أسطورة ما يسمى "الفقه الجعفري" حوار صريح مع فيصل الدويسان
حوار صريح مع فيصل الدويسان حول أسطورة ما يسمى بالفقه الجعفري
شاهدت تصريح النائب فيصل الدويسان حول اقتراحه بإدخال ما سماه "فقه جعفر الصادق" رحمه الله .
وأهل السنة لا إشكال لديهم قطعاً في إدخال الفقه الحقيقي الثابت عن جعفر وهو حفيد علي وحفيد أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين
لكن المشكلة - كل المشكلة - في الانتساب إلى جعفر رحمه الله وتلقيب أنفسهم بالجعفرية ، وحينما ننظر إلى الواقع باحثين فيه عن لوازم هذا اللقب، وآثار هذا الانتساب لا نكاد نرجع بشيء !
فإن الذين يسمون أنفسهم بـ(الجعفرية) في واقع أمرهم:
* لا يتبعون فقهاً معروفاً للإمام جعفر الصادق !!
* ولا فقيهاً واحداً ينقل إليهم فقه جعفر !!
* ولا يتبعون فقهاً متفقاً على مسائله !!!
* بل ولا حتى فقهاء عديدين لكنهم متفقون في عموم مسائل الفقه على الأقل !
وحول هذا الموضوع أحاور فيصل الدويسان على شكل نقاط أولها الآتي :
-----
----
---
--
-
1 – لم يكن لجعفر الصادق أي كتاب مطلقاً يُدَوِّن فقهه:
إن من الحقائق الثابتة التي قد تكون غائبة عن ذهنك يا فيصل- وأذهان غيرك من الشيعة - أن جعفر الصادق وكذلك بقية (الأئمة الاثني عشر) - لم يؤلف أي واحد منهم كتاباً في الفقه ولا كتاباً في الحديث!
ولكنكم لم تتساءلوا : كيف يُعقل أن أحد عشر عالماً - أو اثني عشر حسب اعتقاد الشيعة - في مذهب واحد لا يَكْتُبُ أي واحد منهم كتاباً فقهياً ولا حديثياً واحداً ؟!
فإما أن يكون جعفر لم يكتب .. ، وإما أن يكون قد كتب كتباً لكنها ضاعت ، فهذا يصعب أن يحدث أيضاً ؛ إذ كيف يتكرر مع أحد عشر عالماً على التوالي ؟!
طبعاً.. ، كل ما يمكن أن يتمسك به علماء الشيعة القول بأن هنااااااك كتباً دَوَّنَها تلامذة الأئمة من إملائهم مباشرة، أو تلاميذ تلامذتهم المباشرين اصطلحوا على تسميتها بـ(الأصول)، وقالوا: إن عددها أربعمائة.
ولكن تعالوا إلى الواقع :
أين هذه الكتب اليوم؟ هل بقي منها شيء؟ كلا!
فمقتض التعامل مع الواقع يقول : إن هذه الكتب هي والعدم سواء ؛ لأنها لا وجود لها اليوم بتاتاً !
ولا بأس أن أشير إلى أن هناك رسالة دكتوراة في كلية العلوم الإسلامية لطالب شيعي من الناصرية في العراق ، وعنوان الرسالة هو : (الإمام جعفر الصادق وجهوده في التفسير). لقد أورد الطالب (360) رواية هي جميع ما استطاع جمعه وحشده من روايات في مصادر الشيعة عن جعفر في التفسير - وقد كان مصراً على عدم الاستشهاد بغير مصادر الشيعة رغم توجيه الأستاذ المشرف وهو الدكتور محسن عبد الحميد كما جاء على لسانه أثناء المناقشة - لم يستطع - وعلى قواعد الإمامية في الحديث - أن يثبت صحة سند سوى (11) رواية منها !!
-----
----
---
--
-
2 – الإمامية بين الأحلام والواقع :
نعم يا فيصل . . . نحن نعلم بأن الشيعة إنما سموا أنفسهم (إمامية) على اعتبار أنهم - دون سواهم من المسلمين – يعتقدون أنهم يرجعون في الفقه ، وكذلك فيما يتعلق بالحُكْم والرئاسة يقولون إنهم يرجعون إلى إمام يعتقدون فيه أنه معصوم !
لكن دعنا يا فيصل ننتقل إلى الواقع . . .
سنجد أنكم ترجعون إلى بشر عاديين من أمثال الصدر والسيستاني وخميني وخامنئي وسنجد أن :
حقيقة الفقه الشيعي أو ما يسمى بـ(المذهب الجعفري) لا تتعدى أقوال وفتاوى الفقهاء والمجتهدين والمراجع !
حتى قال محمد حسين فضل الله في كتابه "المعالم الجديدة للمرجعية الشيعية" ص117 : (( المرجعيات هي مذاهب فقهية متعددة من خلال طبيعة تنوع الفتاوى، وتنوع النظريات في هذا المجال )) .
فالفقيه الذي تقلده أنت يا فيصل - أو غيرك - لا ينقل قول (الإمام)، وإنما لكل فقيه رسالة عملية وفتاوى تمثل رأيه هو ، ولكل فقيه مجموعة من المقلدين أمثالك لا يجوز لأحدكم تقليد غيره هو ! ثم لو مات هذا الفقيه لم يجز تقليده – عند الشيعة الأصوليين – مما يبين أن فقهه ليس فقه جعفر !
بل هناك ما هو أبعد من ذلك وهو ما يستنتج من قول العالم الشيعي الشريف المرتضى : (( إن معظم الفقه وجمهوره لا يخلو مستنده ممن يذهب مذهب الواقفة: إما أن يكون أصلاً في الخبر أو فرعاً، راوياً عن غيره ومروياً عنه. وإلى غلاة وخطابية ومخمسة وأصحاب حلول ومن لا يحصى أيضا كثرة. وإلى قمي مشبه مجبر )) " رسائل الشريف المرتضى 3/310 ".
-----
----
---
--
-
3 – على طاري : لازم إمام معصوم !! :
نَعْرِف بأن الشيعة الإمامية يعتقدون أنه لا بد من إمام معصوم في كل زمان (وحتى هذا الزمان طبعاً) ، ويعتقدون أنه لا يغني معصوم عن آخر ، (ماشي) !!
فلماذا لم تأخذ يا فيصل بفقه إمام زمانك اللي هو- حسب اعتقادك - هو المهدي. فأين هو فقه المهدي؟
بل أين فقه والده الحسن العسكري ؟ أو فقه والد والده علي الرضا؟ أو والد والد والده موسى؟ وأين فقه بقية (الإئمة)؟
لماذا توقفتوا عند فقه جعفر دون سواه ؟! أليس بموت جعفر يجب الانتقال إلى الإمام الذي يليه والأخذ بقوله؟
فهل تعتقدون أن فقه جعفر يغنيكم عن فقه من سواه ؟!
فإن قلتم : نعم ، فما وجه الحاجة إلى استمرار الإمامة من بعده ؟ وإن كان اتِّباع أقوال واحد من الأئمة يكفي شرعاً عن غيره، فما سر تعدد الأئمة ؟
وإن قلتم : إن فقه جعفر لا يُغني ، فسيتكرر عليك السؤال الوارد في بداية الفقرة : لماذا لم تأخذوا بفقه المهدي أو فقه والده ... إلخ ما سبق ؟
-----
----
---
--
-
4 - الاختلاف الفقهي (بين أهل السنة وبين الشيعة) :
توجد اختلافات بين علماء ومذاهب أهل السنة، ولكننا ننظر إلى الاختلاف على أنه -بشروطه- سائغ وطبيعي ومشروع تبعاً لاختلاف أنظار المجتهدين الذين يجوز عليهم الخطأ لعدم عصمتهم .
لكن الشيعة - في أصل مذهبهم - لا يعتبرون الاختلاف في المسائل الفقهية مقبولاً شرعاً. وقد شنعوا على أهل السنة بسبب اختلافاتهم الفقهية قائلين: إن سبب ذلك إعراضهم عن (الإمام المعصوم)، واتباعهم رجالاً غير معصومين من أمثال أبي هريرة وعائشة ومعاوية وأبي حنيفة والشافعي وابن حنبل. فهجروا (العترة الطاهرة) وتركوا (مذهب أهل البيت)، ولم يدخلوا من (باب حطة) ولم يركبوا (سفينة النجاة) فغرقوا في بحر الخلافات .
بينما أتباع (الفقه الجعفري) اتبعوا (إماماً معصوماً) يمنعهم من الاختلاف، ويعصمهم من الخلاف.
-----
----
---
--
-
5 - من هو "الوكيل الحصري" لفقه جعفر الصادق ؟!! :
ولكن على كل حال فلو أردنا يوماً أن ندخل ( باب حطة ) ونركب (السفينة)، لننجو من الغرق في بحر خلافات مذاهب أهل السنة :
فهل نركب سفينة الإخباريين أم سفينة الأصوليين؟ بل في أي سفينة من سفن الإخباريين؟ أو سفن الأصوليين؟ فإن كل فريق سفن كثيرة لا تحصى! وعلى كل سفينة داعٍ يدعو إليها من استجاب له قذفه فيها وهو ينادي ويقول: هنا سفينة النجاة، وأمان الأمة، وباب حطة! من هنا الوصول إلى شاطئ السلامة! وبر الأمان!!
فسفينة من منهم نركب؟! أسفينة الصدوق؟ أم سفينة المفيد؟ أم سفينة المرتضى؟ أم سفينة الطوسي؟… أم سفينة الخوئي؟ أم سفينة الخالصي؟ أم سفينة كاشف الغطاء؟ أم سفينة السيستاني؟ أم سفينة البروجردي؟ أم سفينة الخميني؟ أم سفينة شريعتمداري؟ أم سفينة موسى الموسوي؟ أم سفينة أحمد الكاتب؟ أم سفينة خامنئي والمحافظين؟ أم سفينة كروبي والإصلاحيين؟ أم سفينة فضل الله؟ أم سفينة حسن نصر الله؟ أم سفينة صبحي الطفيلي؟ أم سفينة الحكيم؟ فأي حكيم منهم؟! أم سفينة الصدر؟ فأي صدر منهم؟! أم سفينة (الحوزة الصامتة)؟ أم سفينة (الحوزة الناطقة)؟! أم سفينة بحر العلوم؟ فأي بحر منهم؟! والبحر عريض طويل، والسفن كثيرة مزدحمة! وهي تتكاثر وتزداد بتعاقب الزمن. كلما غرقت سفينة أعقبت سفناً أصحابها كل منهم يدعي (الأعلمية) والمرجعية! ويطعن كل منهم في عدالة الآخر ( فضلاً عن أعلميته ) وأسوق هنا نموذجاً نقلته في موضوع سابق .
عندما وُصف "السيستاني" بالعمالة للإنجليز كما فعل آية الله جنتي (رئيس مجلس صيانة الدستور الإيراني) وقد نشرت الخبر صحيفة الوطن الكويتية - تاريخ 4/2/2004م تحت عنوان ( كروبي ينتقد جنتي لاتهامه السيستاني بالعمالة للإنجليز) .
وأيضاً حينما قال الشيخ الشيعي العراقي المعروف عباس الزيدي عن السيستاني : (( وهو معروف بلسانه الوسخ ؛ حيث لا يمتلك أبسط الأخلاق العرفية فضلاً عن الاسلامية... ، وكان يبذل الأموال الطائلة لشراء الذمم )) ، وقال عن كتاب "الرافد في علم الأصول" للسيستاني إنه (( كان محطاً للسخرية من قبل فضلاء الحوزة )) .
وذكر الزيدي أن السيستاني كان (( يجلس يومياً لاستقبال الزوار حوالي ساعة قبل صلاة الظهر ولم يكن يسمح لأحد بسؤاله إلاّ قليلاً .. ، والسيستاني واضع يده على ركبته فعليك ان تقبّلها وتنصرف لا غير !! )) ، وأن السيستاني (( كان يتحاشى اي مناقشة وقد حاول شهيدنا اكثر من مرّة استدراجه للمناقشة فكان يفلت منها بشكل ملفت للنظر. وكان الشيخ الغروي قد حاول كذلك ولم ينجح، وأن السيد المروّج دخل مع السيستاني في مناقشة فأهانه))
وأنصح كل من له اهتمام بالموضوع ورغبة بالتوسع فيه بمراجعة كتاب "أسطورة المذهب الجعفري" للدكتور طه حامد الدليمي وهو موجود عالنت .