هارون الرشيد
عضو بلاتيني
صمت مطبق وعزلة شبه تامه، وحديث نفس أتوق اليه واخشاه، لا يصحبني فيه الا صوت ذلك الشاطيء الذي على وشك ان يلفظ انفاسه، فهو واهن لا يملك القوة على إلقاء جسده المنهك على اليابسه فما ان يلامسها حتى يعود ادراجه الى الخلف ، لا يكسر تلك العزله ،الا تلك الفتاة الجالسة بعيدا هناك على الارض وهي ترتكز على يدها اليسرى،وتجمع بقبضتها اليمنى الرمل ومن ثم تطلق سراحه تدريجيا ، فتسقط حبات الرمل الخشنه على الارض تحت يدها مباشره، والناعمه تتطاير قريبا منها، كانت تكرر ذلك كلما فرغت قبضتها ، جلست انظر اليها وأتأمل كل شيء فيها، فوجدته حديث عمق يجهله من لم يختبره ، فوضعية جلوسها وحديث الرمل بالإضافة الى نظرتها الثابته الى اتجاه تطاير حبات الرمل الناعمه ، مع تعابيرها المتذبذبه تحكي الذكرى ، فهي تبتسم تارة ،وتارة اخرى تتلاشى تلك الابتسامه ويخيم عليها الوجوم ،الذى اعلن عن رحلة عودتها لنبش قبر ذكراها، لتعود اليها منفصلة عن جسدها الذي يبقى في مكانه ثابتا ،فرحلة العودة لا تشمله، فقط هي المشاعر الذي تصحب الخيال .