راع الرعلا
عضو فعال
تتداول الأوساط السياسية منذ شهر تموز/يوليو الماضي خبر إستقالة وزير الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد وهو نجل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، لكن لا أحد تحدث عن خلفيات تلك الاستقالة، وفيما إذا كانت لها تداعيات على الساحة المحلية، وإذا كانت ستقبل خلال الفترة المقبلة أم هناك فرصة لترميم ما تهشم وإعادة المياه إلى مجاريها؟ كل تلك الأسئلة تتزاحم في أذهان الكثير من المواطنين دون أن تجد أحدا يرد عليها فالكل يتكتم وكأنما في التطرق لها ما يثير مشكلة.
ليس المواطنون وحدهم من يتساءل عن مصير استقالة الشيخ ناصر صباح الأحمد بل أن أطرافا فاعلة في الأسرة الحاكمة تطرح مثل تلك التساؤلات فلطالما كان الشيخ ناصر رقما صعبا في أوساط الأسرة الحاكمة وربما يشكل وجوده في ذلك المنصب كما يعتقد كثير من أهل الطموح من بينهم حجر عثرة من المجدي إزاحتها ومن أولئك حسبما يتردد رئيس الحكومة الحالي الشيخ ناصر المحمد فقد سبق لمقربين منه أن وجهوا اتهامات لوزير الديوان في نفس السياق.
وربما يكون الثاني حسبما يتردد أيضا وزير الدولة لشؤون التنمية الشيخ أحمد الفهد رغم أن معسكره يعمل بما يشبه الرهبنة فلا صوت ولا ضجيج بل هدوء مطبق لا تعرف تفاصيله حتى تظهر نتائجه على الأرض وتنتهي مهمتهم والحوادث كثيرة فقد تمر ببعضها دون أن تجد لها تفسيرا وربما تمر بالبعض الآخر وتجد التفسير المناسب له، لكن كل تلك الحوادث لا هدف آخر لها سوى إزاحة المرشحين لأن يكونوا حجر عثرة أمام الطموح.
ويتردد كذلك بين الحين والآخر أن هناك آخرين خلف الكواليس بعضهم رجال والبعض الآخر نساء لايرتاحون لوجود ناصر صباح الأحمد علي في مكانه الحالي ويتحينون الفرصة لإبعاده لأسباب مختلفة فمنهم من كان يحلم بمواقع أكثر فائدة من تلك التي يشغلونها حاليا ووجوده يمنع تحقيق أحلامهم ومنهم من ينسج خيوطا في كل الإتجاهات ليكتشف أنها تنتهي عند وزير الديوان وهو أمر يمنعه من الإستفادة حتى أن هناك من يقول ان مشادات جرت بين ممن ينسجون الخيوط وبين الوزير الصباح حفاظا على المال العام.
اذن ماهي المشكلة.. وما الذي يميز وزير الديوان الأميري عن غيره من أفراد الأسرة الحاكمة؟.. ولماذا الإستقالة؟.. المعلومات المتوفرة رغم كونها قليلة إلا أنها تعطي انطباعا شديد الوضوح على أن المشكلة الحقيقية تكمن في صراع بين خطين أحدهما يستدعي كل تلك القيم التي يمثلها الدستور وتداعياته القانونية، فيما يصر الطرف الآخر على ترسيخ المفاهيم البالية أنه بالضبط صراع بين عقليتين أحدهما تنظر إلى أبعد ما يكون فيما الأخرى لا تنظر أبعد من أنفها.
وزير الديوان الأميري رغم أنه لا يخلو من أخطاء كما غيره إلا أنه من إعادة هيكلة قطاعات حكومية كثيرة متناثرة هنا وهناك على حساب المال العام وبعض منها كان نتيجة تراكمات تاريخية رغم عدم الحاجة إليها حيث ألغى بعضها وألحق بعضها بمؤسسات قائمة تتشابه في تفاصيلها مع تلك القطاعات مما وفر حسب معلومات مراقبين محليين أموالا طائلة كانت تتكبدها الموازنة العامة للدولة دون وجه حق.
المراقبون يقولون أيضا ان الشيخ ناصر صباح الأحمد تمكن خلال فترة وجيزة من 'غربلة' بعض المصاريف الأخرى عندما كان يتسرب بعضها دون إلتفات للمؤسسات الرقابية القائمة لكنه لم يستطع غربلتها كلها مما أدى إلى تداعيات سياسية خطيرة كان يمكن تفاديها لو سمحنا بقليل من الإنصات لما يطرحه ذلك الرجل لكن القوى المستفيدة من بقاء الأوضاع كما حالها كانت حجر عثرة أمام كل تلك الطروحات.
ما يجري فعليا هو صراع بين فكرتين وعقليتين أحداهما تتحدث عما يجب أن يكون والاخرى تحاول بكل ما أوتيت من قوة على ابقاء الحال كما هو لكن ذلك الصراع يعبر عن نفسه في تحرك هنا وآخر هناك وربما تكون الإستقالة جزءا من ذلك التحرك ومحاولة أخيرة لوضع الأمور في مسارها المفترض، وربما تكون تلك الخطوة أرضية لما يمكن أن تكون عليه الحال مستقبلا.
demokwt@hotmail.com
المصدر :
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\18qpt73.htm&arc=data\2010\11\11-18\18qpt73.htm
التعليق :
أقرب للحقيقة
ليس المواطنون وحدهم من يتساءل عن مصير استقالة الشيخ ناصر صباح الأحمد بل أن أطرافا فاعلة في الأسرة الحاكمة تطرح مثل تلك التساؤلات فلطالما كان الشيخ ناصر رقما صعبا في أوساط الأسرة الحاكمة وربما يشكل وجوده في ذلك المنصب كما يعتقد كثير من أهل الطموح من بينهم حجر عثرة من المجدي إزاحتها ومن أولئك حسبما يتردد رئيس الحكومة الحالي الشيخ ناصر المحمد فقد سبق لمقربين منه أن وجهوا اتهامات لوزير الديوان في نفس السياق.
وربما يكون الثاني حسبما يتردد أيضا وزير الدولة لشؤون التنمية الشيخ أحمد الفهد رغم أن معسكره يعمل بما يشبه الرهبنة فلا صوت ولا ضجيج بل هدوء مطبق لا تعرف تفاصيله حتى تظهر نتائجه على الأرض وتنتهي مهمتهم والحوادث كثيرة فقد تمر ببعضها دون أن تجد لها تفسيرا وربما تمر بالبعض الآخر وتجد التفسير المناسب له، لكن كل تلك الحوادث لا هدف آخر لها سوى إزاحة المرشحين لأن يكونوا حجر عثرة أمام الطموح.
ويتردد كذلك بين الحين والآخر أن هناك آخرين خلف الكواليس بعضهم رجال والبعض الآخر نساء لايرتاحون لوجود ناصر صباح الأحمد علي في مكانه الحالي ويتحينون الفرصة لإبعاده لأسباب مختلفة فمنهم من كان يحلم بمواقع أكثر فائدة من تلك التي يشغلونها حاليا ووجوده يمنع تحقيق أحلامهم ومنهم من ينسج خيوطا في كل الإتجاهات ليكتشف أنها تنتهي عند وزير الديوان وهو أمر يمنعه من الإستفادة حتى أن هناك من يقول ان مشادات جرت بين ممن ينسجون الخيوط وبين الوزير الصباح حفاظا على المال العام.
اذن ماهي المشكلة.. وما الذي يميز وزير الديوان الأميري عن غيره من أفراد الأسرة الحاكمة؟.. ولماذا الإستقالة؟.. المعلومات المتوفرة رغم كونها قليلة إلا أنها تعطي انطباعا شديد الوضوح على أن المشكلة الحقيقية تكمن في صراع بين خطين أحدهما يستدعي كل تلك القيم التي يمثلها الدستور وتداعياته القانونية، فيما يصر الطرف الآخر على ترسيخ المفاهيم البالية أنه بالضبط صراع بين عقليتين أحدهما تنظر إلى أبعد ما يكون فيما الأخرى لا تنظر أبعد من أنفها.
وزير الديوان الأميري رغم أنه لا يخلو من أخطاء كما غيره إلا أنه من إعادة هيكلة قطاعات حكومية كثيرة متناثرة هنا وهناك على حساب المال العام وبعض منها كان نتيجة تراكمات تاريخية رغم عدم الحاجة إليها حيث ألغى بعضها وألحق بعضها بمؤسسات قائمة تتشابه في تفاصيلها مع تلك القطاعات مما وفر حسب معلومات مراقبين محليين أموالا طائلة كانت تتكبدها الموازنة العامة للدولة دون وجه حق.
المراقبون يقولون أيضا ان الشيخ ناصر صباح الأحمد تمكن خلال فترة وجيزة من 'غربلة' بعض المصاريف الأخرى عندما كان يتسرب بعضها دون إلتفات للمؤسسات الرقابية القائمة لكنه لم يستطع غربلتها كلها مما أدى إلى تداعيات سياسية خطيرة كان يمكن تفاديها لو سمحنا بقليل من الإنصات لما يطرحه ذلك الرجل لكن القوى المستفيدة من بقاء الأوضاع كما حالها كانت حجر عثرة أمام كل تلك الطروحات.
ما يجري فعليا هو صراع بين فكرتين وعقليتين أحداهما تتحدث عما يجب أن يكون والاخرى تحاول بكل ما أوتيت من قوة على ابقاء الحال كما هو لكن ذلك الصراع يعبر عن نفسه في تحرك هنا وآخر هناك وربما تكون الإستقالة جزءا من ذلك التحرك ومحاولة أخيرة لوضع الأمور في مسارها المفترض، وربما تكون تلك الخطوة أرضية لما يمكن أن تكون عليه الحال مستقبلا.
demokwt@hotmail.com
المصدر :
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\18qpt73.htm&arc=data\2010\11\11-18\18qpt73.htm
التعليق :
أقرب للحقيقة