الخطر الايراني على الخليج العربي

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
هذا الموضوع نقلته من أحد المواقع السياسية وحيث أنه أعجبني كثيرا حبيت إعادته في هذا المنتدى لعل الفائدة تعم الجميع
في عام 1820 كانت بريطانيا قد بدأت باستعمار الخليج ، فأخذت ايران تطالب بملكية البحرين اعتبارا من عام 1832 ، وعقد حاكم شيراز مع ( وليم بروس )الحاكم العام البريطاني في الخليج اتفاقية اعترف الأخير فيها بأن البحرين تابعة لأيران ، لكن هذه المعاهدة ماتت قبل أن ترى النور لأن الشاه وحكومة بومبى لم يوقعا عليها .

وعادت ايران تطالب بالبحرين عام 1840 - رغم أن الجزيرة عربية ويحكمها آل خليفة الذين ينتسبون الى ( عتبة ) – فرد ( لابردين ) وزير خارجية بريطانيا على هذه المطالب بتصريح نفى فيه أحقية ايران في الخليج أو في البحرين فأجابه ( حلنجى ميرزا ) رئيس وزراء ايران بمذكرة جاء فيها :
( ان الشعور السائد لدى جميع الحكومات الفارسية المتعاقبة أن الخليج الفارسي من بداية شط العرب الى مسقط بجميع جزائره وموانيه بدون استثناء ينتمي الى فارس بدليل أنه خليج فارسي وليس عربيا ) .

وفي عام 11/11/1957 أعلنت ايران الحاق البحرين بالتقسيمات الأدارية لأيران معتبرة اياها المحفظة الرابعة عشرة .
وفي عام 1958 خصصت مقعدين في (برلمانها ) للبحرين شغلهما : عبدالله الزبرة وعبد الحميد العليوات وهما من الأيرانيين الذين بليت بهما البحرين .
ونجحت ايران في منع البحرين من الأشتراك في منظمة الدول المنتجة للبترول ( الأوبك ) ،

ودأبت على عدم الأعتراف بجوازات السفر الصادرة من البحرين ، واذا دخل البحراني الى ايران يسحب منه جواز سفره ويعطى ورقة مرور داخلية ، ولن يستطيع الخروج اذا كان خاضعا لقانون التجنيد العسكري .

وما زالت البحرين تتعرض للضغط الأيراني حتى 14/8/1971 حيث أثبت الأستفتاء الشعبي رغبة البحرانيين في الحصول على الأستقلال ، وصادق مجلس الأمن على نتائج الأستفتاء ، وقبلت به ايران ، ولكنها كانت تتطلع الى بديل آخر سيأتي ذكره بعد قليل .

الأحواز وشط العرب :
تنفصل الأحواز عن هضبة ايران العالية بسلسلة جبال زاجروس لتكون امتدادا طبيعيا لسهل العراق . وفتحها المسلمون عام 17 ( 638 ) م أيام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وألحقت اداريا بالبصرة ، وكانت تسمى ( أهواز العراق ) كما ذكر صاحب معجم البلدان ، والفرس هم الذين غيروا اسمها لأنهم يلفظون الحاء هاء ، واليوم أسموها (عربستان ) و أخيرا اطلقوا عليها اسما فارسيا (خوستان ).

ونالت الأحواز شهرة واسعة أيام العصر العباسي ، وعانت كثيرا من أذى الزنج الباطنيين ، ثم تعرضت لهجمات المغول الذين دمروا معالم حضارتها وأراقوا دماء الكثير من أبنائها .. ثم أسس بنو أسد امارتهم في الجزء الشرقي من شط العرب 1690 ، وحرروا المنطقة من استعمار الفرس القاجاريين .

ونشأ نزاع بين الدولة العثمانية والدولة الفارسية حول الأحواز وشط العرب ، وتوسطت بريطانيا وروسيا بين الدولتين فتم عقد معاهدة اضروم الاولى عام 1821، و معاهدة ( أرضروم الثانية ) عام 1847 وبموجب

هذه المعاهدة نالت ايران مدينة المحمرة وميناءها وجزيرة الخضر ( عبادان ) ، كما نصت المعاهدة على حرية الملاحة للسفن الأيرانية في الشط من مصبه حتى نقطة التقاء حدود البلدين . ولكن سكان الأحواز رفضوا الأستعمار الفارسي ، وقامت ثورة بقيادة الحاج جابر الكعبي استمرت عشر سنوات ، وأرغمت شاه ايران سنة 1857 على الأذعان والأعتراف باستقلال الأحواز .

وعندما آل حكم المحمرة والأحواز الى الشيخ خزعل الكعبي وحد الأقليم تحت قيادته ، وعقد عدة معاهدات مع بريطانيا ، ووقف الى جانبها ، ووضع نفسه رهن اشارتها في الحرب العالمية الأولى .

وبعد انقلاب رضا خان سنة 1921 برزت الطماع الفارسية في الأحواز بأجلى صورها خاصة بعد أن تفجر البترول عام 1908 في مسجد سليمان .

وخشيت بريطانيا من ازدياد النفوذ الشيوعى بعد الحرب العالمية الأولى فصنعت عرش العسكري الغر رضا خان ، وقلبت ظهر المجن لصديقها الشيخ خزعل ، فقامت بقطع سبل المواصلات بينه وبين القبائل العربية في العراق .

وتحت حماية بريطانيا أرسل الشاه الجديد رضا خان جيشا للأحواز على رأسه الجنرال فضل الله فاحتل المنطقة وغدر بالشيخ خزعل واقتيد الى سجون طهران حيث هلك هناك ، ومما يجدر ذكره أن الشيخ خزعل شيعي رافضى ، وأطلق الفرس على الأحواز اسم ( خوستان ) بعد أن كانوا يسمونها ( عربستان ) . كان ذلك في عام 1925 م .

عام 1925 وحتى يومنا هذا والأحواز تئن تحت نير الأستعمار الفارسي الذي استخدم مع العرب السياسة التالية :

- محاربة اللغة العربية ، وفرض اللغة الفارسية على السكان العرب .
- نشر المذهب الشيعي بين السكان ، والتضييق على السنة منهم الى درجة تحديد المساجد ، أو عدم السماح ببناء المساجد في قرى السنة .
- يعيش السكان العرب حياة التخلف والحرمان والفقر والبؤس ، علما بأن المورد الرئيسي للأقتصاد الأيراني البترول الذي تدفق في الأحواز .
- وما اكتفت ايران بابتلاع الأحواز بل التفتت الى شط العرب ، وجددت المطالبة به حيث كانت تسير وفق القاعدة القائلة :
( خذ وطالب ) .

وبعد معاهدة ارضروم الثانية 1847 عقد بين البلدين ( بروتوكول )طهران لسنة 1911 ، وبروتوكزول القسطنطينية لسنة 1913 .. وأمام جشع ايران الذي لا ينتهي طرحت العراق القضية أمام عصبة الأمم المتحدة التى أوصت بحل الأمر عن طريق المفاوضات المباشرة ، فتم عقد معاهدة 1937 بين البلدين ، وبموجب المعاهدة الجديدة حصلت ايران على مكسب جديد فأخذت سبعة كيلو مترات مقابل عبادان مع الأحتفاظ بالمعاهدات السابقة ، واعتبار هذه المعاهدة الشكل النهائي للحدود بين البلدين .


وفي 19/4/1969 أعلنت ايران من طرفها وحدها نقض معاهدة 1937 ، وهددت بالجوء الى القوة ان لم تتحقق مطالبها .

وما زالت المشكلة قائمة بين البلدين ، بل لو حصلت ايران على مكاسب جديدة في شط العرب فأن القضية لن تنتهي لأن حكام طهران يصرحون حينا ، ويلمحون أحيانا بأن الحد الفعلي بينهم وبين العراق نهر دجلة ، وجنوب العراق كله لهم لأن فيه عتباتهم التي يسمونها مقدسة ! ! .
الجزيرة العربية المحتلة :
في 13/8/1971 وافقت ايران على استقلال البحرين ، وتنازلت عن المطالبة بها ، وفي 30/11/1971 غزت ايران عسكريا وتحت الحماية البريطانية ثلاث جزر عربية : طنب الكبرى ، وطنب الصغرى التابعتين لأمارة رأس الخيمة ، وجزيرة أبو موسى التابعة لأمارة الشارقة ، وشرد سكان هذه الجزر الى امارات ساحل عمان .

واحتلال ايران لهذه الجزر الثلاث بعد ثلاثة أشهر من تنازلها عن المطالبة بالبحرين دليل ظاهر على أن ايران استبدلت صفقة بصفقة أخرى ، علما بأن احتلالها لهذه الجزر جاء قبل انسحاب بريطانيا من الخليج بثمان وأربعين ساعة فقط .

وأهمية هذه الجزر ليست بمساحتها ولا بعدد سكانها وانما بموقعها الأستراتيجي عند مضيق هرمز . ومما يجدر ذكره أن 75% من النفط العالمي يمر من هذا المضيق ومنه 18% للولايات المتحدة الأمريكية و52% من استهلاك أوروبا و75% من استهلاك اليابان ، وفي كل (11) دقيقة تعبر ناقلة ضخمة في هذا المضيق تحت حماية ومراقبة البطاريات الأيرانية ، علما بأن عرض المضيق لا يزيد على عشرين ميلا . ومن مضيق هرمز تمر
شاحنات النفط العراقي والكويتي والسعودي والقطري ونفط أبو ظبي إضافة للنفط الايراني.
ومن هنا تبدو أهمية احتلال ايران لهذه الجزرالثلاثة ، ولماذا قوبل الاحتلال ببرود وتعتيم اعلامي من قبل الجانب العربي .

وهناك جزر عربية استولت عليها ايران دون أن يثير استيلاؤهم أية ردة فعل ومنها : جزيرة ( صرى ) الواقعة بين أبو ظبي والشارقة في عام 1964 وأشادوا فيها مطارا حربيا مهما ، وجزيرة هنجام القريبة من رأس الخيمة في عام 1950 وكان حاكمها أحمد بن عبيد بن جمعة المكتوم وعدد سكانها ستة آلاف نسمة لجأ بعضهم الى رأس الخيمة والباقي الى دبي والبحرين .
واحتلت ايران كذلك جزيرة ( الغنم ) التابعة لعمان لأنها واقعة على مضيق هرمز .

وتطالب بثلاث جزر في الكويت ، وترى أن حدودها مع العراق والكويت والسعودية ليست نهائية ، وفي عام 1966 جرت محادثات بين ايران من جهة والسعودية والكويت من جهة أخرى من أجل الجرف القاري والجزر الكويتية التي تطالب بها"2" .

خطتهم خلال نصف قرن :
بدأ الايرانيون بغزو الخليج منذ مطلع القرن الرابع عشر الهجري ، وضاعفوا هجرتهم بعد الحرب العالمية الثانية ، واتبعوا من أجل تحقيق أهدافهم الخطة التالية :
1_ تعاونوا مع الانجليز :
وكان تعاونهم ظاهرا في كل مكان من الخليج ومن الأمثلة على ذلك أن رئيس تنظيم الايرانيين في البحرين المدعو غلوم ا. ز كان يعمل طباخا في دار الاعتماد البريطاني ، وأصبح خلال عشر سنين من كبار تجار وإقطاعيي البحرين ووكيلا للبوارج البحرية في ميناء سلمان علما بأن دخوله للبحرين كان في عام 1950 .

وفي دبي كانت هناك عصابة من الايرانيين يتزعمها الميجور البريطاني لوريمر ، وفي قطر كان نادى ( تاج ) مركز تجسس وتخطيط يرتبط بدار الاعتماد البريطاني .

2_ إقامة صلات قوية مع شيوخ الخليج :
كثير من الايرانيين الذين يعملون في الخليج تجار وأصحاب مؤهلات ، ويعرفون نوعية الأعمال التي يرغبها شيوخ الخليج ، ولهذا فهم شركاء للشيوخ ووكلاء لهم في تجارتهم وأعمالهم ومن كبار التجار الذين برزوا في هذا الميدان في الخليج :
البهبهاني ، الكاظمي ، المزيدي ، سليمان حاجي حيدر _ لارى وأولاده ، عبد الرضا

اسماعيل اشكناني ، محمد صادق خليل لارى ، أكبر رضا ، فريدوني ، قبازرد ، معرفي ، بوشهري ، دشتى ..
وصحيح أنهم يحققون مكاسب مادية من وراء علاقاتهم مع الشيوخ ، ولكن الأهم من هذا كله المكاسب السياسية التي جاء كثير منهم من أجلها .

3_ الأيدي العاملة :
تدفق على الخليج عدد كبير من الأيدي العاملة الايرانية ، بعضهم جاء بطرق مشروعة وساعدهم في الاقامة التجار الايرانيون ، الذين أصبحوا مواطنين من أهل الخليج بل وكلاء وشركاء للشيوخ .
وبعضهم تسلل عن طريق البحر وكان الطريق آمنا لهم لأن معظم قوات الأمن البحرية من الشيعة .
واستفاد العمال الايرانيون من الفراغ الذي كان يعيش فيه الخليج بعد الحرب العالمية الثانية فحسنوا أوضاعهم المادية ووجدوا من كبار التجار كل دعم ومعونة ، ففي قطر كان كبار التجار الايرانيين يقدمون لكل ايراني قادم قرضا مقداره (3000) روبية ، وكان هذا المبلغ كافيا لتأسيس محلات صغيرة

4_ احتكار بعض الأعمال :
يتولى التجار الايرانيون السيطرة على عدد كبير من الشركات أبرزها : استيراد المواد الغذائية ، استيراد الخضار ، أعمال الصيرفة .
ويحاول السيطرة على تجارة الجملة والاستيراد ، كما يسيطرون على المخابز القديمة ، وعلى معظم محلات البقالة ، ويحاولون امتلاك أكبر مساحة ممكنة من العقارات السكنية

والأراضي الزراعية ، وتجارة السجاد والنجارة .
ويتجول الانسان في الخليج في أسواق كاملة فلا يجد فيها عربيا واحدا ينافس الايرانيين ، بل لا يستطيع انسان لوحده أن ينافسهم لأنه سيجد نفسه أمام خطة لا طاقة له عليها .. هذا ويلاحظ المشتري مدى الترابط بين التجار الايرانيين في السعر فمن أول السوق والى نهايته سيجدهم يتوقفون عند كلمة واحدة في سعر الحاجة ، وهذا انما جاء نتيجة اتفاق بينهم ، كما أنه نتيجة تحكمهم بأقوات الناس وحاجياتهم الضرورية .

5_ التسلح :
يقوم الايرانيون المستوطنون في الخليج بتجارة الأسلحة ، ويقبل أبناء جلدتهم على شرائها والتدرب عليها ، وهذا الأمر يعرفه أهل الخليج ولم ينقطع خلال نصف قرن :

ففي البحرين اكتشفت السلطات في عام 1961 كمية كبيرة من الأسلحة في بيت
( سر دار ) ايراني . ثم اكتشفت أسلحة في بيت ايراني آخر كان يشتغل عامل بناء ، وتبين أنه ضابط في الجيش الايراني وكان ذلك في صيف 1961 .

وفي 25/1/1965 ضبطت أسلحة عند أربعة من الايرانيين أثناء دخولهم لقطر ثم غطيت قضيتهم لأن الأسلحة كانت مستوردة لبعض التجار الايرانيين الذين حصلوا على الجنسية القطرية وصار لهم شأن كبير عند علية القوم .
وفي الكويت اكتشفت السلطات كميات كبيرة من الأسلحة أهمها :
مخبز ايراني في السالمية عام 1965 تم اكتشاف الأسلحة في المخبز اثر انفجاره ، كما اكتشفت السلطات مستودعا للأسلحة داخل مخبز ايراني في المرقاب ، وناهيكم عن الأسلحة المهربة عن الطريق البحري والقليل منها الذي يصادر أما معظمه فيدخل الخليج ويوزع ، لأن معظم قوات الأمن البحرية من الأيرانيين خاصة والشيعة عامة .

وفي دبي تهرب الأسلحة داخل صناديق ادوية مرسلة من ايران لطبيبين مشهورين في دبي.. وفي معظم مناطق الخليج صاروا يهربون الأسلحة عن طريق صناديق الأدوية ! ! ففي عام 1964 اكتشفت السلطات البحرانية أسلحة ضمن صناديق أدوية مرسلة لصيدلية (جعفر) في المنامة ، ومرة ثانبة كانت مرسلة للتاجر المعروف ع. دشتى .

6_ التنظيم :
يؤدي الايرانيون في الخليج دورهم بشكل منظم ، ومن أشكال هذا التنظيم صلاتهم القوية مع شيوخ الخليج وسيطرتهم على معظم الأعمال التجارية _ كما أسلفنا _ ، وهناك صور أخرى لأنشطتهم وتنظيمهم أهمها :
( أ ) تسلل الايرانيين الى أجهزة دويلات الخليج الحساسة :
كجهاز الهجرة والجوازات والجنسية ، وجهاز الشرطة والأمن _ أي المباحث سواء كانت مباحث جنائية أم سياسية -، وجهاز البلديات وبصورة أخص ( الطابو ) ، ودائرة الجمارك ، والشركات المهمة كشركات البترول ، ودوائر الاعلام والجيش .
( ب ) النشاط الحركي الجماعي السري :
وهذا النشاط يشمل جميع الايرانيين مهما علت وظائفهم ، ويلمس الانسان في الخليج تعاونهم في أي مؤسسة أو وزارة يتواجدون فيها ابتداء من ( المستخدم ) وانتهاء بالوزير ومن أوكارهم التي كشفت عام 1964 مزرعة في رأس الخيمة لأحد الأطباء الايرانيين ، ويتوافد على هذه المزرعة الايرانيون من مختلف ساحل عمان فيعقدون اجتماعات دورية ويصل عددهم الى مائة وخمسين تحت حراسة مشددة وسرية ، وفي المجال العسكري يعتمدون على التنظيم الهرمي .
وكان يقوم بمهمة تدريب الايرانيين في ساحل عمان الضابطان ( رستم وبختياري ) ، وكانا يقومان بمهمتهما قرب مطار دبي القديم أحيانا ، ورغم علم السلطات بذلك لم يتوقف النشاط لأن الميجور البريطاني ( الويمر ) كان على كصلة قوية مع الايرانيين ، وكان يمدهم بالعون المادي والمعنوي .. كان ذلك في عام 1964 .

( ج ) دور الحسينيات :
اتخذ الايرانيون من الحسينيات مراكز لأنشطتهم المريبة ، وكانوا يبنونها على طريقة القلاع ، وفي الشهر الرابع من عام 1965 هاجمت الشرطة القطرية حسينية ( الجهرمية ) بعد منتصف الليل فوجدوا داخلها أكثر من عشرين ايرانيا يتدربون على حرب العصابات ، وضبطوا عندهم كثيرا من الأسلحة ، ولم تتخذ السلطة ضدهم أي اجراء .

( د ) العقارات :
يهتم الايرانيون والشيعة عامة في الخليج بشراء العقارات ، ويختارون المناطق والأماكن الحساسة داخل المدن ، واذا عجزوا عن شراء بيت من البيوت قاموا بحرقه لإجبار صاحبه على بيعه ، ففي عام 1964 اكتشفت السلطات في ساحل عمان عصابة لحرق البيوت يتزعمها الميجور البريطاني ( الويمر ) وعضوية مجموعة من أفراد البوليس السري الايراني العاملين في ساحل عمان ، ومن بين الايرانيين الذين قبضت عليهم السلطة


المدعو ( يعقوب حاجي داود ) ، وقد قبض عليه وهو يحاول اشعال النار في حي قرب سجن ( نايف ) في دبي ومعه زجاجة بترول وصندوق ثقاب ( كبريت ) ، وأوقف في السجن يوما واحدا ثم أفرج عنه .

ان الخطوة الأولى عندهم شراء العقارات والعمارات ، أما الخطوة الثانية فهي الاستقلال بأحياء لهم ، ومن أجل ذلك يبتاعون منازل السنة بأثمان باهظة أو يبادلوهم البيت ببيت آخر في حي أفضل وبشرط مغرية ، ويستخدمون جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة ، وفعلا نجدهم استقلوا بأحياء كانوا قبل سنوات غرباء فيها ، وهم بعد ذلك مستمرون في زحفهم .

وهذه الطريقة نفسها استخدمها اليهود في فلسطين والموارنة في لبنان ، والنصيريون في ساحل بلاد الشام وفي مدينة حمص ، والمسلمون لا أقول نيام وكفى بل نجد معظمهم أدوات يستخدمها أعداء الاسلام من أجل تحقيق أهدافهم .

( ن ) الجنسية :
خطط الايرانيون والرافضة بشكل عام من أجل الحصول على الجنسية في الخليج ، وكان لهم ما أرادوا لأنهم استغلوا الفراغ الذي كانت تعيشه منطقة الخليج بعد الحرب العالمية الثانية ، فالمنطقة كانت تشكو من قلة السكان كما أنها تشكو قلة اليد العاملة .

وكان شيوخ الخليج يتساهلون في منح الجنسية ، ويستطيع كل انسان أن يبتاعها لقاء مبلغ من المال وكان معروفا في ساحل عمان أن ثمن الجنسية بين 50 الى 500 روبية ، ولا نريد العودة الى المرحلة التي تلت الحرب العالمية الثانية بل الى بداية السبعينات :نشرت صحيفة الجمهورية العراقية بتاريخ 25/5/1971 الخبر التالي :
ذكرت جريدة الخليج الصادرة في الكويت في 24/5/1971 أن احدى الامارات العربية باعت أربعة آلاف جواز سفر مستوفية لجميع الشروط الى احدى الدول المجاورة المعادية للقضايا العربية _ أي ايران _ . وقالت أن هذه الخطوة تأتي نتيجة تعامل واضح مع سلطات تلك الدول لتمهيد غزو بشري خطير للمنطقة لصالح تلك الدولة .
ويذكر أن نسبة الايرانيين في امارة دبي تبلغ 70% تقريبا من مجموع السكان العام الذي يبلغ حوالي 100,000 نسمة . وتعتبر دبي من ناحية التعداد السكاني أكبر امارت الخليج العربي .

اذا كانت الجنسيات تباع بالآلاف في السبعينات وشيوخ الخليج أغنياء فكيف كان الحال في الأربعينات والخمسينات ، والسيطرة للانجليز المتواطئين مع ايران ؟! .

ويحدثنا المطلعون أن سلطات دبي الى عهد قريب لا تسأل القادم عن جنسيته ، وإنما تهتم بالتأكد من دفعه للرسوم المطلوبة ، وعن هذا الطريق وغيره استطاع عدد كبير من الايرانيين من الحصول على الجنسية في بلدان الخليج ، وبات من المألوف أن يرى المرء سيارة أنيقة أو مسؤولا كبيرا أو جمعا من أبناء الخليج مجتمعين وصوت المذيع في اذاعة طهران الفارسية يلعلع بينهم ، إنهم يعيشون بأجسادهم في الخليج أما قلوبهم وعقولهم ففي طهران !! .

وما زالوا ورغم كل ما حدث المفضلين على غيرهم في منح الجنسية ، ذلك لأن لهم موظفين في ادارة الهجرة والجوازات ، ولأن لهم أنصارا في لجنة منح الجنسية ، ولهم وساطات عند علية القوم .ونتيجة لخطتهم السابقة أصبحوا نسبة لا يستهان بها الخليج ، صحيح ليس هناك احصائيات دقيقة ولكننا نستطيع أن نحدد نسبتهم على الشكل التالي بناء على كثير من المعلومات :
ففي البحرين نسبتهم تقارب 50%
وفي دبي نسبتهم تقارب 70%
وفي الشارقة نسبتهم تقارب 50%
وفي رأس الخيمة نسبتهم تقارب 20%
وفي الكويت نسبتهم تقارب 20%

وفي قطر عددهم ليس قليلا وان كنا لا نستطيع أن نقدر نسبتهم أما امارة عجمان وأم القيوين والفجيرة فنسبة المواطنين من الايرانيين قليلة جدا .
ونسبة الرافضة في العراق تقارب 50%

أما في المملكة العربية السعودية فالرافضة يتواجدون في بعض مدن المنطقة الشرقية ، وبشكل أخص في الأحساء _ عاصمة أجدادهم القرامطة _ وفي القطيف ، ونسبتهم في الأحساء تقارب 50% من السكان أما القطيف فتكاد تكون مدينة شيعية ، وتبقى نسبتهم في السعودية قليلة جدا لولا أنهم يتواجدون في منطقة النفط التي تطل على الخليج .

ومما يجدر ذكره أن الرافضة تمكنوا من نشر دعوتهم في أوساط السنة منذ 150 سنة ، وساعدهم على ذلك قوة تنظيمهم وما لديهم من امكانات مادية ودعائية ، وضعف السنة وخاصة القبائل _ الأعراب _ .
ومن القبائل التي تشيعت في العراق :
الخزاعل ( منذ 150 سنة ) ، وتميم ( منذ 60 سنة ) ، وزبيد ( منذ 60 سنة ) ، وكعب ( منذ 100 سنة ) ، وربيعة ( منذ 70 سنة ) ، ومن القبائل الأخرى التي تشيعت : ألبو محمد ، وبنو عمير ، والخزرج ، شمر طوجا والدفافعة وبنو لام ، وآل أقرع والبدير وعفق والجبور والشليحات"6" .

ولم يقتصر نشاط الشيعة على القبائل البدوية بل ركزوا على المدن ، ولقد أصبحت لهم أحياء كثيرة في بغداد بعد أن كانوا أقلية ، وصار من السهل على كل من يزور العراق أن يعلم أن شبابا من عائلات سنية عريقة تشيعوا قبل أقل من 100 سنة .

أوضاعهم الاقتصادية :
قمت قبل بضع سنين بزيارة الكويت ، وكنت أسمع وأقرأ عن تغلغل الايرانيين في حياة أهل الخليج الاقتصادية ، وانتهزت مناسبة الزيارة لرصد هذه الظاهرة ومشاهدة الحقيقة عن كثب فاستعنت بصديق كويتي فأكد لي صحة ما كنت أسمع وأقرأ .
قلت له : كيف تساعدني على رؤية هذه المظاهر ؟
قال : الأمر في غاية السهولة ، وما علينا إلا أن نقوم بجولة في الأسواق والمحلات التجارية.
ووافقته على عرضه وبدأنا جولتنا بسوق الصيارفة ، ومكثنا فترة ليست قصيرة وما تركت ( دكانة ) إلا وقفت عليها فتأكدت أنهم يسيطرون على السوق سيطرة كاملة فالباعة معروفون بسحنات وجوههم ، ولكنتهم الأعجمية . قد يجد الزائر بائعا عربيا ، ولكنه لو دقق النظر وسأل لعلم أنه موظف لدى صاحب المحل الايراني .

ولما كان سوق الصيارفة قريبا من سوق المجوهرات داخل مدينة الكويت القديمة ، عرجنا عليه فوجدنا أن نسبتهم في هذا السوق كبيرة جدا .
ومن سوق باعة المجوهرات انتقلنا الى سوق باعة المواد الغذائية في منطقة الشويخ ، وتجولت في هذا السوق من أوله الى آخره فعلمت أنهم يسيطرون على السوق ونسبتهم فيه تزيد على 90% ، وتأكدت أنهم يفرضون على الناس أسعارا معينة ، ولا يستطيع تاجر من التجار أن ينافسهم بها ، والذي ظهر لي أنهم يتفقون فيما بينهم سلفا على الأسعار ويكون هذا الاتفاق نتيجة ترابط وتنظيم بينهم .

ثم زرنا سوق الخضار الذي يجاور سوق باعة المواد الغذائية فوجدت أن جميع باعة الخضروات من الايرانيين ، ويشاهد كل من يزور هذا السوق كل بائع وهو ممسك ب ( راديو ) صغير ويستمع الى اذاعة طهرا بالفارسية . هذا بالنسبة الى باعة المفرق أما باعة الجملة فهم خليط ونسبة الايرانيين بينهم ليست قليلة .

قلت لصديقي : وهل هذه المجالات الوحيدة التي يسيطرون عليها ؟! .
فأجاب :
هذه بعض المجالات ، وهناك مجالات أخرى لم ترها ومنها :
_ المخابز التي تصنع الخبز العربي فلا يشاركهم فيها أحد ، وأهل الكويت يفضلون هذا النوع من الخبز على غيره .

_ محلات بيع السجاد معظمها منهم سواء كان ذلك بالجملة أم بالمفرق .

_ محلات البقالة الصغيرة في الأحياء والقرى معظمها من الايرانيين ، وهم أنجح من غيرهم في هذه الأعمال لأن الايرانيين يسيطرون على تجارة استيراد المواد الغذائية ، وتجار الجملة يبيعون بني قومهم بأسعار أقل من الآخرين .
_ كثير من محلات النجارة لهم .
_ عمال الميناء وسائر الخدمات في الميناء يسيطرون عليها .
_ الوكالات : وكالات السيارات ، وكالات المواد الصناعية ، وكالات أملاك الشيوخ وعماراتهم ومزارعهم وشركاتهم .

ومضى صديقي قائلا :
ليكن معلوما لديك أن تاجرا ايرانيا كالبهبهاني يملك أكثر من (400 ) وكالة لاستيراد وتوزيع المواد الكمالية والضرورية ، وأنه من أكبر تجار البلدان العربية ، وفي كل من منزله ومكتبه شبكة للاتصالات الخارجية يستخدمها دون العودة الى وزارة المواصلات ، ووكالات هذا التاجر في البلدان الأجنبية تكاد تتحول الى سفارات تابعة له ، وهو بعد هذا كله شريك للأمير ووكيل لأملاكه ، وهذه الوكالة أعطته قوة سياسية اضافة الى قوته الاقتصادية ، وامكاناته كلها مسخرة لخدمة الجالية الايرانية الذين يملكون منهم الجنسية الكويتية والذين لا يملكونها .قلت لصديقي :
لعل البهبهاني من الظواهر الشاذة ، والشاذ لا حكم له !! .
فأجاب :
هناك عائلات ايرانية كثيرة تلعب دورا في حياتنا الاقتصادية منها :
قبازرد ، الكاظمي ، معرفي ، الهزيم ، بهمن ، بوشهري ، المزيدي ، مقامس ، مكي ، دشتي ، الصراف .

وتستطيع أن تتبين أثر الشيعة في حياة الكويت الاقتصادية اذا تجولت في الأسواق في يوم عاشوراء ، ستجد عندئذ أن معظم الأسواق مقفلة وكأن هناك عطلة رسمية .
قلت لصديقي المطلع الأريب :
وأين المسلمون في بلدكم من هذا التخطيط الرهيب ؟! .

فأجاب :
كثير منهم شغلته أمواله وأولاده ، وبعضهم يفكر بعقول أكثر فراغا من قلب أم موسى ، وقليل منهم مدرك للواقع لكنه عاجز عن صنع أي شيء .

ليست الأندلس آخر مأساة في تاريخ أمتنا !! .

منقول
 

طيار ركن

عضو بلاتيني
ايران مامنها خطر

الخطر من اذنابها وحثالتها اللي عايشين معنا ومندسين بيننا وولائهم لامهم المجوسية
 
جزيرة كيش الأيرانية هي أرض عربية كانت تسمى قيس وأحتلتها إيران وهي من أجمل الجزر في العالم طبيعة تجنن فيها والدخول إليها بدون تأشيرة فقط للجزيرة لأنها سياحية وللأسف مليانة سواح إماراتيين حسب ماسمعت وهم اللي محتلين جزرهم
 

ناشد الود

مشرف سابق
38. منع اقتصار مساهمات أحد أعضاء منتدى الشبكة الوطنية الكويتية (في الشبكة السياسية والاقتصادية والشبكة الحرة) على النقل دون إبداء وجهة نظره في النص المنقول
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى