إله داروين وخالق أينشتاين

مثقف جدا

عضو بلاتيني
نشرت “نيويورك تايمز” مطلع هذا الشهر دراسة مطولة وممتعة حول النقاشات الراهنة في أمريكا بين العلماء حول مسائل الله تعالى ونظريات الخلق او اللاخلق في الوجود.

عنوان الدراسة الذي جاء بعنوان “إله داروين”، لم يكن صدفة او مجرد إثارة صحافية، بل هو سعى إلى تلخيص كل الجدل العنيف هذه الأيام بين أنصار نظرية “التخطيط الذكي” (الخلق الإلهي) للحياة، وفرضية تشارلز داورين حول التطور الطبيعي الآلي للمخلوقات.

الدراسة لم تخرج بالطبع بخلاصات تحسم هذا الجدل. هذا ليس دورها، ناهيك عن انها عاجزة عن ذلك. كل ما فعلته هو انها اعادت إلى الأذهان بضربة قلم واحدة جو النقاشات الساخنة التي أثارتها أبحاث ألبرت أينشتاين في مطلع القرن العشرين حول هذه المسألة الكبرى.

بداية النقاشات انطلقت العام 1902 حين نشر هنري بوانكاريه عالم الفيزياء والرياضيات الفرنسي الشهير كتابه “العلم والفرضية”، الذي استعرض فيه مشهد الفيزياء الحديثة، فاكتشف وجود ثلاثة ألغاز كبرى في الكون تتعلق بطبيعة الجزئيات والذرات، والحقيقة الغريبة أن المعادن تبث إلكترونات حين تتعرض إلى الضوء الفوبنفسجي المعروف باسم “التأثير الكهروضوئي”؛ وأخيراً فشل العلم في العثور على الأثير، وهو المكان غير المرئي الذي كان يعتقد ان موجات الضوء تنتقل عبره.

وفي العام ،1904 قرأ موظف براءات اسمه ألبرت أينشتاين كتاب بوانكاريه، وبعده بعام واحد حل كل ألغازه. كيف فعل ذلك؟

هذا ما عرضته دراستان صدرتا مؤخراً عن أينشتاين. الأولى لجون ريدغين بعنوان “اينشتاين 1905: مستوى العظمة”، والثاني لأرين بورن بعنوان “رسائل بورن أينشتاين، 1916 1955: الصداقة والسياسات والفيزياء في زمن مضطرب”.

في الدراسة الأولى، نكتشف أن أينشتاين حل لغز الأثير عبر نسف دعامتين من فيزياء اسحق نيوتن حول الزمن المطلق والمكان المطلق، واحَل مكانهما النظرية الخاصة للنسبية التي تقول إن الزمان يتمدد والمكان يتقلّص حين نقترب من سرعة الضوء.

بعد نصف قرن من هذه السنة العجائبية (1904 1905)، وفي الجملة الاخيرة من رسالته الأخيرة إلى صديقه وخصمه الفكري الفيزيائي ماكس بزرن، رفض أينشتاين المحتضر تبنّي نظريات فيزياء الكم الجديدة التي تنسف هي الاخرى الفيزياء القديمة التي بدأ هو نفسه بتدميرها، والتي تقول إن ظواهر الطبيعة “ليست سوى محض احتمالات تتذبذب في اللايقين”.

وبرغم أن ورقته العام 1905 حول التأثير الكهروضوئي ساهمت إلى حد بعيد في تأسيس ميكانيك الكم، إلا انه لم يستطع البتة التصالح مع اللايقين الذي تقدمه هذه النظرية. وهو كان مصّراً على أن هذه الأخيرة تقدم تفسيراً سطحياً او خارجياً للكون، وانه لا بد في يوم ما من العثور على نظرية يقينية بالكامل أطلق عليها اسم “النظرية الموحدة التي تفسر كل شيء”.

بيد أن رفض أينشتاين لفيزياء الكم لم يستند إلى أسس علمية بل إلى مجرد “الأحاسيس”. وكتب لبورن: “إن ميكانيكا الكم تفرض نفسها بالتأكيد. لكن لدي صوت داخلي يقول لي ان هذه ليست الحقيقة بعد. هذه النظرية تقول الكثير، لكنها لا تقرّبنا حقيقة من سره (الله تعالى). إني مقتنع أنه لا يلعب بالنرد”.

لقد كان أينشتاين مؤمناً بأن ثمة “حقيقة موضوعية في قلب الكون. كتب: إذا ما ثبتت صحة نظرية فيزياء الكم، فإني أفضل ان أكون اسكافياً أو حتى موظفاً في نادي قمار، بدلاً من اكون فيزيائياً”.

حسناً. أينشتاين لم يتحَول بعد إلى اسكافي. ففرضيات فيزياء الكم حول عدم وجود حقيقة موضوعية ثابتة في الكون، لا تزال مجرد فرضيات. ولغز الوجود لا يزال لغزاً كبيراً، لا بل هو يزداد تعقيداً مع كل اكتشاف علمي جديد.

ولو ان تشارلز داروين على قيد الحياة الآن، لأنغمس هو أيضاً بحماس في هذه النقاشات، برغم “يقينه” بأن التطور الطبيعي سمة كل المخلوقات.

ولا عجب. فداروين هو أيضاً مخلوق في حاجة دائمة للعثور على خالقه، مع التطور الطبيعي او من دونه.
 

Lucifer

عضو مميز
طرحت هذا التسائل في أحد المواضيع ، وهو : لو كانت فرضية التطور والنشوء صحيحة ، فلماذا توقف تطور شكل الإنسان ؟ ولماذا لا توجد ( أنواع ) أخرى من بني البشر مثلما هو موجود في باقي المخلوقات ؟

وطبعا جائتني الإجابة بما لايمكن تطبيقة بأي حال من الأحوال ، الى جانب أنها تحمل من النظريات أكثر مما تحمله من الحقائق .
 

الفرزدق

عضو فعال
طرحت هذا التسائل في أحد المواضيع ، وهو : لو كانت فرضية التطور والنشوء صحيحة ، فلماذا توقف تطور شكل الإنسان ؟ ولماذا لا توجد ( أنواع ) أخرى من بني البشر مثلما هو موجود في باقي المخلوقات ؟

وطبعا جائتني الإجابة بما لايمكن تطبيقة بأي حال من الأحوال ، الى جانب أنها تحمل من النظريات أكثر مما تحمله من الحقائق .


إن كانت صحيحة ... فإنه ..

ربمـــا لأن هذا التطــور يأخذ فترة من الزمن لظهور ( أنواع ) أخــرى من بني البشــر .. ربمــا تصل إلى ملايين السنين ..!
 

sager

عضو ذهبي
الكلام فى هذا الموضوع غير منطقى و غير دقيق

ابسط شىء

يقولون ان الزرافة مثلا اصبح رقبتها طويلة حتى تصل للاوراق العالية
بمعنى ان رقبتها كانت قصيرة و من ثم طالبت بفعل ارتفاع الاشجار

اول شىء يجعل هل منطق مضحك هو
كيف ستعيش هذه الزرافة ذات الرقبة القصيرة خلال ايام و ليس ملايين السنين على ما تطول رقبتها و تستطيع ان تأكل ؟ فاعتقد انها ستموت من الجوع قبل ان تأكل

و الحل الثانى انها ستأكل من الاوراق الارضية و الغير مرتفعه و هنا ينتفى سبب التطور و تبقى رقبتها قصيرة !!

او ان الصحيح هو انها خلقت هكذا و نوعية مأكولاتها منذ ان خلقت من نوع الاشجار العالية

و شىء اخر كيف يحسبون هل ملايين السنين شنو عبالهم كانت فى رزنامه قبل ؟ كلها تخمينات و ممكن يكون الحياة الاف السنين فقط او مئات الاف و ليس ملايين !!

اى متغير يحدث لاى مخلوق و خاصة من المناخ فهو لا يستطيع الاستمرار قد يتأقلم ولكن لا يتغير و اكبر دليل العصر الجليدى و قبله انقراض الديناصورات و غيرها من حيوانات فاذا لم تستطع العيش فى هذا الطقس او ذاك فانها تموت و اذا ارادت ان تتغير من اجل هل متغير فلن يسعفها حياتها و الملايين السنين التى تتطلب التغير من اجل التغير و استمرار الحياة
ولا ؟
 

الفودري

عضو بلاتيني
نظرية النشوء و الارتقاء سخيفة جدا

و فيها حلقات كثيرة مفقودة

مثلا من البداية

من أين جاءت هذه الجرثومة

ما هي هذه الطبيعة التي تقوم بالتنقية

و كما قال لوسيفر لماذا لم نتطور إلى الآن

لماذا لم يتطور الإنسان مثلا

لماذا لم تخرج له أجنحة

لماذا لم يصبح برمائي

و بلاوي وايد كثيرة
 

مثقف جدا

عضو بلاتيني
طرحت هذا التسائل في أحد المواضيع ، وهو : لو كانت فرضية التطور والنشوء صحيحة ، فلماذا توقف تطور شكل الإنسان ؟ ولماذا لا توجد ( أنواع ) أخرى من بني البشر مثلما هو موجود في باقي المخلوقات ؟

وطبعا جائتني الإجابة بما لايمكن تطبيقة بأي حال من الأحوال ، الى جانب أنها تحمل من النظريات أكثر مما تحمله من الحقائق .

في جزيئات منها وفي زمن معين .. نظرية التطور والنشوء بها شئ من الصحة ..​
 

Lucifer

عضو مميز



إن كانت صحيحة ... فإنه ..

ربمـــا لأن هذا التطــور يأخذ فترة من الزمن لظهور ( أنواع ) أخــرى من بني البشــر .. ربمــا تصل إلى ملايين السنين ..!

حبيب قلبي .. بما أنه مع مرور ملايين السنين ظهرت عدة أنواع من الحيوانات وكونت عدة فصائل ( الذئاب + الثعالب + الكلاب ) ، ( الأسود + النمور + القطط ) ، ( الجمل + اللاما ) ، ( الغوريلا + الشمبانزي + الأورانغ اوتانغ ) ، ( بريعصي + ضب ) :p .. بينما الإنسان كمخلوق هو واحد فقط ولا توجد له فصائل متعددة
 

hosam175

عضو فعال
في الحقيقة طرح كل من اينشتاين -روزن - بودولسكي تجربة عقلية في ردهم على نيلز بور و في محاولة لضحض نظرية هايزنبرغ في الريبة هذه التجربة مفادها:
( لنفترض أن هناك جسيمان (الكترونان) تفاعلا مع بعضهما ثم انفصلا وابتعدا لمسافة كافية خلال فترة التجربة (فترة أصغر من السماح للضوء أن يصل من الأول الى الثاني خلال التجربة أي حالة انفصال سببي)
نقوم خلال هذه الفترة بقياس سرعة الجسيم الأول وموقع الجسيم الثاني وبحسب مبدأ الفعل ورد الفعل نحصل على موقع وسرعة كلٍّ من الجسيمين بدقة وبهذا نضرب بنظرية هايزبرغ في الريبة عرض الحائط هذه النظرية التي تشكل عماد ميكانيك الكم
سمحت التقنيات خلال القرن الماضي بإجراء التجربة عدة مرات ولكن بعد وفاة آينشتاين أشهرها عام 1982 على يد الفرنسي آلن آسبيكت وكانت النتائج تأتي دائماً لصالح ميكانيك الكم حيث سلك الجسيمان سلوكاً متشابهاً بالرغم من انفصالهما السببي فعمليات القياس التي كانت تجري للأول تؤدي آنياً لتغيير سلوك الآخر وقد حيرت هذه الظاهرة العلماء وعرفت في الفيزياء المعاصرة بأحجية ( اينشتاين -روزن - بودولسكي )أو كما يرمز لها أحجية (آ-م-ر )
تفسيرات هذه الظاهرة لم تكن فيزيائية تماماً بل في معظم الأحيان فلسفية أو رياضية فلسفية
من أشهر هذه التفسيرات نظرية الفيزيائي الايرلندي بل وهي نظرية رياضية ذات دلالة فلسفية من أهم نتائجها أن الأجزاء المؤلفة للكون تلتقي مع بعضها في المستوى الأساسي للوجود وأن هذه الظاهرة ليست مقتصرة على العالم الصغري بل أيضاً على العالم الكبري ..
معظم تفسيرات ميكانيك الكم لاسيما أتباع مدرسة كوبنهايغن ينتهون الى الماخية (نسبة الى ماخ ) أو المثالية الذاتية وقد عارض الفلاسفة الماديون لاسيما العلماء السوفييت سابقاً هكذا توجه وحاولوا إعادة هذه الظاهرة الى حجمها الطبيعي كظاهرة فيزيائية طبيعية
من المفكرين العرب الذين نحو في هذا الاتجاه الدكتور محمود أمين العالم في اطروحته لنيل شهادة الماجستير ..
رأي شخصي:
تعلمنا دائما جدلية العلاقة بين العلم والفلسفة أن لا نتخذ أفكاراً مسبقة تجاه نظرية معينة أو ظاهرة ما وان لا نضع أنفسنا والآخرين أمام مصادرات فكرية ندعي أنها الحقيقة النهائية ونتحزب اليها وكأن العالم سينهار بانهيارها..فكم من أفكار و نظريات تبدلت او تطورت فهذه هي طبيعة العلم دائماً يطرح الأسئلة أما الاجابات فهي مجرد مقدمات لأسئلة أخرى
 
أعلى