بيت الاحلام
عضو مميز
اعتذار ابو مازن للكويت ..
عبد الباري عطوان
لم يفوض الشعب الفلسطيني السيد محمود عباس (ابو مازن) لتقديم اعتذار الي الحكومة والشعب الكويتي، علي موقفه المعارض لحرب الابادة الامريكية ضد العراق، كما انه لم يطالبه، بشكل رسمي او غير رسمي، لكي يفتح صفحة جديدة مع هذا الشعب او حكومته، ولهذا فان اعتذاره الذي قدمه دون اي تحفظ، اثناء وصوله الي مطار الكويت يوم امس عن موقف منظمة التحرير من الغزو العراقي للكويت، ليس له اي قيمة، ولا يمثل المنظمة، مثلما لا يمثل الشعب الفلسطيني.
لم يخطئ الشعب الفلسطيني في حق الكويت حتي يعتذر، فقد كان موقفه هو موقف مئات الملايين من العرب الذين وقفوا، وما زالوا، في الخندق الآخر الرافض للتدخل الامريكي العسكري في قضايا عربية صرفة، وبهدف تدمير بلد عربي شقيق وقتل مئات الآلاف من ابنائه.
البوصلة الشعبية العربية، والفلسطينية من ضمنها كانت بوصلة وطنية عربية اسلامية صرفة، تستشعر الخطر مبكرا، ولهذا لم تنطل علي هذه الامة كل الاكاذيب حول حشد نصف مليون جندي امريكي من اجل تطبيق قرارات الشرعية الدولية واخراج القوات العراقية من الكويت، وقطع الطريق علي اي جهد عربي في هذا الخصوص.
فقد رأينا بأم اعيننا كيف تحولت الكويت الي نقطة انطلاق لغزو العراق، واحتلال اراضيه، وقتل مئة الف من ابنائه، في انتهاك فاضح لقرارات الشرعية الدولية، وتجاوز لمنظمة الامم المتحدة.
الكويت، وحكومتها بالذات، هي التي يجب ان تعتذر للامتين العربية والاسلامية علي جريمتها في حق العراق وشعبه، عندما هيأت، وشاركت بالنصيب الاكبر في غزو دولة عربية لا تتمتع فقط بالعضوية الكاملة في الامم المتحدة، وانما كانت من الدول المؤسسة لهذه المنظمة، والموقعة علي ميثاقها.
الحكومة الكويتية ابتزت الشعب العراقي، مثلما ابتزت الامة العربية، واقتطعت اكثر من عشرين مليار دولار من قوت هذا الشعب المحاصر المجوع كتعويضات مقابل الخسائر التي لحقت بها من جراء سبعة اشهر من الاحتلال، وتصرفت تصرف شيلوك تاجر البندقية، أليس من حق الشعب العراقي، او بالاحري الشرفاء منه، ان يطالبوا هذه الحكومة بمئات المليارات من الدولارات عن دورها في غزو بلادهم ومقتل عشرات الآلاف منهم، ونهب ثرواتهم؟
نعود الي السيد عباس، ونقول له علي أي اساس يعتذر، ومقابل ماذا، مقابل حفنة من الفضة الكويتية؟
هل يعتذر السيد ابو مازن للحكومة الكويتية عن طردها اربعمئة الف فلسطيني وتشريدهم وقطع ارزاقهم، ام يعتذر اليها عما فعله صناديد ميليشياتها العائدة الي الكويت بعد التحرير من قتل واغتصاب للفلسطينيين رجالا ونساء.
كنا نتمني لو ان السيد ابو مازن ذهب الي الكويت من اجل ان يبحث عن عشرات المفقودين الفلسطينيين الذين قتلوا علي يد الكويتيين في وضح النهار، وجري دفنهم في قبور جماعية في الكويت، ومنطقة مشرف علي وجه التحديد، والمنظمة الفلسطينية لحقوق الانسان تملك سجلا كاملا باسماء هؤلاء، ونشرت في مجلة النشرة ، التي تصدرها منظمة التحرير الفلسطينية!
السيد محمود عباس قال انه متمسك بثوابت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وربما يفيد تذكيره بان الرئيس عرفات رفض كل الضغوط الكويتية والعربية، ورفض الاعتذار لانه لم يخطئ ابدا، وسقط شهيدا دون ان يتراجع عن موقفه هذا. فلماذا يتنكر لاحد ابرز هذه الثوابت الان، وحتي قبل ان ينتخب رئيسا للسلطة الفلسطينية؟
جميع دول الضد لم تعتذر للحكومة الكويتية، ورفضت كل انواع الابتزاز التي مورست عليها في هذا الخصوص، ابتداء من اليمن، مرورا بالسودان وانتهاء بتونس، فلماذا يقزم السيد عباس الشعب الفلسطيني بهذه الطريقة المهينة، هذا الشعب الذي قدم ويقدم يوميا الشهداء دفاعا عن هذه الامة وكرامتها وحماية لعروبة مقدساتها؟
عارضنا السيد ابو مازن بسبب هذه المواقف الرخوة ، وسنظل نعارضه في محاولته الحصول علي تفويض الشعب الفلسطيني في الانتخابات المقبلة، ليس لموقف شخصي منه، وانما هو حرص علي ثوابت الامة، والقضية الفلسطينية، وعدم التفريط بها، واعتذاره الي الحكومة الكويتية، بهذه الطريقة المهينة والمذلة، يعزز هذه المعارضة.
نحن لسنا ضد الشعب الكويتي، وانما ضد بعض ابنائه المتأمركين، الذين يكنون عداء لهذه الامة وعقيدتها، ولا يسجدون الا للبيت الابيض ـ قبلتهم المفضلة ـ فنحن نعرف ان هناك كويتيين شرفاء يقاتلون الي جانب اشقائهم المجاهدين في العراق، ويستشهدون دفاعا عن هذه الامة وكرامتها. وجهاد هؤلاء هو الدليل الابرز علي ان موقف الشعب الفلسطيني من الحرب الاولي علي العراق كان موقفا صائبا، لان الهدف لم يكن ابدا تحرير الكويت وانما اذلال هذه الامة وتدمير قدراتها بما يؤدي الي خدمة المشروع الاسرائيلي، ولعل انتوني زيـــني قائد القوات الامريكية في الخليج، و محرر الكويت، كان الابلغ عندما قال ان غزو العراق واحتلاله لم يكن مطلقا في خدمة المصالح الامريكية، وانما المصالح الاسرائيلية.
عبد الباري عطوان
لم يفوض الشعب الفلسطيني السيد محمود عباس (ابو مازن) لتقديم اعتذار الي الحكومة والشعب الكويتي، علي موقفه المعارض لحرب الابادة الامريكية ضد العراق، كما انه لم يطالبه، بشكل رسمي او غير رسمي، لكي يفتح صفحة جديدة مع هذا الشعب او حكومته، ولهذا فان اعتذاره الذي قدمه دون اي تحفظ، اثناء وصوله الي مطار الكويت يوم امس عن موقف منظمة التحرير من الغزو العراقي للكويت، ليس له اي قيمة، ولا يمثل المنظمة، مثلما لا يمثل الشعب الفلسطيني.
لم يخطئ الشعب الفلسطيني في حق الكويت حتي يعتذر، فقد كان موقفه هو موقف مئات الملايين من العرب الذين وقفوا، وما زالوا، في الخندق الآخر الرافض للتدخل الامريكي العسكري في قضايا عربية صرفة، وبهدف تدمير بلد عربي شقيق وقتل مئات الآلاف من ابنائه.
البوصلة الشعبية العربية، والفلسطينية من ضمنها كانت بوصلة وطنية عربية اسلامية صرفة، تستشعر الخطر مبكرا، ولهذا لم تنطل علي هذه الامة كل الاكاذيب حول حشد نصف مليون جندي امريكي من اجل تطبيق قرارات الشرعية الدولية واخراج القوات العراقية من الكويت، وقطع الطريق علي اي جهد عربي في هذا الخصوص.
فقد رأينا بأم اعيننا كيف تحولت الكويت الي نقطة انطلاق لغزو العراق، واحتلال اراضيه، وقتل مئة الف من ابنائه، في انتهاك فاضح لقرارات الشرعية الدولية، وتجاوز لمنظمة الامم المتحدة.
الكويت، وحكومتها بالذات، هي التي يجب ان تعتذر للامتين العربية والاسلامية علي جريمتها في حق العراق وشعبه، عندما هيأت، وشاركت بالنصيب الاكبر في غزو دولة عربية لا تتمتع فقط بالعضوية الكاملة في الامم المتحدة، وانما كانت من الدول المؤسسة لهذه المنظمة، والموقعة علي ميثاقها.
الحكومة الكويتية ابتزت الشعب العراقي، مثلما ابتزت الامة العربية، واقتطعت اكثر من عشرين مليار دولار من قوت هذا الشعب المحاصر المجوع كتعويضات مقابل الخسائر التي لحقت بها من جراء سبعة اشهر من الاحتلال، وتصرفت تصرف شيلوك تاجر البندقية، أليس من حق الشعب العراقي، او بالاحري الشرفاء منه، ان يطالبوا هذه الحكومة بمئات المليارات من الدولارات عن دورها في غزو بلادهم ومقتل عشرات الآلاف منهم، ونهب ثرواتهم؟
نعود الي السيد عباس، ونقول له علي أي اساس يعتذر، ومقابل ماذا، مقابل حفنة من الفضة الكويتية؟
هل يعتذر السيد ابو مازن للحكومة الكويتية عن طردها اربعمئة الف فلسطيني وتشريدهم وقطع ارزاقهم، ام يعتذر اليها عما فعله صناديد ميليشياتها العائدة الي الكويت بعد التحرير من قتل واغتصاب للفلسطينيين رجالا ونساء.
كنا نتمني لو ان السيد ابو مازن ذهب الي الكويت من اجل ان يبحث عن عشرات المفقودين الفلسطينيين الذين قتلوا علي يد الكويتيين في وضح النهار، وجري دفنهم في قبور جماعية في الكويت، ومنطقة مشرف علي وجه التحديد، والمنظمة الفلسطينية لحقوق الانسان تملك سجلا كاملا باسماء هؤلاء، ونشرت في مجلة النشرة ، التي تصدرها منظمة التحرير الفلسطينية!
السيد محمود عباس قال انه متمسك بثوابت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وربما يفيد تذكيره بان الرئيس عرفات رفض كل الضغوط الكويتية والعربية، ورفض الاعتذار لانه لم يخطئ ابدا، وسقط شهيدا دون ان يتراجع عن موقفه هذا. فلماذا يتنكر لاحد ابرز هذه الثوابت الان، وحتي قبل ان ينتخب رئيسا للسلطة الفلسطينية؟
جميع دول الضد لم تعتذر للحكومة الكويتية، ورفضت كل انواع الابتزاز التي مورست عليها في هذا الخصوص، ابتداء من اليمن، مرورا بالسودان وانتهاء بتونس، فلماذا يقزم السيد عباس الشعب الفلسطيني بهذه الطريقة المهينة، هذا الشعب الذي قدم ويقدم يوميا الشهداء دفاعا عن هذه الامة وكرامتها وحماية لعروبة مقدساتها؟
عارضنا السيد ابو مازن بسبب هذه المواقف الرخوة ، وسنظل نعارضه في محاولته الحصول علي تفويض الشعب الفلسطيني في الانتخابات المقبلة، ليس لموقف شخصي منه، وانما هو حرص علي ثوابت الامة، والقضية الفلسطينية، وعدم التفريط بها، واعتذاره الي الحكومة الكويتية، بهذه الطريقة المهينة والمذلة، يعزز هذه المعارضة.
نحن لسنا ضد الشعب الكويتي، وانما ضد بعض ابنائه المتأمركين، الذين يكنون عداء لهذه الامة وعقيدتها، ولا يسجدون الا للبيت الابيض ـ قبلتهم المفضلة ـ فنحن نعرف ان هناك كويتيين شرفاء يقاتلون الي جانب اشقائهم المجاهدين في العراق، ويستشهدون دفاعا عن هذه الامة وكرامتها. وجهاد هؤلاء هو الدليل الابرز علي ان موقف الشعب الفلسطيني من الحرب الاولي علي العراق كان موقفا صائبا، لان الهدف لم يكن ابدا تحرير الكويت وانما اذلال هذه الامة وتدمير قدراتها بما يؤدي الي خدمة المشروع الاسرائيلي، ولعل انتوني زيـــني قائد القوات الامريكية في الخليج، و محرر الكويت، كان الابلغ عندما قال ان غزو العراق واحتلاله لم يكن مطلقا في خدمة المصالح الامريكية، وانما المصالح الاسرائيلية.