البصيري ليس ممثلاً للعجمان
كتب:فيصل الرسمان
في احد الايام قمت بزيارة لأحد الاصدقاء »بديوانه« وكان هذا الديوان قد جمع خليطا من ابناء القبائل الذين اعتز حقيقة بقبائلهم واقدرهم جل تقدير.
وقد كان من بين هذا الجمع رجل يعلم كل العلم أنني انتمي »لقبيلة العجمان« حيث اخذ يطرح موضوعا، الغاية منه استثارة غضبي، فتطرق »للأخ محمد البصيري« مستغربا من موقفه غير الواضح، حيث قال إن هذا الرجل »أي البصيري« لا نعلم في أي خانة نضعه، هل هو ممثل »لقبيلة العجمان« ام هو ممثل للحركة الدستورية »حدس«، فإذا قلنا إنه ممثل للعجمان فاجأتنا مواقفه مع الحركة الدستورية، فأخذ يسترسل بكلام مطول لا يحتمله هذا المقال، فلما انتهى من كلامه، قلت له هل تجعلني استرسل بكلامي من دون مقاطعة، لأدافع عن »ابن عمي« قال لي مقاطعا، هل انت من قبيلة العجمان؟ قلت نعم، فقال انا اسف، فقلت له بالعكس فهذه فرصة اعطيتنيها دون علم منك، فرد قائلا ولكن اجعل طرحك موضوعيا دون تعصب، قلت لك هذا، يا هذا.. بدأت حديثي قائلا إن دفاعي عن الأخ محمد البصيري سيرتكز على ثلاثة محاور اساسية..
اولها.. انا لا اخفي احدا سرا أن دفاعي عن »ابن عمي« سيكون محركه الاساسي »الحمية« وليس »التعصب«، حيث ان البون شاسع بين المصطلحين، فالاول يعني رفع الظلم، اما الثاني فيعني السكوت عن الحق، فهذه »الحمية« دفعتني عندما رأيت هذه الحملة الشرسة الكاذبة وغير المبررة من قبل البعض الذين يحاولون جاهدين التأثير في الأخ محمد البصيري في حملته الانتخابية، محاولين بيأس واضح ان يضعوه في موضع المدافع عن نفسه،
فابتدعوا »فكي الكماشة« »القبيلة والتنظيم«، فإذا قال انا ممثل لقبيلة العجمان هيجوا عليه الشارع، أنه مخالف لفكره ومبادئه التي لا تؤمن بالتعصب ولا تحبذه. وان قال انا ممثل لـ »حدس« قالوا إنه ضحى بالقبيلة التي دعمته للوصول لقبة البرلمان، فهذا هو ظاهر قولهم.
اما الغاية المستترة والمرجوة من وراء ذلك، هو التأثير فيه، محاولين اسقاطه في هذه الانتخابات، لأنهم يعلمون علم اليقين أنه من الاقوياء الذين سوف يصلون الى قبة البرلمان..
.. فهل توافقني الرأي ايها الأخ الكريم، فقال لي اكمل.
ثانيها.. بما انني انتمي لقبيلة العجمان، فسيقتصر حديثي على هذه القبيلة منعا للبس من ناحية، وتقديرا للقبائل الاخرى التي اضعها اعلى مكاناً من جسمي، لأن ابناءها احق مني بالتطرق اليها من ناحية اخرى.
ان الأخ محمد البصيري، ليس ممثلا لقبيلة العجمان ولا ينبغي له ان يكون كذلك، فهذه القبيلة الكبيرة لا ترضى بأي حال من الاحوال ان يكون محمد البصيري أو غيره من مرشحي قبيلة العجمان ممثلين لها بالمجلس ـ فهذا الكلام الذي يتداوله البعض فيه تجن كبير على هذه القبيلة العريقة التي دافعت عن هذا الوطن وما زالت ودم ابنائها فداء لهذه الارض الطيبة، فقبيلة العجمان نسيج من ثوب الوطن، وليس رقعة تم وضعها على هذا الثوب.
شعارها الذي ترفعه وتؤمن به ـ الله، الوطن، الأمير ـ فدور هذه القبيلة التي افتخر بانتمائي اليها، يقتصر في هذه المعمعة الانتخابية بتزكية ابناء لها، ليكونوا فعالين في بناء هذا المجتمع ـ وعند هذا الحد يقف.
فهذه القبيلة لا تؤمن بالتعصب بل انها نبذته في كثير من مواقفها المشرفة، فأبناؤها دافعوا عن الدستور، وكان لهم الدور الفعال في »لجنة الـ 45« آنذاك.
اضف الى ذلك، ان الوصول الى مجلس الامة لن يرفع من قدر »قبيلة العجمان« لأن قدر هذه القبيلة شامخ منذ عصور سحيقة والتاريخ السياسي يشهد لهم بذلك.
وانما العملية ببساطة ان هذه القبيلة رأت أن يكون لابنائها دور فعال في هذه العملية البرلمانية، ولكي تبرهن أن ابناءها لديهم طاقات كامنة تستطيع الدولة ان تستفيد منها من جراء هذا العمل النيابي.
ثالثها.. الانتماء الى الحركة الدستورية.. ان الانسان أي انسان لا بد ان تكون لديه قاعدة فكرية يرتكز عليها وينطلق من خلالها، فالغرب يقول »انا افكر اذاً انا موجود« وبمعزل عن هذا القول لا يكون الانسان انسانا وانما يكون من »الانعام« التي لا تفقه.
والفكر الانساني لا يمكن له ان يخرج عن جنسه ـ اما ان يكون في اليمين، أو اقصى اليمين، أو في اليسار أو اقصى اليسار، أو ان يكون وسطا.
والحركة الدستورية والقائمون عليها وان كنت اختلف معهم في بعض الاحيان، الا انني استطيع ان اطلق عليهم الحركة الوسطية التي تسير بهدوء ودون تشنج للوصول الى الهدف المحدد ويكفي هذه الحركة فخرا، واشهد لها، واشهد الله بذلك انها استطاعت مع غيرها من الجماعات الاسلامية ان تقف صامدة امام تيار التغريب المندفع علينا بقوة من ناحية الغرب، هذا التغريب الذي ان لم نتصد له سيجعل من نشئنا مجرد »مسخ مقلدين« فـ »حدس« جاهدت وستظل تجاهد هذا التغريب »فالصحبة الصالحة« سوف تؤتي ثمارها..
والأخ محمد البصيري، ما هو الا جزء من هذا الفكر،
فمنذ ان كان غضاً صغيرا لا يفقه من امور هذه الدنيا شيئا وهو منضو تحت مظلة »الصحبة الصالحة« فلما تقدمت به السنون اقتنع بأفكارها فاتبعها منذ زمن بعيد..
وهذا لا يعني انه قد تنكر لأبناء جنسه، فهو كويتي وسيظل وعجمي وسيبقى، وبدوي ويفخر.
فهل نوقف هذا التجني غير المبرر على هذا الشخص، ام ان الامر برمته ينحصر في ا لمثل القائل »عين الرضا عن كل عيب كليلة«.. بالنسبة لغيره من المرشحين.
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=620309&pageId=163
