عويد العنزى
عضو فعال
لقد حذرت فى مقال سابق(القبائل والزحف الاحمر) من انتشار العنصرية ,وهذا المقال ليعرف الجميع ماذا سوف يحدث اذا تركت العنصرية تسرح وتمرح فى مجتمعنا الصغير ولم نضع ايدينا على الجرح لكى لايصبح (ورم) سرعان ما يتسرطن ويكون عامل يمزق المجتمع الكويتى من الدخل ليسهل ابتلاعه من الخارج.
(جيل الله) هو لقب اطلقته على اشخاص موجودين فى كل اطياف المجتمع الكويتى واكثرهم فى القبائل ,وهم جيل يعتقد ان الحكومة بمثابة الله ترفع من تشاء وتذل من تشاء(مثل شيخ القبيلة قديما ),ويعتقد ان ما تمنحه الدولة من خدمات للمواطنين من صحة وتعليم هى منحة منها وليس واجب عليها كباقى حكومات الدول ,واغلبهم لايعرف الدستور ولا الحقوق ولا الواجبات ,وكل ما كلمتهم وخاصة اثناء الانتخابات قالوا لك احمد ربك حنا احسن من غيرنا,ولا يعرفون ان الخير الذى هم فيه نتيجة لمطالبات الجيل الوطنى القديم الذى طالب بالدستور والحريات وليس منحه او هبة من احد ,اغلب (جيل الله) مات ومن بقى تغير نتيجة لما يحدث فى البلد عندما راى التغير فى كل شى ,ولاحظ الضغط على القبائل ونعتهم بصفات(لفو وطراثيث) مع صمت حكومى مطبق ,ولاحظ انتشار العنصرية فى كل شى حتى التحقيق مع المطيرى ونعته بانه (لفو وطرثوث ),ولاحظ انهم ينظر لهم مواطنين من الدرجة الثانية وانتشار كلمه(كلونا البدو) فى كل مكان وزمان بل قيلت فى اجتماعهم الشهير فى ديوانية نائب سابق مع صمت مطبق من الحضور اذا لم نقل استحسان, واصبح بعض الاشخاص الذين ينشرون العنصرية من شخصيات البلد لدرجة ان يستنكر مجلس الوزراء تعرضه لمشاجرة بل تقوم شخصيات كبيرة بزيارته فى المستشفى والتحمد على سلامته.
وليست العنصرية حكرا على القبائل بل انتشرت فى مناطق ما يسمى ال(الحضر) , ما سمعته من مدرسين فى عدة مدارس فى العاصمه ان هناك انتشار للعنصرية بين طلبة(الابتدائى)تصل الى حد المشاجرات بين اولياء الامور(سنى وشيعى ,اصيل وبيسرى) اى ان العنصرية وصلت الى ما يسمى(الحضر )انفسهم وهذا دليل ان العنصرية ليست مقتصرة على القبائل وقبلهم الشيعة ,بل اصبحت بين كل الفئات وفى كل مكان وهذا هو الاخطر والادعى للحديث عن ذلك المرض المدمر لكل مجتمع ودولة (لبنان ) على سبيل المثال.
وفى ظل هذه الظروف وانتشار العنصرية وتمزيق شرائح المجتمع الكويتى الصغير خرج جيل غاضب مشحون بين القبائل التى كانت هى اكثر من يتعرض لتلك العنصرية التى وصلت الى التشكيك بالولاء فى هذا الوقت ,وهذا الجيل اطلقت عليه( جيل يوم القيامة) وهو جيل يملك روحا لاتعرف الكلل او الملل ولا الخوف ولا الوجل ,وهذا الجيل اذا لم تتوقف الحملة العنصرية سوف يفلت من عقاله وعندها سوف ندفع الثمن جميعا,وتكون هذا الجيل نتيجه لعدة عوامل عنصرية وتغاضى حكومى وحتى من جمعيات المجتمع المدنى وحتى بعض الشخصيات الوطنية ,وفى عدة مناسبات كنت احضر لندوات ضد العنصرية كان الحديث انشائى وجميل ولكن لا يلامس الجرح بل كان حديثا عن الوطنية والوطن وليس حديثا يقول الحقيقة ولا يلامس الجرح.
وما تحرك جهاز امن الدولة للقبض على بعض الشخصيات( الكومبارس) وليس روؤس الفتنة الا متاخرا,ولكنه اثبات لما يحدث فى البلد من نشر للعنصرية وما تحدثه من تهديد لامن البلد الداخلى والخارجى, فقد وقع الفاس بالراس وانتشرت العنصرية فى مجتمعنا الصغير.
الم يحن الوقت لنقوم بمحاربة العنصرية بل مكان وخاصة اجهزة الدولة وقوانينها خاصة قانون الجنسية العنصرى الذى جعل المواطنين درجات(اولى وثانية وسابعه وخامسة وثامنه),الم يحن الوقت لنتعلم قبول الطرف الاخر وننصهر جميعا تحت مسمى مواطنيين كويتيون مهما اختلفت اصولنا ومناطق هجراتنا الى هذا الوطن الذى يجمعنا.
رسالة الى كل عنصرى :اذا لم تقبل الطرف الاخر فلك خيارين اما ان تموت بغيظك او تهجر الكويت ,فالمجتمع الكويتى خليط تجانس واصبح شعب واحد يسمى الشعب الكويتى.
عويد شنان العنزي
Q8m37@hotmail.com