@ لا تجعلوا أهلنا في الأحمدي ...ورقـة سـياسـية 0

نبض القلم

عضو بلاتيني
متضررو غاز الأحمدي: نختنق بسبب معاناتنا لهجرة مساكننا
وإلحاق الضرر بها


عبدالرسول راضي






243650_1_main.jpg
تكسير

الأرضيات الداخلية للمنزل



أثارت تبعات أزمة تسرب الغاز في مدينة الأحمدي مواجع السكان والأهالي المتضررين، إذ يشتكي العديد منهم ما آلت إليه الظروف والأمور في حياتهم اليومية جراء هذه المشكلة التي أخذت جل اهتمام الجميع شعبا وحكومة، لا سيما وأنه منذ ظهور المشكلة وبروزها لا يزال مصدر تسرب الغاز غير معلوم لدى الجهات المختصة.

ومقابل الجهود المتواصلة من قبل الفرق المكلفة بمعالجة مشكلة الغاز، ظل الأهالي المتضررين يألمون بسبب معاناتهم المترتبة في الكثير من أمورهم الحياتية اليومية التي تتعلق بأعمالهم وتعليم أبنائهم والتوتر الذي يعيشونه يوميا على أمل وجود حل جذري لمعاناتهم والقضاء على المشكلة بصورة نهائية والعودة إلى «السكينة» في مساكنهم.

أهالي مدينة الأحمدي المتضررين من الغاز تشتتوا إلى مجموعات، فمنهم من خضع للأمر الواقع واستجاب لرأي الدفاع المدني لإيوائهم في شقق صغيرة في المناطق المحيطة بمدينة الأحمدي رغم عائلاتهم الكبيرة، ومجموعة أخرى بحثت عن قسائم ومنازل كبيرة تتسع لأفراد عائلتهم في سبيل تهيئة أجواء مناسبة تليق بحياتهم اليومية وأطفالهم وكسر الروتين الممل الناتج عن ضيق مساحات الشقق السكنية على الرغم من ارتفاع أجور تلك القسائم والمنازل، أما البقية أبت ألا تخرج من منازلها لدوافع الاستقرار والسكينة وعدم الخوض في هموم ومشاكل الحياة اليومية وظلوا تحت رحمة الباري عز وجل هروبا من ضيق النفس في الأماكن المغلقة.

وكانت المجموعة الأولى حينما لجأت إلى الشقق الصغيرة على أمل العودة إلى منازلهم في أيام معدودة بعد وقت قريب جدا، إلا أنه وبعد مرور أربعة أسابيع بدأت تظهر عليهم علامات التوتر والقلق اللذين جرا التعب النفسي للكثيرين منهم، نتيجة تغيير نمط الحياة اليومية لديهم بخلاف ما كانوا عليه في سكينتهم، إلى جانب الأمور الأخرى المترتبة كتدريس وتوصيل أبنائهم إلى المدرسة في منطقتهم القديمة.

بينما تعاني المجموعة الثانية التي لجأت إلى تأجير منازل تستوعب أعداد أفراد العائلة ارتفاع أجور القسائم التي وصلت الألف دينار والفلل التي فاقت الـ 1500 دينار يقابلها عدم تفعيل قرار مجلس الوزراء بصرف بدل الايجار التي قدرها المجلس بـ 500 دينار لمساعدة المواطنين المتضررين ماديا، في حين بقيت المجموعة الأخيرة في منازلها تحت أصوات ضجيج المعدات الثقيلة والآلات المستخدمة في تكسير الأرضيات الكونكريتية في المنازل وتهديد الفريق بقطع التيار الكهربائي عليهم، وذلك على أمل الفرج.

وبين ذلك التشتت وتلك المعاناة تخللت هموم الأهالي مناظر مؤلمة لما حل بمساكنهم ومحتوياتها اثر مشكلة الغاز والتكسير الداخلي لأرضيات مرافق المنزل.

المواطنون المتضررون رفعوا أصواتهم إلى «النهار»، وطالبوا الحكومة بايجاد الحل السريع والمناسب للقضاء على معاناتهم، مؤكدين أنهم على الرغم من إبداء روح التعاون إلا أن الأمور باتت لا تحتمل أكثر من ذلك، حيث انعكست الحلول الوقتية سلبا على نفسيتهم وصحتهم وعلى أبنائهم.

واشتكوا العمل العشوائي الناجم عن بعض العمالة الآسيوية في تكسير أرضيات غرف وصالات ومرافق المنزل، موضحين أن التكسير شمل التمديدات الكهربائية الأرضية وقطع الأسلاك الكهربائية.

وقال المواطن عبدالهادي محمد القحطاني أن الحالة التي نعيشها أصبحت لا تسر العدو، إذ بات الأهل يعيشون حياة الملل والقلق، مؤكدا أن الحالة النفسية للذين سكنوا الشقق مزرية وتسوء أكثر وأكثر.

وأكد القحطاني أنه لجأ إلى تأجير فيلا بمنطقة أبو حليفة بقيمة 1800 دينار ليتيح لأفراد عائلته الحياة الكريمة والجو المناسب اللذين يليقان بهم، موضحا أن الأسر الكبيرة لا يناسبها سوى العيش في منزل يستوعب عدد أفرادها، وغير ذلك فإن رب الإسرة يحكم على عائلته بالتعب النفسي.

ولفت القحطاني إلى أهمية أن تقوم الجهة المعنية بالإشراف على العمالة الآسيوية ومتابعة طريقة عملها، مبينا أن أغلبهم يقومون بأعمال عشوائية دون تخطيط مسبق في عملية تكسير أرضيات مرافق المنزل الذي ينجم عن قطع الأسلاك الكهربائية، وهو الأمر الذي يشكل خطرا بوقوع حريق اثر التماس الكهربائي.

وأشار إلى أن عملية حفر الكونكريت لها اهتزازات قوية نجم عنها انشقاق وتكسير ديكورات سقف المنزل، مؤكدا أن قوة الاهتزازات تؤثر على أساس المنزل لاسيما وأنها تعتبر منازل تركيب.

من جانبه استغرب فهد العتيبي عدم تفعيل قرار مجلس الوزراء بصرف بدل الإيجار الذي أقره المجلس للمواطنين المتضررين حتى هذا اليوم، مبينا أنهم يعانون من ارتفاع ايجارات القسائم والمنازل.

وأوضح العتيبي أنه استأجر منزلا في ضاحية الشهيد فهد الأحمد بقيمة 900 دينار في سبيل الابتعاد عن الشقق وضم أفراد عائلته تحت سقف واحد.

e3d5f8d2-8370-4001-aab6-6a537243b178_main.jpg

تكسير عشوائي نجم عنه قطع الأسلاك الكهربائية



00bf7dad-ac4f-44d7-9535-de5a9f850d8c_main.jpg

عملية حفر في «الأحواش» الداخلية للمنازل

83ab9217-1a34-4c0f-a04d-3e5a5e986993_main.jpg

فهد العتيبي

2ca96a0d-c490-4f38-9015-6b60a0f04dc5_main.jpg


عبدالهادي القحطاني



(جريدة النهار)
 
أعلى