غاليه كمال
عضو فعال
(( دغدغ انسانيتك المشلولة ))
الانسانية هي الفارق الوحيد بعد العقل بين الانسان وباقي الكائنات الحية، هي تلك المشاعر والاحاسيس
تلك المعاني والمواقف التي تصنع منا بشرا، هي تلك الكلمة التي انقرضت ولم يعد يبقى منها سوى
حروفها القليلة، أين رحلت انسانيتها ؟ وكيف رحلت عن حياتنا ؟ هي أسئلة نحن بحاجة ماسة لمواجهتها
والبحث في أعماق ذواتنا لنج إجابتها، انسانيتنا قد نجدها مدفونة في أعماق وحل الطمع والجشع
والغرور، قد نجدها مغتصبة مرمية بين قطيع من الذئاب البشرية الضالة التي جعلت لنفسها دورا في
تهميش اللحوم الطرية، وقد نجدها ضائعة غدت صرخات استنجادها همسات بين نهيق الحميرالمتعالية
لأجل المطالبة بكل شيء فيما حولها، مسكينة هي تلك انسانيتنا التي قتلها مرضنا بالحقد والحسد
والطمع والأنانية والجشع وحب الحرام، ولكن مازال الأمل ضعيف وموجود للبعض منا فهي لم تمت
بعد بل هي مشلولة ومازالت تحتضر ولعل هنالك ما يشفيها أو يعيد جزء من عافيتها، الدواء بسيط
وأمام أعيننا دغدغ انسانيتك المشلولة ببعض مشاعر صادقة نبيلة نسيت طعمها منذ زمن الطفولة ، هي
تجربة رائعة تدغدغ الانسانية والمشاعر الصادقة فتعيدها مجددا إلى الحياة، وكما يقال لكل داء دواء،
فإليكم دواء الأمراض القاسية الفتاكة التي تمتص الحياة من إنسانيتنا والعلاج بسيط متوفر بالكويت لا
يتطلب السفر للعلاج بالخارج، هل جرب أي انسان منكم التوقف للحظة بعيدا عن ضجيج الحياة
وأشغالها لينشغل بحياة غيره وهنا لا أقصد أن ينشغل بالحسد أو النميمة أو تلفيق التهم والاشاعات هنا
أقصد أن يصنع فارقا ايجابيا بحياة أحدهم؟ إن كنت قد جربت ذلك فقد اختبرت مشاعرا وأحاسيسا راقية
رقيقة صافية شفافة تغلف انسانيتك وتصونها، وإن لم تخض هذه التجربة فهنا الاجابة وهنا الدواء،
حين تتصل بمكان عملك هاتفيا لتبلغهم بأنك لن تأتي اليوم بداعي المرض وتطلب إجازة مرضية ومن
ثم تغلق السماعة لتحتضن المخدة من جديد قم بتغيير بسيط فبدلا من أن نحتضن المخدة إذهب إلى دار
رعاية المسنين للقيام بزيارة خفيفة لمدة بسيطة، ما أجمل ذلك الشعور حين تصحو إنسانيتك من
غيبوبتها العميقة بدعاء طيب من عجوز غدر بها الزمن أو أن يتمسك بيديك أحد المسنين غير راغب
بتركها كما تركه أبناؤه العاقين، ماهو موقفك من الدنيا وهرولتك وراء لذاتها أمام هذه الوجوه التي رسم
الدهر عليها تحركاته ونحت انجازاته المره بين ثناياها، أكمل طريقك إلى دار المعاقين وبضع مراكزهم
في الدولة واقضي بعضا من وقتك معهم مع أطفالهم شبابهم وحتى كبار السن منهم ما أسمى هذا الشعور
حين تفوق انسانيتك بابتسامة صنعتها أنت ورسمتها بمشاعرك الرقيقة على وجوههم، ما هو موقفك من
الدنيا والجحود بنعمها حين ترى هذه الملائكة وهي مبتسمة راضية مقتنعة بحياتها بل وطموحة ومنجزة
إلى أبعد الحدود وأيضا بكامل إنسانيتها وشفافيتها وبراءتها، أكمل الرحلة قليلا وإذهب إلى دور الأيتام
ومجهولي الأبوين وأعطهم جزء من وقتك واحترامك وازرع الثقة في حديثهم وأنفسهم ما أحلى هذا
الشعور حين تقوى إنسانيتك وتحاول أن تسترد عافيتها من جديد باحترام وعطف وحنان لمن فقدوا هذه
المشاعر، ما هو موقفك من الدنيا أمام تكبرك وغرورك على والديك حين ترا من فقدوا من أبسط معاني
الطفولة وهي حنان الأبوين، ما هو موقفك من الدنيا بتفاخرك بنسبك وأصلك وفصلك أمام من لاحقتهم
نظرات الناس ولكن صمدوا وعمروا وبنوا بكل ثقة وابتسامة وجهد وإيمان، لم يبقى من نهار اليوم إلا
القليل ولم يبقى على شفاء إنسانيتك أيضا سوى الأقل امضي بعيدا إلى أحد المناطق الشعبية الفقيرة التي
وكأنها لا تنتمي إلى الكويت وانظر إلى حال أهلها وسكانها وعمارها ومرافقها وحاول مساعدة أحد
أبنائها بأي طريقة تستطيع السعي فيها، ما أروع هذا الشعور حين تبتسم انسانيتك بعون قدمته لشخص
محتاج ليد تمتد له وكانت يدك هي تلك الأيادي المنقذه، ما هو موقفك من الدنيا بتبذيرك واسرافك مقابل
هذه الحياة الشاقة التي لا تعرف من مصادر الرفاهية أو أبسط أنواع الراحة شيئا، والان وحتى تشفى
انسانيتك تماما ابحث عن ظاهرة انعدام الانسانية وابشع صور اغتصابها ونتائج انعدامها في المجتمع
لتعرف المعنى الحقيقي لها ولاثارها، تحدث إلى أحد اخواننا من الكويتيين البدون وادخل في تفاصيل
معاناته في الكويت والقوانين التعسفية في حقه والعيشة الشقية التي يعانيها وأبسط الحقوق الانسانية التي
سلبت منه والنظرة والمعاملة الانسانية التي حرم منها وأبسط أشكال الحياة الكريمة، اسأله عما قدمه
للكويت وشعبها اسأله عن تفانيه واخلاصه في العمل اسأله عن حبه للكويت وتضحياته التي لا تعد ولا
تحصى في سبيلها ومن ثم اسأله عما قدمت له الكويت وشعبها، وحين تعرف هذه المأساة دافع عن
ضحاياها وقف في صفهم وابذل معهم كل ما تستطيع فعله لفك مصيبتهم ولتقليل مصائبهم وتسهيل
أمور حياتهم اصنع فارقا في حياتهم واترك اثرا ايجابيا في صدورهم، هنا فقط ستشعر بذلك الاحساس
الذي يعود بك طفلا بريئا في قمة الشفافية والصفاء انسانا بمعنى الكلمة وبكل معاني الانسانية التي
عادت إلى الحياة من جديد، تلك الانسانية التي ان عدمت غدوت بدونها شبيها بالانسان وقريبا الى
الحيوان، تلك الانسانية التي أدى ازهاقها إلى وجود ضحايا كإخواننا الكويتيين البدون، تلك الانسانية
التي أدى قتلها إلى غرس أسوء أنواع المشاعر السلبية المريبة المفسدة، بلا انسانية نحن لا نكون بشرا،
قد أطلت كثيرا بالحديث ولكن إنقاذ انسانيتكم وبقائكم بشرا يستحق فعلا تلك المحاولة، انه يوم واحد فقط
ولكن قد يغير حياتكم كلها.. فما أجمل أن يكون الإنسان بانسانيته.
بقلم \ غاليه عبدالعزيز كمال
الانسانية هي الفارق الوحيد بعد العقل بين الانسان وباقي الكائنات الحية، هي تلك المشاعر والاحاسيس
تلك المعاني والمواقف التي تصنع منا بشرا، هي تلك الكلمة التي انقرضت ولم يعد يبقى منها سوى
حروفها القليلة، أين رحلت انسانيتها ؟ وكيف رحلت عن حياتنا ؟ هي أسئلة نحن بحاجة ماسة لمواجهتها
والبحث في أعماق ذواتنا لنج إجابتها، انسانيتنا قد نجدها مدفونة في أعماق وحل الطمع والجشع
والغرور، قد نجدها مغتصبة مرمية بين قطيع من الذئاب البشرية الضالة التي جعلت لنفسها دورا في
تهميش اللحوم الطرية، وقد نجدها ضائعة غدت صرخات استنجادها همسات بين نهيق الحميرالمتعالية
لأجل المطالبة بكل شيء فيما حولها، مسكينة هي تلك انسانيتنا التي قتلها مرضنا بالحقد والحسد
والطمع والأنانية والجشع وحب الحرام، ولكن مازال الأمل ضعيف وموجود للبعض منا فهي لم تمت
بعد بل هي مشلولة ومازالت تحتضر ولعل هنالك ما يشفيها أو يعيد جزء من عافيتها، الدواء بسيط
وأمام أعيننا دغدغ انسانيتك المشلولة ببعض مشاعر صادقة نبيلة نسيت طعمها منذ زمن الطفولة ، هي
تجربة رائعة تدغدغ الانسانية والمشاعر الصادقة فتعيدها مجددا إلى الحياة، وكما يقال لكل داء دواء،
فإليكم دواء الأمراض القاسية الفتاكة التي تمتص الحياة من إنسانيتنا والعلاج بسيط متوفر بالكويت لا
يتطلب السفر للعلاج بالخارج، هل جرب أي انسان منكم التوقف للحظة بعيدا عن ضجيج الحياة
وأشغالها لينشغل بحياة غيره وهنا لا أقصد أن ينشغل بالحسد أو النميمة أو تلفيق التهم والاشاعات هنا
أقصد أن يصنع فارقا ايجابيا بحياة أحدهم؟ إن كنت قد جربت ذلك فقد اختبرت مشاعرا وأحاسيسا راقية
رقيقة صافية شفافة تغلف انسانيتك وتصونها، وإن لم تخض هذه التجربة فهنا الاجابة وهنا الدواء،
حين تتصل بمكان عملك هاتفيا لتبلغهم بأنك لن تأتي اليوم بداعي المرض وتطلب إجازة مرضية ومن
ثم تغلق السماعة لتحتضن المخدة من جديد قم بتغيير بسيط فبدلا من أن نحتضن المخدة إذهب إلى دار
رعاية المسنين للقيام بزيارة خفيفة لمدة بسيطة، ما أجمل ذلك الشعور حين تصحو إنسانيتك من
غيبوبتها العميقة بدعاء طيب من عجوز غدر بها الزمن أو أن يتمسك بيديك أحد المسنين غير راغب
بتركها كما تركه أبناؤه العاقين، ماهو موقفك من الدنيا وهرولتك وراء لذاتها أمام هذه الوجوه التي رسم
الدهر عليها تحركاته ونحت انجازاته المره بين ثناياها، أكمل طريقك إلى دار المعاقين وبضع مراكزهم
في الدولة واقضي بعضا من وقتك معهم مع أطفالهم شبابهم وحتى كبار السن منهم ما أسمى هذا الشعور
حين تفوق انسانيتك بابتسامة صنعتها أنت ورسمتها بمشاعرك الرقيقة على وجوههم، ما هو موقفك من
الدنيا والجحود بنعمها حين ترى هذه الملائكة وهي مبتسمة راضية مقتنعة بحياتها بل وطموحة ومنجزة
إلى أبعد الحدود وأيضا بكامل إنسانيتها وشفافيتها وبراءتها، أكمل الرحلة قليلا وإذهب إلى دور الأيتام
ومجهولي الأبوين وأعطهم جزء من وقتك واحترامك وازرع الثقة في حديثهم وأنفسهم ما أحلى هذا
الشعور حين تقوى إنسانيتك وتحاول أن تسترد عافيتها من جديد باحترام وعطف وحنان لمن فقدوا هذه
المشاعر، ما هو موقفك من الدنيا أمام تكبرك وغرورك على والديك حين ترا من فقدوا من أبسط معاني
الطفولة وهي حنان الأبوين، ما هو موقفك من الدنيا بتفاخرك بنسبك وأصلك وفصلك أمام من لاحقتهم
نظرات الناس ولكن صمدوا وعمروا وبنوا بكل ثقة وابتسامة وجهد وإيمان، لم يبقى من نهار اليوم إلا
القليل ولم يبقى على شفاء إنسانيتك أيضا سوى الأقل امضي بعيدا إلى أحد المناطق الشعبية الفقيرة التي
وكأنها لا تنتمي إلى الكويت وانظر إلى حال أهلها وسكانها وعمارها ومرافقها وحاول مساعدة أحد
أبنائها بأي طريقة تستطيع السعي فيها، ما أروع هذا الشعور حين تبتسم انسانيتك بعون قدمته لشخص
محتاج ليد تمتد له وكانت يدك هي تلك الأيادي المنقذه، ما هو موقفك من الدنيا بتبذيرك واسرافك مقابل
هذه الحياة الشاقة التي لا تعرف من مصادر الرفاهية أو أبسط أنواع الراحة شيئا، والان وحتى تشفى
انسانيتك تماما ابحث عن ظاهرة انعدام الانسانية وابشع صور اغتصابها ونتائج انعدامها في المجتمع
لتعرف المعنى الحقيقي لها ولاثارها، تحدث إلى أحد اخواننا من الكويتيين البدون وادخل في تفاصيل
معاناته في الكويت والقوانين التعسفية في حقه والعيشة الشقية التي يعانيها وأبسط الحقوق الانسانية التي
سلبت منه والنظرة والمعاملة الانسانية التي حرم منها وأبسط أشكال الحياة الكريمة، اسأله عما قدمه
للكويت وشعبها اسأله عن تفانيه واخلاصه في العمل اسأله عن حبه للكويت وتضحياته التي لا تعد ولا
تحصى في سبيلها ومن ثم اسأله عما قدمت له الكويت وشعبها، وحين تعرف هذه المأساة دافع عن
ضحاياها وقف في صفهم وابذل معهم كل ما تستطيع فعله لفك مصيبتهم ولتقليل مصائبهم وتسهيل
أمور حياتهم اصنع فارقا في حياتهم واترك اثرا ايجابيا في صدورهم، هنا فقط ستشعر بذلك الاحساس
الذي يعود بك طفلا بريئا في قمة الشفافية والصفاء انسانا بمعنى الكلمة وبكل معاني الانسانية التي
عادت إلى الحياة من جديد، تلك الانسانية التي ان عدمت غدوت بدونها شبيها بالانسان وقريبا الى
الحيوان، تلك الانسانية التي أدى ازهاقها إلى وجود ضحايا كإخواننا الكويتيين البدون، تلك الانسانية
التي أدى قتلها إلى غرس أسوء أنواع المشاعر السلبية المريبة المفسدة، بلا انسانية نحن لا نكون بشرا،
قد أطلت كثيرا بالحديث ولكن إنقاذ انسانيتكم وبقائكم بشرا يستحق فعلا تلك المحاولة، انه يوم واحد فقط
ولكن قد يغير حياتكم كلها.. فما أجمل أن يكون الإنسان بانسانيته.
بقلم \ غاليه عبدالعزيز كمال