ذعار الرشيدي و بين الكويت وبلجيكا قصة وزيرة مزدوجة

print_logo.jpg

بين الكويت وبلجيكا قصة وزيرة مزدوجة
الخميس 22 أبريل 2010 - الأنباء


بلجيكا كما عرفتها، وتحديدا بروكسيل، تغمض عينيها في الساعة السابعة مساء عندما تغلق جميع محلاتها وأسواقها في تلك الساعة، ولكنها لا تنام قبل الثالثة فجرا حيث تظل شوارعها حية تنبض بالحركة، والكويت كما أحبها تغمض عينيها في الساعة الثانية عشرة ليلا بحسب تعليمات وزارة الداخلية، ولا تنام إلا على وجع آلامها بسبب أسافين الفرقة التي يدقها في جسدها الغض المتطرفون من يمينيي الكويت.
وفي بلجيكا سيدة فاضلة تدعى فضيلة العنان، مغربية الأصل حصلت على حقيبة وزارة الثقافة في الحكومة البلجيكية.
عندما استلمت حقيبة الثقافة لم يظهر أحد ليصرخ في وجه الحكومة البلجيكية أو يحاول استجوابها بدعوى أن «فضيلة» مزدوجة.
وفضيلة «المزدوجة» مازالت تحمل الجنسية المغربية وترفض التنازل عنها، بل وتقضي إجازتها الصيفية سنويا في مسقط رأسها، وتحديدا في إقليم الناظور المغربي كونها ريفية ابنة ريفي قدم إلى بلجيكا في ستينيات القرن الماضي حاملا معه حلما وشيئا من الأمنيات.
وهنا لا أحاول أبدا أن «اشرعن» ازدواجية الجنسية التي يجرمها القانون، ولكن اليمينيين المتطرفين في بلادي يقولون بوجوب تطبيق المادة 11 من قانون الجنسية، وكأنهم نسوا أو تناسوا أو دمغت ذاكراتهم عن ألف مادة أخرى في القانون لا تطبق، بل لا يكاد يسأل عنها أحد، فهناك وزير «لهط» الأولي والتالي وبالمليارات، ومع هذا لم ينتفض اليمينيون أو يرف لهم رمش غضب، وهناك 25 شخصا فصّل لهم قانون مديونيات لتدفع عنهم الدولة 23 مليارا، ولم يرتفع حتى حاجب دهشة في وجوه اليمينيين.
دعاة إقصاء الآخر، استخدموا مادة في قانون الجنسية ليحيلوها إلى بوق لنبرة التشكيك في الولاء ضد الآخر، أيا كان الآخر، سنيا كان أو شيعيا، حضريا أو بدويا.
في ثمانينيات القرن الماضي وصلتنا رسائل سياسية غير مباشرة تشكك بولاء أتباع المذهب الشيعي من الكويتيين كما يحصل اليوم مع البدو تماما، وصدق كثير من الكويتيين السّنة للأسف تلك الرسائل وأخذوا بها وعملوا بها، مما اضطر الإخوة الشيعة في ذلك الوقت إلى العودة إلى ظلال الطائفية، مرغمين لا راغبين، والتجأوا إلى الطائفية بعد أن أحرقتهم أو كادت تحرقهم ظلال الوطن بجمر التشكيك ونيران إقصاء الآخر، وهو ما يحصل اليوم مع البدو الذين يرون أن نبرة إقصاء الآخر بدأت تضربهم في الألفية الثالثة كما ضربت من قبلهم إخوتهم الشيعة. الشيعي هو ابن هذه الأرض ولا منة لأحد عليه، والبدوي كذلك، والحضري، بل حتى الوافد الذي ولد وعاش وتربى وترعرع على هذه الأرض الطيبة، وكل من حمل وثيقة هذه الأرض في قلبه، حتى وإن لم يحصل على ورقة جنسية منها، وليس الحضري أيا كانت ملته ولا البدوي ولا الشيعي ولا أحد يعيش بيننا بحاجة إلى أن ينتظر اعترافا من يميني متطرف يسبغ عليه رداء الولاء، ويفاضل عليه بحب هذه الأرض. افتــــحوا قلـــــوبكم للآخـــــرين، واطــــردوا شرك التشكيك بالآخر، ونظفوا صدوركم من سخـــــام الكراهية الذي تنتجه نيران الإقــــصاء التي تتقد في قلوب اليــــمينيين المتطرفين، فالكويت لمن خدمها وليس لمن حمل وثيقتها فقط أو جاء إليها أولا، واتركوا عنكم التلويح الحكومي الساذج الذي «لا يودي.. الا بداهية ولا يجيب.. إلا المصايب».


http://alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/templates/globaltemp.aspx?articleid=107870&zoneid=117

صدقك يابومحمد وصدقت يداك وكلماتك ولكن وين اللي يتعض يابومحمد وين اللي يفهم ؟؟
 
أعلى