كتبت جريدة القبس افتتاحيتها اليوم مؤيدة للاستجواب الرياضي المزمع تقديمه من قبل كتلة العمل الوطني، مطلقة عليه اسم "استجواب الإصلاح"!
ما يثير الإستغراب ليس وقوف القبس مع هذا الاستجواب أو ذاك، وإنما الشخصانية حتى في الإستجوابات.
كانت القبس قد وقفت ضد استجواب خالد الطاحوس المتعلق بقضية أم الهيمان، ووقفت ضد استجواب فيصل المسلم المتعلق بمصروفات ديوان رئيس الوزراء، ووقفت ضد الاستجوابات الأخرى إلى الوزراء مبررة ذلك بـ"ضحالة مضمونها واندراجها في أجندات سياسية واضحة" !
القبس ترى أن حياة 30 ألف مواطن ليست مهمة "ومضمون ضحل" !
القبس ترى أن رشوة النواب وفساد الذمم ليست مهمة "ومضمون ضحل" !
القبس ترى أن المال العام وحمايته ليس أمراً مهماً "ومضمون ضحل" !
أما استجواب الرياضة و"الطمباخية" فهو أمر مهم جداً ويفوق في أهميته القضايا السابقة، فالرياضة لدينا أهم من حياة المواطنين والمال العام وغيره من الأمور التافهة "الضحلة" ... فمنتخبنا ينافس منتخب البرازيل والرياضة هي شريان الحياة في الدولة!
تعالوا لنقلب الشريط على الوجه الآخر لنرى الأمور من زاوية أخرى، مقدمين الإستجوابات السابقة كانوا خالد الطاحوس وفيصل المسلم ومسلم البراك، وهم شعبي-اسلامي-شعبي، والذي يظهر واضحاً جليّاً في عدم اتفاق القبس معهم، أما مقدمين هذا الاستجواب العظيم فهم كتلة العمل الوطني "حبايب القلب" الذي سكتوا دهراً ونطقوا ... لن أقول كفراً وإنما فسقاً !
أين موقفكم يا كتلة العمل الوطني من الاستجوابات السابقة ؟
أين موقفكم من قضايا البلد المهمة؟
أين موقفكم من قضية الكهرباء والماء؟ أين موقفكم من قضايا الحريات التي تقمع؟ أين موقفكم من قضايا المال العام الذي ينتهك؟ أين موقفكم من قضايا المشاريع المتوقفة والمتعطلة؟ أين موقفكم من الفساد المستشري بالبلد؟ أين أين أين أين .... ؟
سكتوا دهراً عن كل هذه القضايا، وتخرجون اليوم بهذا الاستجواب الضعيف "والضحل" في مضمونه !
تقفز القبس في افتتاحيتها العجيبة إلى أبعد من ذلك، فهي تسبر أغوار النوايا وتبحر فيها لتكتشف أن نوايا مقدمي الاستجوابات السابقة لم تكن مصحلة البلد وتطبيق القوانين وإنما تطبيق أجندات سياسية معيّنة. بينما أعضاء كتلة العمل الوطني فهم حماة حمى الوطن، والصادقين، والحريصين على المصلحة العامة دون سواها ... وكيف لا يكون ذلك وهم "حبايب القلب" !
هل هناك "تصليع" أكثر من ذلك في الشخصانية ؟