الظاهرة الثورية هوغو شافيز... من هو؟

وطني حر

عضو مميز
هو الرئيس الحالي لفنزويلا. وتقع فنزويلا شمال أمريكا اللاتينة وتطلّ على البحرالكاريبي. مساحتها حوالى (900) ألف كيلو متر مربع. وعدد سكانها (27) مليوناً. عاصمتها كاراكاس. لغتها الإسبانية. استقلت عن إسبانيا عام 1830 بعد استعمار دام ثلاثة قرون.

ولد الرئيس شافيز في 28 تموز 1954 في ولاية باريناس في الجنوب الغربي لبلاده. ونشأ في أسرة متواضعة، متزوج وله خمسة أولاد.

انتسب للقوات المسلحة الفنزويلية في الثامنة عشرة من عمره ليتخرج منها طياراً في العام 1975.

في أيار من العام 2006 اختارته مجلة التايم الأمريكية كواحد من أكثر مئة شخصية مؤثرة في العالم.

وقد عُرف الرئيس شافيز بحبه للفقراء وقربه منهم، وهو، على أية حال، ابن تلك الطبقات وقد رأى ماتعانيه هذه الفئات من فقر وبؤس في ظل نظام اقتصادي وسياسي تابع للولايات المتحدة الأمريكية ويتجاهل مطالب الناس وحاجاتهم الأساسية. ولهذا أسس الضابط الطيار مع بعض أصدقائه العسكريين حركة سرية أُطلق عليها اسم "بوليفار دو سيمون" وهو اسم الثائر بوليفار(1783 – 1830م) الذي كان أحد أهم مقاومي الاستعمار الإسباني لفنزويلا. وفي العام 1997 أنشأ شافيز حزباً باسم "حركة الجمهورية الخامسة" وكان هذا الحزب بمثابة الممثل الحقيقي والناطق الرسمي باسم فقراء فنزويلا. وسرعان ما التفت الطبقات الشعبية والفقيرة واليسارية حول الحزب الجديد وأيدته ليفوز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 1998.

بدأ شافيز من أول يوم لتسلمه السلطة في محاربة الفساد والرشوة في بلاده وقام بخطوات عديدة لمكافحة الفقر، وتحسين الحياة المعيشية للفقراء. وأدخل تحسينات مهمة على البرامج الزراعية والصناعية في بلاده، إذ أنه لا يريد لأمته أن تعتمد على النفط كمصدر وحيد للدخل "فإن النفط قد يذهب بلا عودة". وبذل الرئيس المنتخب جهوداً مضنية في تطوير المجال الصحي والخدمي والتعليمي. واليوم لا تتجاوز الأميّة في فنزويلا حاجز التسعة بالمئة فقط من مجموع السكان.

بانتخاب هوغو شافيز رئيساً لدولة لاتينية. نمت شوكة جديدة في حلق أمريكا. إنها شوكة غير كل الشوك الذي عرفته السياسات الأمريكية. فالرجل يناهض العولمة ولا يتردد في انتقاد الأجندة الأمريكية إقليمياً ودولياً. وتصل به الشجاعة لانتقاد شخص الرئيس الأمريكي والاستهزاء به.

هذا الأمر، خاصة وأن فنزويلا تتربع على بحار من النفط، جعل الولايات المتحدة تفكر في التخلص منه بأي طريقة. ولهذا قامت بتحريض بعض الفئات داخل المجتمع الفنزويلي وأومأت إلى عملائها هناك بالانقلاب على الظاهرة الثورية جنوب الكاريبي.

وبالفعل جرت المحاولة الانقلابية المدعومة أمريكياً للإطاحة بالرئيس. كان ذلك يوم 11/ نيسان/ من العام 2002. ورأى العالم كله كما رأت أمريكا كيف نزلت الجماهير الغفيرة إلى شوارع كاراكاس بل وفي كل مدينة تطالب بموت أمريكا وتتمسك بشافيز. وكانت مفاجأة صاعقة للولايات المتحدة، إذ وقفت تسع عشرة دولة أمريكية إلى جانب الرئيس الشرعي لفنزويلا. ولم يجد عملاء أمريكا بدّاً من الاستسلام وعاد الرئيس الشرعي لقصره مكللاً بتاج الانتصار.

في العام 2003، حركت أمريكا أعوانها من جديد لتطيح بالرئيس شافيز، فدعمت حركات احتجاجية ضده. وقد طالبت تلك الحركات بإجراء استفتاء شعبي على ولايته، فكانت الصاعقة الثانية للولايات المتحدة وحلفائها إذ أجرى شافيز الاستفتاء الذي أكد سلطته ووقوف الملايين معه.

سياسات خارجية مفعمة بالشجاعة

لم تقتصر سياسات شافيز الشجاعة على الشأن الداخلي بل تعدت ذلك إلى الوقوف في وجه أمريكا وحلفائها التقليديين في العالم. وبالأحرى تميزت سياساته بالوقوف ضد الغطرسة والهمجية والاعتداء على حقوق الشعوب الأخرى بالعيش بسلام. ولذلك وفي ظل الحصار الرهيب الذي فرضته أمريكا على شعب العراق. قام الرئيس الفنزويلي بزيارة بغداد وإبداء التضامن مع الشعب العراقي. ذلك في الوقت الذي لم يجرؤ فيه معظم الحكام العرب على انتقاد الأجندة الأمريكية في العراق بل وكانوا هم من ساعدها على احتلال هذا البلد وتقتيل أطفاله وتشريد شعبه.

وفي الوقت الذي يرتعد فيه الحكام العرب هلعاً من ذكر أمريكا، يتحدى الثائر الفنزويلي كل غطرسة وحماقة بوش. بل ويصفه "بالسيد الخطر". قال في مقابلته الأخيرة مع تلفزيون الجزيرة واصفاً الولايات المتحدة " إنهم الكونت دراكولا، يفتشون عن النفط والدماء لماذا لأنهم يريدون الإبقاء على شيء زائل وهو طريقة الحياة الأميركية الإمبريالية".

يدعو شافيز في سياسته الخارجية إلى إقامة أحسن العلاقات بالدول الفقيرة ولذلك قال من طهران" أعلنت سابقاً عندما نكون متحدين نستطيع أن نلحق الهزيمة بالإمبريالية وإذا تفرقنا سنفشل". وهو أيضاً يقوم بدعم المشاريع التنموية في الدول الأمريكية الفقيرة وأطلق عدة حملات بهدف محاربة الأمية والأمراض في تلك الدول.

يعتبر شافيز من أكثر رؤساء العالم صراحة وأكثرهم جرأة وهو لا يتردد لحظة في تسمية الأسماء بمسمياتها ووصف الأشياء بصفاتها. ولعلنا نذكر ما قاله في مؤتمره الصحفي مع عمدة لندن في شهر حزيران من هذا العام "إن جورج بوش قام بارتكاب جرائم إبادة جماعية كما طالب المحكمة الجنائية الدولية بسجنه".

وفي معرض رده على الوزيرة رايس التي انتقدت بلاده. قال شافيز بجلاء: هذه إمرأة أميّة وأنصح بأن نرسل لها كتاب "مهمة روبنسون" وهو منهج محو الأميّة المعتمد في فنزويلا. ذلك في الوقت الذي اجتمعت فيه رايس على مأدبة الطعام مع شخصيات عربية عديدة تأمرهم وتوزع الأدوار عليهم، بينما تقوم طائراتها بدك البنى التحتية في لبنان وتقطيع أجساد الأطفال في فلسطين، وهدم المنازل على ساكينها في العراق الأسير. بل إن دولاً "عربية – إسلامية" و"شجاعة" لا تنسى أبدأً الاحتفال بعيد ميلادها السعيد، كيف لا؟ فهذه كوندي.

موقف شافيز من العدوان البربري على لبنان

أحرجت تصريحات وأفعال الثائر شافيز كلاً من أمريكا وإسرائيل. إذ عرّى الرجل الوحشية والهمجية التي تتمتع بها هاتان الدولتان. لكن المشكلة ليست هنا، فرئيس فنزويلا أحرج كثيراً من االحكام العرب وأسقط ما تبقى من ورقة التوت الأخيرة. حيث أدان صراحة الهجمات الإسرائيلية على لبنان مقارناً تلك الاعتداءات بما فعله هتلر مطالباً بمثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. ولم يكتف بذلك إذ سحب سفير بلاده من تل أبيب بسبب "حرب الإبادة والعدوان الفاشي". وقال في مقابلته مع الجزيرة " إنه من المثير للسخط أن تستمر إسرائيل بقتل الأبرياء بطائرات أمريكية وبقدرتها العسكرية العالية بدعم أمريكي". لم يتطرق شافيز إلى مغامرات حزب الله غير المحسوبة كما فعل بعض الزعماء العرب. ولم يحملها مسؤولية تدمير لبنان، بل اعتز بالمقاومة ولم يتبرأ منها ولم يتآمر عليها.

وأخيراً يراودني سؤال: هذا بعض ما قاله شافيز عن أمريكا ومسؤوليها علناً وعلى شاشات التلفزة، فهل يجرؤ الحكام العرب على البوح بمثل هذه العبارات أمام زوجاتهم...في مخادعهم؟.

د.عوض السليمان
 

الحكيم

عضو فعال
يبدو ان شافيز سيصبح حبيب العرب القادم وسنجد الاشتراكيين العرب الذين ( أكلتهم الأرضه ) يمجدون شافيز !!
 
أعلى