حقيقة، لم أكن أتوقع هذا الكم من الاتصالات والرسائل، التي يحوي بعضها معلومات موثقة، في حين جاء بعضها الآخر كـ «دعم وتأييد» ليس إلا (الاتصال الأجمل جاء من ناظرة مدرسة ومدرساتهاعندما استخدمن الطريقة النسائية المحببة,,, كولولولوش بصوت واحد).
,,, أثناء انشغال بعض الكويتيين في مواضيع سخيفة بسخافتهم (سني وشيعي وبدوي وحضري وعيال بطنها وعيال غدتها الدرقية,,,) في هذا الوقت بالذات احتل بعض الوافدين الجشعين البلد (الكويت تمتلئ بالوافدين الشرفاء) وسخروها لهم ولأقاربهم، بتواطؤ من مسؤولين كبار في الدولة! وظهر على السطح,,, السيد عبدو,,, «قدّس الله خشمه»، فمَن هو؟ ولماذا نطلب بركاته؟ وما هو وزنه في البلد؟ وكيف استطاع أن يسيطر على أكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية لمدة زادت على ربع القرن، وكيف لا ينام إلا بعد أن يمسح في الكويتيين البلاط، و,,, و,,, و,,.
استطاع «عبدو باشا» (اسم الدلع) «التكويش» على الأكاديمية فعيّن نفسه عضوا في كل اللجان، وسأضع كلمة كل اللجان بين قوسين وسألحنها وأغنيها - طبعا بعد إذن عبدو باشا وليس إذنكم، فمَن أنتم مقارنة بعبدو باشا؟- اسمعوا اللحن,,, (كل اللجان في جيبي كل اللجان، وعليها فلوس يا حبيبي كل اللجان,,, الكورال: تيري لام لام تيري لام لام),,, لحن جميل، صح؟ ما علينا، بعد أن «كوّش» عبدو باشا على الأكاديمية، استطاع حفظه الله أن «ينتشر» في بعض قطاعات الداخلية الأخرى، ليصبح: عضوا في تسع لجان ومستشارا في قطاعات أخرى مثل المرور والمخدرات,,, يعني بتاع كله! هل اكتفى؟ مش ممكن، وميصحّش,,.
طبعا، لمن لا يعرف عبدو باشا، هو «راجل نكتة»، والدليل أن أحد الستة الأكاديميين الكويتيين كان قد طلب منه (لاحظوا، مَن يطلب من مَن) بعثة لدراسة الماجستير في تخصص « مناهج وطرق تدريس»، فرفض الباشا على اعتبار أن الأكاديمية «مش عايزة»، وما هي إلا أيام، وإذا بالباشا يحضر شقيقه حسن إلى الكويت (ركّزوا حتى تفهموا النكتة) ويعيّنه باحثا قانونيا براتب 460 ديناراً شهريا، وخلال ثلاثة أشهر عدّل وضع شقيقه إلى «خبير مناهج وطرق تدريس» براتب 800 دينار مع تذاكر سفر مجانية له ولزوجته ولأبنائه الثلاثة وبدل سكن (كلمة خبير وراتب 800 تستحق التلحين أيضا) وضمّه معه في اللجان,,, نكتة دمها ثقيل؟ لا، لحظة لم تنته النكتة,,, حسن باشا شقيق عبدو باشا «طلع بالصدفة» راسب في الدبلوم (أتفرج الآن على شهادته واضحك,,, وهي صادرة من كلية الحقوق جامعة المنوفية,,, أقسم بعظمة الله يا ناس مكتوب فيها راسب، لحظة أراجعها يمكن أكون غلطان,,, أوف، ورب البيت مكتوب راسب في الدبلوم)! خبير الأكاديمية في المناهج وطرق التدريس راسب في الدبلوم,,, ليلتنا فل,
طيب، خذوا نكتة ثانية,,, أحضر «عبدو باشا» - قدّس الله بلاعيمه - ابن شقيقه إلى الكويت بوظيفة «طباع»، لماذا؟ لأن الكويتيين لا يجيدون الطباعة، ولأن قلوبهم مطبوع عليها! نكتة ثالثة,,, نظرا لخلو الكويت من مدربي الرياضة، فقد أحضر الباشا مدربا للرياضة من بلده ،ليس هذا فقط، وإنما عيّنه على الكادر (هل تعرفون معنى التعيين على الكادر؟), في الوقت الذي لا يوجد فيه أي أكاديمي كويتي في الأكاديمية حاصل على الكادر، دعك من مدربي الرياضة الكويتيين، فهؤلاء لن يشموا الكادر حتى لو رقصوا شرقي للباشا.
,,, طالت المقالة وأنا لم أتطرق بعد إلى حكاية أحد أتباع الباشا الذي سُجن في مخفر الفروانية لليلة واحدة، فاستنفرت الأكاديمية لإخراجه من سجنه بتدخل من الباشا والمدير (بحسب المكانة يُكتب الباشا قبل المدير)، واسألوا منتسبي المخفر عن الرعب الذي أصابهم، ولم أتحدث كذلك عن تهديد الباشا للأكاديميين الكويتيين: «اللي يطلب منكم بعثة حيفتح على نفسو أبواب جهنم,,, فاهمين؟»، ولم أتطرق أيضا إلى حكاية الثلاثة أشهر التي يقضيها في بلده، بينما أجازته الرسمية لا تتجاوز ثلاثة عشر يوما! ولم أتطرق إلى طريقة حصول الباشاوات على الكادر بتدخل «شرس» من مدير الأكاديمية (لا تنسوا أن الباشاوات كلهم على الكادر,,, هل نحن في الكويت؟).
أوف,,, نسيت أن أذكر حكاية تمثيل الباشا للكويت في مؤتمر عقد في الرياض ما تسبب في صدمة وهستيريا ضحك للأخوة الخليجيين على حالنا، ونسيت أن أذكر بأن مَن يريد واسطة لا يتجه لمدير الأكاديمية وإنما عليه أن يقدم الولاء والطاعة لعبدو باشا، وإلا فسيغني له: طريقك مسدود مسدود مسدود,,, يا ولدي! ونسيت أن أذكر بأن رواتب الوزراء تكسر الخاطر مقارنة بما يتقاضاه فخامة الباشا.
ما كتبته، هو اختصار لأكثر من أربعين ورقة، وأكثر من سبعين رسالة واتصال من الأكاديميين العسكريين والمدنيين الكويتيين، وثلاثة اجتماعات زودوني فيها بالمستندات والوثائق والشهادات التي لن أتوانى عن تسليمها لمعالي النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الداخلية والدفاع في حال طلبها، والذي بلغني بأنه قرأ المقالة وسيتخذ إجراء حيال ما ورد فيها، فشكرا له سلفا.
سأنهي المقالة بطلب بسيط جدا من معالي النائب الأول,,, نحن لا يهمنا عبدو باشا (الذي نتمنى ألا يسافر قبل إحالته للنيابة هو وبقية أتباعه)، فهو لا يعدو كونه سكينا في يد مدير الأكاديمية,,, نحن نريد محاكمة «مدير عام الأكاديمية» فهو مَن يحمل السكين التي شرّحت الكرامة الكويتية، رغم علمنا بقوته وسطوته ونفوذه في أجهزة الدولة (بالمناسبة، هل سمعتم عن أكاديمية لا يرأسها أكاديمي؟ وهل سمعتم عن أكاديمية ليس فيها دكتور من أبناء البلد؟).
وإلى ذلك الحين، سينتظر الكويتيون (لن أكتب الكرام، لأن كرامتهم وضعها الباشا والمدير العام في دائرة) إجراءات معالي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح.
شيخ جابر، في قلوب الناس والأكاديميين تحديدا غضب,,, وينتظرون مقابلتك وقرارك.
محمد الوشيحي