لا تغضبوا انها تداعيات المرض..!
وين رايح يالحبيب عسى ما شر شكلك تعبان" هذا التساؤل قلته لأحد المواطنين قبل سنوات بينما كنت أتنزه في حدائق الأحمدي القريبة جدا من مبنى محافظة الأحمدي ولأني أعرف هذا المواطن شخصيا فقد هالني وأنا أرى هذا الشخص البسيط بدرجة "غلبان" يمر من أمامي وهو يكلم نفسه ويحاول تقمص شخصيات تاريخية بطولية ولأني أعرف هذا المواطن عز المعرفة فقد أحسست بأنه يعاني من "الصخونه" وذلك لأننا في شهر الأمراض ونزلات البرد لتغير الأجواء , وبعد سؤالي له وقف وقال لي أنا! أتعرفني؟ من أنا؟! أأنا عنترة الصنديد أم أنا أبو زيد الهلالي! وقلت له ماذا بك ما الذي جرى لك لا بد إنك تحتاج الى طبيب يكشف عليك ويشخص حالتك فمن الممكن انك مصاب بالتهاب وتحتاج إلى مضاد حيوي وفي أقصى الحالات وإن لم ينفع المضاد فلابد من "الكي" , وأنا لن أتركك على حالك هكذا فإنك أصبحت تهذي وتعتقد إنك من الفرسان وهذا دليل على إنك مصاب بالحمى فأنت وكما عهدتك "مواطن" مسكين مغلوب على أمرك لا تملك زمام أمرك "محافظ" لدرجة إنك منغلق على نفسك وتدبيرك بيد شخص أخر ، فغضب وقال أنا الهمام "المحافظ" الجبار والأحمدي تشهد لي وقصائدي "القطاوية" تمجدني؟! فقلت في نفسي لا بد من صدمة تعيد إليه رشده ويستعيد بها توازنه وهي عبارة عن هزة قوية كالتي نراها في المسلسلات المصرية مصاحبة بجملة - اصحى اصحى أنت عارف بتئول إيييه- ولكن للأسف نتائج هذه الهزة أتت سلبية فالصدمة زادت لدرجة انه ألتفت نحوي وقال أهكذا تعامل ملوك الحيرة!! فقلت له يا مواطن استيقظ وواجه واقعك وتذكر أيام مضت كنت تجلس في منطقة الأحمدي وكنت من "المحافظين" على هدوئك وسكونك وتحاول أن تكون من المتّزنين ، وأتاك أحد كبار السن من إحدى القبائل ليقوم معك بواجب الضيافة وذلك لجيرتك الجديدة لهم في الأحمدي وقد قبلت واجب الضيافة وحضرت وكان معك ابن عمك الرجل " الفيصل" في المواضيع الهامة ، ابن عمك الرجل "المالك" لزمام أمره والذي يقدر كرم نسبه ، فأستقبلكم مضيفكم أنت وابن عمك برحابة صدر وحفاوة شديدة وأجلسكم في وسط المجلس والزمن جلس بينك وبين ابن عمك ما بين "حر" و "وكري" وطول فترة تواجدك في ديوان مضيفكم وأنت مطأطئ برأسك ولا ترفعه طوال فترة جلوسك بين الرجال! وإذ سألك المتواجدون في الديوان عن أحوالك وعن أمورك تجاوب باستحياء وبخجل وبعدها تطأطئ برأسك ، فينبري للإجابة عنك ابن عمك وينقذك كالعادة ويجاوب عنك وبلسانك وأنت حتى كلمتين لا تستطيع أن تجمعها على بعض , وأما الآن وفي شهر الأمراض الذي نمر بها وبسبب التهاب بسيط تغير حالك وتوهمت إنك عنترة في شجاعته والمتنبي بحسن بيانه ، فأنتبه وصحصح فأنت بسبب حرارتك الزائدة أخذت تتخبط في ردودك على الآخرين حتى مضيفيك لم يسلموا من تداعيات مرضك ، فأنت توهمت بداعي مرضك بأنك صقر ولكن أفعالك كانت كأفعال الأفعى التي تظهر لسانها "وتلدغ" السم في مياه من أكرموك بسبب آبائك وتوهمهم بأنك تنتهج منهج أبائك ، فقم معي الآن وفورا إلى المستشفى ليعاينك الطبيب ويصرف لك أدوية تخفض حرارتك وتعيد لك رشدك وبعدها تجلس في البيت حتى يمن الله عليك بالشفاء , ونحن بدورنا نقول لكل من تضرر من كلام هذا المواطن المسكين –لا تغضبوا إنها تداعيات المرض- فادعوا لهذا المواطن الغلبان بالشفاء التام من هذا المرض الذي حل به , والله الشافي المعافي سبحانه.