أقوال علماء أهل السنة في الاباضية

لقد قيض الله هذه الأصوات لتنير درب الحقيقة لطلابها ، وتمزق ما نسجته الأحقاد من الافتراءات التي لم تقم على أساس من الواقع ، ضد هذه الفئة المؤمنة التي اشتهرت في أوساط المؤمنين وغيرهم بلقب الإباضية ، ونود أن أشير إلى بعض هؤلاء المنصفين لنعرض على القارئ الكريم صورا من إنصافهم لهذا المذهب ورجاله ، وإلى القارئ مشاهد من هذه الصور :

1 ـ العلامة الجليل عز الدين التنوخي : مقدمة (خلاصة الوسائل في ترتيب المسائل ) ص ح ، ط1 المطبعة العمومية بدمشق .
عضو المجمع العلمي بدمشق سابقاً ، الذي سجل بيراعه المنصف صفحات مشرقة بفضائل أهل الاستقامة ، حتى قال في متهميهم بالزيغ : ( كل من يتهم الإباضي بالزيغ والضلال فهو ممن فرَّقوا دينهم وكانوا شيعاً ، ومن الظالمين الجهَّال ) .

2 ـ العلاّمة الكبير السيد عبد الحافظ عبد ربّه : - الاباضية مذهب وسلوك ،ط1 القاهرة 18/11/85 ص 22/23
من علماء الأزهر الشريف ، جاء في كلامه عن الإباضية : ( لقد استنبطوا مذهبهم من القرآن الكريم ، واقتبسوه من السنة المطهرة ، وسلكوا في مسيرتهم إلى عبادة الله نفس الطريق التي سلكها الصحابة ، وارتضاها الإجماع ، وحرصوا كل الحرص على أن تكون خطواتهم على ذات الدرب ، وفي نفس الطريق ، وفوق " إفريز " الشارع ، ومع السبيل التي قطعها الرسول صلوات الله وسلامه عليه في مشواره الطويل وشوطه البعيد جيئة وذهابا ، على مدى مسيرته المباركة ، ورسالته الميمونة عبر الثلاثة والعشرين عاماً ، ومع تحريهم الصدق ، وحتمية الحق ، ومجاهدة النفس ، وريادة المعاناة ، والرياضة والترويض على المشقة والمقاساة حتى استبان لهم الأمر ، ووضح أمامهم الطريق ، وتبيَّن للعَالم أجمع - أو المخلصين المنصفين
- أن هؤلاء هم ( أهل الاستقامة ) أو هم في الواقع - وعلى الحقيقة (الفرقة الناجية )التي أخبر عنها الصادق المعصوم ، والتي أمر الله رسولَه أن يختارها وينتهجها سبيلاً يوصل إلى عبادته ومرضاته في قوله تعالى : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) يوسف 108 .

والمذهب الإباضي ليس عجيباً في الدنيا ولا غريباً عن الحياة ، وإنما هو العملة الصحيحة التي يجب تداولها وتناولها ، والتعامل بها في شتى الأنحاء ، وفي جميع المناخات والأجواء ، وهي بعون الله عملة لا ينالها التزييف أو التلبيس ، ولا يطولها الوضع أو التدليس ، ولا يجوز في منطقها العمل بين بين ، ولا التنكر في وجهين ، ولا المشي على الحبلين ، فالحق عندها واحد لا يتجزأ ، وكل لا يتوزع )(2) .

وقال أيضاً : ( وعموماً - وبعد استقصاء واستحصاء ، ودرس وبحث ، وتحليل وتعليل - تبيّن أن الإباضية هي الطريقة المثلى في الأداء الإسلامي ، وفي تعاطي الحياة ، وفي التعامل مع الناس ... وأئمتها ودعاتها هم الذين واجهوا مواكب النفاق ، وناهضوا أعاصير الشرك وعواصف الإلحاد ، وتحدوا - بكل صرامة وشدة وبأس - تلك الأفاعيل الهوجاء النكراء التي تتبدّى في سلوك المبطلين أو المستهترين من الحكام والباطشين سواء على المستوى الديني أو التعامل الدنيوي بين أفراد وجماعات الأمم والشعوب تمشيا مع منطق الدين ، واستجابة لدعاءاته ، ونداءاته ، ومتطلباته .

وما أحوج الدنيا اليوم إلى هذا اللون المتميز في الفقه الإسلامي .

وما أحوج الدنيا إلى دعاة الإباضية وأئمتها الذين من مهمتهم - ومن أولى وظائفهم إصلاح المسار الديني ، ومؤاخذة التسيّب والقبض بشدة على خناق الاستهتار والانحراف واللا أخلاقيات ، وإعادة الانضباط في شتى السلوكيات إلى هذه الحياة )(3).

وقال أيضاً : ( فالإباضية أصبحوا في الواقع - وفي نفس الأمر - وعلى الحقيقة هم اللغة الصحيحة - الفصيحة ، والصيغة المشرقة الوضاءة بين الله والناس ، والغُدَّةِ النشطة السليمة التي تُفرز للدنيا ماهيات الدين ، وتُقدم على موائد الإنسانية ما لذ وطاب من طعوم الحق ، وطيّبات اليقين ، فهم الفرقة الناجية التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في كل أحاديثه ومروياته ، وكان وجود هذا الصِّنف - أو النوع - من البشر ضرورة ملحة أو حتمية مقتضية استقطبت رحمة الله بعباده ، واستوجبت منهم مقابلة هذه الرحمة بألوان شتى من العبادات والقربات ، وأولها الشكر الخاص ، والعبودية الصافية ، والاحتفاء بنعم الله ، والاحتفال بآلائه ، وترجمة ذلك كله إلى السلوك الذي يحبه الله ورسوله ، وكان من مظاهر رحمة الله الفياَضة الحانية إنه لم يترك عباده هكذا - في هذه الدنيا - ضياعاً أوزاعاً ، أو هملاً ، أو كميات هابطة ساقطة تحت ركامات الشك ، وأنقاض الفتنة ، وخرائب التيه ، وأطلال الحيرة والقلق ، والتخبط والاضطراب.

ولما كان من حتمية الوجود الإنساني - لتتأكد فاعليته وينمو وجوده وتستمر معه الحياة - أن يعبر الطريق ، ويجتاز الجسر من الحاضر إلى الماضي ، ويصاحب التاريخ ، ويرافقه في كل خطواته ، ومع أبرز العناصر التي أثرت في الإيجاب والسلب ، والثبوت والنفي ، كان حتما مقضيا أن يصطحب الإنسان مع التاريخ تلك الفئة الهادئة المهدية التي حملت أرواحها على راحاتها ، وحياتها على أسلحتها ، وهبّت وقت الفزع والروع مطالبة بإنسانية الإنسان ، وكينونته البشرية في نطاق ما شرع الله ، وفي الإطار الذي خطته يد القدرة ، وحبك نسيجه الشرع ، وتكفلت به عناية الإسلام ، وعمل على ترجمته وتطبيقه سلوك محمد - عليه الصلاة والسلام - .

وهل هناك من هو أتقى وأنقى ، وأبرّ وأوفى ، في تأدية هذا الدور العظيم ، والقيام بهذه الرسالة الكبيرة الخطيرة غير الإباضيين ؟ .

وهل هناك مذهب يتلاحم في هذا الترقي الروحي أو يتلائم مع ذلك السمو التشريعي الفقهي غير المذهب الإباضي ، والإباضية عموماً ؟ .

وهل هناك فوق ظهر الأرض وفي جيوب وبين طيَّات وطبقات الحياة من يمكنه أن يستوعب هذه التعاليم الإلهية ، أو يستطيع أن يستقطب تلك المواجيد الكونية السماوية غير الإنسان الإباضي - صادق الإباضية - مصدره من الله ومورده إلى الله ، وحياته بين المصدر والمورد ، ودائما مع الله؟)(4).

الكاتب المنصف العالم الزيتوني الأستاذ عبد العزيز المجذوب :الصراع المذهبي بافريقية إلى قيام الدولة الزبيرية ص 104 ، الدار التونسية للنشر .

جاء في كلامه عن الإباضية : ( وأبرز ما يتصف به الإباضيون تمسكهم الشديد بالدين ، بأداء فروضه وتجنب نواهيه - إلى حد الغلو - وبُغظهم المفرط لأصحاب الظلم والفساد ، وبفضل هاتين الصفتين استطاعوا أن يحققوا لأنفسهم عزًّا دينيا ، ومجداً سياسيًّا ، خلَّد ذكرهم في التاريخ ).

وقال أيضاً : ( حافَظوا على صفاء الرسالة المحمدية في أصول مذهبهم ، ولم ينحرفوا عن النهج القويم الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته البررة في سلوكهم وأمور معاشهم ، ولا اقترف ولاتهم إثماً ، ولا مارسوا في قيادتهم ظلماً ، ولا أي لون من ألوان العسف التي لم يبرأ منها إلا القليل من الولاة سواهم .

بل إن الظلم في حقهم كان مستحيلاً ، لا لكونهم معصومين ، بل لأن رجل الدين عندهم ورجل السياسة واحد ، والقائم بأمر الناس فيهم هو الإمام نفسه ، وتلك هي قاعدة الإسلام في الحكم التي سار عليها الخلفاء الراشدون ، وعليها حافظوا ودونها نافحوا ، فمن الطبيعي أن ينتشر مذهب هذا شأنه ، وأن يُقبل على أتباعه الناس ببلاد المغرب ليجدوا في أكنافه الأمن والكرامة ، وهم من سئموا حياة الاضطراب والظلم على أيدي الكثير من عمَّال بني أمية وبني العبَّاس )

ثم قال : ( ولعلَّ أولَّ داعية إباضي قدِم هذه البلاد .. هو سلمة بن سعد الذي عَرف كيف ينتقل بالبلاد وأي الشعاب يسلك حتى يأمن ظلم الظالمين ، ويضمن لعمله التوفيق ولرسالته الانتشار، فاختار الطرق الجبلية البعيدة عن الصحراء القاحلة وأهوالها ، وعن المناطق الساحلية الخاضعة لسلطة الولاة ، وبجبال نفوسة ودمّر ، نفزاوة وما والاها من المرتفعات والجبال ، وكلها مناطق آهلة بالسكان كثيرة العمران ، أمكن له أن يستقر ، ويقوم في صفوف البربر بالدعوة ، موضحاً للأذهان الصورة الصحيحة للإسلام في الاعتقاد والعبادة والمعاملة ، وهي غير الصورة التي شاهدها الناس في الحاكمين وأتباعهم في ذلك الوقت ، فالتف من حوله الناس مستجيبين لدعوته ، وراح يتنقَّل من مكان إلى آخر ، وما ارتحل من موضع إلا خلَّف فيه أتباعاً تكاثروا مع مرور الأيام والأعوام ، حتى صار لهم شأن ، وأضحوا يمثلون قوة يقرأ لها ألف حساب .



 
ومن أفريقية انطلق شابان إباضيان - بعد أن تلقيا المبادئ الأولى للدين والمذهب على يد سلمة بن سعد - انطلقا إلى العراق ضمن بعثة تضم عدداً من الإباضيين سواهما ، فقضيا سنين في طلب العلم على يد إمام المذهب في ذلك الوقت ، أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة ، فالطالب الأول من القيروان وهو عبد الرحمن بن رستم ، أما الثاني فهو أبو داود من الجنوب ، ولما أتما الطلب واكتمل عندهما العلم ، واطمأن لنباهتهما إمامهما أوصاهما خيراً ثم سرَّحهما عائدين إلى موطنهما ، فكان لأبي داود شأن في عالم الإصلاح ، إذ تفرَّغ للجهاد الديني والعلمي فأنشأ بجهة نفزاوة وسواها من جهة الجنوب جيلاً إسلاميًّا فاضلاً في خُلقه ودينه ، كان البذرة الصالحة لما تبعته من أجيال تمسكت بالسنة والفضيلة ، وقاومت البدع والرذيلة )(7) .

وعندما تكلم عن مقاومة الإباضية بقيادة إمامهم أبي الخطاب المعافري لظلم قبيلة ورفجومة الصفرية التي كانت متمكنة في القيروان ، وانتزاعهم مدينة القيروان منها قال: (هذا هو أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري وجه إليه عبد الرحمن بن رستم من صوَّر له بشاعة ما يجري بالقيروان فهبَّ لأداء الواجب الذي يفرضه عليه التعاطف الأخوي ، ويحتِّمه مبدأ من أهم المبادئ لمذهبه ، ألا وهو مقاومة أولي الأمر بالسيف واستباحة دمائهم إذ تعدُّوا حدود الله ، ومالوا في أحكامهم إلى الهوى ، وقدِم أبو الخطاب في جيش عظيم تطوَّع لإقامة العدل ومحق الفساد والظلم الذي اقترفه عاصم الورفجومي وأتباعه ، فكان له النصر .

ثم بعد أن أمَّن الناس حافظاً أرزاقهم وأعراضهم ، ولَّى على القيروان عبد الرحمن بن رستم ورجع إلى طرابلس ، ودامت ولاية ابن رستم سنتين اثنتين ذاق المسلمون فيهما بالقيروان وبأفريقية كلها طُعم الأمن ، وعرفوا معنى العدل ، وأدركوا لأول مرة تقريباً طعم العيش الكريم في ظل الحكم الإسلامي النظيف )(8) .

ثم تحدَّث عن دور الإباضية عموماً في بلاد المغرب فقال : ( والواقع أن الإباضية قد تمكنت من فرض وجودها التاريخي فحقَّقت عزًّا دينيا ذا بال بقيت آثاره إلى اليوم في أتباعه الذين يعيشون بيننا ، التزموا خدمة الدين ومقاومة البدع والرذيلة ، حازمين في أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، كما حققت مجداً سياسيا كان له شأن في تاريخ الإسلام بالمغرب العربي ) { نفس المصدر ص110 } .



الأستاذ الفاضل الشيخ محمد شحاته أبو الحسن رسالة بعنوان (بيان للناس ) لم تزل بخط المؤلف لم تطبع ص 4 ، ومنقول نص الرسالة من كتاب (الحق الدامغ) لسماحة الشيخ احمد بن حمد الخليلي .

يقول الشيخ محمد شحاتة:أنا لا أحابي أحداً في موقفي هذا ، ولكني أقول إن أصحاب هذا المذهب الذي تجنَّى عليه البعض ، أكثر منَّا تسامحاً واستجابة لأمر الله سبحانه بالتآلف ، فقد عشت بين أظهرهم ، أقوم بتدريس مادة التفسير في معهد القضاء الشرعي ما يزيد على اثني عشر عاماً لم أجد ما يكدِّر الصفو ، ولا ما يحملني على قولٍ بعينه دون دليل ، رغم الاختلاف في بعض المسائل ، وكنا أنا وطلابي والعلماء الأجلاء في المذهب نتبع الدليل الأقوى (


إعترافات وحقائق من خصومه اصحاب المذهب.
فممن اعترف لهم قديماً عالم المدينة مالك بن أنس ، فإنه قال خطبنا أبو حمزة خطبة حيرت المبصر وردت المرتاب ، وأبو حمزة هو المختار بن عوف الاباضي قائد جيش إمام المسلمين طالب الحق عبد الله بن يحيى الكندي رضوان الله عليهم ، وان أبا حمزة خرج بالجيش إلى مكة فاستفتحها ، ولاقته جموع الأعداء في قديد فمزقهم كل ممزق ، ودخل المدينة واستفتحها ، وخطب أهلها خطبة تناقلتها الألسن والأسفار ، أقام فيها الحجة وأوضح المحجة ، وعلماء القوم يسمعون ، ومن جملتهم مالك ، فما كان له عندهم جواب سوى ما قال مالك المقدم ، ومعنى قوله: " حيرت المبصر " أي: جعلت العالم المتبصر في مذهبه محتاراً ، حيث سمع ما لم يسمعه من الحجة والبرهان ، وقوله: " وردت المرتاب " ، أي: من كان مرتاباً في دينه ردته عنه إلى مذهب أبي حمزة

وقد روى المدائني أن أبا حمزة رقي يوما منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: تعلمون يا أهل المدينة أنا لم نخرج من ديارنا وأموالنا أشرا ولا بطرا ولا عبثا، ولا لدولة ملك نريد أن نخوض فيه، ولا لثأر قديم نيل منا، ولكنا لما رأينا مصابيح الحق قد عطلت، وضعف القائل بالحق، وقتل القائم بالقسط، ضاقت علينا الأرض بما رحبت، وسمعنا داعيا يدعو إلى طاعة الرحمن وحكم القرآن، فأجبنا داعي الله، وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ أقبلنا من قبائل شتى، النفر منا على بعير واحد عليه زادهم وأنفسهم، يتعاورون لحافا واحدا. قليلون مستضعفون في الأرض، فآوانا الله وأيدنا بنصره، فأصبحنا والله بنعمة الله إخوانا، ثم لقينا رجالكم بقديد، فدعوناهم إلى طاعة الرحمن وحكم القرآن، ودعونا إلى طاعة الشيطان وحكم آل مروان، فشتان لعمر الله ما بين الغي والرشد. ثم أقبلوا نحونا يهرعون يزفون قد ضرب الشيطان فيهم بجرانه، وغلت بدمائهم مراجله، وصدق عليهم ظنه، وأقبل أنصار الله عصائب وكتائب، بكل منهد ذي رونق، فدارت رحانا واستدارت رحاهم، بضرب يرتاب منه المبطلون، وأنتم يا أهل المدينة إن تنصروا مروان يسحتكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا، ويشف صدور قوم مؤمنون، ياأهل المدينة أولكم خير أول، وآخركم شر آخر. (((((ياأهل المدينة الناس منا ونحن منهم، إلا مشركا عابد وثن، أو كافر أهل الكتاب، أو إماما جائرا.)))) يا أهل المدينة من زعم أن الله كلف نفسا فوق طاقتها، أو سألها ما لم يؤتها، فهو لله عدو، ولنا حرب. يا أهل المدينة أخبروني عن ثمانية أسهم فرضها الله في كتابه على القوي والضعيف، فجاء تاسع ليس له منها ولا سهم واحد، فأخذها لنفسه، مكابرا محاربا لربه. يا أهل المدينة بلغني أنكم تنقصون أصحابي؛ قلتم: شباب أحداث، وأعراب جفاة. ويحكم! يا أهل المدينة وهل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شبابا أحداثا؟! شباب والله مكتهلون في شبابهم، غضة عن الشر أعينهم، ثقيلة عن الباطل أقدامهم، قد باعوا لله أنفسا تموت بأنفس لا تموت، قد خالطوا كلالهم بكلالمهم، وقيام ليلهم بصيام نهارهم، منحنية أصلابهم على أجزاء القرآن، كلما مروا بآية خوف شهقوا؛ خوفا من النار، وإذا مروا بآية شوق شهقوا؛ شوقا إلى الجنة، فلما نظروا إلى السيوف قد انتضيت، وإلى الرماح قد شرعت، وإلى السهام قد فوقت، وأرعدت الكتيبة بصواعق الموت، استخفوا وعيد الكتيبة لوعيد الله، ولم يستخفوا وعيد الله لوعيد الكتيبة، فطوبى لهم وحسن مآب، فكم من عين في منقار طائر طالما فاضت في جوف الليل من خوف الله تعالى، وكم من يد زالت عن مفصلها طالما اعتمد بها صاحبها في طاعة الله. أقول قولي هذا، وأستغفر الله من تقصيرنا، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب
 

وإليكم كلام مصطفى السباعي:

هل كان الخوارج يكذبون في الحديث ويقصد الاباضية ؟ ... د. مصطفى السباعي

"و قد ذكر العلماء هنا بأن أقل الفرق الإسلامية كذبا هي فرقة الخوارج الذين خرجوا على علي بعد قبوله التحكيم، و يرجع قلة كذبهم إلى أنهم يرون كفر مرتكب الكبيرة على ما هو المشهور عنهم، أو مرتكبي الذنوب مطلقا كما حكاه الكعبي، فما كانوا يستحلون الكذب و لا الفسق، و قد كانوا من التقوى على جانب عظيم، و مع ذلك فلم يسلم بعض رؤساءهم من الكذب على الرسول، فقد روي عن شيخ لهم أنه قال: إن هذه الأحاديث دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم فإنا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا، و يقول عبد الرحمن بن مهدي: إن الخوارج و الزنادقة قد وضعوا هذا الحديث: "إذا أتاكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فإن وافق كتاب الله فأنا قلته"....الخ.


هكذا قال الكاتبون في هذا الموضوع من القدامى و المحدثين، و لكني لم أعثر على حديث وضعه خارجي، و بحثت كثيرا في كتب الموضوعات، فلم أعثر على خارجي عُدّ من الكذابين و الوضاعين، أما النص السابق الذي يذكرونه عن شيخ للخوارج، فلا أدري من هو هذا الشيخ؟ و قد سبق مثل هذا التصريح يرويه حماد بن سلمة عن شيخ رافضي، فلماذا لا تكون نسبته إلى شيخ خارجي خطأ؟ خصوصا و لم نعثر لهم على حديث واحد موضوع

كيف وقد قال أبو داود: "ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج"
و يقول ابن تيمية: "ليس في أهل الأهواء أصدق ولا أعدل من الخوارج"
و يقول عنهم أيضا: "ليسوا ممن يتعمدون الكذب، بل هم معروفون بالصدق حتى يقال: إن حديثهم من أصح الحديث" "انتهى المراد من كلامه

المصدر: كتاب السنة النبوية و مكانتها في التشريع الإسلامي
المؤلف: مصطفى السباعي

المبرد قال في الكامل : قول ابن اباض أقرب الأقاويل إلى السنة .

وابن حزم حسبما حكاه عنه ابن حجر في فتح الباري قال أسوء الخوارج حالا الغلاة وأقربهم إلى قول أهل الحق الأباضية .


ومن المتأخرين العلامة الجليل حسن السندوبي محقق البيان والتبين للجاحظ ، قال في حاشية الجزء الثاني – المذهب الأباضي – وأهل هذا المذهب من أفاضل القبلة وممن ينفرون من البدع التي ليست من الدين في شيء ومن هنا يتهمهم بعض المسلمين بالتشدد وبعدم مسايرتهم للتقدم بل يرمونهم بما هم منه براء وقد كنت خدعت بقول خصومهم فيهم فردد مجمل ما يتهمونهم به في بعض هوامش الجزء الأول ثم تبين لي اليقين فيهم فعلمت أنهم من خيار المسلمين وممن يرجعون في كل أمورهم من عبادة ومعاملة إلى الكتاب والسنة ولا يرعك تنديد الجاحظ بهم فأنهم كانوا فيما سلف خصوما للمعتزلة رضي الله تعالى عن المسلمين كافة ، انتهى كلامه.


قال السيد مصطفى بن إسماعيل المصري :

إن مذهب الاباضية نسبة إلى الإمام عبدالله بن اباض هو أقدم المذاهب تاريخاَ وأوثقها مصدراَ وأصحها تأويلا وأحفظها للباب طهارة الدين الحنيف ونقاوته وسماحته وزكاوته وعلى ذلك فليس ثمت مراء في انه هو الطريق الحق الذي كان يمضي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة معه وتلقاه عن جبريل عن ميكائل عن اسرافيل اللوح المحفوظ عن الله عز وجل وانه هو الصراط المستقيم الذي دعانا الله إلى اتباعه في قوله تعالى (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) وان أصحابه العاملين لما فيه هم المؤمنون حقا أهل الفرقة الناجية التي عنها رسول الله صلى الله عناها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح بلوت اليهود فوجدتهم قد كذبوا على أخي موسى فافترقوا على أحد وسبعين فرقه كلها هالكة ما خلا واحدة ناجية وهو التي ذكرها الله تعالى في كتابه فقال عز من قائل ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون وبلوت النصارى فوجدتهم قد كذبوا على أخي عيسى فافترقوا على اثنين وسبعين فرقه كلها هالكة ما خلا واحدة ناجيه وهي التي ذكرها الله في كتابه بقوله تعالى ذلك بان منهم قسيسين ورهبان وانهم لا يستكبرون وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقه كلها هالكه ما خلا واحدة ناجيه وكلهم يدعي تلك الواحدة أو كما قول صلوات الله عليه ، قال :ولقد شهد بهذا الحق جميع الفلاسفة الفرنساويين الباحثين في الأديان الذين وقفوا بكياسة أبحاثهم وسلامة قياسهم على أن نقاوة الدين الإسلامي لا تنحصر إلا في مذهب أتباع ابن اباض



أحمد أمين في ضحى الإسلام الجزء الثالث .

قال : لقد كان في الخوارج كل العناصر التي تكوّن الأدب عقيدة راسخة لا تزعزعها الأحداث وتحمس شديد لها تهون بجانبه الأرواح والأموال وصراحة في القول لا تخشى باسا ولا ترهب أحدا وديمقراطية حقه لا ترى الأمير إلا كأحدهم ولا العظيم إلا خادمهم ورسم الطريق الذي ينبغي أن يكون رسماَ مستقيما واضحاَ لا عوج فيه ولا غموض يجب أن يعدل الخليفة والأمراء وإلا يقاتلوا حتى يعزلوا ويقتلوا ،

ويجب أن يسير المسلمون حسب نصوص الكتاب والسنة من غير أن ينحرفوا عنها قيد شعرة وإلا يقاتلون ليحل محلهم مسلمون مخلصون طاهرون ويجب أن يسلك السبيل إلى ذلك من غير تقية ولا مجاملة ولا مواربة ، ويجب أن يقابل الواقع كما هو ويشخص كما هو ويعالج كما هو على طريقة عمر بن الخطاب لا على طريقة عمرو بن العاص ووراء ذلك كله نفوس بدوية غالباَ فيها كل الاستعداد للقول وفصاحة اللسان وفيها كل ما تعهده في البدوي من قدرة على البيان وسرعة في البديهة وأداء للمعنى بأوجز عبارة وأقوى لفظ ،

من هذا كله نرى الخارجي قد اجتمعت له العاطفة القوية والأداة الصالحة للتعبير عنها، وهذا الذي ذكرنا قد جعل لأدبهم لوناَ خاصاَ غير لون الأدب المعتزلي وغير لون الأدب الشيعي .أدب المعتزلة أدب فلسفي فيه عنصر المعاني أغلب وأقوى ، وأدب الشيعة أدب باكٍ أو أدب حزين على فقدان الحق أو أدب غضبان على أن الخلافة لم توضع موضعها ، أما أدب الخوارج فأدب القوة أدب الاستماتة في طلب الحق ونشره وأدب التضحية فلا تستحق الحياة البقاء بجانب العقيدة وأدب التعبير البدوي الذي لا يتفلسف ولا يشتق المعاني ويولدها كما يفعل المعتزلة ،

وهو في بعض الأحيان أدب غضبان ولكنه ليس غضبان من جنس غضب الشيعة ، فالشيعة يغضبون لشخص أو أشخاص ولكن الخوارج يغضبون للعقيدة وللإسلام عامة بقطع النظر عن الأشخاص وإن نظروا للأشخاص ففي ضوء العقيدة لا كما يفعل غيرهم من النظر إلى العقيدة في ضوء الأشخاص ، وقد يرثون ويبكون ولكنهم حتى في رثاءهم وبكاءهم أقوياء يذرفون الدمع ليسفكوا الدم ويبكون الميت ليتشجعوا الحي ويونبون المفقود ليرسموا المثل الأعلى للموجود ،

لا يعرفون هزلا في الحياة فلا يعرفون هزلا في الأدب ولا يعرفون خمراَ ولا مجوناَ فلا نجد في أدبهم خمراَ ولا مجوناَ إنما يعرفون الجهاد والقتال والتربية المتزمتة القاسية التي تخرج رجالا أقوياء لا يحرصون على الحياة فكذلك أدبهم ، كالذي روي أن مروان أخا يزيد لأمه دخل وهو صغير على عبد الملك ابن مروان يبكي لضرب المؤدب له فشق ذلك على عبد الملك ، وكان عنده أحد الخوارج فقال له الخارجي دعه يبكي فانه أرحب لشدقه وأصح لدماغه وأذهب لصوته وأحرى ألا تابى عليه عينه اذا حضرته طاعة ربه فاستدعى عبرتها . لا يحبون الكذب ولا يحبون المعاصي فكانوا كما قال المبرد : والخوارج في جميع أصنافها تبرأ من الكاذب ومن ذي المعصية الظاهرة فكذلك أدبهم .

إلى إن قال : ومن أجل هذا كان كلامهم كسهامهم وخطبهم كقلوبهم يصفهم عبدالله بن زياد فيقول لكلام هؤلاء أسرع إلى القلوب من النار الى اليراع

ويروي المبرد أن عبدالملك بن مروان أتى برجل منهم فرأى منه ما شاء فهما وعلماَ ثم بحثه فرأى منه ما شاء أريا ودهياَ فرغب فيه واستدعاه للخروج عن مذهبه فرآه مستبصراَ محققا فزاده في الاستدعاء فقال له لنغنك الأولى عن الثانية وقد قلت فسمعت فاسمع أقل قال له قل فجعل يبسط من قول الخوارج ويزين له من مذهبهم بلسان طلق وألفاظ بينة ومعان قريبة فقال عبدالملك : لقد كاد يوقع في خاطري ان الجنة خلقت لهم واني أولى بالجهاد منهم .
لقد كانت ثقافة الخوارج بحكم غلبة البداوة عليهم ثقافة عربية خالصة لا أثر فيها لفلسفة اليونان كما هو الشأن في ثقافة المعتزله ولا أثر فيها لثقافة الفرس كما هو الشأن في الشيعة ، ثقافة الخوارج ثقافة أدبية لغوية على نمط العرب في ثقافتهم وثقافة إسلامية على النمط المعهود في عصرهم من تفهم للكتاب والسنة في سهولة ويسر فان جادلوا في الدين فاحتجاجهم بظواهر النصوص وتمسك بحرفيتها فكان على أدبهم هذا الطالع لقد كان مظهر أدبهم من جنس أدب العرب



 

الشيخ / عمر محمد صالح با من السنغال مالكي المذهب .

يقول في مؤلفه عن الاباضية : " غير أن المبرر الذي نعتبره أكثر إلحاحا لتعريف الناس بالمذهب الأباضي ، هو السعي لإزالة فهم تاريخي خاطئ عن هذا المذهب تداوله الكتاب ، وأصبح سائدا في الأوساط العلمية وغير العلمية " التقليدية "وهذا المفهوم يتحمل تبعته كتاب غير دقيقين في كتاباتهم ولا مقدرين مسئولية نحو المادة العلمية التي يقدمونها إلى الجمهور كشيء خالد له دوره في تكوين الفكر البشري "

ويقول عندما عرف الحقيقة عن المذهب الاباضي : " والحق أن كتاب المقالات جنوا على التاريخ وجنوا على العلم وجنوا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

جنوا على التاريخ لأنهم زوّروه وكتبوا وقائعه على نحو سقيم واعتدوا على قوم أبرياء – قلميا – وزيّفوا مبادئهم ، وقالوا في ألسنتهم ما لم يقله هؤلاء .

وجنوا على العلم ، لأن كتبهم – مع عدم صحة ما ورد فيها وانتفاء الثقة عنها – أصبحت مراجع يرجع إليها من يريد الاطلاع على آراء الفرق الإسلامية ، والتزود بمادة علمية منها . والحال أنها خالية من أية مادة علمية . وجنوا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم لمحاولة تفريقها والإمعان في تمزيقها " .


ويقول في موضوع -الأباضية في أقلام كتاب المقالات - "من الواضح أن تضييق الفجوة بين خلافات المسلمين ، أو القاء ضوء كاشف على المسائل التي تباينت فيها الآراء ، لم يكن هدف كتاب المقالات ، بل ان الوازع كان مجرد شعور حزبي كما يكتب أي صحفي ، أو كاتب محترف في صحيفة تابعة لحزبه مدافعا عنه ومهاجما الأحزاب الاخرى المعارضة.

وهكذا ، فيفهم روح العداء للفرق من أقوالهم واللهجة التي يستخدمونها للتعبير عن الفرق حيث وصفوها (بالفرق الضالة) ، فهم –إذا- كانوا منطلقين من مبدأ مقتنع بضلال الفرق ، وفي كتاباتهم وضعوا مقاييس ومعايير سموها منطقية ابتدعوها "وهي تخصهم وحدهم" ، ولو كان هدفهم هو دراسة هذه الفرق وآرائها واجتهاداتهم ، ثم التمييز بين ما قالته هذه الفرق ، وبين ما دس فيها من أقوال من قبل خصومها ، لنحوا نحوا آخر أكثر منطقية وأكثر اتصافا بالاصلاح لذات البين ولاتخذوا مراجع الفرق وكتبها المعتمدة لديها (وهي أيضا) المصادر ، إذ ليس من المنهجية العلمية في شيء أن تكتب عن فئة معينة لها رأيها المستقل وكتبها المدونة ، بدون أن تستمع إلى آرائها تلك ، ومن فمها مباشرة وتقرأ كتبها التي تعكس أفكارها سالمة مستقيمة ، وإلا كنت غير أمين كاذبا فيما ترويه وتكتبه.

فكتّاب الفرق –كما أسلفنا- انطلقوا من مبدأ إثبات فساد معتقدات الفرق الأخرى ، ومن هنا فلا ينتظر منهم –مسبقا- أن يكونوا عادلين في أحكامهم ، لأن العدل والانصاف ليسا واردين في مقدمة تفكيرهم في الغالب ، ولم يجشموا أنفسهم مشقة الرجوع إلى الكتب المعتبرة لدى الفرق التي كتبوا عنها ، ولم يستمعوا إليهم مفترضين صحة ما تقوله الفرق مع وضع التفريط والإفراط في عين الاعتبار ، شأن البشر كلهم ، لا بل ، فإن لسان حالهم كان يقول: بما أن هذه الفرق ضالة ، وعليه فإن كل ما تقوله ( هو ضلال في ضلال) فلا داعي إلى الاطلاع على كتبهم.

والثابت أننا لو وجد فينا روح الإنصاف لقلنا إن ما يقال عن الفرق غير سليم ذلك لأنه الرغم من التآخي بين المذاهب الأربعة ، فالاتهامات وتقاذف كلمات السوء والاقذاع والنابز بالسباب واعتبار كل مذهب هو وحده الصحيح ، وجعل أهل المذاهب الأخرى كأهل الكتاب في المعاملات واعتبار مساجدهم كنائس ، كل هذا كان موجودا فينا يوما وتجاوزناه لحسن الحظ ، فلماذا لم نتجاوز تلك النظرة السطحية التي كان ينظر بها بعض القدامى إلى الفرق . لمجرد سوء ظن لعوامل المعاصرة ؟

والحق أن كتاب المقالات جنوا على التاريخ ، وجنوا على العلم ، وجنوا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

جنوا على التاريخ لأنهم زوروه وكتبوا وقائعه على نحو سقيم ، واعتدوا على قوم أبرياء – قلميا – وزيفوا مبادئهم وقالوا في ألسنتهم ما لم يقله هؤلاء .

وجنوا على العلم ، لأن كتبهم – مع عدم صحة ما ورد فيها وانتفاء الثقة منها – أصبحت مراجع يرجع إليها من يريد الاطلاع على آراء الفرق الإسلامية والتزود بمادة علمية منها ، والحال أنها خالية عن أية مادة علمية .

وجنوا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم لمحاولة تفريقها . أو الإمعان في تمزيقها . وبالتالي إضعافها . ولم يحاولوا فقط تضييق الهوة الناشئة عن نتائج اجتهادات مجتهديها لمسائل فرعية غير جوهرية في الدين وهي إلى السياسة أقرب منها إلى الدين ، أو لأنها بنت سياسة .

والغريب أن بعض كتاب المقالات وضعوا أنفسهم موضع " الحكم " فتراهم قد ذكروا الفرق الناجية منها ، والهالكة ، عجيب . فكيف عرفوا الناجية من الهالكة ؟ ولماذا إصدار الأحكام في صواب رأي هذا وخطأ ذاك ، وحصر الإسلام على معتنقي مذاهب معدودة معينة وتقرير الأمر جزافا وبجرة قلم ؟والمصيبة أن الكتاب المحدثين أصبحوا يعتمدون على كتب المقالات كمراجع وتجدهم يعددون أسماء فرق لم تكن موجودة يوما ما من الأيام أو وإن كان لها وجود يوما فإنها قد ماتت بل هي لم تعد (1) أن كانت فكرة أشاعها شخص أو شخصان ، وانضم إليها بعض قليل من مولعي التهريج وسرعان ما اضمحلت واندرست وذابت في الأثير ، ولم تكن فرقة بمعناها الجماعي ، ولم يكن لها وجود يستحق الذكر ، فالمحدثون يقلونها لمجرد أنها موجودة في كتب المقالات ، فأصحاب المقالات كانوا قد وضعوها أو دونوها لمجرد إكثار عدد الفرق لتصل إلى الثالث والسبعين موافقة للحديث الذي يروونه قائلا ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ...الخ (2)

والصحيح أنهم لو أمهلتهم الأيام إلى آخر الدهر لرأوا أكثر من ثلاث وسبعين فرقة ، ولا أدري كيف كانوا سيؤلونه ليفق مع الفرق العديدة ، والحق أنهم تعجلوا في تطبيق الحديث وكأن اختلاف المسلمين انتهى في زمنهم ، وسوف لا يختلفون فيما بعد.

فزمنيا ، ليس هناك مبرر في تدريس الطلبة لفرق وهمية لم يكن لها وجود في مسرح التاريخ ، أو لو كان لها وجود فإنها قد اندرست وانتهى شأنها إلى الزوال ، فليس هناك داع يدعو إلى نبشها من أحداث التاريخ السحيق ، اللهم إلا إذا كان المبرر هو مجرد استهلاك للوقت فقط.

والحق أن كل ما يقال عن الفرق ، ليس فقط أمورا لا تقرها الفرق ، وتراها مقحمة فيها ، بل إنما هي أمور خلقت افتراء ، ودست فيها ، وهذا الشيخ علي يحيى معمر يقول في كتابه (الإباضية بين الفرق الإسلامية):

( عندما كنت أقرأ في كتب المقالات ما يتصل بالإباضية تصادفني عجائب في العقائد والآراء التي تنسب إليهم إما بعبارات واضحة صريحة أو بأساليب ملتوية لكنها معبرة ، وتصادفني كذلك أسماء لأشخاص كثيرين يعتبرون أئمة لهم ، وأنا علي يقين كامل بأن ذلك غير موجود عند الإباضية. فإذا كانت هذه هي الحال مع فرقة ينتشر أتباعها في كثير من البلاد الإسلامية ، ولا يخلو قطر من أقطارها من كتبهم فكيف الحال مع من انقرض فلم يبق له أتباع ، ولم يترك كتبا مصنفة فيما يختص به ) (3)

والمعروف المشهور –بعد احتكاك بعضنا ببعض في الآونة الأخيرة- وكما قرأنا في النص السابق ، ان أهل الفرق الأخرى ينكرون بل يتعجبون من وجود أسماء أناس مجهولين مقحمة فيهم ، وهنا يتمثل أمامنا شيئان:

1- ان كتاب المقالات في حربهم مع الفرق كانوا يتخيلون أشخاصا وهميين عمدا ، وينسبون إليهم أقوالا تقولوها فاسدة ، وبالتالي يسوقون هذه الشخصيات الوهمية إلى هذه الفرقة أو تلك.

2- ان كتاب المقالات كانوا يعتمدون إذاً في جرح قوم أبرياء لحاجة في نفس يعقوب ، فتكون نزاهتم –إسلاميا- موضوع شك واتهام ، لتقولهم أقاويل كاذبة لغايات رخيصة كاذبة على أناس أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم رأوا ما رأوه حقا فاتبعوه وتمسكوا به مخلصين ، لقد خانوا ودنسوا القداسة العلمية وحرمتها بوضعهم أحداثا من عندياتهم وتزيدهم واصطناعهم مواقف وأقوالا قالوا إنها تمثل آراء الفرق ونسبوها إليهم بغية التشويش والتشويه ، ونحتوا أسماء شخصيات لا وجود لها في التاريخ الإسلامي إلا في الخيال على غرار عبدالله بن سبأ (4) ، وكل ذلك رغبة في توهين حجة الخصم ولاثبات فساد معتقده ، وكأنه انتصار عظيم.

ولا أعتقد أن هذه الظاهرة قد غابت عن أذهان بعض كتاب المقالات أنفسهم –كحقيقة مرئية- وهذا أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري يقول بصراحة: ( ورأيت الناس (يقصد الكتّاب) في حكاية ما يحكون من ذكر المقالات ويصنفون في النحل والديانات من بين مقصر فيما يحكيه ، وغالط فيما يذكره عن قول مخالفيه ، ومن بين معتمد للكذب في الحكاية إرادة التشنيع على من يخالفه (وشهد شاهد من أهلها) ، وبين تارك للتقصي لروايته فيما يرويه من اختلاف المختلفين ، ومن بين من يضيف إلى قول مخالفيه أن الحجة تلزمهم به " (5) ، فيعلق الشيخ علي يحيى معمر على هذا الكلام فيقول: ( فأنت ترى أن أبا الحسن الأشعري –وهو من أوائل من كتب في هذا الموضوع- قد انتقد عدة عيوب في أولئك الذين يقصدون للحديث عن مخالفيهم كالتقصير في التحقيق واعتماد الكذب ، وإضافة أقوال ، والغلط وعدم التقصي في البحث والزيادة .. الخ

فكل هذا ، إذا ، بغية تمويه الحقائق إمعانا في تنفير المسلمين عن أهل الفرق ، والصحيح أن انطباعا كهذا يؤدي إلى سلوك لا يخدم الإسلام أو المسلمين بأي نحو.

والحق أن من يريد الكتابة في مسألة معينة فعليه بحثها في مظانها ، وهذا هو العلم الحي ، ليزود الناس علما محترما خالصا.[/




 
الدكتور / عوض محمد خليفات في مؤلفة "الأصول التاريخية للفرقة الإباضية" , الجامعة الأردنية , عمَّان ـ الأردن :


بعد أن ذكر الدكتور في بداية حديثه تاريخ الإباضية , ومؤسسي المذهب وأماكن انتشاره ومبادئ المذهب الإباضي ذكر ما يلي :
{
وهكذا فإن جهود مشايخ الأباضية وحملة العلم وتنظيماتهم السرية الدقيقة خلال القرنين الأول والثاني الهجريين , قد أثمرت تأسيس دول إباضية مستقلة في الجزر العربية وبلاد المغرب , كان لها دورا هام ومجيد في التاريخ الإسلامي .

وفي ظل هذه الدول قام الأباضيون بجهود مشكورة في نشر الإسلام في أماكن كثيرة , وكان لهم فضل كبير في هذا الشأن في كل من أفريقية الشرقية وأفريقية السوداء جنوب الصحراء , وبعض مناطق الشرق الأقصى .

كما قام الإباضيون بجهود كبيرة في سبيل إثراء المكتبة الإسلامية بالمؤلفات الكثيرة المتنوعة التي تتناول مختلف جوانب الفكر الإسلامي . ويمكن للباحث المطلع على هذه المؤلفات أن يسجل الملاحظات التالية حول بعض الأمور التي لا تزال محل نقاش وجدل بين الباحثين والمفكرين :
1
ـ أن الإباضية ليسوا خوارج كما تزعم بعض كتب المقالات والملل والنحل وكما يدعي بعض الكتاب المحدثين الذين قلدوا هذه المؤلفات دون تدقيق وتمحيص . الواقع أن الإباضية لا يجمعهم بالخوارج سوى إنكار التحكيم .

2
ـ أن الإباضية حرموا قتل الموحدين واستحلال دمائهم وحرموا استعراض الناس وامتحانهم كما فعل متطرفو الخوارج مثل الأزارقة والنجدية .

3
ـ أن الإباضيين ينظرون إلى الدين نظرة واحدة متكاملة لا فصل فيها بين المظاهر الروحية والمادية ولا طغيان لأحدهما على الأخرى . وتبعا لذلك فقد أنكروا التصوف ورفضوه .

4
ـ إن المدقق في المصادر الفقهية الإباضية يجد أصحاب المذهب الإباضي من أكثر المسلمين إتباعا للسنة الشريفة والإقتداء بها .

أما ما تلصقه بهم بعض المصادر من تهم فإنما هو ناتج أمرين :
الجهل
والتعصب .

5
ـ إنهم وحدهم الذين طبقوا مبدأ الشورى في الحكم بعد الخليفتين أبي بكر وعمر . }





و يذكر رأيه في كتب المقالات في كتابه "نشأة الحركة الإباضية" :

"
أما كتب المقالات والملل و النحل فتتحدث كما هو معروف عن الفرق الإسلامية المختلفة وبجب أن نستخدم هذه المؤلفات بحذر شديد لأن أصحابها تنقصهم الموضوعية ويعوزهم الحياد عندما يتكلمون عن فرق مخالفة لمعتقداتهم . ولا تزودنا هذه المصادر بمعلومات قيمة عن نشأة الحركة الإباضية. وما أوردته هذه المصادر من معلومات لا تمت في معظمها إلى الإباضية ولا علاقة لهم بها . وإذا قارن المرء بين ما ورد من معلومات في هذه الكتب وبين ما ورد في المصادر الإباضية سواء كانت تاريخية أم كتب فقه وعقائد يلاحظ أن هؤلاء المؤلفين قد نسبوا إلى الإباضية آراء ومعتقدات غريبة لا يقر بها أتباع هذه الفرقة ، كما أنهم تكلموا عن فرق إباضية لا نجد لها ذكرا على الإطلاق في المصادر الإباضية على اختلافها وتنوعها . ويبدو من المعلومات التي توردها هذه المصادر أن مؤلفيها يجهلون تماما نشأة الحركة وتطورها ، وما أشاروا إليه من آراء منسوبة لهذه الفرقة لا يعتبر ذا أهمية وخاصة إذا تذكرنا أن هذه المعلومات مشوشة و متحيزة وتفتقر إلى الدقة والمعرفة العميقة ، و قد أدت هذه الكتابات إلى ازدياد الفجوة بين الإباضية وأتباع المذاهب الإسلامية الأخرى ، ولا يصح الاعتماد عليها لتكوين فكرة صحيحة عن نشأة الحركة وتطورها وعن فهم آرائها ومبادئها ".

الإباضية مذهب وسلوك , بقلم الشيخ السيد عبد الحافظ عبد ربه , من علماء الأزهر المرموقين :

{
والإباضية دائما تهيئ المسلم بأن يكون مع الله في معاملاته وعباداته , في الجامع وفي الشارع , في الحق والمصنع , في المتجر والمعمل , في المعهد والمدرسة والجامعة ـ وحده أو مع الناس ـ في كل حركاته وسكناته ... تدعوا إلى مجتمع نظيف شريف , نزيه عفيف يكره الفوضى والديماجوجية , تسوده المحبة ويظله التراحم , يمقت الغش , ويثور على الرشوة , ويجرم المحتكر , ويحاكم المتجر المتحكم في أقوات الناس وفي ضرورياتهم . الإباضية هي كل هذا وأكثر من هذا .. } .

ثم ذكر أسباب عداوة الإباضية قائلا :

{
عادوها لأنها تجهر بكلمة الحق وتنطق بالصواب ولا تحب الجهر يالسوء من القول ..

عادوها لأنها تريد أن تطبق شرع الله وتحقق المفاهيم الإسلامية الصحيحة ..

عادوها لأنها تعالج كل الأمور بموضوعية صادقة بعيدا عن التهرج والهوى ..

عادوها لأنها تعمل جاهدة على تأكيد العدل والتبشير به بقدر ما تحارب الظلم والظالمين... }

وفي آخر كتابه قال :

{
ولقد كانت الإمامة في المذهب ـ على مستوى العالم الإباضي كله من مشرقه إلى مغربه ومن شماله إلى جنوبه ـ تقوم مقام الخلافة في صدر الإسلام والعصور التالية في الإجراءات والمضمون وفي جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم , وتقوية جهاتهم الداخلية والخارجية , يصدرون عنها , ويقيسون عليها , ويعيشون في رحابها , ويمارسون من خلالها شئون الدنيا والدين ...

وكان الإمام على الحقيقة هو الخليفة الراشد ...
وما زالت هذه الخلافة أو الإمامة تنتقل من عصر إلى عصر بدءا بجابر بن زيد حتى ألقت بمقاليدها اليوم طائعة مختارة ـ عن طريق العلماء الأفاضل والزعماء المصلحين والأمراء النابهين من أهل الحل والربط ـ إلى الإمام الجليل والعالم الفذ , والعبقري النابغة ورجل المواقف والمكرمات غالب بن علي بن هلال الهنائي , الذي حورب واضطهد , وضيق عليه , وامتحن إلا أنه صبر وصابر , ورابط وثابر في سبيل عقيدته , ومن أجل دعوته وإمامته , شد الله أزره وقوى ظهره ... } .


فلسفة الخوارج , بقلم الشهيد سيد قطب , الشهاب ( المصرية ) , غرة جمادي الأولى 1367 ـ مارس 1948 :بعد أن ذكر سيد قطب نبذة عن الخوارج , ذكر فرق الخوارج ومن ضمنها الإباضية ثم قال:
{
وقد انقرضت هذه الفرق جميعا إلا الإباضية فبقيتهم " بشمال أفريقية بالجزائر وتونس وفي شرقها بجزيرة مسقط وما إليها " ومن علمائهم الأجلاء صديقنا الشيخ إبراهيم إطفيش ولهم كتب متداولة وهم ينكرون على غيرهم أن يطلق عليهم اسم الخوارج , ويقولون نحن فئة من المسلمين لنا أرؤنا وما ذهبنا إليه مع إيماننا بالله ورسوله وكتابه فما بالكم تفردوننا بهذا الوصف وتخصونا به وهو اعتراض له وجاهته , ولئن كان لهذه التسمية ما يبروها في الماضي فما أحوجنا أن نتناساها اليوم والمسلم أخو المسلم } .


4)
مسند الإمام الربيع بن حبيب , بقلم الشيخ عز الدين التنوخي , من علماء الحديث البارزين , عضو في المجلس العلمي السوري :

{
وما آثرت تخريج أحاديث المسند والشرح , ولا سيما ما رواه الشيخان إلا لتطمئن قلوب إخواني أبناء السنة بأن مسند الربيع الذي بني عليه المذهب الإباضي هو صحيح الأحاديث , وأكثرها مما جاء في الصحيحين , وجابر بن زيد ممن روى عنهم البخاري وغيره لكيلا يقع فيما وقع فيه خصوم الإباضية أو من لم يعرف حقيقة مذهبهم ... } .

حتى قال : { هذا , وما كان أهل عمان أقرب فرق الخوارج إلى أهل السنة إلا لأن مذهبهم كما أطلعت عليه مبني على السنة وتقديم العمل على الحديث لا على الفقه والمذهب , عملا بما جرى عليه إمامهم جابر بن زيد الذي عمل بنصيحة شيخه عبدالله بن عمر الذي روى عنه .
فقد جاء في (( الحجة البالغة )) أن ابن عمر رضي الله عنه قال لجابر بن زيد : (( إنك من فقهاء البصرة فلا تفت إلا بقرآن ناطق أو سنة ماضية , فانك إن فعلت غير ذلك هلكت وأهلكت )) . ولذلك نعتقد ونقول : إن المعقول ومن القلب المقبول أن لا نهتدي إلا بقوله تعالى : (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) } .
 

فيصل.م

عضو بلاتيني


المدونة - مالك بن أنس (ج 1 / ص 529)
في الخوارج
قلت: أرأيت قتل الخوارج ما قول مالك فيهم؟ قال: قال لي مالك في الإباضية والحرورية وأهل الأهواء كلهم: أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا.



مقالات الإسلاميين - أبو الحسن الأشعري (ج 1 / ص 452)
واختلفت الخوارج في كفر على والحكمين فمنهم من قال هو كفر شرك وهم الازارقة ومنهم من قال هو كفر نعمة وليس بكفر شرك وهم الاباضية

فتح الباري - ابن حجر - (ج 1 / ص 450)
وقال الآجري عن أبي داود ثقة إلا أنه إباضي قلت الإباضية فرقة من الخوارج ليست مقالتهم شديدة الفحش



التلخيص في أصول الفقه - الجويني (ج 2 / ص 302)
وذهبت الأباضية من الخوارج إلى أن الحجة إنما تقوم إذا كان الخبر عن حق فتقوم الحجة ، وسواءته اتحد القائل او تعدد النقلة



لسان الميزان - ابن حجر (ج 3 / ص 248)
1083 - ز عبد الله بن اباض التميمي الاباضي رأس الاباضية من الخوارج وهم فرقة كبيرة وكان هو فيما قيل رجع عن بدعته فتبرأ اصحابه منه واستمرت نسبتهم اليه ومن مقالتهم ان من اتى كبيرة فقد جهل الله فهو كافر لجهله بالله لا لاتيانه الكبيرة


جمهرة أنساب العرب - ابن حزم الأندلسي (ج 1 / ص 218)
وهؤلاء بنو صريم بن مقاعس منهم : عبد الله بن إباض الخارجي ، رئيس الإباضية ؛ وعبد الله بن صفار الخارجي ، رئيس الصفرية ؛ والبرك بن عبد الله الخارجي ،


الفصل في الملل والأهواء والنحل - بن حزم الظاهري (ج 4 / ص 145)
ولم يبق اليوم من فرق الخوارج الا الاباضية والصفرية فقط


الملل والنحل - الشهرستاني (ج 1 / ص 113)
وكبار فرق الخوارج ستة : والأزارقة والنجدات والعجاردة والثعالبة والإباضية والصفرية والباقون فروعهم



المنخول - أبو حامد الغزالي (ج 1 / ص 423)
وجملة الخوارج من الإباضية والازارقة وبعض النجدات ومعهم النظام وأبو هاشم انكره إلا ما نص الشارع عليه من تشبيه وتمثيل كقوله تعالى فجزاء مثل ما قتل من النعم


 

فيصل.م

عضو بلاتيني
تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج 25 / ص 33)
الإباضيّة: والإباضية فرقة من الخوارج، رأسهم عبد الله بن يحيى بن إباض، خرج في أيام مروان الحمار. وانتشر مذهبه بالمغرب،


بغية الوعاة - جلال الدين السيوطي (ج 1 / ص 423)
854 - إبراهيم بن قطن المهري القيرواني ، أخو عبد الملك قال الزبيدي : قرا النحو قبل أخيه ، وكان يرى رأي الخوارج الإباضية ،



طبقات الحنابلة - ابن أبي يعلى (ج 1 / ص 33)
ومن أسماء الخوارج الحرورية وهم أصحاب حروراء والأزارقة وهم أصحاب نافع بن الأزرق وقولهم أخبث الأقاويل وأبعده من الإسلام والسنة والنجدية وهم أصحاب نجدة بن عامر الحروري والإباضية وهم أصحاب عبد الله بن إباض والصفرية وهم أصحاب داود بن النعمان والمهلبية والحارثية والخرمية كل هؤلاء خوارج فساق مخالفون للسنة خارجون من الملة أهل بدعة وضلالة


فتح المغيث - شمس الدين السخاوي (ج 1 / ص 332)
وكالبخاري وحده لعكرمة مولى ابن عباس وهو ممن نسب إلى الإباضية من آراء الخوارج وكمسلم وحده لأبي حسان الأعرج ويقال إنه كان يرى رأى الخوارج



عمدة القاري شرح صحيح البخاري - بدر الدين العيني الحنفي (ج 34 / ص 417)
وقال الجوهري الإباضية فرقة من الخوارج أصحاب عبد الله بن إباض التيمي وهو بكسر الهمزة وتخفيف الباء الموحدة وبالضاد المعجمة


التحرير والتنوير - ابن عاشور (ج 1 / ص 264)
وقالت الإباضية من الخوارج إن تارك بعض الواجبات كافر لكن كفره كفر نعمة لا شرك،


الخراج وصناعة الكتابة - قدامة بن جعفر (ج 1 / ص 200)
فأما وراء إفريقية فبلاد تاهرت وبينها وبين إفريقية مسيرة ثلاثين يوما وهي في يد صاحب الاباضية وهم ضرب من الخوارج ووراء تاهرت مسيرة أربعة وعشرين يوما بلد المعتزلة
 

فيصل.م

عضو بلاتيني
مغانى الأخيار - بدر الدين العينى الحنفي (ج 5 / ص 378)
3496- الإباضى: بكسرة الهمزة، نسبة إلى الإباضية: صنف من الخوارج ينسبون إلى عبد الله بن إباض الخارجى.

الكامل في التاريخ - ابن الأثير (ج 2 / ص 454)
وأقام إلياس بتونس وخرج عليه رجلان بطرابلس اسمهما عبد الجبار والحارث وقتلا من أهل البلد جماعةً كثيرة، فسار إليهم عبد الرحمن سنة إحدى وثلاثين ومائة وقاتلهما فقتلا، وكانا يدينان بمذهب الإباضية من الخوارج.

المعارف - ابن قتيبة الدينوري (ج 1 / ص 138)
الأباضية من الخوارج ينسبون إلى عبد الله بن أباض وهو من بني مرة، ابن عبيد من بني تميم.

الوافي بالوفيات - الصفدي (ج 2 / ص 252)
ولا يعرف إبراهيم من الناس إلا القليل، وكان إبراهيم يرى رأي الخوارج الإباضية،


التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع - الملطي الشافعي (ج 1 / ص 178)
باب الحرورية
وهم خمس وعشرون فرقة فصنف منهم يقال لهم الأزارقة وهم أصعب الخوارج وأشرهم فعلا وأسوأهم حالا فسموا الأزارقة بنافع بن الأزرق صاحب الأسئلة عن ابن عباس ومنهم صنف يقال لهم الصفرية سمو بعبيد بن الأصفر
ومنهم الإباضية سموا بعبد الله بن إباض

الفرق بين الفرق - عبدالقاهر البغدادي (ج 1 / ص 97)
وكانت الاباضية من الخوارج يقولون ان مرتكب ما فيه الوعيد مع معرفته بالله عز و جل وبما جاء من عنده كافر كفران نعمة وليس بكافر كفر شرك

( يتبع إن شاء الله )


 

فيصل.م

عضو بلاتيني


رفع الإصر عن قضاة مصر - ابن حجر العسقلاني (ج 1 / ص 132)
وذكر ابن يونس عن فِتْيان بن أبي المسح: أن غوثاً اتِهم براي الإباضية من الخوارج.

لوامع الأنوار البهية - السفاريني الحنبلي (ج 1 / ص 88)
السادسة ) : الإباضية أتباع عبد الله بن إباض ، قالوا : مخالفونا كفار غير مشركين ، تجوز مناكحتهم ، وتقبل شهادة مخالفيهم عليهم ، ومرتكب الكبيرة موحد غير مؤمن ، والاستطاعة قبل الفعل ، ومخلوق العبد مخلوق لله ، ومرتكب الكبيرة كافر كفر نعمة لا كفر ملة ، وتوقفوا في أولاد الكفار وفي النفاق ، أهو شرك أم لا ؟ وجواز بعثة الرسل بلا دليل وتكليف اتباعه ، وكفروا عليا وأكثر الصحابة - رضي الله عنهم .

شذرات الذهب - ابن العماد - (ج 1 / ص 228)
سنة ثلاث وخمسين ومائة فيها غلبت الخوارج الأباضية على أفريقية وهزموا عسكرها وقتلوا متوليها عمر بن حفص الأزدي


آثار البلاد وأخبار العباد - القزويني (ج 1 / ص 21)
بها اجتماع الخوارج الإباضية في زماننا هذا، وليس بها من غير هذا المذهب إلا غريب، وهم أتباع عبد الله بن اباض الذي ظهر في زمن مروان ابن محمد، آخر بني أمية، وقد قتل وكفي شره.


الأنساب للسمعاني - (ج 1 / ص 70)
(الاباضي): بكسر الالف وفتح الباء الموحدة في آخره الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى جماعة من الخوارج يقال لهم الاباضية،


نظرات في تاريخ المذاهب الإسلامية وأصول مذهب مالك - بوخبزة التطواني (ج 1 / ص 4)
ولم يبق إلا الأربعة إلى مذاهب أخرى من أهل البدع بقي منها إلى الآن :الشيعة الإمامية الاثناعشرية الجعفرية الروافض، و الإباضية من الخوارج ، و الزيدية ، أما الإسماعيلية فطوائفها تزعم الانتماء إلى الإسلام،

الاستذكار - النمري القرطبي (ج 2 / ص 498)
فهذا أصل ما سميت به الخوارج والمارقة ثم استمر خروجهم على السلاطين فأكدوا الاسم ثم افترقوا فرقا لها أسماء منهم الإباضية أتباع عبد الله بن إباض
والأزارقة أتباع نافع بن الأزرق


 

قيادي

عضو فعال
انا استغرب من الفرق الضاله لماذا يطيرون فرحا بكلام علماء اهل السنه! ولماذا يكذبون على علمائنا ويمدحون انفسهم!

اذا كنتم ترون بأن علمائنا اهل انصاف لذلك تتلصقون فيهم لماذا اذا لاتتبعونهم!

لم اجهد نفسي في يوم للبحث عن علماء الصوفيه او الشيعه او الاباضيه! لأسمع رأيهم فينا..لأنهم على ضلال واعرف انني لن اجد حاجتي عندهم! قوم لايملكون حديثا واحدا عن الرسول عليه الصلاه والسلام فهل سيكون لهم علم في الدين! كما هم تركوا النبي صلى الله عليه وسلم ودينه الأولى تركهم!




اذا كنت ترا ان الحق مع علماء اهل السنه لماذا لا تكن سنيا اذا!

واذا كنت ترا ان علمائنا على ضلال واننا على ضلال لماذا تتهتم بكلامنا اتعرف لماذا ...لانك تدرك اننا على حق واننا نقدم كلام الله على كلام البشر...بعكسكم انتم تقدمون كلام البشر على كلام الله فتلوون عنق الايات لتوافق هواكم وهذا الفرق بيننا
 
أعلى