والينا أدام الله والينا

أما قبل :

إنا كان ثمة تشابه بين الولاية التي أحدثكم عنها وبين ولاية أخرى تقبع على أرض الواقع فهذا من قبيل الصدف اللامحموده.

ثم أما بعد :

في هذه الفترة من تاريخ احدى الولايات التي يعود تاريخها للعصور الوسطى انتشرت ولأسباب غير

مفهومة أمراض الرعية وشكاواهم من الخدمات الصحية التي تقدمها الولاية ، فاجتمع المجلس

الاستشاري للولاية وهم عبارة عن مجموعة كبيرة من الحجَاب السابقين ، فكل حاجب يبلغ أرذل

العمر ولا يستطيع القيام بعمله في حجب الناس ومشاكلهم عن الوالي كما ينبغي فإنه يصدر مرسوم

من الوالي بتعيينه مستشاراً في مجلس يتدارس أحوال الرعية بحكم خبراتهم السابقة .

لهذا اجتمع المجلس وأجمع أن أهم مواطن في هذه الولاية هو الفقر ، فالفقر مواطن صالح يقدم

خدماته للولاية دون منّ ولا أذى ، ومهمته الأساسية هي إشغال الرعية في أنفسهم وابعادهم عن

رجس السياسة وقذارتها ، ولأهمية الفقر في حياة الولاية وراحة الوالي ونقاء سريرة الرعية ، فقد

أجمع المجلس على إنشاء صندوق لمعالجة الفقر خوفاً عليه من أن ينهكه المرض فيعجز عن

القيام بدوره !

وكان بالفعل قراراً حكيما دل على حنكة وخبرة هؤلا المستشارين ، فقد تعافى الفقر بعد علاجه

وأصبح قوياً لا يقهر ويتنقل بين الرعية بكل أريحية ودون أن يعترض طريقه أحد !


كان هذا هو المحور الأول الذي عمل عليه المجلس لحل مشكلة كثرة الأمراض ، فالفقر يقوم بدوره

ويجعل الناس تنتظر المرض ومن ثم الموت هرباً من مواجهة الفقر الذي يعيش أجمل أيامه !

أما المحور الثاني فكان حث ديوان الصحة في الولاية على القيام بحملات توعوية للرعية والتركيز

في وسائل الإعلام والنشرات والمطويات على أن المرض ابتلاء من الله لعباده وأن الشكوى من

المرض خطر عظيم على عقيدة الناس ، وأنه يجب على الناس الإيمان بالقضاء والقدر !

كما اقترح المجلس الموقر على ديوان الصحة أن يرفع شعاراً على كل مصحات وموروستانات

الولاية يكتب فيه بخط واضح " إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه " !

وكان اقتراحاً في مكانه أيضاً فقد آمنت الرعية إيماناً لا يخالطه شك ولا ريب أنهم أحباب الله !


لهذا ضجت المساجد بالدعاء للوالي وكثرت أهازيج الأطفال هاتفين بهذه الأبيات :

والينا ادام الله والينا رآنا أمةً وسطاً ***فلم يبقي لنا دنيا ولم يبقي لنا دينا

أدام الله ولينا
 
من باب الأمانة العلمية التي سنسأل عنها يوم القيامة فالمقالة ليست لي إنما لكاتب سعودي يدعى عبدالله القرني .
وأنا نقلتها بتصرف .
كان من المفترض التنويه عن ذلك في المقاله ولكني نسيت وما أنساني إلا الشيطان أن أذكره واتخذ المقال سبيله سرباً .

لذلك اقتضى التنويه حتى لا ينخدع أحدكم بي :)
 
أعلى