتنا ، وهذه الظاهرة بدأت تنتشر في
ايطاليا . بل قال لي صاحبي هذا ـ وهو شيخٌ ـ أنه كان يمشي مع أخيه في أحد شوارع إيطاليا ،
فتعرَّضت لهما فتاة ، وأرادتهما بالحرام! فقال لها : أما أنا فمتزوجٌ وعندي ابنتان ، وأما أخي فعنده
خمسة أولاد ، وهو جدٌّ الآن ، فردَّت عليه بعبارةِ: أنه لا يهمها ذلك!! .​

عالمٌ غريبٌ يعبد الجنس وكأنه إله ، وكأنَّه لا شيء سوى الجنس في الدنيا ، فيتفننون بأشكاله
وأنواعه وطرقه ، وأصبحت الصيحات تنادي في ايطاليا من جديد بضرورة الزواج ، وتشكيل أسرة ،
لدرجة أنَّ مدينةً مثل ميلانو ـ والتي عدد سكانها قريب المليون ـ لم يتزوج فيها في عام 2009
سوى خمسة عشر حالة! ، نعم نقولها وبصوتٍ عالٍ: خمسة عشرة حالة زواج فقط !​

وهذا واقعٌ يشتكي منه المثقفون والمفكرون الإيطاليون ، ورغم كلِّ المحاولات بالتشجيع على
الزواج إلا أنها باءت بالفشل ، والكنيسة ليس لها أيُّ دور في علاج مثل هذه المشاكل
الاجتماعية ، بل حتى على مستوى إيطاليا كلها فإن حالات الزواج لم تتجاوز 1.5% عام 2009 م .
فالمرأة عندهم مظلومة ومهضومٌ حقها ، على الرغم من مناداتهم بأنَّ المرأة أخذت كامل حقها ،
فأين حق المرأة في أن تعيش كريمة ؟ وأين حقها في أن تعيش حياة تنسجم مع فطرتها ؟ وأين
حقها في أن تعيش كأم ؟ وأين حقها في أن تعيش في بيت مستقر ؟ وأين حقها في أن تعيش
ضمن عائلة حول أبنائها ؟ كلُّ هذه الحقوق طمست ، وبعد هذا كله يتكلمون عنا بأننا ظلمنا
المرأة بتعدد الزوجات! وهو النظام الذي لم يبتدعه الإسلام ، بل جاء فوجده فنظَّمه وهذّبه .​

فبدل أنْ يهجم الغرب علينا وهو يريد أن يغير نظامنا الاجتماعي والأسري ، فَليَلتفتْ إلى
مشاكله الاجتماعية وليُعالجها ، أم أنه فشل في علاجها ، فأراد أن يصدر لنا فشله مثلما يصدر لنا منتجاته ؟​

تبقى تلك القبلة الفموية بين الفتاتين رمزَ الانحطاط الاجتماعي في القرن الواحد والعشرين .​

نعم ، هم استطاعوا أن يملكوا القنبلة الذرية ، ولكن الأهم منها والذي لم يستطيعوا أن
يمتلكوه حتى الآن: (الذرية )! وهذه هي أزمتهم المستقبلية .​

____________________________________​

تعليق :​

فعلاً المشاهد التي نشاهدها في وسائل الإعلام أو من خلال زيارتنا للمجتمعات الغربية
نجد انحلال كبير في مفهوم الاسرة والمجتمع .. ولعل الكاتب المعروف "بوكنان" وهو أمركي
الأصل، تكلم في كتابه موت الغرب عن الآفات الإجتماعية في الغرب وخص بها علاقة تلك المجتمعات
بالأسرة ومعدلات الإنجاب بكل مجتمع .. وخلص إلى نتيجة مفاداها بأن الغرب أخذ بالتآكل
مقابل الحضارات الأخرى وخاصة الإسلامية .. ويتجه للموت .. بعد أن درس تلك المجتمعات
دراسة علمية بعيدة عن العاطفة معتمداً على أحدث البيانات الديموغرافية ..​

فالاسرة نواة المجتمع فمتى ما اختلت النواة اختلت الحياة ..
 

ŞĥmLąŇ

مشرف الشبكة الرياضية
الاسلام الحل للمشاكل الاجتماعية والفساد


قال تعالي-ان الدين عند الله الاسلام-صدق الله العظيم

لصاحب الموضوع:وردة:

تحياتي
 

بن خليفه

عضو مميز
النوف ، شملان ودرع الجزيرة .. شكراً لمروركم وتعليكم ..

فعلاً الحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله رب العالمين ..

بس مع هذا كله .. فإن الكثير من الدول الإسلامية أخذت بالتأثر بالأخلاق الغربية ..

وكل ذلك بسبب الإعجاب التام بالحضارة الغربية .. وأخذ الزين والشين من تلك الحضارة ..

ولعل وسائل الإعلام لها الدور الفاعل بالتأثير على شباب الأمة ..

وذلك لما يتعرض له الشخص منذ صغره من خلال الأفلام والمسلسلات الغربية والدخيلة على مجتمعاتنا ..

الله يحفظ مجتمعاتنا من هذه الآفات المدمرة ..
 

دسمان

عضو مميز
chp_rocket.jpg
 

بن خليفه

عضو مميز


صدقت بو يوسف ..​

والمشكلة تكمن عندنا بما قاله أبن خلديون:​

(المغلوب مولع دائما بتقليد الغالب)

فلن تتغير الأحوال إذا استحكم علينا شعور المهزومين
وكذلك بعدم فهمنا لحقيقة هذا الدين ..
 

سعيد

عضو ذهبي
هذا الانحطاط الأخلاقي هو مآل الاتجاه المادي للحياة الغربية ..

"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ، ونحشره يوم القيامة أعمى "

وأجدها أفضل فرصة للتبشير بالإسلام وقيم الإسلام في العالم الغربي فهم بحاجة لهذا المنهج المتوازن الذي يجلب الطمأنينة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة ..

شكرا بن خليفة على الموضوع الرائع .. والشكر موصول للكاتب الدكتور جاسم المطوع
 

بن خليفه

عضو مميز
هذا الانحطاط الأخلاقي هو مآل الاتجاه المادي للحياة الغربية ..

"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ، ونحشره يوم القيامة أعمى "

وأجدها أفضل فرصة للتبشير بالإسلام وقيم الإسلام في العالم الغربي فهم بحاجة لهذا المنهج المتوازن الذي يجلب الطمأنينة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة ..

شكرا بن خليفة على الموضوع الرائع .. والشكر موصول للكاتب الدكتور جاسم المطوع

الأخ سعيد ... :إستحسان:

مداخلة محكمة ومتميزه كصاحبها ..

شكراً ..
 
أعلى