ذو الفقار الحيدري
عضو ذهبي
بقلم صلاح الفضلي:
فلسفة / هل أخطأ السيد ؟
رغم أن السيد حسن نصرالله قال كلاماً مهماً كثيراً فـي المقابلة التي أجرتها معـه قناة New TV إلا أن الغالبية الساحقة من وسائل الإعلام العربية والعالمية ، وكذلك كتاب الصحف والمعلقون السياسيون ركزوا على المقطع الذي قال فيه أمين عام حزب الله إنه لو كان يعلم ولو بنسبة واحد في المئة أن حجم الرد الإسرائيلي على عملية أسر الجنديين سيكون بهذه الوحشية لما أقدم عليها . بداية لا بد من القول إن ما ذكره السيد حسن نصرالله كان اعترافاً صريحاً في أنه كان هناك خطأ في الحسابات ، ولكن لماذا تم التركيز على هذا المقطع من دون سواه ؟ ولماذا لم يتم تحليل مدلولات هذا الاعتراف من قبل السيد حسن نصرالله قبل تسليط الأضواء عليه إعلامياً ؟
الجواب واضح ، وهو أن هذا الاعتراف له علاقة مباشرة بالجدل الذي أثير أثناء الحرب وحتى بعد توقفها . ومحور هذا الجدل أنه هل يستحق أسر جنديين كل هذا الدمار والشهداء الذين ذهبوا ضحية العدوان الإسرائيلي . هناك فريق كان يقول إن ما أقدم عليه حزب الله كان مغامرة غير محسوبة ما كان له أن يقدم عليها ، في حين أن هناك فريقاً اخر كان يقول إن الخسائر المؤلمة التي حصلت لم تكن من أجل الأسرى اللبنانيين ، بل هي من أجل قيمة أكبر من ذلك بكثير ، فتلك الخسائر كانت في مقابل الحفاظ على كرامة وحرمة لبنان واللبنانيين ، ومن أجل قضية مبدأ وهي التمسك بتحرير كامل الأراضي اللبنانية المحتلة وعدم السماح لإسرائيل باستضعاف لبنان ، وبالتالي فإن التضحيات التي قدمت قرباناً على مذبح الكرامة كانت ثمناً طبيعياً للحفاظ على هذه الكرامة .
السؤال الآن ماذا يعني اعتراف السيد حسن نصرالله بأنه أخطأ في الحسابات ، فهل هو اعتراف بالهزيمة أم هو تعبير عن الحس والمسؤولية الأخلاقية التي يمتلكها حزب الله تجاه ضحايا العدوان كرد على من اتهم حزب الله بأنه لا يكترث للأرواح التي أزهقت ولا لبيوت الناس التي هدمت، وأنه مجرد أداة لتنفيذ أجندة سورية - إيرانية ؟ من الواضح أن اعتراف السيد نصرالله جاء كنوع من التعاطي بشفافية مع ما يطرح من تساؤلات في الساحة اللبنانية ، وبالتالي فهو موجه خصوصاً للبنانيين الذين تضرروا بشكل مباشر ، ولكن من المؤكد أنه ليس اعترافاً بالخطأ ، لأن حزب الله والغالبية الساحقة من المحللين السياسيين يعتبرون أنه انتصر في هذه الحرب ، وبالتالي لا حاجة له للتبرير .
أما إذا أخذنا المواقف من كلام السيد خارج لبنان فإنه قد يبدو من الغريب التركيز على خطأ الحسابات والتعامي عن النتائج الإيجابية الاستراتجية التي تحققت والتي قد لا يدركها قصيرو النظر . هذه الغرابة تزول إذا علمنا أن تلقف البعض لكلام السيد يأتي من موقف مبدئي مسبق رافض لحزب الله ومبادئه ومتبنياته ، بل وحتى عقيدته ، ولذلك فإن هؤلاء غير معنيين برؤية ما تحقق بعيون موضوعية ، وإنما همهم إثبات أن حزب الله كان على خطأ . ولذلك كان أسلوب التشفي والسخرية هو الغالب على تعليقاتهم . هناك من يرى أن السيد حسن نصرالله لم يخطئ في الحسابات ، لأنه تصرف وفقاً للمعطيات المتوافرة له في وقت بدء الحرب ، وإنما هو أخطأ عندما أعطى بشفافيته وصراحته الفرصة لمن يتربصون به الدوائر .
كاتب كويتي
فلسفة / هل أخطأ السيد ؟
رغم أن السيد حسن نصرالله قال كلاماً مهماً كثيراً فـي المقابلة التي أجرتها معـه قناة New TV إلا أن الغالبية الساحقة من وسائل الإعلام العربية والعالمية ، وكذلك كتاب الصحف والمعلقون السياسيون ركزوا على المقطع الذي قال فيه أمين عام حزب الله إنه لو كان يعلم ولو بنسبة واحد في المئة أن حجم الرد الإسرائيلي على عملية أسر الجنديين سيكون بهذه الوحشية لما أقدم عليها . بداية لا بد من القول إن ما ذكره السيد حسن نصرالله كان اعترافاً صريحاً في أنه كان هناك خطأ في الحسابات ، ولكن لماذا تم التركيز على هذا المقطع من دون سواه ؟ ولماذا لم يتم تحليل مدلولات هذا الاعتراف من قبل السيد حسن نصرالله قبل تسليط الأضواء عليه إعلامياً ؟
الجواب واضح ، وهو أن هذا الاعتراف له علاقة مباشرة بالجدل الذي أثير أثناء الحرب وحتى بعد توقفها . ومحور هذا الجدل أنه هل يستحق أسر جنديين كل هذا الدمار والشهداء الذين ذهبوا ضحية العدوان الإسرائيلي . هناك فريق كان يقول إن ما أقدم عليه حزب الله كان مغامرة غير محسوبة ما كان له أن يقدم عليها ، في حين أن هناك فريقاً اخر كان يقول إن الخسائر المؤلمة التي حصلت لم تكن من أجل الأسرى اللبنانيين ، بل هي من أجل قيمة أكبر من ذلك بكثير ، فتلك الخسائر كانت في مقابل الحفاظ على كرامة وحرمة لبنان واللبنانيين ، ومن أجل قضية مبدأ وهي التمسك بتحرير كامل الأراضي اللبنانية المحتلة وعدم السماح لإسرائيل باستضعاف لبنان ، وبالتالي فإن التضحيات التي قدمت قرباناً على مذبح الكرامة كانت ثمناً طبيعياً للحفاظ على هذه الكرامة .
السؤال الآن ماذا يعني اعتراف السيد حسن نصرالله بأنه أخطأ في الحسابات ، فهل هو اعتراف بالهزيمة أم هو تعبير عن الحس والمسؤولية الأخلاقية التي يمتلكها حزب الله تجاه ضحايا العدوان كرد على من اتهم حزب الله بأنه لا يكترث للأرواح التي أزهقت ولا لبيوت الناس التي هدمت، وأنه مجرد أداة لتنفيذ أجندة سورية - إيرانية ؟ من الواضح أن اعتراف السيد نصرالله جاء كنوع من التعاطي بشفافية مع ما يطرح من تساؤلات في الساحة اللبنانية ، وبالتالي فهو موجه خصوصاً للبنانيين الذين تضرروا بشكل مباشر ، ولكن من المؤكد أنه ليس اعترافاً بالخطأ ، لأن حزب الله والغالبية الساحقة من المحللين السياسيين يعتبرون أنه انتصر في هذه الحرب ، وبالتالي لا حاجة له للتبرير .
أما إذا أخذنا المواقف من كلام السيد خارج لبنان فإنه قد يبدو من الغريب التركيز على خطأ الحسابات والتعامي عن النتائج الإيجابية الاستراتجية التي تحققت والتي قد لا يدركها قصيرو النظر . هذه الغرابة تزول إذا علمنا أن تلقف البعض لكلام السيد يأتي من موقف مبدئي مسبق رافض لحزب الله ومبادئه ومتبنياته ، بل وحتى عقيدته ، ولذلك فإن هؤلاء غير معنيين برؤية ما تحقق بعيون موضوعية ، وإنما همهم إثبات أن حزب الله كان على خطأ . ولذلك كان أسلوب التشفي والسخرية هو الغالب على تعليقاتهم . هناك من يرى أن السيد حسن نصرالله لم يخطئ في الحسابات ، لأنه تصرف وفقاً للمعطيات المتوافرة له في وقت بدء الحرب ، وإنما هو أخطأ عندما أعطى بشفافيته وصراحته الفرصة لمن يتربصون به الدوائر .
كاتب كويتي