"عــاصــفــة الــصــحــراء" القطريه ..!!

Alazraq

عضو بلاتيني
bu307452.png




مثل فرحة «الغواص»، عندما يقتلع «الدانة» من جوف «المحارة»، على إيقاع «لفجري»، وآهات «النهام»، التي تخرق سكون البحر، وتكاد تمزق ضلوع الــصدر، عـــندما يـــــــردد مواويـــــــــلـــــه ويــــــقـــــــول: «أووووووووووه.. يا مااااااااااال»...

فينطلق «نداء الهيرات» في مغاصات اللؤلؤ، الذي تعطره رائحة البحر وتطربه موسيقى الأمواج، عندما يرد عليه البحارة بصوت واحد، يخرج من أعماقهم فوق ظهر السفينة:

«إاااااااايه»

.. ومثل فرحة «القناص» في صباحات «المقناص»، عندما يمسك بيديه «الحبارى»، ويخلصها من مخالب «الصقر»، فيبتسم ابتسامة النصر، وهو جاثم على رمال الصحراء، الممتدة أمامه على مد البصر...

..مثل هذا وذاك كانت فرحتنا، أمس، بفوز منتخبنا الكروي على نظيره الكويتي، وصعوده إلى الدور التالي في بطولة كأس آسيا، وهو الصعود الغالي، الذي أسعد البعيد والداني من الجماهير الغفيرة، التي لم تبخل في تشجيع منتخبها العنابي طوال شوطي المباراة الأول والثاني.

لقد تأرجحت مشاعرنا بين بر وبحر، ومد وجزر، حتى تحقق النصر، الذي يجعلنا نشعر بالفخر، لأداء منتخبنا.. منتخب قطر.

إنـــه منتـــخــبـنا الــــذي تجـــاوز مرحلة الخطر، فأسعد كل من حضر مباراته الحاسمة مع الكويت، أو تابعها عبر شاشة «التليفزيون» في البيت.

كانت رأسية «سباستيان» في الدقائق الأولى مؤشرا على النزعة الهجومية، والرغبة القطرية في تحقيق الفوز لإسعاد الجماهير في هذا اليوم.

.. ويمكن القول إن بداية منتخبنا كانت تدل على أننا سوف نستمتع بأداء مثالي لمنتخبنا العنابي، بل لن نبالغ إذا قلنا إنها كانت «عاصفة» لا تقل في قوتها عن «عاصفة الصحراء».

ثم جاءت الدقيقة الحادية عشرة، فكانت رأســية قائد العنابي «بلال» عال العال ، لتعلن هدفاً قطرياً في شباك الحارس الكويتي نواف الخالدي، الذي كان يرتدي قميصاً يحمل رقم «22»، وكأنه يحتفل عـــلى طريـــقـته

بفـوز قــطـر بشــرف اسـتضافة مونديال 2022 .

.. وجاءت لحظة تعزيز التفوق القطري، وتأكيد التألق العنابي، عندما سدد «جدو» صاروخاً قطرياً، لم تستطع أجهزة الرادار الكويتية ومنصات «باتريوت» المنصوبة في الدفاع الكويتي أن ترصده!

لم تكن المباراة «حواراً» كروياً فحسب بين المنتخبين الشقيقين المتنافسين على انتزاع بطاقة الصعود في المجموعة الأولى، ولكنها كانت «استجوابا» كروياً مثيراً للمنتخب الكويتي تحت عيون وأنظار «الأمة»، وجّه خلاله منتخبنا لمنافسه العديد من الأسئلة المهمة.

كان السؤال الأول في ذلك «الاستجواب» الكروي، الذي وجّهه منتخبنا العنابي إلى نظيره «الأزرق»....

لماذا تريد أن تحرمني من مواصلة مشواري نحو كأس البطولة؟

.. ولماذا تريد أن تحرجني على ملعبي ووسط جمهوري؟

.. ولماذا هزمتني في «دورة الخليج» الأخيرة في اليمن، وقطعت طريقي المتجه إلى «أبين» و«عدن»؟

هكذا سارت أحداث المباراة المثيرة.. سؤال قطري يلد آخر، وهجمة عنابية تلد أخرى، يقودها هجوم منتخبنا باتجاه مرمى المنتخب المحاصر، حتى تحقق الهدف من ذلك «الاستجواب» الكروي الجماهيري.

كانت المباراة عبارة عن «كر وفر»، كان خلالها منتخبنا هو الأخطر.. فضغط على منافسه أكثر فأكثر، ليجبره على الإجابة عن سؤال واحد محدد وهو:

أمامك رجال قطر.. فأين المفر، وحولك كل هؤلاء البشر، الذين يشجعون العنابي فاستسلم ولا تتكبر، لأنك سوف تجبر، على تجرّع مرارة الهزيمة بالعزيمة القطرية والإرادة العنابية؟

كــــان الحـــكـــــم السنــــغـــــافـــوري عبد الملك عبد البشير، الذي أدار المباراة، يقوم بدور «رئيس البرلمان» الذي يحقق العدالة والنظام، ليخرج المباراة إلى بر الأمان، لأنه كان صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الميدان، وكان يحرص على تطبيق بنود ومواد «الدستور» الكروي، وهو قانون كرة القدم، وتعليمات الاتحاد الدولي (فيفا).

وما من شك في أن الهدف الأول، الذي أحرزه منتخبنا، كان «دستوريا»، أما الثاني فكان «قانونيا»، ولو توقفنا عند الثالث فقد كان «استعراضياً» أحرزه «سيزار» بمهارة، لتستقر الكرة العنابية «على اليسار».

..ولأن «الثلاثية» القطرية كانت «دستورية»، فلم يستطع الكويتيون الاعتراض عليها، ولم يحتجوا على قرارات الحكم، كما فعلوا مع نظيره الاسترالي بنيامين، الذي أدار مباراتهم الأولى مع الصين.

..ولعل أجمل شيء في ذلك «الاستجواب» الكروي القوي، أنه سار بطريقة «حضارية» دون أية صدمات أو صدامات أو اعتداءات.. ولا حتى «عذابات».. فسارت المباراة الأخوية بطريقة ودية.

.. ولأن الحكم أدار المباراة داخل الملعب وكأنه وزير من «وزراء الداخلية» كان حريصا.. على «تطبيق القانون» و«ترسيخ العدالة»، فلم تكن هــــناك أية شبهة في المباراة تدفعه إلى «تقديم الاستقالة»!

.. ويمكن القول إن هتافات الفرح، التي انطلقت من حناجر الجمهور القطري الليلة الماضية كانت مثل «صوت السهارى»، فلم يكن ينقص ذلك «العيد الكروي»، الذي أسعد جماهير العنابي، سوى حضور الراحل «عوض الدوخي»!

كانت حركة لاعبي الكويت بطيئة، وأقدامهم ثقيلة، وكأن أحذيتهم لا تستطيـــع أن تحــملــهم لعــبــور «درب الزلق» القطري، حتى لو حاولوا الاستفادة من خبرات «قحطه» في صناعة «الجواتي».

.. ووسط تلك «الأقدار» التي عاشها الكويتيون، فقد بحثوا عن «حسينوه»، ليخرجهم من ذلك «المأزق»، فلم يجدوا سوى «أم عليوي» تجلس وسط المتفرجين تشجع منتخبهم «الأزرق»!


احمد علي





المصدر :

http://www.al-watan.com/viewnews.aspx?n=E3C85643-8213-4369-B3CA-903526F3C5BF&d=20110117&writer=1







التعليق :

يحليله الكاتب يعد المسلسلات الكويتيه و ما ينلام الصراحه خفيف دم ..

بس إللي ضحكني أكثر لما ذكر بعض المصطلحات وهو يوصف منتخبه مثل :

غواص و دانه و محاره و لفجري و النهام و الهيرات و المقناص و الحبارى .. إلخ

بالوقت إللي ثلاث أرباع لاعبين منتخب قطر ما يعرفون النشيد الوطني ..!!
 
أعلى