حادثة حدثت وعاصرتها أثناء التدريب في كلية الشرطة قبل 25 عام تقريبا ، عادت إلى الذكرة وأنا اتابع ما يدور في الساحة ، وما تتناقله وسائل الاعلام، من تحركات جادة لحلول جذرية لقضية البدون وهي ( الحادثة ) شبيهة وتكاد تتطابق مع واقعنا المرير الذي نعيشه ..
الحادثة كما يلي :
السرية عدد افرادها 240 طالب ، جميعهم يذهبون للتدريب في الميدان ، عدا من يحصل على راحه طبية او اعفاء طبي من التدريب ، وبينما كانت السرية في ميدان التدريب ، قام شخصٌ ما لا نعرفه حتى هذه اللحظة بكسر قارورة (زجاجه ) تحوي رائحة كريهة في أحد المهاجع (غرفة ينام بها العسكريين ) فعمت الرائحة المكان مما اثار غضب الضابط المسئول واقسم ان يدفع من قام بهذا العمل الثمن غاليا ، ليجد نفسه أمام مشكلة معقده قد تعيق البر بالقسم وهي كيفية التعرف على من قام بهذا الفعل لينال ما يستحق من عقاب .
لم يفكر كثيرا فهو ألمعي ،وذو عقل راجح ، وفكر نيّر ، وسريعاً جدا توصل الى الحل الامثل ، حيث جمع جميع افراد السرية طبعا عدا من لديه راحة طبية او اعفاء طبي لانه لا يستطيع ان يعاقب المريض !!! وخطب خطبته الشهيرة التي ترسخت في الذاكرة فقد أزبد وأرعد ، وهدد بتحويل جميع أفراد السرية الى الاسرة في المستشفى ، اذا لم يعترف الفاعل ، والأمر الطبيعي انه لم ولن يعترف احد ، لأن السرية كانت في الميدان ، ولم يكن في المهاجع سوى من بقى فيها من أصحاب الراحات ، وارتفعت الأصوات من هنا وهناك لإيصال حقيقة وفكرة اننا جميعا كنا في الميدان ، لكن رده المقنع والحازم ألزم الجميع الصمت وأعاد الهدوء للمكان خاصة عندما أعلن حجته الدامغة الملجمة وقال (( الخير يخص والشر يعم )) فهو يؤمن بهذا التشريع والقانون ، ويطبقه بإمانة وحزم لثقته بفاعليته ونتائجه الإيجابية والرادعة ، ومن هنا بدأ مشروع عقاب بدني شديد ، شمل الجميع واستمر لمدة اسبوعين وفعلا تحول بسببه 6 افراد الى الاسرة في المستشفى ، وكان في كل يوم وقبل حصص العقاب يخفف وقع العقاب على نفوسنا بكلمات ترفع المعنويات ، خاصة عندما يذكر بطولات السرية ، وأخلاق افرادها ويقينه انهم لا يستحقون العقاب ، لكنه مع هذا يصر على معرفة المندس ، الذي ارتكب تلك الخطيئة ، ويكرر مطالبته لهذا المجهول بالاعتراف يوميا ،ويوضح له أنه سيرفع بهذا الاعتراف العقاب عن زملائه وسينهي معاناتهم .. وهكذا فلا احد يعترف وعجلة العقاب دائرة دون توقف ، عقاب لا يطاق لولا شغف لقمة العيش .
استذكر هذه الحادثة وأدين بالفضل وأسأل الله عز وجل خير الجزاء لمن أوقف عنا ذلك العقاب ، حين رفع تقريراً الى مدير الكلية في حق هذا الضابط وصدرت الاوامر على موجبه بنقله بعد ان تسبب بهروب عدة اشخاص من الكلية ، غير الذين رقدوا في المستشفى .
إنتهت الحادثة .
هذه الحادثة تكاد أن تتطابق مع واقع البدون اليوم ، فكل من يقف ضدهم يعترف ان هناك فئات تستحق التجنيس ، وعندما تسألهم عن هذه الفئات المستحقة حسب رؤيتهم ، يجيبون بدون تردد ( من لديه احصاء 65 وليس عليه قيد امني .. وازواج الكويتيات والأبناء .. ومن شارك في حرب التحرير .. ومن شارك تحت لواء الكويت في الحروب العربيه ، وعمال شركة النفط الأوائل ، وأصحاب الملفات باللجنة العليا ممن رفضوا المادة الثانية ) ولو تم تجنيس هذه الفئات المستحقة حسب من يقف ضد البدون ، فلا أتوقع ان يبقى بدون ....
لكن الحقيقة وأصل المشكلة فيمن يبحث عمن كسر القارورة ، ويرفض ان يقول انه يتلذذ في تعذيب المئات بذنب شخص هو يعلم جيدا انه ليس بينهم .. والمعضلة الحقيقيه هي صمت الجميع والقبول بتعذيب عشرات الالاف من اخوانهم وأقاربهم المسلمين بسبب وهم إسمه الدخلاء والمندسين ، وعندما ياتي ذكر الانسانيه وحقوق الانسان ، لا نجد بينهم من يقول انه ضد الانسانيه ، أو ضد حقوق الانسان ، لأنه قول معيب ، ويخجل منه الجميع ، فيستبدلونه بالقول أنهم ضد الدخلاء والمندسين ، ومع تشريد آلاف الأسر وهدم بيوتهم ، وضياع مستقبل اجيالهم ، ليس محاربة للإنسانية حشا لله انما هي محاربة للمندسين والدخلاء ..
إنه قانون (( الخير يخص والشر يعم )) يا سادة فهل يعلم احد منكم مواد هذا القانون وتشريعاته؟؟
وهل يخبرنا أحد منكم عمن كسر تلك القارورة اللعينة التي سببت كل هذا العذاب؟؟
مع التقدير ،،
الحادثة كما يلي :
السرية عدد افرادها 240 طالب ، جميعهم يذهبون للتدريب في الميدان ، عدا من يحصل على راحه طبية او اعفاء طبي من التدريب ، وبينما كانت السرية في ميدان التدريب ، قام شخصٌ ما لا نعرفه حتى هذه اللحظة بكسر قارورة (زجاجه ) تحوي رائحة كريهة في أحد المهاجع (غرفة ينام بها العسكريين ) فعمت الرائحة المكان مما اثار غضب الضابط المسئول واقسم ان يدفع من قام بهذا العمل الثمن غاليا ، ليجد نفسه أمام مشكلة معقده قد تعيق البر بالقسم وهي كيفية التعرف على من قام بهذا الفعل لينال ما يستحق من عقاب .
لم يفكر كثيرا فهو ألمعي ،وذو عقل راجح ، وفكر نيّر ، وسريعاً جدا توصل الى الحل الامثل ، حيث جمع جميع افراد السرية طبعا عدا من لديه راحة طبية او اعفاء طبي لانه لا يستطيع ان يعاقب المريض !!! وخطب خطبته الشهيرة التي ترسخت في الذاكرة فقد أزبد وأرعد ، وهدد بتحويل جميع أفراد السرية الى الاسرة في المستشفى ، اذا لم يعترف الفاعل ، والأمر الطبيعي انه لم ولن يعترف احد ، لأن السرية كانت في الميدان ، ولم يكن في المهاجع سوى من بقى فيها من أصحاب الراحات ، وارتفعت الأصوات من هنا وهناك لإيصال حقيقة وفكرة اننا جميعا كنا في الميدان ، لكن رده المقنع والحازم ألزم الجميع الصمت وأعاد الهدوء للمكان خاصة عندما أعلن حجته الدامغة الملجمة وقال (( الخير يخص والشر يعم )) فهو يؤمن بهذا التشريع والقانون ، ويطبقه بإمانة وحزم لثقته بفاعليته ونتائجه الإيجابية والرادعة ، ومن هنا بدأ مشروع عقاب بدني شديد ، شمل الجميع واستمر لمدة اسبوعين وفعلا تحول بسببه 6 افراد الى الاسرة في المستشفى ، وكان في كل يوم وقبل حصص العقاب يخفف وقع العقاب على نفوسنا بكلمات ترفع المعنويات ، خاصة عندما يذكر بطولات السرية ، وأخلاق افرادها ويقينه انهم لا يستحقون العقاب ، لكنه مع هذا يصر على معرفة المندس ، الذي ارتكب تلك الخطيئة ، ويكرر مطالبته لهذا المجهول بالاعتراف يوميا ،ويوضح له أنه سيرفع بهذا الاعتراف العقاب عن زملائه وسينهي معاناتهم .. وهكذا فلا احد يعترف وعجلة العقاب دائرة دون توقف ، عقاب لا يطاق لولا شغف لقمة العيش .
استذكر هذه الحادثة وأدين بالفضل وأسأل الله عز وجل خير الجزاء لمن أوقف عنا ذلك العقاب ، حين رفع تقريراً الى مدير الكلية في حق هذا الضابط وصدرت الاوامر على موجبه بنقله بعد ان تسبب بهروب عدة اشخاص من الكلية ، غير الذين رقدوا في المستشفى .
إنتهت الحادثة .
هذه الحادثة تكاد أن تتطابق مع واقع البدون اليوم ، فكل من يقف ضدهم يعترف ان هناك فئات تستحق التجنيس ، وعندما تسألهم عن هذه الفئات المستحقة حسب رؤيتهم ، يجيبون بدون تردد ( من لديه احصاء 65 وليس عليه قيد امني .. وازواج الكويتيات والأبناء .. ومن شارك في حرب التحرير .. ومن شارك تحت لواء الكويت في الحروب العربيه ، وعمال شركة النفط الأوائل ، وأصحاب الملفات باللجنة العليا ممن رفضوا المادة الثانية ) ولو تم تجنيس هذه الفئات المستحقة حسب من يقف ضد البدون ، فلا أتوقع ان يبقى بدون ....
لكن الحقيقة وأصل المشكلة فيمن يبحث عمن كسر القارورة ، ويرفض ان يقول انه يتلذذ في تعذيب المئات بذنب شخص هو يعلم جيدا انه ليس بينهم .. والمعضلة الحقيقيه هي صمت الجميع والقبول بتعذيب عشرات الالاف من اخوانهم وأقاربهم المسلمين بسبب وهم إسمه الدخلاء والمندسين ، وعندما ياتي ذكر الانسانيه وحقوق الانسان ، لا نجد بينهم من يقول انه ضد الانسانيه ، أو ضد حقوق الانسان ، لأنه قول معيب ، ويخجل منه الجميع ، فيستبدلونه بالقول أنهم ضد الدخلاء والمندسين ، ومع تشريد آلاف الأسر وهدم بيوتهم ، وضياع مستقبل اجيالهم ، ليس محاربة للإنسانية حشا لله انما هي محاربة للمندسين والدخلاء ..
إنه قانون (( الخير يخص والشر يعم )) يا سادة فهل يعلم احد منكم مواد هذا القانون وتشريعاته؟؟
وهل يخبرنا أحد منكم عمن كسر تلك القارورة اللعينة التي سببت كل هذا العذاب؟؟
مع التقدير ،،