الرئيس اليمني يهتف لابناء الجنوب المحتل الوحدة او الموت

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.


الرئيس اليمني يشن هجوما عنيفا على ابناء الجنوب

يقول لهم الوحـــدة او الـــموت

الوحدة أو الموت!

أحمد عمر بن فريد
كان الرئيس اليمني قد كرر بطريقة انفعالية في خطاب ألقاه أمام دفعة متخرجة في كلية الشرطة، قبل شهر تقريبا، عبارة "الوحدة أو الموت"!. وذهب الرئيس منفعلا إلى حد كبير باتجاه هذا المعنى حينما طالب الخريجين بتكرار هذه العبارة خلفه أكثر من خمس مرات بصوت عالٍ ومتوتر، قبل أن يُلحق هذا الشعار بعبارات أخرى غير لائقة من نوعية (تفو عليهم).. أي على "الانفصاليين" على حد تعبيره، الأمر الذي أثار استياءً كبيراً في أوساط الجنوبيين بشكل خاص، فيما اعتبر كثير من المحايدين والمراقبين مثل تلك الخطابات المتشنجة نوعا من التحريض والتحشيد العدواني الشعبي تجاه شعب الجنوب ككل.
لم أحاول أن أعلق على مضامين ذلك الخطاب "المنفعل" والمأزوم في جوهره في ذلك الوقت رغم أن أكثر من صديق قد طلب مني ذلك، ولست بصدد تذكر ما جاء فيه أو حتى التذكير به من حيث هو كخطاب مكرر يعكس حقيقة الأزمة التي يعيشها النظام والرئيس شخصيا، ولكن اللقاء الصحافي الذي جمع الرئيس اليمني مؤخرا بثلاثة من أبرز الإعلاميين السعوديين أعاد إلى الذهن تلك العبارة الخطيرة التي نتحدث عنها: "الوحدة أو الموت"!
رئيس تحرير جريدة "الوطن" السعودية الأستاذ جمال خاشقجي، وهو أحد الإعلاميين الذين التقوا الرئيس صالح في ذلك اللقاء، كان الأكثر جرأة في طرح بعض الملاحظات والأسئلة المستحقة على الرئيس، ومن ضمنها كان تساؤله حول مشاهدته للوحة إعلانية كبيرة على الطريق المؤدي إلى القصر الجمهوري كتب عليها عبارة "الوحدة أو الموت" حيث تساءل رئيس التحرير باستغراب شديد عنها قائلا: سيادة الرئيس إنها عبارة مخيفة!
ولأنها عبارة مخيفة حقا وليست ذات معنى حضاري أو إنساني، ولأنها لا تعكس إلا حال هذه الوحدة المفروضة على شعب الجنوب بالقوة، وتجسد فكراً عنصرياً نازياً استفحل كثيراً في ذهنية صناع القرار في صنعاء تجاه أبناء الجنوب العربي، فقد أنكر الرئيس اليمني لبرهة قصيرة وجودها قبل أن يستدرك قائلا في لحظة ارتباك شديدة وقد تدفقت كل الدماء إلى وجهه: يبدو أنها لوحة من بقايا آثار حرب صيف 1994، الأمر الذي أثار سخرية الصحافي المنصف الذي أردف قائلا: نعم يا فخامة الرئيس، ولكن يبدو أن البلدية قد نسيت أن تزيلها!!
إن هذا الموقف المحرج الذي صنعه الرئيس لنفسه، يدعونا لطرح الأسئلة والملاحظات التالية: لماذا خجل الرئيس اليمني وأنكر أن هذه اللوحة المعلقة بعبارتها الخطيرة كانت من بنات أفكاره وإبداعاته وتجلياته الوحدوية الأخيرة؟ ولماذا لم يعترف بأنها قد نصبت مؤخرا وفقا لتعليماته الشخصية بعد خطابه التحريضي في كلية الشرطة وليست من بقايا أو آثار حرب احتلال الجنوب صيف 1994 كما قال؟! ولماذا لا يقر ويعلن بصريح العبارة، بأن هذه الوحدة تعني له شخصيا "الحياة" ودونها "الموت" للذين لا يريدونها.. والذين لا يريدونها -بحسب علمي وعلمه وعلم الفريق الإعلامي حتى- هم شعب الجنوب بأسره. ولكن الأمر وفقا لهذا الشعار ومعانيه ينبئ بأن على شعب الجنوب المسكين هذا أن يتقبل "الموت" برحابة صدر إن هو قرر رفض الوحدة اليمنية، لكي يحيا الرئيس وتبقى وحدته الميتة.
"الوحدة أو الموت" هو شعار الرئيس اليمني بكل تأكيد وقد أثبته (قولا وفعلا).. وهو أيضا شعار وهدف الأغلبية الساحقة من القوى السياسية وحتى الشعبية في الشمال وقد أثبتته هي الأخرى (قولا وفعلا) أيضا، ونحن في الجنوب لا نستغرب مثل هذه المواقف المرتكزة على أساس (نفعي) لا علاقة لها بالمطلق مع جملة الشعارات (الوطنية-العروبية) الفارغة التي يلوكونها كل يوم كلما جاء الحديث عن الوحدة، والتي تولد الانطباع المباشر للمرء العادي أو المراقب، وكأنما هؤلاء وقد أرضعتهم أمهاتهم جميعا (حليب الوحدة) بينما حرم شعب الجنوب من تلك الخاصية في طفولته الوطنية!
وبالمناسبة يمكن القول أيضاً إن شعار "الوحدة أو الموت" ليس شعار الرئيس صالح فقط أو القوى السياسية أو حتى الشعبية في الشمال، ولكنه في الحقيقة شعار جميع الذين يقفون بشكل علني ورسمي مع هذه الوحدة المزيفة القائمة على أشلاء الجنوبيين ودموعهم وعذاباتهم ولا يترددون عن إعلان ذلك والتعبير عنه، لأنهم حينما يدعمون موقف الرئيس ويقفون في وجه حق شعب الجنوب المشروع في الاستقلال واستعادة دولته السابقة، يتبنون -من حيث لا يعلمون- هذا الشعار (العيب) ويضعون أنفسهم في خدمته وتأصيله على الأرض، كما أنهم يضعون أنفسهم في جملة مواقف تتعارض تماما مع قيم إنسانية وسياسية أصيلة توجب احترام الإنسان وخياراته ناهيك عن خيارات الشعوب وقداسة نضالاتها الوطنية.
وفي ظني الشخصي أن الفريق الإعلامي السعودي كان يمكن أن يتعرف على حقيقة تطبيق هذا الشعار عمليا على أرض الواقع بقليل من الجهد الذي لم يكن ليرهقهم كثيرا وقد تجشموا عناء السفر في حال أكملوا رحلتهم جنوبا -300 كيلومتر فقط- باتجاه محافظة الضالع الجنوبية المحاصرة والتي تحولت بفعل هذا الشعار إلى ثكنات عسكرية متناثرة بكثرة على مساحة جغرافية صغيرة.. وهناك ستبدو اللوحة الإعلانية التي قيل إن "البلدية قد نسيت أن تزيلها" حقيقة قائمة بذاتها في كل شارع من شوارع مدينة الضالع وفي كل نقطة تفتيش وعلى سطح كل منزل يتمترس فوقه (قناصة الموت) المدربون على تنفيذ مهمات القتل بالرصاص الموجه بدقة إلى رؤوس الأحرار، أو في جيب كل مخبر مدني يتجول هنا أو هناك في مهمة من مهمات صناعة الموت وفاء للشعار الرئاسي الكبير.
كنت أتمنى على الفريق الإعلامي السعودي لو واصل طريقه جنوبا إلى ردفان الثورة والحبيلين وحوطة لحج الخضيرة حيث كان القمندان يبدع الفن على شذا الفل والكادي في بستان الحسيني أو في قصوره التاريخية الأنيقة، وهناك سيتعرفون على الكيفية التي استطاع بموجبها (جهابذة الوحدة اليمنية) تحويل القصور والحدائق الغناء بتاريخها وتراثها العريق إلى ملاذات آمنة للمواشي والكلاب الضالة!. والكلاب الضالة بالمناسبة يمكن أن تكون نوعية من البشر "العسكر" الذين جعلوا من حوطة الفن والثقافة والمجتمع المدني مدينة تتخضب بالدماء بديلا عن "الحناء" اللحجي الشهير في خضم تمردها على كل ذلك العسف والإلغاء والتهميش والبربرية.
ولعل المفيد في الأمر، أن الفريق الإعلامي السعودي ومن خلال تلك المقابلة الصحافية التي أجراها مع الرئيس قد تعرف على حقائق كثيرة كان يجهلها، ومن أهمها اعتماد الرئيس لمبدأ عدم الصدق في مواجهة الحقائق الدامغة، كوسيلة وحيدة للهروب من مواجهة الأسئلة الجريئة والصريحة، وهي صفة باتت معروفة وملازمة له في جميع أحاديثه وخطاباته السياسية الكثيرة جداً.. ولعل الأبرز في حديثه الصحافي هذا، قوله إنه إذا خرج 50 أو 100 شخص في مظاهرة جماهيرية في الجنوب، ضخمت بعض القنوات الفضائية ذلك، وأتت من أرشيفها بلقطات لمظاهرات سابقة خرج فيها ألفان أو خمسة آلاف شخص لتقول إنها حدثت مؤخراً كذباً وتزويراً للحقيقة!!
شخصياً أسجل عجزي التام عن فهم ماذا يريد الرئيس من مثل هذا القول الذي يعلم تماما ويعلم أن جميع من يراقب الوضع في اليمن يعلم هو الآخر (علم اليقين) أن مظاهرات الجنوبيين في المناسبات الوطنية تتجاوز في حشودها مئات الآلاف.. فكيف تتحول لدى الرئيس إلى مجرد 50 أو 100 شخص فقط!!.. هل يريد الرئيس بما يقوله أن يُجبر العالم أن يُكذِّب ما يشاهده بأم عينيه لأجل خاطره وخاطر شعار "الوحدة أو الموت".. وإذا كانت المسألة تتعلق بصور من (الأرشيف القديم) فلماذا إذاً أمر وزير الإعلام اللوزي رجاله بمصادرة جهاز النقل (الحي المباشر) التابع لقناة الجزيرة القطرية؟! أو ليس هذا الجهاز كفيلاً وحده بنقل الحقيقة حية على الهواء كما هي بدلا من استعانة القناة بصور قديمة من الأرشيف المزعوم تضخّم الأمور وتجافي الحقيقة!!
 

أناركي

عضو فعال
تراك أشغلتنا باليمن وأنا أخوك مع أنه ليس لدينا علاقة في شؤونكم الداخلية ولسنا معنيين باليمن سواءً كان موحداً أو منفصلاً.
 
أهلا و سهلا يالجنوبي
أهل الكويت يعرفون أهل الجنوب عدل و يحبونهم و ما ينسون العشره بالخمسينات و الستينات الى السبعينات لما كان بالكويت كثير منهم عايشين و يشتغلون و الله الشاهد انهم أمينين و رجال بمعنى الكلمه و كان عند الوالد رحمة الله عليه أثنين يشتغلون عنده و الوفا كان سمتهم ، ناس أهل حظاره و ثقافه و أدب بس الزمن ظلمكم و طيحكم تحت ايد الشاويش الخاين المجرم ، نسأل الله ان يفكم منه و تنعمون بالاستقلال عن قريب قول آمين .
تحياتي لك و لأهل اليمن الجنوبي
 

Org

عضو مخضرم
كفو عليه وزين يسوي بالحوثيين وعمتهم الزنديقه أيران
 

Nostalgic

عضو مميز
مغلق


38. منع اقتصار مساهمات أحد أعضاء منتدى الشبكة الوطنية الكويتية (في الشبكة السياسية والاقتصادية والشبكة الحرة) على النقل دون إبداء وجهة نظره في النص المنقول (مع استثناء الأخبار المحلية العاجلة).


و ينقل للقسم الصحيح.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى