إحالة رئيس التحرير الى النيابة للمرة الثانية عشرة
02-23-2008 تاريخ المقالة
بقلم جريدة الأبراج
الحكومة مصرة على ان تبقى خصماً لمن ينتقد اداءها
تصر الحكومة على ان تبقى خصماً لكل من ينتقد اداءها مشهرة سيف قانون المطبوعات في وجه كل من يحاول الاشارة الى الاخطاء التي ترتكبها.
إصرار الحكومة جاء هذه المرة بإحالة الزميل «منصور المحارب» رئيس تحرير الابراج الى النيابة العامة للمرة الثانية عشرة على خلفية نشره افتتاحية في «الابراج» حملت عنوان «عد بنا للوراء ياسمو الرئيس» ونقل فيه رأي المواطن الكويتي بالحكومات الثلاث المتعاقبة التي شكلها سمو الشيخ «ناصر المحمد» وما اعتراها وانتقد اسلوب اختيار الوزراء الذي يتم على اساس المحاصصة من قبلية ومذهبية وطائفية ولاسيما ا ن بعضهم اثبت فشلا ذريعاً في ادائه، واستغرب الزميل «المحارب» في افتتاحيته صبر رئيس الوزراء وتحميل تكاليف اخطاء و زرائه للشعب الكويتي، وحالة اللاقرار واعاقة التنمية واضاعة فرص التقدم وتساءل اين النواب من محاسبة رئيس الحكومة على تأخير تقديم المشروع الحكومي والسوء الاخير الموجود في التعليم والصحة وقبلهما سوء الادارة.
واشار الى حق الشعب في المحاسبة حين يعجز النواب عن ذلك لدواعي مصالحهم الشخصية.
القارىء للافتتاحية يلاحظ ان ما فيها لم يكن سوى الجهر بما يتناوله المواطنون احيانا همسا وليس الا نقلا لما يدور في الشارع الكويتي .
والابراج تنشر النص الكامل للافتتاحية تأكيدا لحرية الرأي التي كفلها الدستور وتحرص الحكومة بقانون المطبوعات سيئ الذكر على منعها.
عد بنا للوراء يا سمو الرئيس
جل ما نطمح اليه اليوم في الكويت على المستوى الشعبي ان نعود كثيرا او حتى قليلا للوراء.
في زمن لا يبعد كثيرا عن ذلك الزمن الذي يمكن فيه للوزير وليس رئيس مجلس الوزراء ان يتخذ قراراً ويتحمل نتائجه أيا كانت.
اليوم للاسف الشديد وزير يتخذ قرارات ارتجالية غير مدروسة على الاطلاق وليس ذلك عن جهل فقط ولكن ايضا عن حماقة ايضا فأغلب الوزراء ليسوا اكثر من موظفين وايضا ليسوا إداريين على الاطلاق فما بالك انهم رجال الدولة الذين نعتمد عليهم في وضع الاستراتيجية العامة للدولة وهم الذين يخططون.
للاسف الشديد المسؤول الاول عن كل هذا سمو الرئيس الذي «حاسنا» ثلاث حكومات كل تشكيلة أسوأ من التي قبلها، حكومات اعتمدت على المحاصصة في زمن تفتقر فيه الكويت لصناع قرار ووزراء تكنوقراط هدفهم نقل الكويت من حالة الجمود والركود والتقهقر الى حالة الانتعاش والتنمية التي توقفت نهائيا منذ ما يقارب الخمس والعشرين سنة الفائتة.
سمو الرئيس على ماذا يراهن؟ لا يعلم احد في الكويت ماذا يدور في عقله، فهل يتوقع ان يتحول اشباه الموظفين اللذين اختارهم وزراء ان يكونوا بين يوم وليلة فطاحل في الادارة؟ وهل يتوقع سموه ان يكونوا هؤلاء وهم يحملون الفشل الدائم وصبر سموه الدائم عليهم وعلى اخطائهم في يوم من الايام فلتات في وزارتهم؟
لماذا يصبر الرئيس عليهم لا نعلم؟ ولماذا يحملنا تكاليفهم الباهظة؟ أيضا لا نعلم ولماذا لم نسمع حتى اليوم انه حمل وزيرا واحدا نتائج فذلكاته؟ فهل يعلم الرئيس أم انه آخر من يعلم؟
لماذا هذا التأخير في سد شواغر وزارته المهزوزة؟ ولماذا قبل العيد وبعد العيد وما دخل الاعياد بتشكيل هذه الحكومة الناقصة؟ وزراؤك كثير على غالبيتهم رئاسة قسم وأنت تحملهم حقائب وزارتين وثلاث؟
سمو الرئيس لقد مللنا صبراً فالبلد لا تحتاج كل هذا التأخير وكل هذا التسويف. لتسمح لنا سموك.. انت تضيع البلد بهذا اللاقرار وهذا المشي السلحفاتي، نعم اسمح لنا سموك انت اليوم من يعيق التنمية وانت من تضيع الفرص علينا كي نتقدم.
كنا نثق بأنك رجل إصلاح ولكن للاسف طريقتك لا تؤيد هذا الاتجاه على الاطلاق.
سمو الرئيس لو كان هناك مجلس تشريعي حقيقي لحاسبك على تقصيرك في سوء الاختيار لوزارتك وليس استجوابهم فقط.
وأيضا لحاسبوك على هذا الفراغ في وزارتك.
وايضا لحاسبوك على تأخير تقديم مشروعك الحكومي والذي للاسف الشديد سنجد من يبصم عليه منهم لان البرنامج الحكومي ومصالح الناس هي آخر إهتماماتهم.
وإلا أين هم من كل هذا السوء في التعليم والصحة وقبلها في سوء الادارة وبعدها ما نعانيه من ازمات متلاحقة بسببك وسبب وزارئك الذين لا هم لهم غير كراسيهم.
اصلاح تتحدث؟ ولماذا لقد فقد الناس الامل بإصلاحك ياسمو الرئيس، فعن اي هذا الضعف المركب في وزارتك؟ ضعف وزرائك وضعف انجازهم لنا حق نحن كشعب اليوم ان نحاسبك عندما يعجز نوابنا ان يحاسبوك لدواعي مصالحهم الشخصية؟ لنا الحق ياسمو الرئيس ان نقول لك لا نريد اصلاحك ولكن نريد ان تعود بنا للوراء قليلاً.
فلم يعد الحال يطاق، عجز كامل وانت تملك كل المقومات فماذا تفعل عندما لا تجد هذه المقومات غدا من نسب عالية من التعليم وارتفاع اسعار البترول وتطور اقتصادي رهيب من حولنا؟
متى سيستفيد الشعب الكويتي من كل هذا ياسمو الرئيس؟
عد بنا ياسمو الرئيس الى زمن السبعينات او الثمانينات او حتى التسعينات فنحن نقبل ولانريد هذا الاصلاح والتطور الذي تعدنا به ولا نجد غير حكومات المحاصصة والمصالح السياسية البعيدة عن الانجاز والتطور والتنمية، فكفى تلقى عجز حكومتك على مجلس الامة.
فلو أردت الانجاز والاصلاح لأعددت له عدته ولكن للاسف نسمع جعجعة
ولا نرى طحينا.
فهلا عدت بنا ياسمو الرئيس الى الو راء رجاءاً رجاء.
«اللهم اني بلغت اللهم فاشهد».
http://www.alabraj.org/NewsDetails.aspx?NewsID=4925