أوهام حزب الله و جمال عبدالناصر

Edrak

مشرف منتدى القلم
تهافت الكثير من الناس بالقول ان ما حدث في لبنان هو انتصار لحزب الله و ليس للبنان .. و خسارة جمال عبدالناصر في 1956 كانت انتصار بنظر عامة الناس لجمال و ليست لمصر ... هناك وجه شبه بين الأثنان .. جمال عبدالناصر خسر في 1956 و 1967 و تحديدا في حرب الستة ايام التي نشبت بعد ان قال له الملك حسين و هم يتراشقون حرب الكلمات ( كيف تسمي نفسك عربيا و تقول بأنك ضد اسرائيل و في الوقت نفسه انت تسمح لهم بالعبور من سيناء ؟ ) فكان جمال محتارا و منحرجا بسبب الرأي العام العربي .. كان يجب عليه اتخاذ قرار لحفظ ماء وجهه كقائد ذو كاريزما و بطل للأمة العربية .. و رأى ناصر أن يكسب العرب سياسيا و ان يستحوذ على الرأي العام انذاك بقيامه بطرد قوات حفظ السلام و احتلال سيناء و منع عبور أي سفينة اسرائيلية من خلال المنفذ .. هنا احتاروا المؤرخين السياسيين لتصرف جمال .. فلقد كان جمال يعلم ان جيشه غير مستعد و ضعيف لا يمكنه مجابهة اسرائيل و لكنه كان يلقي خطابات رنانة ضد الولايات المتحدة و اسرائيل و الذي يسمعه انذاك يهيئ له بأن ناصر سيمسح اسرائيل من الوجود و صدق الرأي العام الأسرائيلي ذلك و لكن الجنرالات كانوا يعلمون قدرة اسرائيل .. ولكن كلا .. كانت حركة سياسية لحفظ ماء وجهه و الحفاظ على صوره كرمز قومي عربي .. و لو قدر جمال الموقف لفهم انه من المستحيل مجابهة اسرائيل .. ففي نفس الوقت أخذ الرئيس الأمريكي جونسون بتشديد تعامله مع جمال أكثر من ترومان و أيزنهاور .. و قام بأدخال تعديلات على قرار اعطاء مصر حق شراء القمح بعملة الجنيه المصري فجعل الاتفاق بمدهم بالقمح بعقود كل ستة أشهر و ليس كل ثلاث سنوات كما حدث مع كينيدي... و قام جونسون بفتح الباب على مصراعيه للتسليح العسكري الأسرائيلي فباع اسلحة ذات قوة و تقنية عالية مثل نظام هوك للصواريخ و باع لهم أفضل طائرة موجودة بالسلاح الجوي الأمريكي و الكثير من المميزات و منها انه تغاضى عن مفاعل ديمونة و ذلك بسبب رفضه استلام تقارير ال سي أي ايه التي تفيد بأن مفاعل اسرائيل ليس لأغراض سلمية بل هي لآغراض عسكرية واذا تسلمت الأدارة الأمريكية التقرير فذلك يعني وجوب التصرف ازاء المفاعل و جونسون لم يرد ذلك ... و للعلم .. بدأ هذا الضغط بان قامت سوريا بعد ان هزم سلاحها الجوي بطلب لجمال بمساعدتها لآن اسرائيل ستغزوها .. و قال جمال بأن هذه هيستيريا سورية و لا داعي للقلق .. و قام الأتحاد السوفيتي انذاك بمد جمال بمعلومات استخباراتية تفيد بأن اسرائيل فعلا بدأت بحشد قوات على الحدود السورية .. و لكن هذه المعلومة كانت خطأ فأما كانت مفبركة او خطأ و لكنها حتما وضعت جمال في موقف محرج جدا .. فتارى يتلقى الأتهام من القادة العرب .. و تارة يرون بانه كاذب لأنه لم يهب لنجدة سورية و هي متحدة معها ... و للتدقيق فلقد قام جمال بالقاء خطاب في بورسعيد و في طريقه سمع بأن وزير الأمداد قد قابل السفير الأمريكي و رفض السفير شرب عصير البرتقال و قال بأن عقود القمح ستجدد كل 6 شهور و ليس كل ثلاث سنوات لتتأكد امريكا بأن سياسات ناصر لن تضر امريكا .. مما اثار حفيظة جمال و القى خطابه الناري و اتهم امريكا و رئيسها بأنه راعي بقر لعصابة و صعد وتيرة الخلاف بينه و بين الولايات المتحدة .... و كل هذا حدث و هو يعلم بأنه لا يستطيع مجابه اسرائيل فما بالك بأمريكا ؟
و كالعادة .. فرح العرب لقيام ناصر يالأستحواذ على القناة مرة أخرى و اثبت انه البطل ... و لكن ... كي لا أطيل .. انتم تعرفون ماذا حدث .. أكير خسارة حدثت له و للعرب ... فضاعفت اسرائيل مساحتها ثلاثة اضعاف و أخذت منه قناة السويس رغم عن انفه ... و لم تكن خسارة له فقط و لكن لسوريا و الأردن مجتمعين ... تقدير خاطئ ؟ كلا ... انها الغطرسة و الأيمان بغرور العظمة و عدم تقدير الموقف ... و اني اؤكد بأن لبيسة الحفاظات لو عاشوا بهذه الحقبة لأيدوا ناصر على هذه الخطوة .. و لكن تبين بأنهم كانوا جميعا اصحاب عواطف و ليسوا اصحاب عقول ... تماما هذا ما يحدث الأن مع حزب الله ... غرور العظمة ... يقولون انتصار و اتت قوات حفظ سلام كالتي اتت في 1956 .. رغم انها هزيمة .. و قالوا بأنهم قصفوا حيفا و سيقصفون ما بعد بعد حيفا و لكن لم تكن بالقوة التي تذكر ... و حدث نفس الشيء عندما قالت الصحف بأن القوات العربية توغلت داخل اسرائيل و لكنهم كانوا يفقدون اراضيهم ... و ردد حسن نصر الله بأن الحرب ستكون مفتوحة و لكنه لا يملك سوى الكاتيوشا و البنادق .. فأيضا تحدى جمال امريكا و اسرائيل و هو يعلم ان جيشه لا يمكنه أن يقتل دجاجه .. فلماذا يكذبون ؟ لماذا يتغافلون عن الحقائق و الواقع ؟ لماذا يعرضون الشعوب الى ما هو اذل ؟ .. اني أعلم بأن بعض المقارنات يجب فيها التفصيل أكثر و لكن لا يسعني ذلك بسبب الأطالة .. و لكن ما هو وجه الشبه ؟ انه بسيط .. رجل يعلن حرب على اسرائيل بسبب عصير برتقال و الأخر يعلنها بسبب غروره .. هؤلاء تهمهم صورتهم أكثر من غاية الناس ... تهمهم مطامعهم النفسية قبل مطامع شعبهم بالكرامة الحقيقية ... كفاكم تكذيب للواقع .. و لو فرضنا بأن الأسلام قال بالجهاد ... ألم يكن الرسول عليه الصلاة و السلام يخطط لكل حرب ؟ الم يقل اعدوا لهم ما استطعتم من قوة .. و من رباط الخيل ؟ .. الم يستكين و يصبر قبل بدأ أي حرب لتقدير الكفة ؟ نقول هذا و هو رسول الله ... فالمغامرات السياسية اصبحت هواية للحكام و تسلية للشعب المخدوع التي تحركه الهتافات و الأطلاقات النارية التي تكون فارغة طبعا ... و المشكلة في العقلية العربية انهم يريدون مخلص أو بطل يحمل همومهم ... يقدسون الرموز أكثر من غيرهم و و و يمحورون المضمون و يجعلونه في مصير شخص واحد ... و ياليت هذا الشخص يكون ممثل لجميع اطياف الشعب ... و لكن أغلب الأحيان يكون دكتاتوري او مستخدم لوسيلة يغشي بها بصيرة العوام كالدين .. ماذا فعل نصر الله ؟ أرجع الكرامة ؟ نعم أرجعها الى الوراء كما فعل جمال بخيباته و تصويرها بأنها انجاز كالأنتصار على العدوان الثلاثي و التي لولا أمريكا لما توقف ... انا لست ضد المقاومة أي كانت .. و لكني ضد الذي يصور الواقع كأنه خيال علمي و يتصرف كأنه في عالم أخر يصور نفسه فيه بأنه قاهر الأعجاء .. أنا ضد من يغامر بمصير شعوب كاملة و لا يمكنه تقدير الموقف .. أنا ضد أناس يحسبون ازالة اسرائيل سهلة كشرب عصير البرتقال و هم لا يملكون الا اسلحة تكاد تصنف كأسلحة صيد .. مللنا العواطف و الأوهام .. و أعتقد بأنه حان للعربي أن يحرك عقله و دراسة نفسه قبل ان يتخذ أي قرار تحركه العواطف
 

ستانفورد بينيه

عضو بلاتيني
عزيزي Edrak من مميزات الانسان العربي انه دائماً يعشق ادوار البطوله سواء كان حاكم او محكوم ... وهذا مايجعلنا نسرح بعيداً عن امكانياتنا الواقعيه فندخل في مواقف بايخه ومُذله !!

الانسان العربي يهوى تأليف الاساطير والملاحم الوهميه منذ العصور الجاهليه الى جاهليتنا الحديثه التي نعيشها في زماننا هذا .. فلا تستغرب ان دخل العرب في حرب محسومه سلفاً كهزيمه ولا تستغرب اذا حاك العرب عليها الاساطير الكثيره فهذا من موروثنا التراثي فلقد تعودنا على ذلك ... ستقول مجانين او اي كلام من هذا القبيل لا ينفع ... فالسبب موجود في جيناتنا الوراثيه !!

ملاحظه اخويه .. اجعل بين كل فقره وفقره مسافه مواضيعك طويله وقرائتها بهذا الشكل المترابط متعبه للعين :)
 

الهاملي

عضو ذهبي
الإنسان العربي بطبيعته عاطفي

يبحث دائما عن النصر في أي شي

هنيئا لنا

من نصر إلي نصر إلي نصر إلي نصر

مع اطيب المنى
 

Edrak

مشرف منتدى القلم
عزيزي Edrak من مميزات الانسان العربي انه دائماً يعشق ادوار البطوله سواء كان حاكم او محكوم ... وهذا مايجعلنا نسرح بعيداً عن امكانياتنا الواقعيه فندخل في مواقف بايخه ومُذله !!

الانسان العربي يهوى تأليف الاساطير والملاحم الوهميه منذ العصور الجاهليه الى جاهليتنا الحديثه التي نعيشها في زماننا هذا .. فلا تستغرب ان دخل العرب في حرب محسومه سلفاً كهزيمه ولا تستغرب اذا حاك العرب عليها الاساطير الكثيره فهذا من موروثنا التراثي فلقد تعودنا على ذلك ... ستقول مجانين او اي كلام من هذا القبيل لا ينفع ... فالسبب موجود في جيناتنا الوراثيه !!

ملاحظه اخويه .. اجعل بين كل فقره وفقره مسافه مواضيعك طويله وقرائتها بهذا الشكل المترابط متعبه للعين :)


ولا يهمك
مرة أخرى سأغير النمط في الكتابة ليكون أسهل
 
أعلى