عجمي العجمي
عضو
ام الكبائر
ولدت مع ولادة دولتنا الصغيره .. واكلت وشربت معها .. ولازمتها جميع مراحلها العمريه
الم تعرفوها ؟
تمشي كمشي الطاووس .. بالفخر والعزه .. وتأكل كأكل النار .. وتزرع الظلم وتجني الشكر والعرفان
الم تعرفوها ؟
من هواياتها قفز الحواجز .. والسباحه والصيد بالماء الهماج وتهميش الارواح المخلصه وكبح التفاني والنشاط.. تعشق الوزرات ومراكز الدوله لدرجة انك ان سألت اي متر في اي وزاره
لاقال لك : مرت من هنا
الازلتم لاتعرفوها ؟
الواسطه ..
من المؤسف ان تتضخم هذه العاهره من كونها ظاهره و ماده شاذه الى
ان اصبحت ثقافه يعيشها الشارع الكويتي بكامل فئاته واطيافه
والمحزن ان يصبح لدينا الاجيال من من ترعرع واعتاد التعايش معها
لكونها اداة شرعيه تمارس باكفة الظروف الحياتيه
ففي الدول العربيه بالتحديد نجد ان للواسطه حضور واضح يختلف
عن حضورها الكثيف في الكويت .. ففي سوريا ومصر والاردن نجد
ان للمال الدور و والوظيفه المماثله التي تقوم به الواسطه
لدينا في تفكيك اعمدة الدوله ونزع ثقة المواطن بالقانون ومواد الدستور
ومما لاشك فيه ان لهذه الافه النصيب الاكبر والسبب الاول
في سقوط الامبرطوريات والدول العظمى وطيها على ارفف التاريخ
فمن نشأة الدوله الامويه كان للواسطه الظهور والانتشار كونها ثقافه
ومنهجيه يتم التعامل بها من وقوف ومدح الشعراء الى تنصـيب الامراء والخلفاء
مما ترتب على هذه الدوله السقوط المفاجئ
كما قال احد شيوخ بني اميه
عند سؤاله عن اسباب سقوط دولتهم
قال: إنا شُغِلْنا بلذاتنا عن تفقُّدِ ما كان تفقدُه يلزمنا فظلمنا رعيتنا فيئسوا من إنصافن، وتمنوا الراحة منا،
وتحومل على أهل خراجنا فتخلَّوا عنا، وخرُبت ضياعُنا فخَلَتْ بيوتُ أموالن، ووثقنا بوزرائنا (فآثروا مرافقهم على منافعنا)
وأمضوا أمورًا دوننا أخفوا علمها عنا، وتأخر عطاء جندنا فزالت طاعتهم لنا، واستدعاهم أعادينا فتضافروا معهم على حربنا،
وطلبنا أعداؤنا فعجزنا عنهم لقلة أنصارنا، وكان استتار الأخبار عنا من أَوْكَد أسباب زوال ملكنا"..
وكذلك الدوله العباسيه و الاندلسيه والعثمانيه .. والشيوعيه الخ
وان ضرب الامثله في مثل هذا ليطيل علينا مانود اختصاره
ارا ان لعلمائنا الكرام التقصير بكبح انتشار هذه الافه
التي لطالما تعارضت مع نصوص الدين وتصادمت بأحكامه فأين
الفتاوى واين الترهيب الرباني من هذه الافه
فالواسطه عدوة العدل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( انما هلك من كان قبلكم انه اذا سرق فيهم الشريف تركوه
واذا سرق فيهم الضعيف اقامو عليه الحد ، والله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )
والغريب بالامر ان الواسطه لا تحاك الا بأيدي ذوي الجاه والسلطان
الذين ساوو المعروف والنصره والفزعه بالواسطه
فشتان بين النتانة والطهاره
فلعمري انها خيانه ممن استأمناه على امورني
فلقد عطلت الحكومه السلالم وقوارب النجاة النظاميه
والقتنا تحت جود اعضاء المجلس الذين لاتخلو ملفاتهم من تجاوزات
وظلم .. وقفز .. واستثناء .. واسترحام
فالمواطن بين المطرقة والسندان لا يستطيع السير على سلم القانون الحكومي المعطل
الا بورقه من احد اعضاء البرلمان ( انه من طرفنا ) فتأتي الموافقه من الحكومه
لتحسين العلاقات مع اعضاء البرلمان . فتكون حبة خشم من المواطن للعضو موصول
بشكر العضو للوزير ؟ فالاختيار لا للشهاده ولا للافضل ولا لجهد المواطن الذي تعب شقا
بل للواسطه
اين احقاق الحقوق ؟؟ اين الانصاف ؟؟ اين العداله ؟؟
اين الافضليه ؟؟ اين الخبره ؟؟
لقد ذهب الحمار بأم عمرو
فلا رجعت ولا رجع الحمارو
هذا سيناريو واقعي نعيشه في جميع مجالات الحياه ينزع منا
الاجتهاد
وطلب العلم
والاخلاص في شتا الاعمال والاوظائف
متى تموت ام الكبار