هذه مجموعة افكار أكتبها على عجالة وهي حول النقد الذي وجهه الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط وهو فيلسوف التنوير الأوحد للإلحاد. هي مهداة كما ذكرت للأخ كويتي ملحد. أنا أحاول أن أتفادى النقاش حول الإلحاد من خلال التفاسير القرآنية لأنها ربما تختلف بإختلاف المذاهب والطرق. ثم أنه لا فائدة من النقاش حول النص الديني مادام الإختلاف يدور حول المصدر أي فكرة الله كأساس نظري وفكري للدين.
هذه الأفكار هي نتيجة إطلاعي على الفلسفة الأخلاقية لدى إيمانويل كانط ,خاصة في نقده للعقل العملي وهو كتاب يفصل فيه نظريته الأخلاقية بعد كتابه في نقد العقل النظرية أو العقل الخالص كما يسمى. في نظريته الأخلاقية, يقول كانط أن العقل العملي يحتاج لفكرة متعالية كفكرة الخير المطلق كاساس نظري للاخلاق لأنه بدون فكرة ان السعادة هي نتاج طبيعي للفضيلة أي العمل الحسن (وهذا هو معنى الخير المطلق لدى كانط) لا يمكن خلق تصور حقيقي للاخلاق الإنسانية. هذا المفهوم الذي قدمه كانط لفكرة الخير المطلق أو الحسن المطلق (حسب الترجمة التي تفضلها) كذلك لا يمكن تصورها من دون فكرة الله كأساس نظري للعقل العملي. إذن نجد أن هذه الراتبية تنتهي بأن فكرة الله هي الأساس الفعلي للأخلاق البشرية ولا يمكن تصور الأخلاق من دون مفهوم الله كخالق وصانع.
فلسفة كانط في الأخلاق مرتبطة بفكرته حول الحرية وبإعتقادي أن مفهوم كانط للحرية هو المفهوم الصحيح للحرية. بالنسبة لكانظ الحرية هي الشرط الوجودي للأخلاق لأن الاخلاق تستبطن فكرة أن الإنسان مسؤول عن أفعاله والمسؤولية الاخلاقية مفاهيميا مرتبطة بفكرة الحرية ,لذلك لا يمكن تصور الاخلاق من دون الحرية الإنسانية. هنا يصبح لزاما أن ترتبط فكرة الحرية بمفهوم الاخلاق إرتباطا مفاهيميا وليس تركيبيا. بمعنى أنه كلما فكر الإنسان بمدى حسن أو قبح هذا الفعل او ذاك فهو يوظف مفهوم الحرية في تحليله. كانط سواء في فلسفته النظرية أو الأخلاقية لديه أسلوب مميز في الدليل الفلسفي فهو مشهور بأنه يستخدم الدليل الإرتدادي أو التراجعي Regressive Argument وهذا الدليل ينطلق من فكرة واضحة ليصل إلى الأساس الذي من دونه لا يمكن تصور هذا الشيء الواضح لنا منذ البداية. مثل ذلك ما ذكرته من علاقة الحرية بالأخلاق. فنحن لدينا تصور بديهي عن أن كل فعل هو إما حسن أو قبيح وهذا التصور كما ذكرت سابقا لا يمكن فهمه من دون فكرة الحرية.
في نظريته الأخلاقية, كانط يقول بأن الإنسان يقرر أفعاله من خلال تصوره للخير والحسن, وهذا التصور يدفعه إلى الإلتزام بما هو واجب Duty. المحفز الأساس لإلتزام الإنسان بواجبه كرعاية حقوق الوالدين مثلا ينطلق أساسا من فهمه للخير المطلق. الخير والحسن لا ينفكان عن فكرة مهمة وهي المطلق The Unconditioned أي الذي لا يحده شيء من ناحية الزمان والمكان. فالأخلاق هنا مرتبطة بما نتصوره من خير أو حسن كامل وهذا الخير المطلق يعني أن السعادة هي النتيجة أو الملازم الطبيعي لما نفعله من فضائل أو عمل حسن. لكن هذا المطلق لا يمكن توفره في الطبيعة. فلو ألغى الإنسان كل العوالم الاخرى غير هذا العالم الحاضر لما وجد فكرة المطلق. فالطبيعة محدودة ولا يمكن أن نتصور وجود شيء مطلق فيها. لذلك نجد أن فكرة الخير المطلق مصاحبة لفكرة الواجد أو الخالق المنفصل عن الطبيعة المحدودة.
من هذا التحليل نكشف كيف أن كانط قد أستخرج فكرة الله الخالق من مفهومنا البسيط للأخلاق أي التصور الاخلاقي المصاحب لكل تحليل لمدى حسن أو قبح هذا الفعل أو ذاك. سأعيد ترتيب دليله من جديد حتى يكون أكثر وضوحا. فأنا عندما أفكر أخلاقيا...انا أستخدم فكرتي الحسن والقبيح..الدافع الذي يجعلني أوظف فكرتي الحسن والقبيح في العقل العملي هي غايتي في تعزيز الخير المطلق أي أن السعادة تصاحب الفعل الحسن أو الفضيلة. ولكن فكرة الحسن المطلق لا يمكن تصورها أو وجودها في الطبيعة لان الطبيعة فيها ما هو قبيح وما هو حسن بلحاظ شيء وقبيح بلحاظ شيء آخر أي لا وجود للحسن او الخير المطلق. لهذا السبب يجب تصور فكرة وجعلها كمسلمة Postulate أو يسمى في الرياضيات مصادرة منطقية وهي فكرة الله الخالق الذي يعاقب على الفعل القبيح ويكافيء الفعل الحسن أي أن السعادة تصاحب الفضيلة. هنا تصبح فكرة الله الخالق فكرة أساسية في العقل العملي.
الملحد لا يمكن أن يخلق لذاته تصور للخير المطلق وهذا يجعله كما سماه كانط يائسا أخلاقيا أي انه لا يستطيع أن يوجد لنفسه أساسا نظريا للأخلاق التي تستبطن فكرة الله كمسلمة عملية. عندما تغيب فكرة الخير المطلق تغيب كذلك فكرة السعادة المطلقة التي تحفز الإنسان لفعل الخير أو الإلتزام بالواجبات كرعاية حقوق الإنسان أو تصور الكذب كفعل قبيح. أنا لا أقول أن الملحد كاذب أو غير اخلاقي ولكن ما أقوله هو أن الملحد لا يمكن أن يثبت لذاته بحسب تصوره للعالم أن الكذب قبيح أو تحفيزه ان لا يكذب مثلا.
ربما بعض هذه الأفكار غير واضح تماما ولكن فيها ما هو يناسب النقاش الدائر هنا حول الإلحاد وأنا أريد من الأخ كويتي ملحد ان يذكر لنا ما يعتقده حول هذه الأفكار او علاقة الإلحاد بالأخلاق عموما.
هذه الأفكار هي نتيجة إطلاعي على الفلسفة الأخلاقية لدى إيمانويل كانط ,خاصة في نقده للعقل العملي وهو كتاب يفصل فيه نظريته الأخلاقية بعد كتابه في نقد العقل النظرية أو العقل الخالص كما يسمى. في نظريته الأخلاقية, يقول كانط أن العقل العملي يحتاج لفكرة متعالية كفكرة الخير المطلق كاساس نظري للاخلاق لأنه بدون فكرة ان السعادة هي نتاج طبيعي للفضيلة أي العمل الحسن (وهذا هو معنى الخير المطلق لدى كانط) لا يمكن خلق تصور حقيقي للاخلاق الإنسانية. هذا المفهوم الذي قدمه كانط لفكرة الخير المطلق أو الحسن المطلق (حسب الترجمة التي تفضلها) كذلك لا يمكن تصورها من دون فكرة الله كأساس نظري للعقل العملي. إذن نجد أن هذه الراتبية تنتهي بأن فكرة الله هي الأساس الفعلي للأخلاق البشرية ولا يمكن تصور الأخلاق من دون مفهوم الله كخالق وصانع.
فلسفة كانط في الأخلاق مرتبطة بفكرته حول الحرية وبإعتقادي أن مفهوم كانط للحرية هو المفهوم الصحيح للحرية. بالنسبة لكانظ الحرية هي الشرط الوجودي للأخلاق لأن الاخلاق تستبطن فكرة أن الإنسان مسؤول عن أفعاله والمسؤولية الاخلاقية مفاهيميا مرتبطة بفكرة الحرية ,لذلك لا يمكن تصور الاخلاق من دون الحرية الإنسانية. هنا يصبح لزاما أن ترتبط فكرة الحرية بمفهوم الاخلاق إرتباطا مفاهيميا وليس تركيبيا. بمعنى أنه كلما فكر الإنسان بمدى حسن أو قبح هذا الفعل او ذاك فهو يوظف مفهوم الحرية في تحليله. كانط سواء في فلسفته النظرية أو الأخلاقية لديه أسلوب مميز في الدليل الفلسفي فهو مشهور بأنه يستخدم الدليل الإرتدادي أو التراجعي Regressive Argument وهذا الدليل ينطلق من فكرة واضحة ليصل إلى الأساس الذي من دونه لا يمكن تصور هذا الشيء الواضح لنا منذ البداية. مثل ذلك ما ذكرته من علاقة الحرية بالأخلاق. فنحن لدينا تصور بديهي عن أن كل فعل هو إما حسن أو قبيح وهذا التصور كما ذكرت سابقا لا يمكن فهمه من دون فكرة الحرية.
في نظريته الأخلاقية, كانط يقول بأن الإنسان يقرر أفعاله من خلال تصوره للخير والحسن, وهذا التصور يدفعه إلى الإلتزام بما هو واجب Duty. المحفز الأساس لإلتزام الإنسان بواجبه كرعاية حقوق الوالدين مثلا ينطلق أساسا من فهمه للخير المطلق. الخير والحسن لا ينفكان عن فكرة مهمة وهي المطلق The Unconditioned أي الذي لا يحده شيء من ناحية الزمان والمكان. فالأخلاق هنا مرتبطة بما نتصوره من خير أو حسن كامل وهذا الخير المطلق يعني أن السعادة هي النتيجة أو الملازم الطبيعي لما نفعله من فضائل أو عمل حسن. لكن هذا المطلق لا يمكن توفره في الطبيعة. فلو ألغى الإنسان كل العوالم الاخرى غير هذا العالم الحاضر لما وجد فكرة المطلق. فالطبيعة محدودة ولا يمكن أن نتصور وجود شيء مطلق فيها. لذلك نجد أن فكرة الخير المطلق مصاحبة لفكرة الواجد أو الخالق المنفصل عن الطبيعة المحدودة.
من هذا التحليل نكشف كيف أن كانط قد أستخرج فكرة الله الخالق من مفهومنا البسيط للأخلاق أي التصور الاخلاقي المصاحب لكل تحليل لمدى حسن أو قبح هذا الفعل أو ذاك. سأعيد ترتيب دليله من جديد حتى يكون أكثر وضوحا. فأنا عندما أفكر أخلاقيا...انا أستخدم فكرتي الحسن والقبيح..الدافع الذي يجعلني أوظف فكرتي الحسن والقبيح في العقل العملي هي غايتي في تعزيز الخير المطلق أي أن السعادة تصاحب الفعل الحسن أو الفضيلة. ولكن فكرة الحسن المطلق لا يمكن تصورها أو وجودها في الطبيعة لان الطبيعة فيها ما هو قبيح وما هو حسن بلحاظ شيء وقبيح بلحاظ شيء آخر أي لا وجود للحسن او الخير المطلق. لهذا السبب يجب تصور فكرة وجعلها كمسلمة Postulate أو يسمى في الرياضيات مصادرة منطقية وهي فكرة الله الخالق الذي يعاقب على الفعل القبيح ويكافيء الفعل الحسن أي أن السعادة تصاحب الفضيلة. هنا تصبح فكرة الله الخالق فكرة أساسية في العقل العملي.
الملحد لا يمكن أن يخلق لذاته تصور للخير المطلق وهذا يجعله كما سماه كانط يائسا أخلاقيا أي انه لا يستطيع أن يوجد لنفسه أساسا نظريا للأخلاق التي تستبطن فكرة الله كمسلمة عملية. عندما تغيب فكرة الخير المطلق تغيب كذلك فكرة السعادة المطلقة التي تحفز الإنسان لفعل الخير أو الإلتزام بالواجبات كرعاية حقوق الإنسان أو تصور الكذب كفعل قبيح. أنا لا أقول أن الملحد كاذب أو غير اخلاقي ولكن ما أقوله هو أن الملحد لا يمكن أن يثبت لذاته بحسب تصوره للعالم أن الكذب قبيح أو تحفيزه ان لا يكذب مثلا.
ربما بعض هذه الأفكار غير واضح تماما ولكن فيها ما هو يناسب النقاش الدائر هنا حول الإلحاد وأنا أريد من الأخ كويتي ملحد ان يذكر لنا ما يعتقده حول هذه الأفكار او علاقة الإلحاد بالأخلاق عموما.