التنمويون الجدد و مسمار جحا

يحكي اباحدي القصص العربيه التراثيه الخالده بأن الشخصيه الظريفه جحا قد عرض منزله للبيع


وعلي ذلك قامت اسرة اخري بشرائه منه وكان يوجد بصدر البيت الداخلي مسمار ضرب بالحائط


وبعد بيعه منزله بايام اتي جحا الي منزله القديم طرق الباب ليخرج له المالك الجديد فأخبره جحا


بأنه يوجد بالمنزل مسمار بالحائط قد قام بتثبيته جده الأكبر وانه لايطيق فراقه كونه يذكره بتلك اليد


العزيزه التي قامت بتثبيته فسمح له صاحب المنزل الطيب بذلك فاخذ جحا من وقته مااخذ وهو

يتمسح ويبكي ويبدي العبرات والنحيب وعبارات الرثاء وجمل الرحمه علي روح جده المرحوم ..


بعد ذلك اخذ جحا بين فترة وفتره يقوم بزيارات " مكوكيه" للمنزل وبالتحديد لذلك المسمار


مما اثار استياء و تذمر صاحب النزل ومالكه الجديد من جحا ومن مسمار جده الذي علاه الصدأ


وعزم علي خلعه والقائه خارج المنزل ... وذهبت تلك القصه مثلا ( مسمار جحا ) .


التنمويون الجدد سواء كانوا اعضاء في الحكومه ام اعضاء في حركات مستفيده كحسد او من


بقية الطبقه اياها اتخذوا ( مسمار) التنميه والبكاء عليه والنياح والعويل وسيلة توصلهم لغاية


وهدف نصب اعينيهم الا وهو الأستئثار بالسواد الأعظم من الميزانيه او الفائض النفطي


الذي يقسم بالعدل والقسطاس بينهم وبين دول الخارج وانظمة عربيه لكي يدعموا استثماراتهم


الخاصه هناك عبر تسهيلات مقدمه نظير الأموال والهبات الحكوميه من اموال الشعب !!


لا ازال اتذكر اللقاء التلفزيوني مع راس وقطب التنميه المزعومه الحميضي وهو يشرق


ويغرب بالتحليل واضعا جهاز حاسوبه امامه بالبرنامج التلفزيوني المفبرك ليبكي ويتباكي


علي مشروع اسقاط القروض او الفوائد عن المواطنين ويتمسح بمسمار التنميه الصدئ


وبالتاكيد وبواقع الحال لن نري كمواطنين لا عنب الشام ولا بلح اليمن من تنظيراتهم


التنميه بمفهوم التنمويون الجدد تلامس كل جوانب مصالحهم التجاريه والماليه


ولكنها دائما وابدا بعيدة كل البعد عن واقع المواطن المعيشي الملموس ...


قطار التنميه المزعوم لدي التنمويون الجدد هو ان يأتي عن طريق " سكتهم الحديديه"


فقط ولاتوجد طرق جديده .


ظهر بالفترة الأخيره تنمويون جدد ذوي مسحه دينيه ظاهره لاتلامس باطنهم


منظمين تنظيم لصالح وفائدة دائره محكمه اجادوا التمثيل علي المواطن البسيط


فوصلوا الي الكراسي البرلمانيه ومن ثم انضموا الي اروكسترا التنميه ليزداد


قوة اللحن النشاز .. هؤلاء الأخرين لم نشاهد وايضا لن نري ونسمع اي مقترحات


لمقدمة منهم للنهوض بالواقع المعيشي اوالسعي للتخفيف عن كاهل المواطن


الغلاء والديون التي اثقلت كاهله بينما الطفره النفطيه والعوائد الماليه التي


حظي بها اقتصاد الوطن بشكل لم يسبق له مثيل بل اصبحت الكويت الاولي


بالوفرة الماليه حسب التقارير الصادره من جهات ماليه دوليه تلك الطفره والوفره


لم تظهر الي علي اولئك التنمويون الجدد بشقيهم المحافظين او مايطلق عليه اسلاميين جوازا


فكم وكم من اولئك العينات قد عمر وانشأ العمارات والمجمعات التجاريه بفضل السياسه


التنمويه العرجاء العوراء التي لاتري بتلك الكلمه سوي جانب واحد ..


التنمويون الجدد لامانع لديهم بأقراض ووهب ومنح واعطاء عشرات الدول مئات المليارات


بل اسقاط وجدولة بعض القروض عن دول اخري ولكن عند شأن يختص بالمواطن نراهم


يبرزون انيابهم ويشحذون مخالبهم وان لزم الأمر والموقف تهطل دموع التماسيح من اعينهم


علي ماسموه " تنميه" .


بدول العالم المتقدم المتحضر ما الوزير الا موظف يدير شئون المواطن الماليه او المعيشيه


ويحرص علي حسن ادارة اموال الشعب ويساير ذلك مراقبه شعبيه عبر نواب منتخبون عن كل


شاردة ووارده ويسئلون عن كل فلس يصرف بغير وجهه حق بينما بالعالم الثالث منصب الزير


بنسبة 100% هو تشريف لاغير ويتصرف كأن اموال الشعوب ورث عائلي او خزينه لعصبه


من المحافظين والتجار فقط لاغير ولايخلو الأمر من نواب وصلوا ( بالخديعه والكذب ولبس لبو س

خادع) لكي يسايروا هؤلاء ..


علي كل حال لو سئلت اي مواطن بسيط عن رايه بماجاء اعلاه لقال لك ( الطاسه ضايعه ) ..!!


مفهوم التنميه لدي " التنمويون" الجدد لاتتدعي بناء الابراج الخاصه والمشاريع التجاريه وفتح الباب


علي مصراعيه للمستثمرين الاجانب و تشجيع الجانب ( السياحي من وجهة نظرهم لتلك الكلمه )


اما المواطن البسيط فلابواكي له ونكاد نري ذلك في 3 دول خليجيه الكويت و السعوديه وامارة دبي


حيث تم الأمر براسماليه وقحه ليزداد المحافظون التنمويون الجدد ثراء و ( تنميه) ويزداد المواطن


فقرا و نزولا للدرك المعيشي الأسفل ... وليتقاسم التنمويون الجدد اموال الشعوب مناصفة بينهم


وبين حكومات ودول وانظمه اخري وليرمي بالفتات ...للمواطنين .


التنميه وفق النظرة الصحيحه تعني تمنيه صناعيه وزراعيه ومعيشيه تلامس واقع الشعوب


بينما لدينا ببعض الدول لاتتعدي بناء غابات الأسمنت والسماح بتراخيص الخمارات والكازينوهات

والمراقص الليليه و ( الأنفتاح) الاعلامي الممجوج .


52bdf7mdr7.jpg


 
أعلى