العرادة للناخبين: اتقوا الله أمام صناديق الاقتراع... ستساءلون عن أصواتكم
دان المرشح في الدائرة الثانية عبدالله العرادة ما أسماه الجدل المستمر بين السلطتين الذي أدخل البلاد إلى نفق التأزيم والتطاحن، مؤكداً ان الأمة المجادلة لا تعمل، مشخصاً الأزمة في عدم وجود قدوة في البرلمان، وقيادة في الحكومة، مبديا تفاؤله من التغيير خلال المرحلة المقبلة بتلبية الناخبين لتوجيه سمو الأمير وحُسن اختيار ممثليهم في البرلمان.
وركز العرادة لدى استضافته في برنامج «أمة 2009» على تلفزيون «الراي» مساء أول من أمس على حقوق المرأة، ووصف ما يظن ان الاسلاميين لا ينصفون المرأة بـ «المخطئ»، مطالباً بإعادة النظر كلياً في قانون التأمينات الاجتماعية وطالب بمنح راتب لربات البيوت، وقال «لا يجوز أن يُربي أولادنا الخادمات الآسيويات»، متوقعاً وصول بعض المرشحات الى البرلمان أمثال الدكتورة أسيل العوضي، والدكتورة رولا دشتي، والدكتورة سلوى الجسار، مطالباً الناخبات بانصاف أختها المرشحة.
وأكد اننا بحاجة الى انتفاضة تربوية، تستلزم إعادة النظر في آلية اختيار المعلمين الوافدين وتطوير المناهج، وقال «لو المجلدات التي نكتبها كانت تُقرأ كنا مشينا على الصراط المستقيم»، مطالباً بتعميم تجربة «6-3-3» مثل بقية دول الخليج.
وأوضح انه لم يتحالف مع أي مرشح او تيار، ويرفض فكرة التحالف الرباعي، وقال انا متحالف مع جميع ناخبي الدائرة وليس مرشحيها، مشدداً على أهمية اخضاع قانون الاستقرار الاقتصادي لدراسة دستورية وقانونية لتلافي سلبياته، مستغرباً من عدم ضم المجلس الأعلى للمعاقين «معاقاً واحداً»، مطالباً بإنصاف هذه الفئة، مشدداً على أهمية إنشاء هيئة عامة لحماية المستهلك من غول الغلاء.
... وهنا التفاصيل:
• هل التغيير سيؤدي بالضرورة الى تغيير لغة الحوار أم سيبقى الصراخ على قدر الألم؟
- قضية الحوار الحضاري أنا ألخصها بمقولة بسيطة مستمدة من أحد علماء السلف حينما قال ان الله اذا أراد بعبد شراً فتح عليه باب الجدل وأغلق عنه باب العمل، فالأمة المجادلة لا تعمل، فالجدل يُهبط العمل والعمل يهبط الجدل فنحن ابتلينا بحوار غير بناء، فرغم وجود 3 استجوابات في مجلس 1999-2003 الا انها مرت بسلام دون تأزيم، وبعد مجلس 2003 لم يكن هناك استمرار للمجالس وأنا أرى ان أزمتنا أزمة قدوة في مجلس الأمة، وأزمة قيادة في مجلس الوزراء، وهذا ما أشاع الاحباط لدى الناس فبعد اختيار عدد من المرشحين يأتون الى المجلس ويخذلوننا في ظل وجود حكومة لم تنفذ القرارات أو انها تتخذ القرارات ثم تتراجع عنها، بعد ان أخلت بالمادة 50 من الدستور بشأن التعاون مع المجلس.
وأنا متفائل بالمرحلة المقبلة لأن الاصل أن ألبي نداء ولي الأمر أن يكون هناك اتفاق بين أعضاء مجلس الأمة بتخفيف حدة الصراخ وأن نأتي للعمل لا الجدل بتطبيق القانون، فإذا قامت كل سلطة بتنفيذ دورها المطلوب منها دستورياً، فإن الحل يكمن في هذه الناحية.
• إذا وصلت للمجلس هل تتوقع أن يكون قانون الاستقرار الاقتصادي مادة للتأزيم أم سيكون للمجلس دور في تمريره لتحقيق الأمن الاقتصادي؟
- لا يوجد شيء يُمرر في المجلس اعتباطاً، فقانون الاستقرار المالي صدر بمرسوم ضرورة ونحن بحاجة اليه شريطة أن يكون ضرورياً، صحيح اننا نحتاجه ولكن ليس بهذه الطريقة، وانما وفق نظرة اقتصادية متكاملة وفق دراسة لمختصين بهذا المجال، ومن الممكن أن يُعاد القانون الى مجلس الأمة لأن به هفوات دستورية وأخطاء اقتصادية فلابد من جمع خبراء الاقتصاد والدستور لاصداره بقانون مالي جدي وليس «لصق ولزق» ولابد أن يخضع هذا القانون للجنة التشريعية واللجنة المالية في المجلس ليحظى بدراسة وافية.
كذلك هناك أوضاع كثيرة تحتاج تحقيقها وفق هذا القانون فالمواطن الكويتي يئن من غلو الأسعار، لذا فنحن نحتاج هيئة عامة لحماية المستهلك وليس ادارة في وزارة التجارة فقط حيث ان مشكلتنا في الكويت انه مهما انخفضت الأسعار عالمياً لا تنخفض في الكويت، فعلى الدولة تحديد الاسعار، فنحن بحاجة الى استقرار اقتصادي وفق رؤية يحددها المختصون بالاقتصاد، ووفق قانون اقتصادي شامل يخدم الكبير والصغير في هذا البلد، كذلك هناك حاجة ماسة لقانون اقتصادي متكامل لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي لتنظيم الاقتصاد.
• ما الظلم الذي تراه وقع على المرأة في قانون التأمينات الاجتماعية كإسلامي متبني لقضية المرأة؟ وهل تتوقع وصول المرأة إلى المجلس؟
- مخطئ من يظن ان الإسلامي لا ينصف المرأة، فالإسلام هو من كرم المرأة بعد ان فقدت حقوقها في الجاهلية وأنصفها ليس فقط بالحقوق السياسية حيث ان لها حقوقا اجتماعية اخرى تحتاجها فلا يجوز ان تتقاعد المرأة الا بعد بلوغها 50 سنة حيث انها في حاجة لتربية ابنائها فالمرأة هي صانعة الرجال وليست فقط اخت الرجال لانها هي من تربي الأجيال وليس الرجل، فإنصاف المرأة الذي أريد ان اتبناه يقضي باقرار حقوق المرأة الاجتماعية لرعاية ابنائها والمرأة التي تقوم بالعمل كربة منزل لا بد من ان يصرف لها مقابل مادي من الدولة، فلا يجوز تربية الابناء من قبل الآسيويات ونتمنى ان يرى هذا المشروع النور وقد تبنيت هذا المشروع في لجنة حقوق المرأة في المجلس في العام 2006 وبخصوص وصولها للمجلس ارى انه اذا ما اتحدت النساء مع بعضهن وأعطت المرأة صوتها لاختها المرأة فإنها ستصل للمجلس لأن الاغلبية للنساء وهناك مرشحات نتوقع وصولهن.
فهناك توقعات بوصول الدكتورة أسيل العوضي والدكتورة رولا دشتي والدكتورة سلوى الجسار للمجلس ولكن نتمنى الا يصل المجلس الا من به خير لهذا الوطن سواء كان رجلا أم امرأة واذا ما وصلت المرأة إلى مجلس الأمة فهذا حق من حقوقها.
• ما رأيك بقضايا المعاقين؟
- المعاقون عالم آخر لا بد ان يتم النظر اليهم من منظور ثان ويحتاجون إلى العناية بهم لكن هل يعقل الا يضم المجلس الاعلى للمعاقين في عضويته معاقا واحدا، اما ان تقول لي أننا نريد جلسة خاصة عن المعاقين في مجلس الأمة فنحن في حاجة لافعال لا أقوال، فالقوانين بدورها لم تنفذ حتى نحتاج إلى توصيات جديدة، فلا بد من عمل عدة جلسات في جميع اللجان العامة في المجلس لتفعيل قوانينهم وهو أفضل من الصراخ في المجلس، فالدولة ربما اعطتهم حقوقا كثيرة من مواقف وأولويات في الإدارات لكن لابد من استمرارية حتى يكون لدى الناس توعية بهموم المعاق. ولا بد من تفعيل المجلس الأعلى للمعاقين وان يطعم في عضويته بمعاقين فنحن ابتلينا بمعاقين درجة ثالثة ورابعة فالمصاب بالديسك أصبح معاقاً فهناك درجات للإعاقة حسب نوعيتها تحتاج من هذا المجلس ان يقوم بدوره للخروج بآلية موحدة عن المعاقين حتى نخرج بهم بدرجة أصحاء وليس معاقين.
• ما رؤيتك لحل قضايا التعليم؟
- نحن نحتاج انتفاضة تربوية فلا يعقل ان معظم صلبتنا لا يجيدون القراءة والكتابة وحينما كنت مدرساً قمت بعمل مسح املائي لمجموعة من الطلبة فكانت النتيجة نجاح 32 في المئة من العينة المختبرة فاذا اعطيت الطلبة اسئلة مقالية تجدهم لا يحلونها فإذا ما كنا نعتمد على الحشو الذهني فإنه لا فائدة من التعليم وكنا في السابق نتعلم جنباً إلى جنب مع الاهتمام بالجانب الترفيهي دون ان تتأثر دروسنا بذلك، وأصبح هذا الشيء معدوما لكي نصلح التعليم لابد من اتباع سياسة التركيز لا التكثير.
فوزارة التربية الآن تقوم بنهج التكثير لا التركيز فالمقرر الدراسي الطويل يجعل المدرس يهرول عليه وبذلك تدخل المعلومة إلى عقل الطالب ناقصة ما يؤدي إلى ظهور مشكلة الدروس الخصوصية فلو تم تدعيم التربية بمعلومات ميدانية وتدريبية وهذا هو أساس التربية المتواصلة لما كانت هناك مشكلات تعليمية.
• لماذا لم تقم بتوصيل هذه الاطروحات إلى مسؤولي وزارة التربية؟
- لو كانت المدونات والمجلدات التي نكتبها تقرأ وتؤخذ بعين الاعتبار كنا مشينا على الصراط المستقيم، فلا يعقل ان يتم جلب مدرسين من الخارج دون رقابة من الموجهين الذين تناقص عددهم. كذلك بعض المدرسين الذين يأتون إلى الكويت يكونون ضعافا جداً ولا يرقون إلى مستوى العملية التعليمية، واقترحت على وزير التربية ضرورة التشديد في مقابلات المدرسين بالخارج من خلال لجنة وزارة التربية التي تختارهم وطلبت منه تعميم تجربة التصوير بالفيديو لمقابلاتهم للتأكد من ان المدرس الذي تم اختباره هو من جاء إلى الكويت لا شخص آخر. ولا بد من تقليل المقرر الدراسي وتكملته بالتدريب حتى يتعلم الطالب بشكل صحيح فكان لدينا في السابق منهج الوحدة القائم على اخذ المعلومة من اكثر من مدرس كل له وجهة نظره بحسب تخصصه وحسب رؤية التخصص في مسألة تعليمية معينة، فالطالب الآن لا ينجح بسبب سلمنا التعليمي وقدمنا له مقترحا بأن يتم تعميم تجربة 6 - 3 - 3 لنواكب دول الخليج.
• هناك من يقول انك تعول على منطقة الصليبخات وان هناك أقاويل بالتعاون مع عددمن التيارات الاخرى ما رأيك؟
- التعاون مطلوب والإنسان الذي يستطيع ان يستقل برأيه عن الحزبية والطائفية يستطيع ان يكون مستقلا سياسياً لكن بالتعاون في الانتخابات لن يظل هذا الإنسان مستقلاً، فمجال التعاون مع أي مرشح مفتوح ولكن إلى الآن لم يتم أي تحالف بيني وبين أي مرشح أو تكتل فالتحالف وفق قائمة رباعية قد يؤدي إلى تحالف مضاد من قبل مرشحين اخرين، وأعلن انني متحالف مع جميع ناخبي الدائرة الثانية وليس مرشحيها.
• فرصتك التي تتوقعها بالنجاح في هذه الانتخابات؟
- أعتقد ان القطار بدأ في السير وقد توكلت على الله عز وجل وعلى الله فليتوكل المؤمنون.
• هل من كلمة أخيرة؟
- أتمنى ان تسود روح التفاؤل في الانتخابات وان تمر بسلام، وأوصي الناخبين بتوخي الاشاعات التي تكثر في الانتخابات وأتمنى من كل ناخب ان يري الصورة الكاملة في خطاب صاحب السمو الذي حملت كل مفرداته الحزن والألم ونرجو من الناخبين ترجمة هذه الكلمات إلى واقع عملي بحسن الاختيار حتى تكون نتيجة سلامة الابتداء بسلامة الانتهاء وكان شعارنا «بيدنا القرار... احسن الاختيار» وأذكرهم بالله عز وجل عندما يأتون إلى صندوق الاقتراع بنبذ الطائفية والقبلية واتقاء الله عز وجل.
وألتمس العذر لابناء الدائرة الثانية التي تشرفت بمقابلاتهم لأنني لم استطع زيارة كل الديوانيات، وأخيراً اتمنى من الله ان يحفظ الكويت وشعبها من كل سوء.
جريدة الراي
http://www.alraimedia.com/alrai/Article.aspx?id=131693