هل يتعارض الاسلام والمفهوم الديمقراطي في ادارة الدولة ؟

عربي

عضو فعال
هذا السؤال لطالما عجبت من مبررات طرحه أصلا ، ودائما كنت أضحك ساخرا ممن يركبون هذه الجملة أو ما شابهها من جمل تقارن بين الاسلام والديمقراطية ، وكأن الخيال أبدع طرفة من مفارقات هذه المقارنة .....هكذا كنت أفكر .
وتمر الأيام ، لأندهش أنني أمام ثلة من الأفكار تكفر الفكر الديمقراطي ....وللعلم رغم قراءتي وسماعي لكثير الأفكار والمفكرين ، إلا إنني ما أزلت أضحك كلما مرت أمام ناظري هذه المفارقة العجيبة .
ودعونا نتخيل هذا الحوار مع من خالفنا وجهة نظرنا ......
أقول :ما عكس الديمقراطية ؟
فيقال لي : الديكتاتورية .......
أقول : وهل الديكتاتورية كفر ....
فيقال لي : ليس بالضرورة .....فكل يقدر بقدره ،ولكن في الاسلام نظام آخر .
أقول : مه ؟!
فيقال لي : الشورى .
فأسأل : وما عكس الشورى ؟
فيقال لي : الاستبداد .
أقول : وهل الاستبدا كفر؟
فيقال لي : لا ليس بالضرورة .
سبحان الله ( هكذا أقول ) ثم تقولون لي الحكم الديمقراطي متناقض مع الاسلام فيما الاستبداد والدكتاتورية قد لا يتعارضان وقد يتعارضان ، ويا ليتكم أنزلتم هذا الحكم على الديمقراطية ......وكأنكم تقولون أن عكس الديمقراطية هو الاسلام وليس الديكتاتورية ....وكأنكم تشرعون للاستبداد .......
 

حمد

عضو بلاتيني
لا اعتقد بأن النظام الديمقراطي يتعارض مع الاسلام الذي اعرفه ولكنه قد يتعارض مع الاسلام الذي يعرفه الاخرون .

الاسلام الذي يعرفه الاخرون هو الذي يرفض الحكم بإسم الشعب ويرى بأن الحكم هو بإسم الله فقط ولذلك هم مع اي منتج اسلامي حتى ولو كان قديما جدا ولا يصلح لزماننا وضد كل منتج انساني اخر حتى لو كان يفي بمتطلبات الانسان العصري .

الفرق بين اسلامي واسلامهم كبير ومهم حيث اسلامي الذي يقبل السماع للاخرين ويتقبل اختلاف الاخرين معي و يكفل الحقوق المدنية للاخرين , ولذلك هو اسلام السلام والتعايش لا اسلام الحرب و الالغاء واغتصاب الحقوق السياسية والمدنية كما هو اسلام الاخرين .

تحياتي لك ..
 
لا اعتقد بأن النظام الديمقراطي يتعارض مع الاسلام الذي اعرفه ولكنه قد يتعارض مع الاسلام الذي يعرفه الاخرون .

الاسلام الذي يعرفه الاخرون هو الذي يرفض الحكم بإسم الشعب ويرى بأن الحكم هو بإسم الله فقط ولذلك هم مع اي منتج اسلامي حتى ولو كان قديما جدا ولا يصلح لزماننا وضد كل منتج انساني اخر حتى لو كان يفي بمتطلبات الانسان العصري .

الفرق بين اسلامي واسلامهم كبير ومهم حيث اسلامي الذي يقبل السماع للاخرين ويتقبل اختلاف الاخرين معي و يكفل الحقوق المدنية للاخرين , ولذلك هو اسلام السلام والتعايش لا اسلام الحرب و الالغاء واغتصاب الحقوق السياسية والمدنية كما هو اسلام الاخرين .

تحياتي لك ..

الأخ الليبرالي المحترم / حمد !!:)

توجد إشكالية في نظام الحكم الديمقراطي :

الحاكم يأتي إلى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع !!

وصناديق الاقتراع يضع فيها صوته كلٌّ من المسلم والكافر والعاقل والسفيه !!

نظام الحكم الإسلامي : الحاكم فيه يأتي عن طريق أهل الحل والعقد ( الشورى ) !!

وأهل الحل والعقد هم العلماء وأهل الخبرة في سياسة الحكم !!

يعني فئة معينة دون باقي الشعب !!

ألا تعتقد أن النظام الديمقراطي - بذلك - يتعارض مع نظام الحكم الإسلامي ؟؟؟
 

TORNADO

مشرف منتدى القلم
موضوع مهم جداً وأتمنى أن أرى آراء الزملاء حوله.

أنا لست فقيه بالدين ولكني شخص مسلم وسأكتب ما توصلت به من بحثي حول هذا الموضوع.

سأبدأ بسم الله في الشورى وإن أسعفني الوقت سأقارن بينها وبين الديمقراطية.

الشورى مبدأ أصيل من مبادىء الحكم في الإسلام ولاينبغي أن يقوم حكم أو أن تؤسس دولة أو سلطان إلا على الشورى. يعترف الجميع بذلك -حاكمين ومحكومين- غير أن هذا المبدأ على رغم من ذلك لم يؤسس له سواء أكان ذلك على المستوى النظري، أم كان ذلك على المستوى العملي التطبيقي. فلم يتحول إلى آليات و أدوات وقواعد وطرائق للعمل والممارسة في المجتمع.

وهناك أمثلة كثيرة معروفة عن الشورى كما مورست أو كما طبقت في التاريخ السياسي الإسلامي المبكر، وعلى مشاورة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وعلى أخذع برأيهم في مواقف متعددة، وكذلك الخلفاء الراشدين من بعده، غير أن الشورى لم تتأسس في ذلك الوقت ولم تتحول إلة مؤسسة أو الى هيئة للشورى تقوم على قواعد وكيفيات يمكن أن يمارس الناس من خلالها الفعل السياسي الإجتماعي، أو أن يشارك الناس من خلالها في صنع القرار السياسي. وربما لم يحدث ذلك لأن المجتمع المسلم في ذلك الوقت كان في بداياته الأولى، كان في بدايات تشكله وتكونه، ولم يكن في حاجة حتى ذلك الوقت إلى قواعد وطرائق منظمة للشورى، ولم يحدث ذلك فيما بعد، لأسباب كثيرة متعددة لعل أهمها أن ذلك كان يصب في مصلحة السلطة و استبدادها بالرأي والقرار واحتمارها العمل السياسي والقرار السياسي والفعل السياسي.

بل إن ذلك لم يحدث حتى الآن ولم تتخذ الشورى نتيجة لذلك شكلاً معيناً، أو سياقاً منظماً لها، ولم توضع لها كيفيات للتطبيق و آليات للمارسة على نحو يجعل مناها مؤسسة سياسية قوية وأدوات تعمل بها، وعلى طرائق وأساليب تعمل من خلالها على تهيئة كل الفرص الممكنة للناس لممارسة العمل السياسي والمشاركة في القرار السياسي من خلال هذه المؤسسة.


يتبع فيما بعد....
 

TORNADO

مشرف منتدى القلم
إلحاقاً بالمشاركة السابقة:

يلحظ الباحث في تاريخ مفهوم الشورى و في أشكال حضوره المختلفة في الكتابة السياسية المعاصرة ظاهرتين جديرتين بالإنتباه:

الأولى:

اننا لانجد في نصوص الأقدمين إهتماماً بموضوع الشورى في الإسلام بل تكاد لاتشير إليه نصوص السياسة الشرعية وقد قال حسن الترابي حين لاحظ أن (الأدب الإسلامي الحديث هو الذي روج الكلمة وأضفى عليها قيمتها ومضامينها ذات الشأن، بعد أن كانت كتب الفقه القديمة لا تعنى بها كثيراً، ولا تقيم لها هذه القيمة الجليلة، لأن الممارسة السياسية الشورية لم تكن واسعة ولاذات خطر في التاريخ الإسلامي) <حسن الترابي: نظرات الفقه السياسي، ص72>

الثانية:

أننا لا نكاد نعثر في ما حرره المثقفون الإسلاميون في الموضوع على رصيد فكري في التنظيم لمسألة الشورى، أو في إنتاج معرفة بنظامها تتجاوز العموميات المكررة.

(المستشهد بآيتي الشورى، أو المحيلة على تجربتها في السياق السياسي التبوي وما أعقبه في حقبة الخلفاء الراشدين) <عبدالإله بلقزيز: الدولة في الفكر الإسلامي المعاصر، ص 169-170>

ولهذه الأسباب جميعاً (كان الفقه الإسلامي خالياً على كثرة أبوابه من باب بعنوان (باب الشورى)، أما مباحث المتكلمين في الخلافة فهي لاتتناول لامن قريب ولا من بعيد مسألة الشورى) <محمد عابد الجابري: الديمقراطية وحقوق الإنسان، ص 44-45>.

وهذا ما جعل تأسيس هذا المفهوم يتأخر إلى هذا الحد من حيث الزمان، ومن حيث القدرة على التأسيس، من حيث القدرة على تحويل هذا المفهوم إلى مؤسسات وهيئات سياسية إجتماعية يتشارك الناس من خلالها في صنع القرار السياسي وتنفيذه أيضاً.

والشورى كمبدأ سياسي إجتماعي وكقيمة سياسية إجتماعية بل كقيمة أخلاقية ايضاً هي ما يجب أن يتصف به المؤمنون، بل ويعملون به في تفاعلهم وتعاملهم، وفي إتخاذ مواقفهم وقراراتهم التي يتوصولن إليها من خلال ذلك، أي من خلال تبادل الرأي وتداوله فيما بينهم، ومعرفة صحيحه من فاسده، وخيره من شره، وخطئه من صوابه <والذين اسجابوا لربهم و أقاموا الصلاة و أمرهر شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون> سورة الشورى اللآية 38.

وعلى هذا النحو أيضاً يخاطب الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم بقوله <فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فتعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر> سورة آل عمران الآية 159.

ليبين الله من خلال ذلك مفهوم العلاقة، ومغهوم التفاعل والتعامل الذي يجب أن يكون بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين أصحابه، وبالتالي ليقرر أيضاً من خلال ذلك كيفية التعامل التي يجب أن تكون بين السلطة والناس.


يتبع فيما بعد....
 

TORNADO

مشرف منتدى القلم
أما الحديث عن الديمقراطية وعلاقتها بالشورى، و عندما أتحدث عن الديمقراطية هنا فإنني أتحدث عن ديمقراطية محايدة، أو أتحدث عن أجهزة ديمقراطية محايدة في ذاتها، ولا أتحدث عن ديمقراطية علمانية أو رأسمالية أو مسيحية أو غربية، ولا أتحدث كذلك عن قيم ملحقة بها أو تابعة لها، قيم قد لايتصور البعض وجود آلية أو منهج ديمقراطي بدونها (بدون هذه القيم) كقيم الفردية والعلمانية ..الخ

أتحدث عن الديمقراطية (في ذاتها، أو من حيث هي في نفسها) كآلية، وليس كمضمون، كمنهج للمارسة وليس كموضوع للمارسة.

وهي كآلية أو كمنهج على هذا النحو يمكن أن توجد وأن تستخدم بمعزل عن أي فلسفة سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية، إذ (يمكن للآليات الديمقراطية، مثلما هو الأمر مع الآليات الصناعية باعتبارها إرثاً إنسانياً أن تعمل في مناخات ثقافية، وعلى أرضيات فكرية مختلفة) <راشد الغنوشي: الحريات العامة في الدولة الإسلامية، ص88> ووفق أي أفكار أو قضايا سياسية أو اقتصادية أو إجتماعية لمجتمعات مختلفة وفي ثقافات مختلفة كآليات و أدوات وطرائق للعمل والممارسة والتطبيق، أي كآليات في ذاتها.

لأن الديمقراطية (كآلية) ليست نظرية سياسية رأسمالية أو علمانية في ذاتها، بل هي أجهزة أو آليات و أدوات وطرائق يمكن أن تستخدمها أي نظرية سياسية بكيفية ما، فتتحقق من خلالها مقاصدها في الواقع بمعزل عن أي قيم أو قضايا فلسفسية سياسية أو إجتماعية أو أخلاقية ملحقة بها.

وبالتالي فإن ارتباط قيم معينة كالقيم الليبرالية أو القيم العلمانية بمفهوم الديمقراطية في بيئة ثقافية معينة، أو في سياق ثقافي معين لا يعني أن هذا المفهوم كآلية (في ذاتها)، أي بإعتباره مجرد آلية، أو أداة للعمل هو حامل بالضرورة لهذه القيم، أو مجسد لها، كما هي في بيئتها الأولى، أو في سياقها الثقافي السياسي الإجتماعي الذي ظهرت فيه.

ولا يعني أن هذه القيم هي قيم ضرورية للمفهوم، لايعمل إلا من خلالها، أ, هو لا يؤدي وظيفته إلا من خلالها، (فليست العلمانية مثلاً و أولوية قيم الربح واللذة والسيطرة والقوة والنفعية، وفصل الدين عن الدولة وهي من القيم التي نشأ النظام الديمقراطي في إطارها حتميات لازمة له (للنظام الديمقراطي)، بما هو سيادة للشعب ومساواة بين المواطنين وهيئات للحكم منبثقة عن إرادة الشعب عبر إنتخابات حرة، وتداول على السلطة من خلال الإعتراف بحق الأغلبية في الحكم والقرار، وحق الأغلبية في المعارضة والسعي إلى الحكم بالوسائل السلمية نفسها) <المصدر السابق، ص88>.

وفي كل الأحوال فإن أجهزة الديمقراطية (كأجهزة في ذاتها) ليست فلسفة، ولكنها آليات وتقنيات وممارسة نشأت في ظل فلسفة معينة، وتاريخ معين، وثقافة معينة، ولأساب معينة، لكن هذا التعين أو هذا الوجود لايعني انها كآليات وتقنيات ومنهاهج لايمكن أن تعمل في مناخات أخرى وفي ثقافات أخرى غير المناخات التي نشأت بها.

وبالتالي فإن تطبيق الديمقراطية كممارسة للحق السياسي وكمشاركة في القرار السياسي وكآليات وأدوات لهذه الممارسة أو إستخدام أجهزة الديمقراطية في المجتمع المسلم كأجهزة (في ذاتها) لا يعني أن هذا المجتمع قد تحول إلى مجتمع علماني أو إلى مجتمع ليبرالي أة إلى مجتمع غير مسلم، لمجرد أنه استخدم هذه الأجهزة كأجهزة في ذاتها أو كأدوات وآليات للمارسة السياسية في المجتمع.

الخلاصة:

الشورى أفضل للمسلمين ولكن والديمقراطية لا تتعارض مع الإسلام.
 

عربي

عضو فعال
TORNADO والله ليشرفني إثرائك الجاد للحوار والمؤصل علميا للحوار ، وسعدت بقراءته ،وأرجو أن تضيف بطريقتك المبسطة و الجميلة .

غير أن الشورى لم تتأسس في ذلك الوقت ولم تتحول إلة مؤسسة أو الى هيئة للشورى تقوم على قواعد وكيفيات يمكن أن يمارس الناس من خلالها الفعل السياسي الإجتماعي، أو أن يشارك الناس من خلالها في صنع القرار السياسي

بل إن ذلك لم يحدث حتى الآن ولم تتخذ الشورى نتيجة لذلك شكلاً معيناً، أو سياقاً منظماً لها، ولم توضع لها كيفيات للتطبيق و آليات للمارسة على نحو يجعل مناها مؤسسة سياسية قوية وأدوات تعمل بها،

ولهذه الأسباب جميعاً (كان الفقه الإسلامي خالياً على كثرة أبوابه من باب بعنوان (باب الشورى)، أما مباحث المتكلمين في الخلافة فهي لاتتناول لامن قريب ولا من بعيد مسألة الشورى) <محمد عابد الجابري: الديمقراطية وحقوق الإنسان، ص 44-45>.

والشورى كمبدأ سياسي إجتماعي وكقيمة سياسية إجتماعية بل كقيمة أخلاقية ايضاً هي ما يجب أن يتصف به المؤمنون، بل ويعملون به في تفاعلهم وتعاملهم، وفي إتخاذ مواقفهم وقراراتهم التي يتوصولن إليها من خلال ذلك، أي من خلال تبادل الرأي وتداوله فيما بينهم، ومعرفة صحيحه من فاسده، وخيره من شره، وخطئه من صوابه <والذين اسجابوا لربهم و أقاموا الصلاة و أمرهر شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون> سورة الشورى اللآية 38.

نقاط لفتت نظري تفسر سبب الخلاف الغير مبرر على الديمقراطية .......

اقتباس من المتبحر :
نظام الحكم الإسلامي : الحاكم فيه يأتي عن طريق أهل الحل والعقد ( الشورى ) !!

وأهل الحل والعقد هم العلماء وأهل الخبرة في سياسة الحكم !!

يعني فئة معينة دون باقي الشعب !!

هل من الممكن تحديد من هم العلماء ؟ وعلى أي مذهب ؟ ومتى يصبح العالم عالما ؟
كذلك أهل الخبرة في سياسة الحكم من هم ؟ أهم الحزب الحاكم مثلا ؟ العائلة الحاكمة ؟ الأتوقراط ؟ العسكر ؟ ...كلامك أخي المتبحر أجده مطاط في استخدام المصطلحات من ناحية ....ومن ناحية أخرى فلقد ضيقت واسعا بأن حصرت الحكم والشورى بفئة معينة من الناس ....
 

حمد

عضو بلاتيني
عزيزي المتبحر

نظام الحكم الإسلامي : الحاكم فيه يأتي عن طريق أهل الحل والعقد ( الشورى ) !!
انا ايضا لا ادري من هم اهل الحل والعقد الذين تقصدهم هل هم خريجي الشريعه او القانون او العلوم السياسية ؟! .

ربما تقصد بأهل الحل والعقد من هم مؤهلين ليتولوا مسؤولية القضاء بالدولة واعتقد بأن هؤلاء مكفولة بالدولة الديمقراطية !.

اولا لنعرف ما هي الشورى وما هي الديمقراطية وهل هذين المصطلحين متضاربين ام انهما مختلفين تماما بموقع استخدام المعنى .

و قد بين الزميل تورنيدو بشرحه ذاك الاختلاف وهو ان الشورى لا تعني بالضرورة التأثير الملموس على القرار حيث انها ليست سوى آراء تطرح امام الحاكم ويتخذ منها ما يشاء وما يقدر ويقرر اما الديمقراطية فهي تلزم الحاكم برأي الاغلبية .

هذا الفارق الحقيقي هو الذي يجعلنا نرفض تماما فكرة الشورى ونتمسك بالديمقراطية التي تعني مشاركتنا بالحكم من خلال اجازة او منع او تعديل اي تشريعات يقدمها الحاكم .

من هذا الشرح الذي يبين لنا الفارق فإننا نتساءل هل من الممكن ان تكون لدينا شورى وديمقراطية في آن واحد ؟ .

والجواب هو نعم فالشورى من الممكن ( آليا ) ان تكون عبارة عن مجلس استشاري يتبع الحاكم او ان تكون مجلسا استشاريا يتبع مجلس الامة ( و وظيفة الشورى على اسمها مثلا بتقديم دراسات للآراء المطروحه وتنصح بالافضل ) , اما الديمقراطية والمشاركة الشعبية ستكون هي مكان اجازة القوانين او ردها او التعديل عليها بالاضافة الى وظيفة المجلس الثانية وهي الرقابة !.

اساسا الشورى موجودة ومتمثلة بالمجلس الاعلى للتخطيط وغيره من الجهات مثل ديوان المحاسبة ( ديوان المحاسبة دوره شوري وهو يحاول ان يكون لنفسه دور اكبر من خلال مطالبته لاعطاءه صلاحية تحويل الملفات الى النيابة مباشرة ) .

تحياتي ..
 
الأخوين العزيزين / حمد وعربي !!

أهل الحل والعقد هم أهل الاختصاص في العلوم الدنيوية ( السياسة ) والدينية ( علماء الشرع ) !!

وبالنسبة لتحديد من هو العالم وعلى أي مذهب :

فالمقصود بالعالم هو العالم بالأحكام الشرعية والمؤهل للفتوى وله القبول عند الناس !!

والناس في كل بلد يعرفون العلماء ومن يرجعون إليه في الفتوى ومن له القبول عندهم !!

وكما تفضل أخي / حمد بالنسبة بأن أهل الحل والعقد يتم ( تعيينهم ) من الحاكم !!

إذن :

لا يدخلون في النظام الانتخابي الديمقراطي !!:)

وكذلك نضيق واسعاً مرة أخرى ونقول :

فئة معينة دون باقي الشعب !!

هل كان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يستشير جميع الصحابة البالغ عددهم أكثر من مائة ألف صحابي في كل قضية ؟؟؟

هذا لا يمكن أبداً بل يختار من يراه مناسباً للاستشارة !!

وهذا يعارض المفهوم الديمقراطي القائم على الانتخاب عن طريق كافة أبناء الشعب الذين تنطبق عليهم شروط الناخب !!

ولا شك أن الشورى لا تلزم الحاكم بل تلزمه الديمقراطية !!

ولكن هذا لا يسمح لنا بحال من الأحوال أن نرفض الشورى وهي مبدأ قرآني إسلامي ثم نقول : الإسلام لا يتعارض مع الديمقراطية !!:)
 

حمد

عضو بلاتيني
زميلي الفاضل المتبحر .

اعتقد بأن امرا يجب ان نذكر به وهو الفرق الشاسع بين الحاكم وبين الرسول الكريم فالثاني ذو ثقة باختياره للناس ولكن الاول فهو معرض للزلل والخطأ , بل ان تسلل حب المنصب والجاه ولذة كرسي الحكم الى قلب الحكام قد جعلت الكثير منهم يتنازلون عن الكثير من المبادئ من اجل هذا الكرسي الذي جعلهم ايضا يخونوا الامانة ويسرقون من اموال الناس ويسلطون سلاحهم ضد الناس , ولذلك توجبت متابعة الناس وفرض رقابتهم على الحاكم واجراءاته وقراراته , هذا المنصب والجاه الذي لم يتأثر به الرسول الكريم .

لا ادري ان كانت تتوفر آلية الانتخاب في ذاك الوقت فهل كان الرسول الكريم سيأخذ برأي جميع الناس و سيرجح رأي الاغلبية ؟ .

عندما نتحدث عن طاعة ولي الامر فيجب علينا ان نشير الى الفارق الذي هو بين الطاعة العمياء وبين الطاعة المبنية على الرضى والاقتناع بقرار الاغلبية .

تحياتي لك ...
 
زميلي الفاضل المتبحر .

اعتقد بأن امرا يجب ان نذكر به وهو الفرق الشاسع بين الحاكم وبين الرسول الكريم فالثاني ذو ثقة باختياره للناس ولكن الاول فهو معرض للزلل والخطأ , بل ان تسلل حب المنصب والجاه ولذة كرسي الحكم الى قلب الحكام قد جعلت الكثير منهم يتنازلون عن الكثير من المبادئ من اجل هذا الكرسي الذي جعلهم ايضا يخونوا الامانة ويسرقون من اموال الناس ويسلطون سلاحهم ضد الناس , ولذلك توجبت متابعة الناس وفرض رقابتهم على الحاكم واجراءاته وقراراته , هذا المنصب والجاه الذي لم يتأثر به الرسول الكريم .

لا ادري ان كانت تتوفر آلية الانتخاب في ذاك الوقت فهل كان الرسول الكريم سيأخذ برأي جميع الناس و سيرجح رأي الاغلبية ؟ .

عندما نتحدث عن طاعة ولي الامر فيجب علينا ان نشير الى الفارق الذي هو بين الطاعة العمياء وبين الطاعة المبنية على الرضى والاقتناع بقرار الاغلبية .

تحياتي لك ...

لا أختلف معك في أن الرسول الكريم ومن بعده من الخلفاء الراشدين يمثلون عصراً ذهبياً وتمتعوا بحسن الاختيار !!

وهنا الإشكالية !!

وهي ما تجعلني أميل إلى أهمية البرلمان وضرورة وجوده كونه قائماً على المراقبة والمحاسبة والتشريع !!

فحتى لو كان الحاكم الآن صالحاً وإصلاحياً ويريد الخير لشعبه ويريد اختيار الأصلح من الوزراء والقياديين في الدولة ، فقد لا يُوفّق إلى ذلك بسبب وجود البطانة السيئة حوله !!

كما أن الوضع الآن أكثر تعقيداً لوجود عشرات الآلاف من الموظفين والقياديين والوكلاء والوكلاء المساعدين !!

فلا يمكن للحاكم مراقبتهم ومحاسبتهم وتقييم أدائهم ومتابعة أخطائهم ومعالجتها !!

بل لا بد من وجود جهاز كامل أو عدة أجهزة في الدولة لتقوم بدور المراقبة والمحاسبة !!

وهؤلاء كذلك تعيينهم قد لا يكون موفقاً !!

باختصار :

لا يمكن للحاكم الفرد صاحب السلطة المطلقة أن يقضي على الفساد السياسي والمالي والإداري في الدولة لوحده !!

فلا حل إلا بالانتخاب وحرية النقد والتعبير عن الرأي عن الأخطاء الموجودة في الدولة ووجود أحزاب الحكومة وأحزاب المعارضة إلى آخر الأدوات الديمقرطية الليبرالية !!

ولكن مع ذلك كله :

الإسلام نص على أن اختيار الحاكم يكون عن طريق الشورى !!

قد أتفق معك على أن انتخاب رئيس وزراء من الشعب وعن طريق الشعب هو أمر لا يخالف الإسلام لحصول نحو ذلك عبر التاريخ الإسلامي بل وفي عصر الصحابة ( الاختيار واستشارة غالبية الناس لا الأقلية ) !!

ولكن الحاكم الأعلى ( الأمير أو الملك أو الخليفة أو السلطان ) فهذا يأتي عن طريق الشورى ( الأقلية المستنيرة ) !!:)
 

حمد

عضو بلاتيني
عزيزي المتبحر

ولكن الحاكم الأعلى ( الأمير أو الملك أو الخليفة أو السلطان ) فهذا يأتي عن طريق الشورى ( الأقلية المستنيرة ) !!
بالحقيقة لم افهم جيدا ماذا تعني هذه الجملة ؟ , لا ادري ان كنت معترضا على اختيار رئيس الدولة ديمقراطيا او معترض على اختيار ولي العهد ديمقراطيا مثلا كما يحصل بالكويت ؟ .
 
عزيزي المتبحر


بالحقيقة لم افهم جيدا ماذا تعني هذه الجملة ؟ , لا ادري ان كنت معترضا على اختيار رئيس الدولة ديمقراطيا او معترض على اختيار ولي العهد ديمقراطيا مثلا كما يحصل بالكويت ؟ .

نعم عندي اعتراض :

أن هذا الأسلوب يعارض نظام الحكم إسلامي !!

رئيس الدولة يأتي عن طريق الشورى أو الاستخلاف في نظام الحكم الإسلامي !!
 

Fernas

عضو مميز
لا أختلف معك في أن الرسول الكريم ومن بعده من الخلفاء الراشدين يمثلون عصراً ذهبياً وتمتعوا بحسن الاختيار !!

وهنا الإشكالية !!


مرحباً

في الحقيقة موضوع شيق جداً وكان بودي أن أشارك فيه بإسهاب لولا ما أنا مشغول به الآن. ولكنني أردت التعقيب على جزئية معينة، ثم وضع مقالة أو إثنتان سبق نشرهما في مدونتي عن الموضوع.

إن الخطاب النقدي يجب أن يتجرد من الخطاب العاطفي والتمجيدي حتى يصل إلى الحقيقة أو على الأقل جزءاً منها. ولذلك فإن الكلام العام والذي يمتنع عن إخضاع التفاصيل للدراسة والنقد ومحاولة الفهم لن يؤدي بنا إلا إلى البعد أكثر وأكثر من حل أمثل للإشكالية. ومسألة الإختيار والتي وردت في مداخلة الزميل أعلاه هي أحد الأمثلة. فلا شك أن النبي (ص) قد عصمه الله من الخطأ والزلل في تبليغ الدعوة للناس بدليل بعض الآيات في القرآن، ولكن هناك خلافاً جدياً بين المذاهب المختلفة عن مدى هذه العصمة. فبعضهم إحتج بآيات العتاب وآخرون بآيات من القرآن الكريم تتعرض لبعض الأنبياء السابقين وغيرها من الأدلة. ولكن، وعلى أية الحال، وفي مسألة الإختيار بالذات فيكفي أن يرجع الزميل إلى سبب نزول الآيةمن سورة الحجرات (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) ليحصل على أمر جدير أن يفكر فيه فيما يتعلق بهذه المسألة. أما مسألة إختيار الخلفاء الراشدين فيكفي أن نرجع إلى مقدمات قتل عثمان وأسبابه.

في رأيي المتواضع أن أساس الإشكالية تنبع من الذهنية التي تصر أن تخلط الدين و "العصمة" والدنيا في كل شيء يتعلق بعصر معين بالتحديد أو أفراداً معينون بعينهم، وبالتالي إستقراء هذا الخلط على كافة العصور والأزمان. إذا إستطعنا أن نميز بين ما هو دنيوي وما هو ديني، أعتقد، بأن حل الإشكالية سهل.

تحياتي
فرناس
 

Fernas

عضو مميز
نُـشرت هذه المقالة في مدونتي بتاريخ 22 - 6 - 2007
إضغط هنا.


في الشورى الإسلامية​


قضية الشورى الإسلامية، كفكرة مجردة وردت في القرآن الكريم، هي قضية تبدو أنها محسومة المفهوم في الفقه الإسلامي. وعندما أقول "الفقه الإسلامي" فأنا أقصد ما درج عليه فقهاء المسلمين منذ وفاة النبي (ص) وحتى أكثر بقليل من مئة سنة مضت. الإشكالية أن الأمر الإلهي بـ "الشورى" قد ورد من دون تحديد آليات وحقوق وواجبات، وإنما هي تطبيقات أولية للنبي (ص) في بعض مسائل الحرب والسلام والمجتمع والإقتصاد، بل أحياناً تعدى ذلك إلى المفاهيم الدينية والتي يراد تقريرها (إنظر كمثال قصة تحريم مكة وشجرها في حجة الوداع وطلب العباس بن عبد المطلب، عم النبي (ص)، إستثناء الإذخر فأجابه النبي (ص) إلى ذلك).

فالشورى، كمفهوم، عند وفاة النبي (ص) لم يكن واضح المعالم حتماً. فلا مصطلح "أهل الحل والعقد" كان معروفـاً آنذاك، بل لم يستعمله النبي (ص) أصلاً، ولا عددهم، ولا كيفية تعيينهم، ولا صلاحياتهم، وليس هناك تحديد لما يدخل تحت نظرهم من قضايا من عدمه. بل إن آليات الإستخلاف نفسها، وهي الأهم والأكثر خطراً، كانت مفقودة تماماً، وكيفية العزل، هذا إن أمكن ذلك وإلا فإن عثمان بن عفان رفض خلع قميص ألبسه الله إياه في نظره، ومدى إلزام الخليفة (ولي الأمر) بمشورة أهل الشورى. وهذا غيض من فيض.

فالحقيقة هي أن الإسلام، وأنا أعتقد جازماً أنها أحد أسباب عظمته ومرونته وديناميكيته ورؤيته الفذة للمستقبل، قد ترك النظام السياسي من دون شرح أو تفصيل أو حتى إلزام لعلمه الجازم بأن الزمان والمكان متغيران، ولا يمكن للثابت والجامد أن يحكم المتغير والمتحرك. ولكن المشكلة دائماً في التعصب الأعمى الضيق الأفق.

عندما أتى الفقهاء الإسلاميون إلى نص "الشورى" في القرآن وأرادوا تأصيله غاب عن بالهم تماماً أن غياب الآليات والتفصيل في النص القرآني والسنة النبوية هو لحكمة عظيمة ورؤية واقعية لحراك المجتمعات وإختلافاتها وديناميكياتها. ولكنهم أصروا في المقابل على تأطير هذا المفهوم وتقييده وإلزامه بما "حضر" عندهم من أحاديث وأخبار لمجتمع الصحابة. فظهرت عندهم مفاهيم "أهل الحل والعقد" وأن أقل عدد هو إثنان، ومنهم من قال أربعة على عدد الشهود في القرآن، ومنهم من زاد ومنهم من قلل، وظهرت آليات عقد البيعة وأن أقل عدد ليتم بيعة خليفة هو فرد واحد فقط لا غير(!!!!)

لماذا؟!!

لأن العباس قال لعلي بن أبي طالب: إبسط يدك أبايعك ليقولوا عم رسول الله قد بايع إبن عم رسول الله.

أو إن عدد أهل الشورى هو ستة، لماذا؟

لأنه قد تصادف أن عمر قبل موته قد سمى من يصلح لخلافته، وكانوا ستة!!!!

أو أن البيعة تتم لخليفة ما حتى وإن غاب عنها العدد الغفير من المسلمين، لماذا؟!!!

لأن أبو بكر في السقيفة قد بايعه من بايعه ورفض بيعته من رفضها وغاب عنها من غاب.

أو أن يجوز لخليفة ما أن يستخلف من بعده من دون مشورة من المسلمين، لماذا؟!!

لأن أبو بكر إستخلف عمر في كتاب من دون مشورة منهم !!!

والشيء المريب حقاً في كل هذا أنهم يسكتون عن عثمان بن عفان وسُنته حتى يكاد المرء أحياناً أن ينسى أنه خليفة راشد....عجبي.

وهكذا دواليك، تم هدم وتدمير الحكمة الإلهية من ترك النصوص السياسية من دون تفصيل، ولم يكلف أحدهم نفسه أن يسأل لماذا لم يفصل القرآن أو النبي (ص) ذلك؟

بل لم يكلف أحدهم نفسه بأن يتسائل عن السبب الذي دعا هؤلاء الصحابة ليتصرفوا على هذا النحو. ولم يتسائل أحد عن الإحتمال أن يكون ما فعلوه من باب "دنيا" لا شأن له بالدين، أم نحن نرد على النبي (ص) قوله: "أنتم أعلم بشؤون دنياكم"؟!!

من كل هذا الخليط المضطرب والمتناقض والذي عصفت بين جنبيه رياح الصراع بكل أشكاله في مجتمع الصحابة خرج علينا الفقهاء بتصورهم للشورى والصقوه بإسم "الإسلام". وأنا لا اتهم نواياهم، حاشا لله، ولكنهم إجتهدوا حيث لا محل للإجتهاد بإسم الإسلام.

يجب التعامل مع مفهوم "الشورى"، ضمن مفاهيم أخرى وردت في الشريعة، من خلال حقيقة تغير الزمان والمكان. بل في الحقيقة يجب أن يتم التعامل معها من خلال تعدد المكان في نفس الزمان. يجب أن نبدأ بالقبول بفكرة أن الديموقراطية، كمفهوم وتجربة غريبة تماماً عن الذهنية الإسلامية، هي أحد أشكال الشورى الإسلامية وتطبيقاتها. يجب أن نبدأ بالتفكر بأن الأنظمة الجمهورية والإنتخابات الرئاسية، والغريبة أيضاً عن الذهنية الإسلامية، ما هي في الحقيقة إلا وسيلة للخلافة العامة وأخذ البيعة من الشعب، لا أن نشترط ويا للعجب "صفقة اليد" في البيعة. يجب أن نبدأ بالقبول بأن الخلافة الإسلامية ليست منصباً مدى الحياة لا يخلعه منها إلا سيوف المعارضين الغاضبين، ومن قال هذا في الشرع أصلاً حتى يدعيه البعض إدعاءاً، ولكنها وظيفة ذات مدة محددة يخلفه عليها الأصلح والأقدر بعد إنقضائها. يجب أن نستعد للقبول بأن "أهل الحل والعقد" هم من يمثل الشعب وينتخبهم للـ "الحل والعقد" لا من يأتي بسبب تعيين الأمراء والسلاطين. يجب أن نستعد للقبول بأن هذا النظام الذي إبتدعه الفقهاء إبتداعاً عندما قاسوا الإسلام كله، ويا للعجب، على مجموعة متصارعة من الصحابة وذات مصالح متشعبة ومتعددة من أول السقيفة ومروراً بقميص عثمان المنشور في دمشق ونهاية بإستخلاف يزيد بن معاوية، كانت لهم دنياهم ولنا نحن الآن دنيانا، بأن هذا النظام قد جر الكوارث العظام على هذه الأمة المنكوبة بتراثها الملفق تلفيقاً بالإسلام ولم ينزل الله به من سلطان. يجب أن نستعد للإعتراف بأن النظام السياسي في الإسلام قد تركه الله جل شأنه ونبيه (ص) من دون شرح وتفصيل لسبب جوهري أصيل، ولا يحق لأي كان، حتى وإن كان فقيهاً، أن يجبرنا بأن نقر له بأن هذا هو مراد الرب تعالى ومقصد نبيه (ص) من شرحه وتفصيله له قياساً على ما فعله صحابي وإن كان جليلاً وذو قدر.

الدين قد كَـمُـلَ، وقد تمت النعمة ولله المنة علينا وعلى مجتمع الصحابة قبلنا، فإذا تركنا الرب جل وعلا مع مفهوم لم يُفصل لنا مضمونه فهو جل شأنه لم يتركه نسياناً ولا سهواً تعالى علواً كبيراً، ولكنها لحكمة ولغرض إلهي مميز. فكذلك هي الشورى وآلياتها وأفرادها وصلاحياتها وحراكها وتفاعلاتها مع المجتمع، وكذلك هي الخلافة وآلياتها وأفرادها وصلاحياتها وحراكها وتفاعلاتها مع المجتمع. كل ذلك تركه الرب جل وعلا لعلمه السابق بأن ما يصلح لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، رضي الله عنهم أجمعين، وفي الجانب السياسي بالتحديد، أكرر حتى يسمع البعض جيداً ممن يقفز صارخاً بسهولة: "في جانبه السياسي بالتحديد"، لا يصلح لمن يأتي بعدهم.




فرناس
 
الأخ الفاضل / فرناس !!

لا شك أن كلامك جميل وأن فيه شيء من الصعوبة كونك تتكلم بثقافة عالية فوق مستوي المتواضع !!:)

بالنسبة لموضوع عصمة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام :

فلا شك أنه مأمور في تبليغ الرسالة والوحي ، وغير معصوم في أمور الدنيا !!

وقد قال في أحد الأحاديث مخاطباً الصحابة رضي الله عنهم عندما أخطأ في أمر دنيوي :

( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) !!

وحبذا لو وضحتَ كلامك أكثر بخصوص شرعية انتخاب رئيس الدولة !!

باختصار :

أريد من الأدلة الشرعية والتاريخية وآراء العلماء عبر التاريخ الإسلامي ما يدل على شرعية انتخاب رئيس الدولة !!

وأظن أن هذا الأمر صعبٌ عليكم وعلي أنا أيضاًَ !!:)

وكذلك ردك الثاني فيه طرح جميل جداً واستقراء مفيد لتاريخ تعيين الخلفاء الراشدين والقضية فعلاً تحتاج إلى بحث دقيق قبل الجزم بها !!

أنا أرى من خلال استقرائك للخلفاء وطريقة تعيينهم بالشورى أو الاستخلاف ( بدون شورى ) أن الأمر متروك للمصلحة الدنيوية ولا علاقة للدين بها !!

ولكن تبقى إشكالية مهمة :

من غير المعقول أن ينص القرآن الكريم على مبدأ الشورى دون تفصيل واضح لها وما يتعلق بها من مصطلحات شرعية : ( ولي الأمر ، أهل الحل والعقد ) !!

فالنظام الإسلامي للحكم جاء لينظم طريقة تداول السلطة ، فلا يمكن أن يكون الأمر فوضوياً يأتي كل خليفة ويستعمل أسلوباً خاصاً في اختيار الحاكم !!
 
بالعربي الفصيح لايوجد شي اسمه نظام حكم اسلامي

هذه الشعارات دعايات اول من اخرجها الاخوان المسلمون للوصول للحكم

الحكم على مدار تاريخنا هو قبلي اموي عباسي عثماني وبعده استعمار ليومنا هذا
 

Fernas

عضو مميز
وحبذا لو وضحتَ كلامك أكثر بخصوص شرعية انتخاب رئيس الدولة !!
باختصار :
أريد من الأدلة الشرعية والتاريخية وآراء العلماء عبر التاريخ الإسلامي ما يدل على شرعية انتخاب رئيس الدولة !!

الزميل المتبحر

تحية لك

الإشكالية تكمن في سؤالك يا عزيزي. فبمجرد أنك تطلب دليلاً شرعياً فإنك ضمناً تقول بأن هذا الأمر يدخل في جانب "الدين" ولا يجب أن نعمل فيه شيئاً إلا بفتوى. وهذا الأمر غير دقيق. لأن الصحابة أصلاً إجتهدوا في هذا الأمر بسبب إنعدام النص المنظم لهذه العملية. المشكلة أن من أتى بعدهم أصر على إعتبار آرائهم جزءاً من الإسلام وعقائده وتشريعاته، وهذا ببساطة ليس بصحيح.

أمر الحكم أمر دنيوي، لا تحتاج فيه دليل شرعي. بل الدليل التاريخي يتبدى في طريقة إستخلاف الخلفاء الأربعة والتي لم يأتي واحد منهم بطريقة مشابهة للآخر. أيضاً، لم يتكلم أي أحد منهم عن أية آلية للإستخلاف. حتى عمر إنما أتى بالستة عندما أحس بالموت.

ألا يكفي هذا كدليل على أن الأمر دنيوي؟

تحياتي
فرناس
 
الزميل المتبحر

تحية لك

الإشكالية تكمن في سؤالك يا عزيزي. فبمجرد أنك تطلب دليلاً شرعياً فإنك ضمناً تقول بأن هذا الأمر يدخل في جانب "الدين" ولا يجب أن نعمل فيه شيئاً إلا بفتوى. وهذا الأمر غير دقيق. لأن الصحابة أصلاً إجتهدوا في هذا الأمر بسبب إنعدام النص المنظم لهذه العملية. المشكلة أن من أتى بعدهم أصر على إعتبار آرائهم جزءاً من الإسلام وعقائده وتشريعاته، وهذا ببساطة ليس بصحيح.

أمر الحكم أمر دنيوي، لا تحتاج فيه دليل شرعي. بل الدليل التاريخي يتبدى في طريقة إستخلاف الخلفاء الأربعة والتي لم يأتي واحد منهم بطريقة مشابهة للآخر. أيضاً، لم يتكلم أي أحد منهم عن أية آلية للإستخلاف. حتى عمر إنما أتى بالستة عندما أحس بالموت.

ألا يكفي هذا كدليل على أن الأمر دنيوي؟

تحياتي
فرناس

أخي العزيز / فرناس !!

كلامك جميل ومقنع !!

ولكن يبقى في النفس شيء !!:)

ولكني بصراحة أشكرك كثيراً على طرحك الراقي واستقرائك الجميل للتاريخ ، فقد استفدتُ منه كثيراً ، ولفت نظري لأشياء نغفل عنها عند قراءة التاريخ !!

لك كل الشكر والتقدير أخي الفاضل / فرناس !!

ولا أنسى أن أشكر الأخ الفاضل / حمد !!:)
 

حمد

عضو بلاتيني
عزيزي المتبحر

الشكر لك انت :)

لانك بتساؤلاتك قد وفرت لنا معلومات قيمة اتت باجابات الزميل فرناس :إستحسان:, ايضا لا انسى اهمية هذه التساؤلات من اجل تسليط الضوء على بعض جوانب الموضوع .

تحياتي لك
 
أعلى