السكينة السكينة!!
أحداث مؤلمة في الايام الماضية لا يعرف الواحد منا كيف يعلق عليها، أحداث جعلت الحليم حيرانَ والحكيم صامتا والشجاع محجما، احداث محزنة مقلقة على أمن البلد ومستقبله بل وحاضره أيضا، صورة قاتمة كنا نتمنى لو استيقظنا في صبيحتها واتضحت بانها كابوس شيطاني واستعذنا بالله منه، فاذا هي حقيقة تنكشف فصولها ساعة بعد أخرى، فالاحلام والصور التي نشرت أشد إيلاما من الخبر نفسه ولا حول ولا قوة الا بالله!!
في رأيي ان القضية اكبر بكثير من ندوة تم ضرب القائمين عليها من قبل رجال الامن، والحادثة المؤلمة التي رأيناها ما هي الا مظهر من مظاهر المرض الخطير الذي استشرى في مجتمعنا، واسبابه كثيرة ومتعددة داخلية وخارجية، مرض اصاب المجتمع منذ سنوات وبدأ يستشري والصرخات ترتفع تحذر من هنا وهناك ولكن «لا حياة لمن تنادي».
المجتمع تمزق اربا اربا وانتشرت العداوة والبغضاء وسرت في نفوس الكثيرين، وبات البعض يتمنى الخلاص من البعض الآخر، الحضر والبدو، السنة والشيعة، وصل الحال بهذه الفئات الى درجة الخطر والانذار بالشرر، وحذرنا كما حذر الكثيرون قبلنا من خطورة الوضع القائم ولكن فتح الباب لمن يشحن النفوس ويغذي الكراهية واغلق الباب على من يريد الاصلاح وتهدئة الامور!!
ليست القضية انني مع نواب الامة الذين اجتمعوا في بيت النائب الفاضل «جمعان الحربش» او مع رجال الامن الذين ضربوا الناس بقوة واقتحموا بيت النائب، لان الترجيح واضح من صالح نوابنا وهذا في ظني رأي اغلب العقلاء، ولكن القضية هي هل سنسمح لهذا التطرف الخاطئ من رجال الداخلية ان يجر البلد الى منحدر لا نهاية له؟! وهل نرضى ان نجعل ما حدث شرارة لانفجار داخلي يأكل الاخضر واليابس؟! أم اننا سنسكت حتى نصل الى طريق اللاعودة وطريق الضياع؟!
انا احيي نوابنا الشرفاء، واعلم صدق نيتهم في التهدئة في تلك الليلة، والافلام تثبت ما قالوا وصرحوا، واكبر فيهم حبهم للاستقرار وذلك بايقاف ندواتهم، وارجو منهم مزيدا من التهدئة والسكينة، فأحيانا يحتاج المحارب الى استراحة، والموظف العامل الى اجازة، والمفكر الى تأمل والنائب المحاسب الى تهدئة واعادة الحسابات، خصوصا ونحن في زمن لا ينصفهم فيه الاعلام ولا تسود فيه الامانة، والاعلام دين الشعوب في هذا الزمن!!
«الحضر» أهلي و«البدو» ربعي، «السنة» مذهبي و«الشيعة» جيراني، «الحكومة» من يتولى امري و«المعارضة» العاقلة صوتي، نحن كلنا في سفينة تسير في بحر متلاطم الامواج، يمتلئ البحر بما يريد افتراسنا، والقراصنة المتربصون من حولنا، ومن خرق السفينة اغرق الجميع، ووقت العاصفة لا يسمع صوت المنقذين، وعند التدافع يتساقط البريئون، فهلا هدأنا قليلا وفكرنا سويا كيف النجاة وأين طريق الخلاص؟!
اسمع أصواتا من هنا وهناك عن نية لفتح قناة جديدة تدافع عن الاغلبية الصامتة، وهذا من حقهم بل هو الامر الطبيعي في مثل هذه الاحداث، ولكنني اتساءل لو تركت الحكومة انصارها في اعلامهم يهينون بعض الشعب ويسحقون كرامة الكثيرين، وقام اعلام حر مضاد فهل يعلمون ماذا ستكون النتيجة؟!.. فكروا قليلا ايها العقلاء!! فالقضية لن تكون ندوة يحضرها المئات بل قناة مفتوحة على مدار الساعة يشاهدها الاكثرون داخل الكويت وخارجها!!.. وفكروا ولو قليلا ايها المستشارون.. وليهدأ الجميع ولنتعاون على البر والتقوى، ولنصفِ نفوسنا، ولنترك تحريش الشيطان بيننا، ولتسكت الحكومة بعض المحرشين ممن يدعي حبها، ولتهدأ المعارضة في سبيل مصلحة الكويت اولا واخرا، وفي الفتن ينجو الصامتون، وحفظ الله البلاد والعباد من كل سوء وشر وهدانا الله لما اختلف فيه من الحق باذنه، والله المستعان على كل أمر.
٭٭٭
الومضة «الحادية والثمانون»: قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون}.
نبيل العوضي
alawadhi@alwatan.com.kw
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?id=74507
"""
نشكر الشيخ نبيل ونتمنى للبلد الأمان والسكينة
أحداث مؤلمة في الايام الماضية لا يعرف الواحد منا كيف يعلق عليها، أحداث جعلت الحليم حيرانَ والحكيم صامتا والشجاع محجما، احداث محزنة مقلقة على أمن البلد ومستقبله بل وحاضره أيضا، صورة قاتمة كنا نتمنى لو استيقظنا في صبيحتها واتضحت بانها كابوس شيطاني واستعذنا بالله منه، فاذا هي حقيقة تنكشف فصولها ساعة بعد أخرى، فالاحلام والصور التي نشرت أشد إيلاما من الخبر نفسه ولا حول ولا قوة الا بالله!!
في رأيي ان القضية اكبر بكثير من ندوة تم ضرب القائمين عليها من قبل رجال الامن، والحادثة المؤلمة التي رأيناها ما هي الا مظهر من مظاهر المرض الخطير الذي استشرى في مجتمعنا، واسبابه كثيرة ومتعددة داخلية وخارجية، مرض اصاب المجتمع منذ سنوات وبدأ يستشري والصرخات ترتفع تحذر من هنا وهناك ولكن «لا حياة لمن تنادي».
المجتمع تمزق اربا اربا وانتشرت العداوة والبغضاء وسرت في نفوس الكثيرين، وبات البعض يتمنى الخلاص من البعض الآخر، الحضر والبدو، السنة والشيعة، وصل الحال بهذه الفئات الى درجة الخطر والانذار بالشرر، وحذرنا كما حذر الكثيرون قبلنا من خطورة الوضع القائم ولكن فتح الباب لمن يشحن النفوس ويغذي الكراهية واغلق الباب على من يريد الاصلاح وتهدئة الامور!!
ليست القضية انني مع نواب الامة الذين اجتمعوا في بيت النائب الفاضل «جمعان الحربش» او مع رجال الامن الذين ضربوا الناس بقوة واقتحموا بيت النائب، لان الترجيح واضح من صالح نوابنا وهذا في ظني رأي اغلب العقلاء، ولكن القضية هي هل سنسمح لهذا التطرف الخاطئ من رجال الداخلية ان يجر البلد الى منحدر لا نهاية له؟! وهل نرضى ان نجعل ما حدث شرارة لانفجار داخلي يأكل الاخضر واليابس؟! أم اننا سنسكت حتى نصل الى طريق اللاعودة وطريق الضياع؟!
انا احيي نوابنا الشرفاء، واعلم صدق نيتهم في التهدئة في تلك الليلة، والافلام تثبت ما قالوا وصرحوا، واكبر فيهم حبهم للاستقرار وذلك بايقاف ندواتهم، وارجو منهم مزيدا من التهدئة والسكينة، فأحيانا يحتاج المحارب الى استراحة، والموظف العامل الى اجازة، والمفكر الى تأمل والنائب المحاسب الى تهدئة واعادة الحسابات، خصوصا ونحن في زمن لا ينصفهم فيه الاعلام ولا تسود فيه الامانة، والاعلام دين الشعوب في هذا الزمن!!
«الحضر» أهلي و«البدو» ربعي، «السنة» مذهبي و«الشيعة» جيراني، «الحكومة» من يتولى امري و«المعارضة» العاقلة صوتي، نحن كلنا في سفينة تسير في بحر متلاطم الامواج، يمتلئ البحر بما يريد افتراسنا، والقراصنة المتربصون من حولنا، ومن خرق السفينة اغرق الجميع، ووقت العاصفة لا يسمع صوت المنقذين، وعند التدافع يتساقط البريئون، فهلا هدأنا قليلا وفكرنا سويا كيف النجاة وأين طريق الخلاص؟!
اسمع أصواتا من هنا وهناك عن نية لفتح قناة جديدة تدافع عن الاغلبية الصامتة، وهذا من حقهم بل هو الامر الطبيعي في مثل هذه الاحداث، ولكنني اتساءل لو تركت الحكومة انصارها في اعلامهم يهينون بعض الشعب ويسحقون كرامة الكثيرين، وقام اعلام حر مضاد فهل يعلمون ماذا ستكون النتيجة؟!.. فكروا قليلا ايها العقلاء!! فالقضية لن تكون ندوة يحضرها المئات بل قناة مفتوحة على مدار الساعة يشاهدها الاكثرون داخل الكويت وخارجها!!.. وفكروا ولو قليلا ايها المستشارون.. وليهدأ الجميع ولنتعاون على البر والتقوى، ولنصفِ نفوسنا، ولنترك تحريش الشيطان بيننا، ولتسكت الحكومة بعض المحرشين ممن يدعي حبها، ولتهدأ المعارضة في سبيل مصلحة الكويت اولا واخرا، وفي الفتن ينجو الصامتون، وحفظ الله البلاد والعباد من كل سوء وشر وهدانا الله لما اختلف فيه من الحق باذنه، والله المستعان على كل أمر.
٭٭٭
الومضة «الحادية والثمانون»: قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون}.
نبيل العوضي
alawadhi@alwatan.com.kw
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?id=74507
"""
نشكر الشيخ نبيل ونتمنى للبلد الأمان والسكينة