لكل عصر ولكل جيل ولكل مرحلة متطلباتها, وتختلف نوعية المطالب والمعارضة باختلاف المرحلة.
عندما تعيش في دولة فقيرة بها كثافة سكانية سيخرج لك من الشعب من هو نصير الشعب يتبني طرحهم, مؤكدا على غلاء المعيشة والفساد...الخ.
عندما تكون في دولة مثل الولايات المتحدة فإن طبيعتها من قوة عسكرية, واقتصاد قوي, ودورها كشرطي للعالم ستجد ان معارضتها تحوم حول السياسة الخارجية...والتسلح وشن الحروب.
عندما تعيش في الكويت وتجد ان هناك من يدفع لديمقراطية النخبة, وتجد التنفيع والسرقة والربادة والنوم بالعسل, فإنك ستجد المعارضين وإن كانوا ممن يمتلكوا العقارات والاراضي والاسهم, هم من يقول كفى نهب وتنفيع وتوزيع ثروة للمقربين من اصحاب القرار.
فامتلاكي للمال لايعني انتهاء مشاكل بلدي.
لذلك..هناك ثقافة حاول البعض زراعتها في عقول "السذج" وبأن الشعب الكويتي يملك بيت وسيارة جديدة فلا داعي للمعارضة, بمعنى آخر لم يستطعيوا قوله بصريح العبارة " دعوا العالم تعيش" وانتم شاركونا...او "بناكل وأكلوا معانا".
ولكنهم قالوا "معصي"..فبدأ نوع آخر من الموالاة التي لن نجد لها مثيلا إلا في الكويت...وهي موالاة تم صناعتها..تأثر من تاثر وآخرين لا زالوا يؤدون الدور جيدا.
موالاة..ترى ان من يعترض على سرقة أو تنفيع او مخالفة هي معارضة تخدع الشعب.
موالاة ترى أن التزلف والنفاق هي صكوك الوطنية, فهم اختصروا الوطنية بالاشخاص لانهم تربوا على عبادة الاشخاص.
موالاة او لنقل "دهاقنة النفاق" و"تياذرها السذج"...ترى ان يشرب الشعب "حليبه" وينام, وهم يذكرونني بمرافعة الممثل المصري القديم الذي ترافع امام المحكمة بكلام لا علاقة له بموكلة ثم ختمها قائلا: حضرات السادة القضاة اطالب بعدم اعدام موكلي لانكم لو حكمتوا عليه..حيزعل اوي".