1990

كروزر

عضو فعال
الوطن السعوديه :

بالأمس، يروي الكاتب الكبير، سمير عطا، فصلاً من تاريخه مع الكويت الشقيق، ثم يعرج على امتحان أغسطس من عام 1990، عندما أصر راحل الكويت وأميرها على البقاء في بلده بوجهة نظر تدور حول (صمود الشرعية). وفي المقابل من الضفة السياسية الأخرى، كان للعملاق الضخم، فهد بن عبدالعزيز رؤية النقيض وكان يلح ليوم كامل على أمير الكويت بالمجيء إلى هنا، لأن بقاءه ومن ثم الوصول إليه يعني (زوال الشرعية). وفي فترة لاحقة كان زميل دراستي، وزير الإعلام الكويتي السابق، يروي لي بعضاً من تفاصيل المرحلة: لحظة مغادرة الأمير الكويتي لقصره، كان اتصاله الأخير مع الملك فهد، وكان الأخير يأمر طاقم طائرته للذهاب إلى أقرب مدرج حول منفذ الخفجي لاستقبال زعيم الكويت على السجادة الحمراء كزائر دولة، لولا أن أمير الكويت كان يرفض الفكرة بشدة لمخاوف أمنية وهو يقول للزعيم السعودي: بقاؤك حياً في هذه الظروف فيه حياة لشعبين في زمن المحنة. وفي فترة لاحقة، يروي لنا الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، وقوف والده على التفاصيل الدقيقة لوصول أمير الكويت، ومنها حتى المسافة من الدمام إلى الخفجي، حيث هي ضعف المسافة من الكويت إلى ذات النقطة وكيف سيصل إليها أمير الشرقية في اللحظة المناسبة. يذكر الوزير الكويتي كيف كان فهد بن عبدالعزيز يقف حتى مع التفاصيل الشاردة، ومنها إصراره على رفع العلم الكويتي ولوحده على النزل والفنادق التي كان ينزلها أمير الكويت، وكيف استقبله في المرة الأولى بالسجادة الحمراء تحت طبول السلامين الوطنيين، وكيف ذهب إليه في المرة الثانية (ضيفاً) على أرض كويتية خالصة في مدينة سعودية. يقول الوزير الكويتي: بعيد الوداع البروتوكولي خطا فهد بن عبدالعزيز بضع خطوات نحو سيارته ثم استدار فجأة وعاد للأمير الكويتي ثم قال له كلمة واحدة، وإشارة واحدة: رفع سبابة اليمين مائلة فوق أنفه قائلاً: ستعود. تعرف الأرض كلها بعد ذلك تفاصيل القصة. لقد عاد الأمير الكويتي وشيء ضخم من تلك العودة لسبابة فهد بن عبدالعزيز ولكلمته (الواحدة) إنه فهد.

علي سعد الموسى

http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=1650


رحم الله الملك فهد بن عبدالعزيز وامير الكويت جابر الاحمد وادام التعاون والاخوه بين الدولتين بعيدا عن اهل الفتن.
 
أعلى