صلاح العلاج
عضو
دروازة بن علاج
أرجوك ابق يا سمو الرئيس...!
كتب صلاح العلاج
جملة «ارحل يا سمو الرئيس»! هذه الجملة الشهيرة التي باتت تتردد هذه الأيام ويرددها كالببغاوات الكثيرون مما يستدعي التساؤل هل هم على حق؟! لأنه بالنظر للتاريخ السياسي و المستوى الثقافي لبعض المتحدثين أو المرددين لهذه الجملة يتبين أن البعض يرددها فقط لأن الكتل في المجلس يرددونها من وقت لآخر، وهو يقولها أيضا ربما لكي يبين قائلها انه فاهم في الخبايا و بواطن الأمور وانه يجلس في دواوين «عروقها بالماي» فكان لابد له من نقل أو التحدث في الأمور التي تلامس الخطوط الحمراء من وجهة نظر «الربع بالديوانية» حتى يقال عنه فاهم و جريء و يشار إليه بالبنان ويصنف سياسي محنك!
ولننظر لمن يطالبون برحيل الرئيس حتى نعرف فالقاعدة تقول «اعرف الحق تعرف أهله»! فالحدساوية مثلا عندما كانوا كتلة كبيرة ومؤثرة في البلد أيام كان يا مكان في قديم الزمان وكانوا هم المتحكمون بالتعيينات والمناصب و خصوصا القيادات الوسطى لم نسمعهم يقولون جملتهم الشهيرة ارحل يا سمو الرئيس بل على العكس كانوا هم العون والسند والأهل و المستشار والعزوة! أما الآن وبعد أن تخلت عنهم الحكومة والكتل و الشارع الكويتي أصبحت الحكومة بنت ستين...! ولابد من رحيل رئيسها!
والله لا أدافع عن ناصر المحمد و«لست راضيا» أبدا عن المستوى التعبان الذي وصلنا إليه ولكن أن يسكت «الحدساوية» وغيرهم أيام المصلحة ويتكلمون الآن! فهذه لا تخفى على الكويتيين.! فبأي مذهب أو دين أو شرع أو عرف تفعلون ذلك.! فإن كان وضع البلد السيئ هو دليلكم على وجوب رحيله فأنتم من أعان وساهم من الأساس بذلك, فلماذا لم تتكلموا وتطالبوا برحيله آنذاك عندما كنتم في السلطة؟ «أليس الساكت عن الحق شيطان اخرس»؟!
مع العلم أنكم من يسيطر حاليا ومنذ زمن بعيد على القيادات الوسطى في البلد وان كان هناك فساد فالأولى أن تحصنوا بيتكم الزجاجي الهش أولا قبل مهاجمة الآخرين وأنصحكم بأن تتركوا غيركم يتكلم عن موضوع الحق والعدل و المساواة والحلال والحرام وكل الكلمات والتهم والأحكام الشرعية والقانونية وخصوصا باب المصلحة والمفسدة التي سبحانك يا ربي لا تتماشى ولا تتوافق و لا تطبق أو تثار بالصحف إلا بالتوقيت الذي يتناسب مع توجهاتكم و على حسب ما تقتضيه مصلحتكم!
والملاحظ الآن دخول عيال التجار في المجلس على الخط فقد انقلبوا وأصبحوا هم أيضا معارضة و يطالبون باستجواب و برحيل الرئيس! و السبب هو لأنه لم يقف معهم ولم ينفذ «مخططهم» للسيطرة على مؤسسات شعبية واقتصادية! كما أن هناك استياء وتذمرا هالايام ومطالبة باستجواب وزير الداخلية وطلب فتح قضية المزدوجين وقد يتحول أيضا مستقبلا لمطالبة برحيل الرئيس على خلفية التعامل الحكومي مع أزمة ياسر من النواب الشيعة في المجلس الذين كانوا يحلفون برأس ناصر المحمد أيام ما كان مواليا!
يا سمو الرئيس إن كان وجودك مزعجا لهؤلاء المصلحجية فأرجوك ابق! فما فائدة ان ترحل أنت ويبقون هم فإن كان رحيلك مستحبا فرحيلهم واجب و ضرورة!
خوش تنمية ..!
salah.alelaj@gmail.com
جريدة عالم اليوم - الكويت
العدد : 1138 بتاريخ: 30/09/2010
© www.alamalyawm.com