في أمان اللّه / ياله من مكتب استشاري!
الإعلان الصادر أمس عن «المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية» حول تكليفه مكتب «بوز ألين هاملتون Booz Allen Hamilton» الاستشاري الأجنبي، الذي يُطلق عليه عن عمد وتضليل وصف العالمي، لتولي اعداد مشروع استراتيجية التنمية بعيدة المدى لدولة الكويت، خطوة قد يراها البعض صحيحة وفي الاتجاه السليم، ولكني شخصياً أراها خاطئة تماماً، بل خطرة، خصوصاً عندما نعلم طبيعة هذا المكتب الاستشاري الأجنبي!
ولا يغير من الأمر شيئاً ما أُعلِن عنه لذر الرماد في العيون حول «لقاءات مصاحبة لاعداد الاستراتيجية ستُجرى مع ذوي الخبرة والرأي والمتخصصين في كافة مجالات التنمية في المجتمع الكويتي بالاضافة الى الوزراء وبعض أعضاء مجلس الأمة والناشطين في المجتمع المدني»، فهذا الحوار الوطني حول الاستراتيجية التنموية للكويت مستحق أولاً ومسبقاً، ليكون الأساس، الذي يتوافق عليه الكويتيون وطنياً واجتماعياً حول مستقبل بلادهم وخياراتها التنموية، وليكون أرضية الانطلاق، وليس صحيحاً أن تكون هذه اللقاءات مصاحبة لاعداد المكتب الأجنبي المثير للجدل مشروع استراتيجية التنمية بعيدة المدى للكويت... اذ أنّ المهم هو ماذا نريد نحن الكويتيين لبلادنا؟ وليس ماذا يُراد لنا أن نكون؟... والمهم ما الذي يمكن أن نتوافق عليه؟ وليس ماذا سيُقرر لنا من الأجانب؟ وكيف سيرسمون طريقنا نحن نحو المستقبل، الذي سيتم وفقاً لمصالحهم أولاً، وليس مصالحنا الوطنية؟!
ولكن يبدو أنّ «احتقار الذات» مرض متمكّن في بعض مسؤولينا الحكوميين، وفي مقدمهم المسؤولون عن التخطيط والتنمية!
ونأتي الآن الى «بوز ألين هاملتون»، هذا المكتب الاستشاري الأجنبي، الذي سيعدّ للكويت مشروع خطتها التنموية طويلة المدى، فهو ليس مكتباً استشارياً عادياً ذا صفة أكاديمية أو بحثية أو استشارية بريئة ومنزهة من الأغراض والنوايا، وانما هو للعلم شركة خاصة، مكتبها الرئيسي في مدينة ماكلين، فرجينيا، في الولايات المتحدة الأميركية، ويبلغ عدد موظفيها ستة عشر ألف موظف، وتقدر مبيعاتها السنوية بحوالي ثلاثة مليارات دولار، ولكن الأخطر أنها شركة مرتبطة بشكل وثيق مع لجنة السياسة الدفاعية التابعة للبنتاغون، التي كان يرأسها قطب المحافظين الجدد ريتشارد بيرل، الذي تُطلق عليه الصحافة الغربية نفسها وصف «أمير الظلام»!
وكمثال من بين أمثلة، على الطاقم القيادي لـ «بوز ألين هاملتون»، المكتب الاستشاري، الذي سيعدّ للكويت مشروع خطتها التنموية طويلة المدى، فانّ نائب رئيس هذا المكتب الاستشاري هو جيمس ولزي James Woolsey وهو أولاً عضو في «جينسا» اختصار اسم «مؤسسة الأمن القومي اليهودي»، التي تأسست بعد حرب 1973، وتهدف وفقاً لتعريفها لنفسها الى «تثقيف الجمهور الأميركي حول أهمية وجود طاقات دفاعية فعالة لحماية مصالحنا الحيوية كأميركيين، واعلام وزارتي الخارجية والدفاع حول الدور المهم الذي تلعبه اسرائيل في تعزيز المصالح الديموقراطية في منطقة البحر الأبيض والشرق الأوسط»... وهو للعلم أيضاً المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية، ووفقاً لمعلومات متاحة على شبكة الانترنت وليست من عندياتي تتضمن مصالح عمله: شركة British Aerospace للأسلحة، وشركة دينكورب DynCorp المتهمة بانتهاكات حقوق الانسان في البوسنة، وعن حدوث كوارث صحة بيئية في الاكوادور!
هذا بعض ما يُثار في الولايات المتحدة نفسها عن هذا المكتب الاستشاري، وعن نائب رئيسه، وهم الذين سيقررون لنا مستقبل الكويت وخطتها التنموية الاستراتيجية... فياله من مستقبل باهر، ويالها من خطة تنموية!
أحمد الديين
-----------------
المصدر: الرأي العام
-----------------
مقالة مهمه للكاتب أحمد الديين و تفصح عن معلومات جدا ً خطيرة حول الشركة التي سيناط بها رسم خطة التنمية للدولة ... و الأهم هو إرتباطها بأشخاص أو منظمات يوجد عليها أكثر من علامة إستفهام و ذات علاقة ب"الأمن القومي اليهودي" كما ذكر الأستاذ الديين.
نضيف إلى ماذكره الأستاذ الديين أن شركة دينكورب هي أحد الشركات الكبرى التي أنيطت بها عملية إعادة إعمار العراق و التي عادت على العراق حتى الآن بالكوارث و الإختلاسات حتى أن هنالك أكثر من 39 قيادي عراقي محالون للمحكمة بسبب الفساد المالي و الإداري في عمليات إعادة الإعمار ... و الخافي أعظم!! شركة دينكورب هذه ليست إلا وجه آخر مشابه لوجه هاليبرتون التي أختلست حكومتها و بلادها و مواطنيها ... فماذا ستفعل "شبيهة هاليبرتون" في حكومات و بلاد و مواطني الدول الآخرى؟!
أما "أمير الظلام" و ما أدراك ما أمير الظلام هذا!! ريتشارد بيرل .. وهو المعروف بتشدده في كثير من القضايا و علاقته بالمؤسسة الإستشارية (RAND) و التي أصدرت ذلك التقرير المثير للجدل و الذي ينص على أن العراق سيكون هو الهدف التكتيكي للحملة العسكرية على العراق في سنة 2003، وستكون المملكة السعودية هي الهدف الإستراتيجي، أما مصر فستكون الجائزة الكبرى!!
هل عجزت البلد عن أن تخطط لنفسها بعد أكثر من 40 سنة من الإستقلال و العمل الحكومي المستقل؟
أعتقد أن مثل هذا الأمر يعتبر سيئ بدرجة لا يتفوق عليها إلا السوء الناتج عن أننا لانزال نستورد التكنولوجيا النفطية رغم مرور أكثر 60 عاما ً على إنتاجنا للنفط!
تحياتي للكاتب و للجميع.
الإعلان الصادر أمس عن «المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية» حول تكليفه مكتب «بوز ألين هاملتون Booz Allen Hamilton» الاستشاري الأجنبي، الذي يُطلق عليه عن عمد وتضليل وصف العالمي، لتولي اعداد مشروع استراتيجية التنمية بعيدة المدى لدولة الكويت، خطوة قد يراها البعض صحيحة وفي الاتجاه السليم، ولكني شخصياً أراها خاطئة تماماً، بل خطرة، خصوصاً عندما نعلم طبيعة هذا المكتب الاستشاري الأجنبي!
ولا يغير من الأمر شيئاً ما أُعلِن عنه لذر الرماد في العيون حول «لقاءات مصاحبة لاعداد الاستراتيجية ستُجرى مع ذوي الخبرة والرأي والمتخصصين في كافة مجالات التنمية في المجتمع الكويتي بالاضافة الى الوزراء وبعض أعضاء مجلس الأمة والناشطين في المجتمع المدني»، فهذا الحوار الوطني حول الاستراتيجية التنموية للكويت مستحق أولاً ومسبقاً، ليكون الأساس، الذي يتوافق عليه الكويتيون وطنياً واجتماعياً حول مستقبل بلادهم وخياراتها التنموية، وليكون أرضية الانطلاق، وليس صحيحاً أن تكون هذه اللقاءات مصاحبة لاعداد المكتب الأجنبي المثير للجدل مشروع استراتيجية التنمية بعيدة المدى للكويت... اذ أنّ المهم هو ماذا نريد نحن الكويتيين لبلادنا؟ وليس ماذا يُراد لنا أن نكون؟... والمهم ما الذي يمكن أن نتوافق عليه؟ وليس ماذا سيُقرر لنا من الأجانب؟ وكيف سيرسمون طريقنا نحن نحو المستقبل، الذي سيتم وفقاً لمصالحهم أولاً، وليس مصالحنا الوطنية؟!
ولكن يبدو أنّ «احتقار الذات» مرض متمكّن في بعض مسؤولينا الحكوميين، وفي مقدمهم المسؤولون عن التخطيط والتنمية!
ونأتي الآن الى «بوز ألين هاملتون»، هذا المكتب الاستشاري الأجنبي، الذي سيعدّ للكويت مشروع خطتها التنموية طويلة المدى، فهو ليس مكتباً استشارياً عادياً ذا صفة أكاديمية أو بحثية أو استشارية بريئة ومنزهة من الأغراض والنوايا، وانما هو للعلم شركة خاصة، مكتبها الرئيسي في مدينة ماكلين، فرجينيا، في الولايات المتحدة الأميركية، ويبلغ عدد موظفيها ستة عشر ألف موظف، وتقدر مبيعاتها السنوية بحوالي ثلاثة مليارات دولار، ولكن الأخطر أنها شركة مرتبطة بشكل وثيق مع لجنة السياسة الدفاعية التابعة للبنتاغون، التي كان يرأسها قطب المحافظين الجدد ريتشارد بيرل، الذي تُطلق عليه الصحافة الغربية نفسها وصف «أمير الظلام»!
وكمثال من بين أمثلة، على الطاقم القيادي لـ «بوز ألين هاملتون»، المكتب الاستشاري، الذي سيعدّ للكويت مشروع خطتها التنموية طويلة المدى، فانّ نائب رئيس هذا المكتب الاستشاري هو جيمس ولزي James Woolsey وهو أولاً عضو في «جينسا» اختصار اسم «مؤسسة الأمن القومي اليهودي»، التي تأسست بعد حرب 1973، وتهدف وفقاً لتعريفها لنفسها الى «تثقيف الجمهور الأميركي حول أهمية وجود طاقات دفاعية فعالة لحماية مصالحنا الحيوية كأميركيين، واعلام وزارتي الخارجية والدفاع حول الدور المهم الذي تلعبه اسرائيل في تعزيز المصالح الديموقراطية في منطقة البحر الأبيض والشرق الأوسط»... وهو للعلم أيضاً المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية، ووفقاً لمعلومات متاحة على شبكة الانترنت وليست من عندياتي تتضمن مصالح عمله: شركة British Aerospace للأسلحة، وشركة دينكورب DynCorp المتهمة بانتهاكات حقوق الانسان في البوسنة، وعن حدوث كوارث صحة بيئية في الاكوادور!
هذا بعض ما يُثار في الولايات المتحدة نفسها عن هذا المكتب الاستشاري، وعن نائب رئيسه، وهم الذين سيقررون لنا مستقبل الكويت وخطتها التنموية الاستراتيجية... فياله من مستقبل باهر، ويالها من خطة تنموية!
أحمد الديين
-----------------
المصدر: الرأي العام
-----------------
مقالة مهمه للكاتب أحمد الديين و تفصح عن معلومات جدا ً خطيرة حول الشركة التي سيناط بها رسم خطة التنمية للدولة ... و الأهم هو إرتباطها بأشخاص أو منظمات يوجد عليها أكثر من علامة إستفهام و ذات علاقة ب"الأمن القومي اليهودي" كما ذكر الأستاذ الديين.
نضيف إلى ماذكره الأستاذ الديين أن شركة دينكورب هي أحد الشركات الكبرى التي أنيطت بها عملية إعادة إعمار العراق و التي عادت على العراق حتى الآن بالكوارث و الإختلاسات حتى أن هنالك أكثر من 39 قيادي عراقي محالون للمحكمة بسبب الفساد المالي و الإداري في عمليات إعادة الإعمار ... و الخافي أعظم!! شركة دينكورب هذه ليست إلا وجه آخر مشابه لوجه هاليبرتون التي أختلست حكومتها و بلادها و مواطنيها ... فماذا ستفعل "شبيهة هاليبرتون" في حكومات و بلاد و مواطني الدول الآخرى؟!
أما "أمير الظلام" و ما أدراك ما أمير الظلام هذا!! ريتشارد بيرل .. وهو المعروف بتشدده في كثير من القضايا و علاقته بالمؤسسة الإستشارية (RAND) و التي أصدرت ذلك التقرير المثير للجدل و الذي ينص على أن العراق سيكون هو الهدف التكتيكي للحملة العسكرية على العراق في سنة 2003، وستكون المملكة السعودية هي الهدف الإستراتيجي، أما مصر فستكون الجائزة الكبرى!!
هل عجزت البلد عن أن تخطط لنفسها بعد أكثر من 40 سنة من الإستقلال و العمل الحكومي المستقل؟
أعتقد أن مثل هذا الأمر يعتبر سيئ بدرجة لا يتفوق عليها إلا السوء الناتج عن أننا لانزال نستورد التكنولوجيا النفطية رغم مرور أكثر 60 عاما ً على إنتاجنا للنفط!
تحياتي للكاتب و للجميع.