بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخذت استراحة طويلة نوعا ما من جميع المنتديات والمدونات التي أكتب وأشارك بها , هذه الاستراحة عبارة عن فترة تنظيمية ومراجعة للنفس , ماذا قدمت ؟! وماذا كتبت ؟! لماذا دخلت المنتدى أساسا ؟! ما هي الرسالة التي أردت توجيهها ؟! ..
كل هذه الأمور وضعتها تحت المجهر وأخذت أدرسها شيئا فشيئا وجدت من الايجابيات والسلبيات الكثير , مررت في مراحل فكرية ونفسية ومزاجية مختلفة تارة نسبية وتارة أخرى على النقيض تماما , تحسرت على كثير من الأوقات التي خضتها وفرحت كثيرا من بعضها هذه هي الحياة عموما ولم نأت بشئ جديد انما هي تجارب تعطي خبرة لصاحبها سواء بالسلب أو الايجاب .
توصلت الى نتائج حتمية بطريقة الطرح وسوف أتخذها منهجا حديثا يختلف عن سابقه , محوره الأساسي هو طرح الثقافة الدينية بشكل حضاري لا يشبه الحديث في الأمور الخلافية بشكلها المعتاد .. !! كما لا يشبه الحديث في الأمور العقائدية ولا الأخلاقية والثقافية كما هو معهود .
أما بالنسبة للتطرق الى المواضيع السياسية فقد توصلت الى نتيجة حتمية هي عدم المقدرة للتوصل الى حكم نهائي أجزم من خلاله لما أراه لمسألة بسيطة وهي أن عوامل الترجيح التي من خلالها أقول أن هذا الشخص جيد أو لا , بعضها معلوم والآخر معدوم , فلا يمكن اطلاق حكم دون عوامل ترجيح وبما أن هذه العوامل ليست بتمامها فلا يمكن اطلاقا اطلاق حكم على أحد , فالمسائل السياسية سوف يتم التعامل معها على شكل مبادئ ومفاهيم عامة .
هذا المنهج الحديث الذي سوف أطبقه يعتمد على عنصر أساسي وهو الانسان وقيمة الانسان , فيحق لكل انسان أن يتعلم ويعلم ويعلّم , يقرأ , يفكر , يتدبّر , يتأمّل , يثقف نفسه بمبادئ انسانية لا يختلف عليها أحد , العنصر البشري مغفول عنه في المنتديات والمدونات بشكل رهيب بل ان أغلب من يتعامل مع العنصر البشري يتعامل معه على أساس طاقة بشرية ( عددية ) , فهمه هو العدد أو الكم ان صحّ التعبير , فكم من البشر معي هذا هو الأساس وهو ما يعبّر عنه الامام علي عليه السلام بالهمج الرعاع , فلا هم من قسم العالم الرباني ولا المتعلم على سبيل نجاة ؟!
النتيجة الطبيعية لكل منهج تكون عن طريق كيفية تطبيقه , فالعبرة دائما ليست بالمفاهيم بل بالمصاديق , أو ليس بالفكرة بل في كيفية تطبيقها بشكل يتسم بالموضوعية والحيادية والالتزام بالنظام الموضوع لها .
نهاية هذا المشروع أو المنهج لن يكون فرديا لكن نريد له أعوان , لا أستجدي من أحد بل من يتقبل ويفهم ويقتنع سوف يعمل بشكل تلقائي دون أن يكون تابعا أو متبوعا , فالقيمة الانسانية لا تصاغ بقالب أسود لا يقبل الألوان الأخرى , بل أبيض يقبل جميع الألون حتى تكون بيضاء ناصعة , ببساطة شديدة المنهج الذي سوف نتبّعه هو المنهج الاسلامي لصياغة الانسان كون المشاريع المطروحة أفقها ضيّق فكلها تتعلق بما يجوز أو لا يجوز دون التطرق الى المبادئ الاسلامية التي تصوغ الانسان , ان فكرة الاسلام ومن طبق الاسلام كان يهتم بالانسان وقد لخصها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ( انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فالهدف السامي الذي يسعى له الاسلام مغفول عنه تماما وهو ( الأخلاق و الانسان ) .
فتأمّل ..
:وردة: