إذا ركبت رجالهم لغزوٍ...فما في رهطهم بطل كهامُ
ولا يبقى من الفرسان إلا ... عجايا الربع والولد الفطامُ
وكانت من عجايا الربع عليا ... ومن عجيانه النجبا عصامُ
لقد نشأآ رعاةً للمواشي ... كما ينشأ من العرب الغلامُ
هناك على الولا عقدا الأيادي ... وعاقد حبل حبهما الغرامُ
ولما أصبحت عليا فتاة ....... يليق بها التحجب واللثامُ
وصار عصام ذا زند قويٍّ ... يهز به المهند والحسامُ
دعته أمه يوما إليها ... وقالت يا حسامي يا عصامُ!!
لقد أصبحت ذا زند قوي ... به يستأنس الجيش الهمامُ
بثأر أبيك خذ من قاتليه ... وإلا عابك العرب الكرامُ
فصاح وهل أبي قد مات قتلا؟... وأنى يقتل البطل الهمامُ؟
ألا سمّي لي الأعداء حالا .... فما للصبر في قلبي مقامُ
أبو عليا الغريم بني فانهض ... فهذا الدرع درعك والحسامُ
فصاح وقلبه المضني خفوق... ابو عليا؟؟ أأماه المرامُ؟
نعم فارو الأسنة من دماه.... ولا يمنعك عن شرف غرامُ
والا عشت بين العرب نذلا .... رِداك الذل والعار الوسامُ
فحلَّ عصام مهرته سريعا .... وسار وسحب مدمعه سجامُ
وكان ابو حبيبته بعيدًا ... على مهر ٍأضرّ به اللجامُ
هناك تبارز الخصمان حتى ... على رأسيهما عقد القتامُ
عصام أرسل الطعنات تترى ... فقدت من مبارزه العظامُ
وعاد لأمه جذلا طروبا .... فقالت: ما وراءك يا عصامُ؟
فجرد سيفه الدامي ضحوكًا... وقال لها: ابشري قـُضِيَ المرامُ
وبينا هما بضحكٍ إذ بعليا ... وقد أدمى مباسمها اللطامُ
فقالت: يا عصام أبي قتيلا ........ ألا فاثأر لعليا يا همامُ
فمن لي غير زندك في الرزايا ... اذا عم البلا وطما العرامُ؟
فقال لها : ابشري عليا فإني ........ لأهل العهد في الدنيا إمامُ
لسوف ترين قاتِلهُ قتيلا ....... وأنصت مـا أتم لـهُ كلامُ
واغمد سـيفهُ بحشاه حـالا... وخــرَّ وللكــلوم بـه كــلامُ
ولما شاهدته في هواها ....... قتيلا يستقي دمه الرغامُ
نضـّدت من صدره الهندي حالا ً....... وقالت لا تمت قبلي عصامُ
وأغمدت الحسام بها وقالت... على الدنيا ومن فيها السلامُ
شعر : قيصر المعلوف