كنت شعبياً.. فهداني الله
كتب:مرزوق فليج الحربي
اثناء فترة انتخابات مجلس الأمة كانت تستهويني الندوات التي يقيمها التكتل الشعبي وعندما اجلس بالندوة كان يلهبني الحماس وأنا اسمع الكلمات الرنانة والخطب الحماسية من أعضاء التكتل الذين تتزين بهم منصة المحاضرين وكأنهم جنرلات حرب لا ينقصهم الا البدل العسكرية المزينة بالنياشين.
وفي هذه الندوات كانت تكال التهم على الحكومة وتكشف الأوراق لسراق المال العام وتسكب العبرات على حقوق المواطنين المهدورة ويصاحب الندوة أداء تراجيدي وانفعالي من العيار الثقيل، فالصراخ يملأ المكان والزبد يملأ الأفواه ويتفاعل الجمهور فيلعو صراخ المؤيدين وتحدف العقل على المحاضرين ويتبادل المحاضرون مع ا لجمهور حذف العقل ولو طلب في هذه اللحظة من الجمهور بالثورة لثاروا من لهيب الحماس في الأنفس.
وكنت أرى في التكتل الشعبي الاصلاح والصلاح وان اي ازمة في الديرة ما لها الا التكتل الشعبي فهم أسياد الساحة وأسود الوغى.. الذين استطاعوا أن يقودوا الشارع ويضربوا على وتر العاطفة واستخدموا الخطاب الشعبي الانفعالي فقادوا الجماهير حيث أرادوا لا حيث يريد الوطن.
وبعد مدة من الزمن اكتشفت اننا نسير خلف التكتل الشعبي على غير هدى واننا نقف وراءهم من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية والحفاظ على مناصبهم الرفيعة واستذكرت وقتها قصة القاضي الايطالي الذي كان من أشد القضاة في ايطاليا قسوة على تجار المخدرات وما كان يفلت منه أي تاجر مخدرات، وكان ينظر له على انه مثال للنزاهة والمحافظة على البلد من الفساد وبالنهاية اكتشفوا انه من أكبر تجار المخدرات وكان في شدته هذه يصيب عصفورين بحجر الأول ابعاد الشبهة عنه والثاني تصفية منافسية لتحقيق أكبر سوق له في تجارة المخدرات.
ولم يكن التكتل الشعبي ببعيد عن فلسفة القاضي الايطالي فالتكتل من أكبر المتشدقين بحماية المال العام، ولكن الحقائق أثبتت أنهم من أكبر المتنفعين بهذا المال وما شارع الهلالي وقرض البنك الصناعي والفحم المكلسن عنا ببعيد هذا ما علم وما خفي أعظم.
وأزيدك من الشعر بيتاً فان كان التستر بحماية المال العام وامتصاصه من تحت لتحت مصلحة لهم فانه ليس المصلحة الوحيدة فالتكتل يسعى بكل ما أوتي من قوة الى استجواب وزير النفط لمجرد تصريح اعتذر عنه وكرر اعتذاره، ولكن يأبى التكتل الا أن يضع العصا في الدولاب، وهذا السعي هو سلسلة من العديد من الاجراءات للسعي لحل مجلس الأمة وادخل البلد في التأزيم، والخروج منه الى آخر ومن استجواب الى غيره.
ويذكرني التكتل بوجه بن فهرة وبالحضري وجهة منجب فهو مستعد للتحدث عن حماية المال العام بطريقة الصراخ المعهودة والبكاء على حقوق المواطنين بينما تنشر عنهم التجاوزات في الصحف وفي محاضر جلسات مجلس الأمة ويسعون لاستجواب الوزراء بينما هم من كان له الدور الوضاح والرائد مع التكتل الوطني في اختيار الوزراء وأصروا على خروج الوزير اسماعيل الشطي وفرضوا العديد من الأسماء وكان لهم ما أرادوا.
ويبقى السؤال الى وين يبي يوصلنا التكتل الشعبي الذي يخرج البلد من أزمة ويدخلها في آخرى.. هل ما يسعى له التكتل هو الاصلاح.. ما أفتكرش.
تاريخ النشر: الجمعة 8/6/2007
==============================================
التعصب يعمي بصيرة الإنسان
الخطأ عنصر مركب في البشر
إلى متى ننظر إلى بعض النواب على أنهم ملائكة ؟؟
كتب:مرزوق فليج الحربي
اثناء فترة انتخابات مجلس الأمة كانت تستهويني الندوات التي يقيمها التكتل الشعبي وعندما اجلس بالندوة كان يلهبني الحماس وأنا اسمع الكلمات الرنانة والخطب الحماسية من أعضاء التكتل الذين تتزين بهم منصة المحاضرين وكأنهم جنرلات حرب لا ينقصهم الا البدل العسكرية المزينة بالنياشين.
وفي هذه الندوات كانت تكال التهم على الحكومة وتكشف الأوراق لسراق المال العام وتسكب العبرات على حقوق المواطنين المهدورة ويصاحب الندوة أداء تراجيدي وانفعالي من العيار الثقيل، فالصراخ يملأ المكان والزبد يملأ الأفواه ويتفاعل الجمهور فيلعو صراخ المؤيدين وتحدف العقل على المحاضرين ويتبادل المحاضرون مع ا لجمهور حذف العقل ولو طلب في هذه اللحظة من الجمهور بالثورة لثاروا من لهيب الحماس في الأنفس.
وكنت أرى في التكتل الشعبي الاصلاح والصلاح وان اي ازمة في الديرة ما لها الا التكتل الشعبي فهم أسياد الساحة وأسود الوغى.. الذين استطاعوا أن يقودوا الشارع ويضربوا على وتر العاطفة واستخدموا الخطاب الشعبي الانفعالي فقادوا الجماهير حيث أرادوا لا حيث يريد الوطن.
وبعد مدة من الزمن اكتشفت اننا نسير خلف التكتل الشعبي على غير هدى واننا نقف وراءهم من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية والحفاظ على مناصبهم الرفيعة واستذكرت وقتها قصة القاضي الايطالي الذي كان من أشد القضاة في ايطاليا قسوة على تجار المخدرات وما كان يفلت منه أي تاجر مخدرات، وكان ينظر له على انه مثال للنزاهة والمحافظة على البلد من الفساد وبالنهاية اكتشفوا انه من أكبر تجار المخدرات وكان في شدته هذه يصيب عصفورين بحجر الأول ابعاد الشبهة عنه والثاني تصفية منافسية لتحقيق أكبر سوق له في تجارة المخدرات.
ولم يكن التكتل الشعبي ببعيد عن فلسفة القاضي الايطالي فالتكتل من أكبر المتشدقين بحماية المال العام، ولكن الحقائق أثبتت أنهم من أكبر المتنفعين بهذا المال وما شارع الهلالي وقرض البنك الصناعي والفحم المكلسن عنا ببعيد هذا ما علم وما خفي أعظم.
وأزيدك من الشعر بيتاً فان كان التستر بحماية المال العام وامتصاصه من تحت لتحت مصلحة لهم فانه ليس المصلحة الوحيدة فالتكتل يسعى بكل ما أوتي من قوة الى استجواب وزير النفط لمجرد تصريح اعتذر عنه وكرر اعتذاره، ولكن يأبى التكتل الا أن يضع العصا في الدولاب، وهذا السعي هو سلسلة من العديد من الاجراءات للسعي لحل مجلس الأمة وادخل البلد في التأزيم، والخروج منه الى آخر ومن استجواب الى غيره.
ويذكرني التكتل بوجه بن فهرة وبالحضري وجهة منجب فهو مستعد للتحدث عن حماية المال العام بطريقة الصراخ المعهودة والبكاء على حقوق المواطنين بينما تنشر عنهم التجاوزات في الصحف وفي محاضر جلسات مجلس الأمة ويسعون لاستجواب الوزراء بينما هم من كان له الدور الوضاح والرائد مع التكتل الوطني في اختيار الوزراء وأصروا على خروج الوزير اسماعيل الشطي وفرضوا العديد من الأسماء وكان لهم ما أرادوا.
ويبقى السؤال الى وين يبي يوصلنا التكتل الشعبي الذي يخرج البلد من أزمة ويدخلها في آخرى.. هل ما يسعى له التكتل هو الاصلاح.. ما أفتكرش.
تاريخ النشر: الجمعة 8/6/2007
==============================================
التعصب يعمي بصيرة الإنسان
الخطأ عنصر مركب في البشر
إلى متى ننظر إلى بعض النواب على أنهم ملائكة ؟؟
التعديل الأخير: